عندما تشتعل المحبة بصيغة “+O”

سوريا | تحركٌ كبير شهدته صفحات التواصل الاجتماعي على “فيسبوك” العامة والخاصة في سورية عموماً و حلب خصوصاً، بهدف جمع أكبر قدر ممكن من المتبرعين بالدم من زمرة (O إيجابي) من أجل علاج الشابة باميلا سطانم من شبيبة دون بوسكو بحلب…

والشابة باميلا طالبة في جامعة حلب كلية الطب البشري في السنة الخامسة.

عانت منذ حوالي شهرين من عدة أعراض فاستدعت حالتها الصحية التزوّد ببلازما الدم بشكل كبير (بمعدل 13 كيس في الجلسة) وعلى عدة جلسات.

وهنا نذكر معلومة طبية أن كيس البلازما الواحد يتم الحصول عليه من 7 أكياس من الدم، وهذا ما يفسر الحاجة الكبيرة والعاجلة لأكبر عدد ممكن من المتبرعين، لتأمين كميات البلازما المطلوبة.

لذلك انتشرت الأخبار والنداءات الكثيرة بداية على مستوى حلب ثم على مستوى سورية كلها للتبرع..

فكانت النتيجة اليوم صباحاً.. على باب بنك الدم..

بتجمع أعداد هائلة من الأشخاص الشباب وكبار السن والعاملين الذين يعرفون ولا يعرفون باميلا، مسلمين ومسيحيين، الذين تهافتوا من أجل تجديد وعد المحبة من الإنسان لأخيه الإنسان..

تم اليوم الحصول على الكمية المطلوبة من البلازما لجلسة اليوم فقط، وسيتم استقبال المتبرعين غداً أيضاً لتأمين الحاجة من البلازما للجلسات القادمة..

وهنا نذكر أن الناس المتجمعة، لم تقبل بمغادرة المكان إلا حتى تأكدوا من أنهم لن يحتاجوا للمزيد من البلازما اليوم، وحتى تأكدوا أيضاً أن بنك الدم سيستقبلهم غداً للتبرع من أجل الجلسات القادمة..

لطالما قلنا إننا فقدنا الأمل بوجود الخير في هذا الزمن، لكننا في كل موقف إنساني إسعافي نجد كم التعاضد والتجاوب بين السوريين، واليوم نشهد حباً صادقاً وتجاوباً لا مثيل له من أجل باميلا..

في حين لم يتوانَ السالزيان سواء في مدينة حلب أو خارجها وفي كل الشرق الأوسط من تقديم الدعم القريب والبعيد لباميلا، وتشجيعها ودعمها حالهم كحال شبيبة دون بوسكو في المركز من أصدقاء وأخوة وعائلات، الذين وقفوا بجانبها منذ البداية وحتى هذه اللحظة!

#شكراً_باميلا_جمعتينا

سالزيان الشرق الأوسط

دون بوسكو العبقري.. الذي عرف كيف يجعل شبيبته سعداء!

أعزائي القراء والأصدقاء، عام 2021 سنحتفل بالذكرى المئوية لوفاة خليفة دون بوسكو الثاني، الأب. بول ألبيرا Paul Albera، الذي سماه دون بوسكو باولينو.
في الواقع، روى الأب ألبيرا بنفسه، بعد أن أصبح ساليزيانياً، في إشارة إلى الصورة الشهيرة التي “ظهر” فيها دون بوسكو كما لو كان يسمع اعتراف أحد أولاده، مع كثيرين آخرين حوله، كيف “كان على دون بوسكو أن يختار أحدهم ليأخذ مكان على المركع وكأنه يعترف بخطاياه. نظر حوله وابتسم وقال: “باولينو.. تعال إلى هنا.. اركع وضع جبهتك على جبهتي، حتى لا نتحرك!”

وذلك لأن الصور بذلك الوقت كانت تتطلب ثباتاً كاملاً لعدة دقائق..

هذا هو دون بوسكو القادر على جعل جميع أولاده – وكل واحد منهم بشكل شخصي – يشعرون بأنهم محبوبون، وأنهم كانوا مميزين حقاً وأن لدى كل منهم مخطط رائع للحياة، لأنها مخططات الله لهم.

في الواقع، سأعبر عن قناعتي القوية بأن دون بوسكو لديه القدرة الكبيرة على جعل أولاده يختبرون الحياة كاحتفال، والإيمان كسعادة.. يبدو لي أن هذه الميزة تعد إحدى هدايا دون بوسكو العظيمة.

ففي كثير من الأحيان، وبمحاولة مني للتغلغل بعمق في قلبه قدر المستطاع، فكّرت في هذه النعمة، لأن هذه النعمة قادرة على تحويل كل شيء لأمر مختلف:

وهي القدرة التي أنعم بها الله عليه لجعل الحياة اليومية العادية بأعبائها ومتاعبها وما فيها من جوع وعطش، سبباً للعيش بفرح.. وهذا ما كان عليه دون بوسكو، حيث ساعد أولاده على الشعور بالسعادة لأنهم يحبون الله ويحبونه.

أخبروني! أليس هذا شيئاً نموذجياً لشخص عبقري تربوي حقاً؟!

منذ عدة سنوات، عندما شاهدت فيلم Life Is Beautiful، تأثرت بشدة بحب هذا الأب وأيضاً العبقرية التي كان يتمتع بها لجعل ابنه الصغير يختبر رعب معسكر الاعتقال كمغامرة، وأحياناً كلعبة، هذا أمر يدعو للدهشة!
قد يقول شخص ما أن الشيء الوحيد الذي فعله الأب في الفيلم هو خداع ابنه..
لا.. ليس الأمر كذلك، هذا الأب كان لديه العبقرية، بدافع الحب، في جعل ابنه الصغير يعيش الواقع، الواقع الوحيد الذي كان موجوداً، بطريقة لا تسحقه برعب كل يوم، بطريقة سمحت بابتسامته ونور وجهه ألا يختفي أبداً.

كان دون بوسكو معلماً في هذه الموهبة.. لقد كان عبقرياً في معرفة كيفية العثور على السعادة وأسباب الأمل في الأشياء الصغيرة، في علامات الانتباه التي كرسها للجميع، في الإيماءات البسيطة التي يبدو أنها تضيع في العادات اليومية ولكن لها أهمية كبيرة وقيمة كبيرة جداً.

هذا تراث ثمين تركه دون بوسكو للسالزيان ولبنات مريم أم المعونة، ولعائلته السالسية بأكملها: بأن يكونوا رجالاً ونساءً يبحثون كل يوم عن هدية التعاطف لمقابلة الأولاد والبنات، بشكل ملموس فعلياً والشعور الحقيقي باللقاء مع كل شخص – أيضاً مع الأشخاص الخجولين – مع أولئك الذين يرون أن لديهم قدراً أقل من القدرات والمواهب؛ أن يكونوا نساءً ورجالاً قادرين دائماً على اتخاذ الخطوة الأولى عندما يتعلق الأمر بالوصول إلى الشباب، الذين يسعون إلى التعامل مع الجميع باحترام، مع الرغبة في الفهم والمساعدة، مع السعادة في التواجد بينهم، وعلى وجه الخصوص من هم بأمسّ الحاجة إليها..

هذه هي المودة السالسية Salesian amorevolezza: عاطفة حقيقية كمعلمين يجمعون بين الدفء الإنساني والرقة الروحية.

لهذا ولغير ذلك بكثير، شعر كل فتى في مركز دون بوسكو أنه الشخص الذي أحبه دون بوسكو، كما لو كان الصبي الوحيد.

دعونا نحوّل كل مساحة تعليمية، وكل منزل سالسي، وكل لقاء شخصي، لسبب نشعر من خلاله بأن الحياة جميلة، إنها تستحق العيش كما هي، وبأنها هبة من الله، وهكذا يجدر بنا أن نعيشها.. كاحتفال حتى في الأيام المظلمة، وحياة نعيشها ممتلئة بالنور الذي يأتي من التخلي عن الذات والثقة في إله الحياة.

ولذلك فنحن لن نتحرك!”

نقلاً عن وكالة الأنباء السالزيانية _ Ans

مشاعر تاريخية عن لحظات تاريخية! زيارة البابا فرنسيس للعراق – 2021

بعد 15 شهراً من التوقّف بسبب انتشار فيروس كورونا، زار البابا فرنسيس العراق في الخامس من آذار/ مارس 2021 حتى الثامن منه، هذه الزيارة التي تعتبر عنوان أول رحلة حج للبابا في بلاد إبراهيم ويونان وهي حلم يوحنا بولس الثاني العائد لسنة 2000.

حرص الأب الأقدس من خلال هذه الزيارة على التواصل مع مختلف مكونات الشعب العراقي وهي بلا شك زيارة مهمة لمنطقتنا كونها حملت العديد من رسائل التضامن مع ضحايا العنف والإرهاب وتعزيز قيم الأخوة والمواطنة في العراق والمنطقة للسير في طريق التعايش والسلام.

في اليوم الأول للزيارة تم استقبال البابا فرنسيس في مطار بغداد الدولي والتقى مع رئيس الوزراء العراقي بعدها توجه إلى القصر الرئاسي حيث أقيمت مراسم الترحيب والتقى بعدها رئيس جمهورية العراق والسلطات المدنية والسلك الدبلوماسي.

ثم توجه إلى كاتدرائية “سيدة النجاة” للسريان الكاثوليك في بغداد حيث التقى الأساقفة والكهنة والمكرسين والإكليريكيين وأساتذة التعليم المسيحي.

في ختام اليوم الأول من الزيارة الرسولية كان للبابا لقاء، مع عدد من الطلاب المستفيدين من برنامج مؤسسة Scholas Occurrentes في بغداد، وهي المؤسسة التي أنشأها البابا فرنسيس نفسه والمتواجدة اليوم في 190 بلداً حول العالم، وهي تطلق مبادرات تكنولوجية، رياضية وفنية تعزز التربية على ثقافة التلاقي.

خلال اللقاء الذي تم في مقر السفارة البابوية في بغداد تسنت لهؤلاء الطلاب المنتمين إلى مذاهب وديانات مختلفة فرصة الحوار مع البابا فرنسيس الذي دعاهم إلى الحفاظ على شعلة الرجاء مضيئة، وعدم التخلي عن أحلامهم وتطلعاتهم وعلى البحث عن النجوم التي يمكن أن تضيء مسيرتهم.

تضمَّن برنامج ثاني أيام الزيارة لقاء بين الأديان في “أور”، أرض أبينا ابراهيم. حيث وجه قداسته كلمة شدد فيها على الأخوّة والمحبة والعمل على أن تصبح العائلة البشرية مضيافة ترحب بجميع أبنائها، واحتفل بالقداس الإلهي في كاتدرائية “مار يوسف” للكلدان في بغداد.

في اليوم الثالث توجّه الحبر الأعظم من بغداد إلى إربيل حيث التقى في قاعة الشرف الرئاسيّة في مطار إربيل رئيس ورئيس وزراء إقليم كردستان العراق، توجّه بعدها إلى الموصل حيث توقف في حوش البيعة للصلاة عن راحة نفس ضحايا الحرب.

انتقل بعدها إلى كنيسة “الطاهرة” الكبرى في قره قوش حيث تلا صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين، بعدها عاد إلى إربيل حيث احتفل عصر الأحد بالقداس الإلهي في ملعب “فرنسو حريري”.

غادر البابا فرنسيس مطار بغداد الدولي حيث تمت مراسم الوداع الرسمي عائداً بعدها إلى الفاتيكان حاملاً العراق وشعبه في قلبه وصلاته.

تحدث الكاردينال لويس روفائيل ساكو بطريرك بابل للكلدان عن أهمية هذه الزيارة للمسيحيين والمسلمين، فمع وصول قداسة البابا للعراق بلغت هذا البلد رسالة تعزية وسلام، وذكَّر بما وصفها بالمفاجأة لرؤية الجموع المستقبِلة للبابا فرنسيس والهاتفة ترحيباً به. وقال في هذا السياق إن كثيرين قالوا للمسيحيين إن لديكم كنزاً هو أب بمثل هذا التواضع يصغي إلى الأشخاص ويحبهم.

أضاف أيضاً أنه سيكون لها تأثير كبير على الحياة الاجتماعية والسياسية وخاصة فيما يتعلق بالسلام والاستقرار وعلى الثقافة، وعن تغيير في العقلية فيما يتعلق باحترام الآخرين وإنهاء العنف والتطرف.

وعن لقاء الأب الأقدس مع آية الله السيستاني أكّد الكاردينال ساكو أن هذا الحدث هام بالنسبة للمسلمين، ثم ذكَّر باللقاء بين الأديان في أور وقال “صلينا معاً جميعاً من أجل السلام والأخوّة”

ثلاثة أيام تقاسَم الأب الأقدس مع هذا الشعب آلامه ورجاءه.

تفاعل الشبيبة والعائلات العراقية مع هذه الزيارة و خبراتهم عنها..

تحدثنا لعدد من الشباب والأشخاص العراقيين المتواجدين في لبنان وهم من شبيبة وعائلات دون بوسكو.. والذي رووا مشاعرهم عقب هذه الزيارة..

فتحدث الشاب فادي النباتي قائلاً:

“زيارة البابا فرنسيس للعراق ستجني ثمارها ويسمع صداها في كل أرجاء العالم

فجميع الناس التفتت إلى هذا البلد العريق وما فيه من حضارات عريقة ومسيرات لأبي الأنبياء، تعرف الناس إلى هذا الشعب المسكين المغلوب على أمره وكم كان حجم فرحه بهذه الزيارة البسيطة من شخص بسيط مثله..

عرف العالم أنّ العراق ليس بلد إرهاب ولكن تُمارَس على أرضه كل أنواع الإرهاب..

عرف العالم أن العراق ليس مصدراً لداعش وأن الشعب العراقي متماسك بكل طوائفه وأديانه عدا بعض الحالات المنفردة التي توحي إلى التعصب وعدم التفتح وتقبل الآخر كما هو..
شكراً للبابا فرنسيس إلى لفتته الرائعة وشكراً له من قلب مليء بفرحة عارمة بسبب الفرحة التي زرعها هو في قلوب شعبنا

نتمنى في الأيام القادمة أن نلقاك ونشكرك من أعماق قلوبنا

سنكون معك في صلواتنا..”

في حين تكلمت الشابة رندة گوبولا عن زيارة البابا فرنسيس لبلدها العراق قائلة أنها:

“كانت حلماً وأصبحت حقيقة وكنتُ أتمنى لو كنت هناك ولكن بالرغم من إني بعيدة فأنا أشعر بفرح كبير جداً وبفخر كبير لأن البابا بزيارته للعراق أظهر للعالم أجمعين عظمة هذا البلد العريق وأظهر جمال وكرم شعبه بكل أطيافه بالرغم من معاناته.. زيارة البابا حملت معها السلام لجميع أبناء العراق داخل وخارج البلاد.. فشكراً لك يا بابا فرنسيس على هذه البركة وشكراً لأنك أدخلت الفرحة لقلوبنا جميعاً!”

أما ميرنا كاندلان فتروي لنا:

“في البداية بالنسبة لي كنت فرحة لفرح الشعب قبل قدوم البابا للعراق، كنت أقول أنا لست هناك فلا أتخيل أنني سأهتم كثيراً لكن يكفي أن أبناء وطني فرحين

لكن فعلياً عند رؤية البابا وهو يصل بطائرته إلى بغداد شعرت بشعور أقل ما يوصف بالفرح والسعادة دموعي خانتني وقتها لم أفهم لماذا وأنا كنت أظن أنني لم أهتم بسبب البعد لكن وصول البابا للأراضي العراقية أعاد إلينا شعور الفرح الذي فقدناه من مدة.

زيارته للكنائس مثل سيدة النجاة التي شهدت مجزرة بحق أبناء شعبنا كان فخراً وسعادة لنا.

تقبيله للعلم العراقي الذي كان فيه بعض من دم شهيد من شهداء ثورة تشرين الأبطال هذا المشهد حقيقةً هو أكثر مشهد هزني من الداخل شعرت أنه يقول لنا أنا معكم وأشعر بجرحكم.

وزيارته ل أور والنجف هي رسالة سلام وتعايش بمحبة..

وزيارته للموصل التي احتلها داعش ودمروا كنائسها وقراقوش الرائعة وإربيل وعنكاوا الحبيبة شعرت هنا بمحبة هذا الرجل وتواضعه رغم التعب والمسافات لكنه جاء ليخبرنا أنه يشعر بألمنا ووجعنا وأنه وإن كان ليس بيننا لكننا دوماً في قلبه وصلاته.. فحقاً نحن فرحين بزيارة رجل المحبة والتواضع لأرضنا..”

والسيدة العراقية مارلين إيليا.. فتبدأ خبرتها بالتطويبة “طُوبَى لِلْحَزَانَى، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ. (متى٤:٥)”

وتسترسل فتقول: “كان حلماً أو شبه خيال أن يتحقق لأي مؤمن مسيحي أن يصل إلى روما ليلتقي بمعلم المحبة والسلام، لكن أن ينقلب الحلم وهو الذي يأتي إلينا، هذا كان المستحيل بعينه.. نعمة وبركة من ربنا يسوع ، شكراً لك يا قداسة البابا فرنسيس لإدخال الفرحة والبهجة والطمأنينة لقلوب العراقيين المتألمين المضطهدين رغم كل جروحاتهم استقبلوك بالحب والتهليل والأهازيج، حتى نحن -البعيدين- عن أرض الوطن غمرتَنا بفرحة لا مثيل لها نسينا همومنا وتهجيرنا ومن دون أي وعي أصبحنا نصفق ونهلل ونقفز من مكاننا فرحاً عند دخولك أرض العراق..
آهٌ يا وطني آهٌ يا بابا فرنسيس لو تعلم كم أننا شعب راسخ عميق الإيمان.. متعلّق بالقيم العريقة.. هنيئاً لكل من قابلك هنيئاً لنا هذا اليوم الذي مسّ قلوبنا بالرجاء

يوماً سيبقى ذكرى يخلدها التاريخ..”

أما رامي حبش فيعبّر قائلاً:

“بفرحٍ عظيم وحب كبير، أسعدنا وجود الحبر الأعظم البابا فرنسيس على أرضنا أرض العراق مهد الحضارات، الزيارة التي كانت عنوانها (كلنا أخوة) لا فرق بيننا كلنا أبناء الله آملين أن يُغير حال بلدنا كحالِ بقية البلدان وأن يعم السلام في وطننا الحبيب، ونتمنى أن تكون هذه الزيارة بشارة خير لكافة العراقيين بجميع أطيافهِ ونأمل أن نُبدّلَ البنادق بأغصان الزيتون وندع الحقد جانباً ونحظن السلام ونزرع الأمل في وجوه أحبتنا، فقد تعبنا من كثرة الحروب، ألا يكفي!! حان وقت السلام والحب لنفرح معاً ونبني عراقاً جديداً مليئاً بالحب والسلام، فاليوم قد زارنا البابا حاملاً معه رسالة السلام والمحبة وأدخل إلى قلوبنا البهجة، كنا نأمل لو كنا هناك ونفرح معه ونراه عن قُرب لكن هكذا هي الظروف وقد اكتفينا برؤية شعبنا مسروراً، أخيراً نحن نفرح دائماً عندما نرى العراق والعالم سعيداً لنضع يداً بيد ونحارب المصاعب الحياة معاً بالسلام لا غير السلام!”

كلماتٌ وعبارات جمّة عبّر من خلالها أشخاصٌ عراقيون عن سعادتهم بهذه الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس إلى العراق.. فعلى الرغم من البعد الجغرافي وعدم لقائهم به، إلا أنهم شعروا بعظمة تلك اللحظات الرائعة التي بدّدت ظلاماً بات جزءاً من الحياة اليومية للعراقيين، وحولته لنورٍ ساطع أنارَ القلوب وأدفأها!

سالزيان الشرق الأوسط

رسالة الرئيس العام إلى الشبيبة!

شبيبتنا الأعزاء! إنّ الفرحَ عنصرٌ أساسيٌّ في حياة المسيحي!

تحياتي القلبية لكل واحد منكم، في القارات الخمس:

إليكم، أيها الشباب في كل “العالم السالسي” ولكل الشباب الذين سيتلقون هذه الرسالة من خلالكم.

في المادة 17 من دستور سالزيان دون بوسكو – بعنوان “التفاؤل والفرح” – نقرأ:

“لأنه مُبشَّرٌ بالبشارة، يكون السالزياني دائماً مبتهجاً، يشعُّ هذا الفرح وقادرٌ على التربية على أسلوب حياة مسيحي ومُبهج”.

أنا متأكد من أن هذه قاعدة حياة لنا ولجميع أفراد العائلة السالسية: إنه شيء جميل من صميم هويتنا الكاريزمية..
كم أتمنى أن يكون الأمر كذلك في حياتكم أيضاً، أيها الشباب الأعزاء!

أريد أن أتحدث إليكم عن هذا الفرح العميق الذي ينبع من الله ويتجذّر فيه.

من المؤكد أن دعوتنا المسيحية لها أيضاً مهمة حمل الفرح إلى العالم: ذلك الفرح العميق والحقيقي الذي يستمر لأنه آتٍ من الله.

أنا مقتنع بأنكم والعديد من الشباب مثلكم تتوقون (وتحتاجون أحياناً) لسماع هذه الكلمات “الرسالة المسيحية هي رسالة فرح ورجاء”.

أيها الشباب الأعزاء، قلوبنا مصنوعة من أجل الفرح والعيش برجاء.  إنه شيء نولد به، محفور بشدّة في أعماق قلب كل شخص؛ فرحة حقيقية، وليست عابرة، بل عميقة وكاملة، وتعطي “نكهة” لوجودنا.

“أنتم أيها الشباب حاضر الله”، كما أخبركم البابا فرنسيس، أنتم في مرحلة من وجودكم تتميز باكتشاف الحياة وأنفسكم وعلاقاتكم مع الآخرين، أنتم تتطلعون إلى المستقبل ولديكم أحلام، رغبتكم في السعادة والصداقة والحب قوية، تحبون المشاركة، ولديكم مُثُل وتضعون الخطط.. كل هذا جزءٌ من حياتكم الشبابية، أنا لا أقول إن كل الشباب يعيشون بهذه الطريقة هناك، للأسف، شباب بعيدون جداً عن أحلام الشباب هذه، على الرغم من أن لهم أيضاً الحق في تحقيق أحلامهم، ويجب ألا يتوقفوا عن الحلم.

الحياة مصحوبةٌ بالنّعم التي يوفرها الله أبانا باستمرار: فرح الحياة والصحة، والفرح الآتي من جمال الطبيعة؛ فرح الصداقة والحب الصادق، فرح العمل المتقن، الذي قد يتطلّب جهداً، ولكنه يمنح أيضاً رضاً كبيراً، فرح الجو العائلي الجيد – حتى لو لم تختبروها جميعكم في حياتكم – فرح الشعور بأن تكونوا مفهومين، وفرح خدمة الآخرين.

جميل أن ندرك أننا جزء من هذا الواقع أعزائي الشباب، وأن نكتشف أن كل هذا ليس مجرد ثمرة حظ، بل هو ما يريده الله لكل واحد منا، ولكل واحد منكم، لأن هو مصدر الفرح الحقيقي وهذا الفرح نابعٌ منه، إنّه لأمرٌ جميلٌ أن نكتشف في الحياة أن الله يقبلنا ويرحب بنا ويحبنا، من الجميل أن تشعر في أعماق قلبك بأنك أنت بالذات محبوب من الله.
إنه لأمر مؤثر أن يصل الشاب إلى النقطة التي يمكنه من خلالها أن يقول لنفسه وعن قناعة هذه الحقيقة العظيمة: “الله يحبني، ويحبني دون قيد أو شرط، بطريقة فريدة وشخصية”، والدليل العظيم على هذا الحب هو اللقاء مع ابنه يسوع المسيح:

فيه نجد الفرح الذي نسعى إليه.. دائماً ما يؤدي اللقاء الحقيقي والصادق مع يسوع إلى فرح داخلي عظيم لدى الجميع.

إنني أثناء كتابتي لهذه الرسالة، أفكر بكم، أيها الشباب الأعزاء الذين تنتمون إلى ديانات أخرى، والذين ربما لا تستطيعون أن يدركوا بحسب تجربتهم الخاصة ما أتحدث عنه في الإشارة إلى يسوع، حتى لو فهمتم بعضاً من كلماتي، ومع ذلك، يمكنكم الحصول على هذه التجربة الشخصية والحميمة، بغض النظر عن انتمائكم الديني: إن الله يحبكم، وهو يحبكم حبّاً عميقاً، لأنه من جوهر الله أنه يحب كل ما خلقه كثيراً، أنت هناك مقيم في حبه، أنا هناك أيضاً، كل واحد منا، كل واحد منكم، شبابي الأعزاء.

شبابَ الله المحبوبين أينما كنتم في العالم ومهما كان دينكم، افتحوا قلوبكم للرب، واكتشفوا أن الله موجود في حياتكم، وأنه أمين ولن يترككم أبداً.. يمكننا أن نلتقي به دائماً في كلمته: “لما جاءت كلماتك، أكلتُها. كانت كلمتك بهجة قلبي وفرحتي” (إرميا 15: 16)

أصغِ إلى صوت الله وكلمته، وستحصل على إجابات عديدة لما تحمله في قلبك وفي أفكارك. باسم دون بوسكو وعلى مثاله كأب ومعلم الشبيبة أود أن أدعوكم، لتكون لديك شجاعة عدم الابتعاد عن الله، واختياره في كل لحظة من حياتك بكرم، دون أن تقنعوا بتقديم الحدّ الأدنى فقط، بل الالتزام بتقديم أفضل ما في القلب.
إن حياتكم أيها الشباب الأعزاء، ثمينة، ومهما كانت دعوة الله التي يدعوكم إليها، فهي حياة تستحق أن تحيَوها في بذل الذات وخدمة الآخرين وحبهم، كما يقول البابا فرانسيس: “أعزائي الشباب، أنتم لا تُقدّرون بثمن!  أنتم لستم للبيع! من فضلكم، لاتسمحوا بشراء أنفسكم، لا تسمحوا لأنفسكم بأن تُخدَع، لا تدعوا أنفسَكم تُستعبد لأشكال الاستعمار الأيديولوجي التي تضع أفكاراً في رؤوسكم، تجعلكم عبيداً و مدمنين وفاشلين في الحياة، أنتم لا تُقدرون بثمن.. وأطلب منكم أن تُحبّوا الحرية التي يقدمها لنا الرب يسوع.

اسمحوا لي أيضاً أن أدعوكم كي تتحلوا بالشجاعة لعيش التطويبات التي قدمها لنا الرب يسوع في الإنجيل. إنها طريقة جميلة لعيش الإنجيل، بـ “وجوه” متنوعة وطرق تقودنا إلى السعادة في المسيح..

وعلى غرار دون بوسكو أود أن أقترح عليكم، كما كتبت في التوجيه الرسولي لهذا العام، أن تكونوا متحمسين، وتعيشوا الحياة كاحتفال، والإيمان كسعادة حقيقية.. هذا ما عاشه دون بوسكو بنفسه، وجعله أيضاً واقعاً مُعاشاً مع أولاده في فالدوكو.

اليوم، قد يكون فالدوكو Valdocco المليء بالحياة البهيجة والفرح، هو أي مكان أو بيت من الأماكن والبيوت السالسية أو غير السالسية حيث أنتم متواجدون..

أطلب منكم أن تصبحوا وأن تكونوا مُرسَلين فرح، لأنكم تلاميذ ومبشرون للرب يسوع، أخبروا أصدقاءكم والشباب الآخرين أنكم وجدتم هذا الكنز الثمين، وهو ربنا يسوع نفسه.

انشروا الفرح والرجاء النابعين من الإيمان، وتواصلوا مع الآخرين عبر هذه النّعم. كونوا مبشرين لشباب آخرين، كما اقترح دون بوسكو على أولاده في فالدوكو، انشروا الفرح الذي يريد ربنا يسوع أن يقدمه لأولئك الذين لا يتمتعون بصحة جيدة، لأولئك الذين يعانون، للأكثر فقراً، للذين “ليس لديهم فرص” لكلّ واحد منهم.

اجلبوا هذا الفرح ذاته لعائلاتكم ومدارسكم وجامعاتكم؛ تحدثوا عنه في أماكن عملكم وبين أصدقائكم، حينها سترون إذا كان هذا الفرح في قلوبكم آتياً من الله، فسيصبح معدياً حقاً، ومعدٍ بشكل رائع لأنه يمنح الحياة.

ألا تعتقدون أنه بعد ما قلته للتوّ، سيصبح من السهل فهم ما اعتاد دومينيك سافيو على قوله في فالدوكو: “القداسة تكمن في أن نكون دائماً فرحين”؟

لترافقنا جميعاً في هذه الرحلة مريم أم المعونة، التي استقبلت الرب في داخلها بترانيم التسبيح والفرح: “تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي” (لو 1: 46-47).

ما هي الفرحة التي تتردد في قلوبكم اليوم يا شبابي الأعزاء؟ أتمنى أن تكونوا سعداء الآن وإلى الأبد في الملكوت، كما اعتاد دون بوسكو أن يقول!

أبارككم وأحييكم بعاطفة صادقة وعميقة..

آنخيل فرنانديز آرتيمه – الرئيس العام

كلمات الرئيس العام للشبيبة في عيد شفيعها 2021

في عيد شفيع الشباب القديس يوحنّا بوسكو لهذا العام 2021 ، وجه الرئيس العام للرهبنة السالزيانية الأب آنخل فرنانديز آرتيمه إلى شبيبة العالم رسالة قال فيها:

أيها الشبان الأعزاء:

الله يحبكم. الله يحبكم لأن جوهر الله هو الحب. إنه يحب كلّ ما خلقه بلا حدود. وبين مَن خلق أنتم وأنا، كلّ منا، كلّ منكم، أيها الشبان الأعزاء (…)

أيها الشبان المحبوبون من الله، حيثما كنتم في العالم، وأياً كانت عقيدتكم، افتحوا قلوبكم لله، اكتشفوا حضور الله في حياتكم، اكتشفوا أن الله أمين لا يهملكم أبداً. إننا نستطيع دائماً لقاءه في كتبه الكريمة (…) أصغوا إلى صوت الله وستجدون إجابات عديدة على التساؤلات التي تحملونها في قلوبكم وأفكاركم.

على مثال دون بوسكو الأب ومعلم الشبيبة، أدعوكم، باسمه، إلى شجاعة عدم التخلي عن الله، إلى تفضيل الله بشغف كل لحظة من حياتكم، إلى عدم الاكتفاء بالحد الأدنى وإنما إلى المغامرة ببذل أفضل ما تحملونه في قلوبكم.

إن حياتكم أيها الشبان ثمينة، وأياً كانت الرسالة التي يريدكم الله إنجازها في المجتمع الإنساني، فحياتكم تستحق عناء عيشها ببذل الذات، بالخدمة وبمحبة الآخرين (…)

(…) أيها الشبان إن حياتكم لا تُقدر بثمن، إنكم لستم سلعة معروضة للمتاجرة بها، لا تدعوا أحداً يشتريكم، لا تدعوا أحداً يُغريكم، لا تدعوا التيارات الأيديولوجية الهدّامة تستعمركم وتستعبدكم وتدمّر حياتكم.

إن حياتكم لا تُقدر بثمن في عين الله!

ترجمة الأب بشير سكّر _ سالزيان الشرق الأوسط

بطريرك الأقباط يدعو لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بحذر

مُنطلِقاً مِن جملة مشهورة قالها القدّيس فيليبو نيري “أفضّل الجنّة”، صرّح بطريرك الأقباط البابا تواضروس الثاني في كلمة ألقاها على مسامع أعضاء نادي الروتاري فاروس في الإسكندرية: ” بالتأكيد ليست شبكات التواصل الاجتماعي ما يفتح أبواب السماء لرجال ونساء اليوم، إنّ مواقع التواصل الاجتماعيّ سيف ذو حدَّين، وهي أشبه بسكّين يمكن استعماله بشكل صحيح وغير صحيح، مع إمكانيّة لإيذاء الأفراد وتمزيق النسيج الاجتماعيّ”.

وأضاف البطريرك: “يتلقّى الجميع هديّة من الله وهي 24 ساعة في اليوم. وإن أمضيتُم معظم حياتكم على شبكات التواصل، كما يحصل مع العديد من الشباب، ينتهي بكم الأمر بالقضاء على هذا الكنز”.

واعترف البابا تواضروس أنّه “في زمننا، لا يمكن لأيّ إنسان إلّا اللجوء إلى وسائل التكنولوجيا في حياته اليوميّة. لكن يجب استخدام هذه الوسائل بحكمة وبدون إفراط”.

تجدر الإشارة هنا إلى أنّ كنيسة الأقباط الأرثوذكس تساءلت منذ بعض الوقت عن تأثير شبكات التواصل على الحياة الكنسيّة للجماعات، فوضعت اثنا عشر قاعدة صدّق عليها البطريرك تواضروس الثاني، وهي تنطبق على جميع الرهبنات القبطيّة الأرثوذكسيّة.

نذكر هنا أيضاً أنّه منذ سنتين، أرادت بطريركية الكلدان – ضمن رسالة بُثَّت على قنواتها الرسميّة – أن تُطمئن المؤمنين والقرّاء، بوجه ظواهر النصوص المُضلِّلة والمُتلاعِبة المنشورة عبر الإنترنت، والمتعلّقة بحياة الكنيسة والجماعات المسيحيّة.

وفي السياق عينه، أطلقت الكنيسة المارونيّة في نيسان 2018 وثيقة “الحقيقة التي تُحرّر وتوحّد”، والتي اعتُبِرَت عقيدة حقيقيّة وكتيّب تعليمات رعويّ يُشير إلى المراجع التي يجب أن تقود المداخلات الإعلاميّة والمناقشات التي تتركّز على مواضيع متعلّقة بالإيمان الكاثوليكيّ وسُلطة الكنيسة التعليميّة، بعيداً عن التضليل والإرباك والشكوك بين المؤمنين.

نقلاً عن موقع زينيت – Zenit – بتصرف

النذور الدائمة لخمسة رهبان سالزيان شباب

“فدعاهما لوقته فتبعاه!” (لو 1 : 20)

وسط أجواء روحية سالزيانية احتفل خمسة رهبان سالزيان بإعلان نذورهم الدائمة بنعمة الرب صباح يوم الأحد 22 / 11 / 2020 في كنيسة السالزيان – بيت لحم

وهم الأخوة: إدوار جبران, فاما زهين, نكويين ترونج هيو, ماتيو فينولو, جان لوكا فيلا

ترأس القداس الإلهي الأب اليخاندرو ليون الرئيس الإقليمي لسالزيان الشرق الأوسط مع لفيف من الآباء السالزيان المتواجدين في الأراضي المقدسة.

جديرٌ ذكره، أنّه كان من المفترض أن يقوم الإخوة السالزيان بإبراز النذور في بلدانهم ولكن بسبب جائحة كورونا لم يستطيعوا ذلك، لكنها من ناحية أخرى كانت فرصة رائعة لإبراز النذور في مدينة بيت لحم المقدسة.

كما كان من المفترض أيضاً أن يشارك الكثير من الأشخاص في الرتبة، لكن في ظل الظروف الحالية اقتصرت المشاركة على الآباء والرهبان السالزيان والقليل من الأشخاص المقربين.

فيما شارك عدد كبير من الأشخاص والشبيبة بحضور الرتبة online، كما شاركوا بصلواتهم على نية الأخوة وسائر الدعوات في إقليمنا خاصةً وفي الكنيسة عامةً.

سالزيان الشرق الأوسط _ الأراضي المقدسة

البرتغال تحدد الموعد الجديد للأيام العالمية للشبيبة!

تسليم الصليب وأيقونة مريم

يستعد شبيبة البرتغال لاستقبال رموز الأيّام العالميّة للشبيبة، وهي الصليب وأيقونة مريم، وذلك في 22 تشرين الثاني / نوفمبر 2020، خلال قدّاس يحتفل به البابا فرنسيس لمناسبة عيد يسوع ملك الكون.

وفي نهاية الاحتفال الذي سيجري في بازيليك القديس بطرس، سيقوم شباب بنما، (حيث عُقدت الأيّام العالميّة للشبيبة عام 2019)، بتسليم هذه الرموز إلى شبيبة لشبونة، فمن المرتقب أن تنعقد الأيّام العالميّة للشبيبة في العام 2023، بعد ما تم تأجيلها بسبب جائحة كورونا، وسيتمّ بثّ القدّاس مباشرة على قناة يوتيوب التابعة لأخبار الفاتيكان.

ونذكر هنا أنه يعود تقليد رموز الأيّام العالميّة للشبيبة إلى العام 1984، حيث أوكل البابا القديس يوحنا بولس الثاني في ختام السنة اليوبيليّة، صليب اليوبيل إلى الشبيبة. ثمّ في العام 2003، قدّم لهم نسخة عن أيقونة مريم خلاص الشعب الروماني.

نقلاً عن موقع زينيت – Zenit – بتصرف

البابا يدعو الشبيبة ليكونوا شهودًا للمسيح القائم من بين الأموات

بمناسبة أحد الصعود.. البابا يدعو الشبيبة لكي يشهدوا للمسيح القائم من بين الأموات في الحياة اليومية..

حثّ البابا فرنسيس الشبيبة على أن يكونوا “شهودًا للمسيح القائم من بين الأموات في حياتهم اليومية” وذلك يوم الأربعاء 20 أيار 2020، وقال البابا متوجّهًا باللغة الإيطالية إلى المسنّين والشبيبة والمرضى في ختام المقابلة: “اجتهدوا حتى تتعرّفوا إلى خلاص المسيح وتشهدوا له في الحياة اليومية. أبارككم جميعًا”.

وذكر البابا معنى عيد صعود المسيح الذي سيُحتَفَل به يوم الخميس 21 أيار أو سيتمّ تأجيله إلى يوم الأحد في بلدان أخرى: “يسوع المسيح، بصعوده إلى السماء، ترك رسالةً وبرنامجًا لكلّ الكنيسة: “اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كلّ الأيّام حتى انقضاء الدهر”. (متى 28: 19-20).

وأضاف البابا: “سأنتهز فرصة الاحتفال بعيد صعود الربّ لأدعو كلّ شخص حتى يكون شاهدًا سخيًا للمسيح القائم من بين الأموات، مع العلم أنه معنا دائمًا وهو يدعمنا على طول الطريق”.

وجوهر الروحانية السالزيانية يكمن في القيامة من بين الأموات و الصعود والنهوض من أجل البدايات الجديدة، لذلك نحن كمسيحيين صالحين وشبيبة دون بوسكو مدعوون كي نكون شهوداً للمسيح القائم من بين الأموات في الحياة اليومية.

المصدر: موقع زينيت. 

الشاب “البطل” ماتيو فارينا على أبواب التطويب!

ماتيو فارينا شاب إيطاليّ مكرَّم عاش الفضائل البطوليّة

اعترف البابا فرنسيس بالفضائل البطوليّة التي كان يتحلّى بها ماتيو فارينا (1990 – 2009)، الشاب العلمانيّ إيطاليّ الجنسيّة، أثناء مقابلته مع الكاردينال أنجيلو بيتشيو، في 5 أيار الجاري، ما سيفتح الباب لدعوى تطويبه إن حصلت أعجوبة بشفاعته.

وافق البابا على نشر خمسة مراسيم من مجمع دعاوى القديسين معترفًا بأنّ المعمَّدين الخمسة (من بينهم ثلاثة كهنة إيطاليين وعلمانيين إسبانيين) قد عاشوا الفضائل الإنسانيّة والمسيحية بشكل “بطوليّ”.

فمن هو ماتيو فارينا؟! 

وُلد ماتيو فارينا في آفيللينو (إيطاليا) في 19 أيلول 1990، وكان ولدًا عادياً، تربّى في كنف عائلة حيث نما في نفسه الإيمان الحارّ والعميق.

أمضى حياته القصيرة في برينديسي، في منطقة بوليا، حيث التحق بالمدرسة ثم المعهد الفنيّ.

في أيلول 2003، وبسبب صداع شديد ومشاكل في النظر، قام بزيارات طبيّة في إيطاليا أوّلاً ثم ألمانيا، لكن سرعان ما شخّص الأطبّاء أنه يعاني من سرطان في الدماغ.

تحمّل أوجاع المرض وخضع لعلاجات كثيرة وأجرى عمليّات كانت نتيجتها شللاً في ذراعه وساقه اليسرى ولكنه تميّز بروحه الخارقة التي أدهشت جميع من حوله.

وقال ماتيو قبل أسابيع من وفاته: “علينا أن نعيش كلّ يوم وكأنه الأخير في حياتنا، إنما ليس بحزن الموت، بل بفرح الاستعداد لملاقاة الربّ!”

في الأيام الأخيرة من حياته، وعلى الرغم من أنه لم يعد بإمكانه التعبير عمّا يخالج قلبه بالكلمات، وبناءً على طلب أمّه بتقديم كلّ ما يعاني منه لخلاص النفوس، كان يحني رأسه وينظر إلى الأسفل ويقول “نعم”.

توفّي في 24 نيسان 2009، عن عمر ناهز 18 عاماً وقد تمّ تشكيل جمعيّة لدعم دعواه والكشف عن حياته ورسالته.

 

المصدر: موقع زينيت