الشرق الأوسط (MOR) إقليم رسولي بطبيعته

  1. أبونا أليخاندرو، كيف هو واقع السالزيان في إقليم الشرق الأوسط؟

إن إقليمنا يُنفذ رسالته ويقدم شهادته في 5 دول بها أقليَّة مَسيحيَّة. مصر، الأراضي المقدسة، لبنان، وسورية.

إن سالزيان دون بوسكو – SDB هم في غالبيتهم من المُرسلين تحديداً بنسبة (70 ٪)، ولكن أيضاً السالزيان العرب (30 ٪) يمكنهم تنفيذ مَهمتهم في بلدان أخرى من الإقليم غير تلك التي ينتمون إليها بالجنسية وبالثقافة.

  1. كيف يَتم العمل مع المُتطوعين؟

منذ فترة ليست بطويلة كانت هناك حاجة ماسة إلى دعم من الأشخاص العلمانيين الذين يتطوعون في أماكن تواجدنا: التزام الشرق الأوسط، VIS، أساتذة متطوعون في مدارسنا الإيطالية في مِصر، والعديد من الأصدقاء الذين يقدمون خدماتهم.

هذا العام، كان لدينا أكثر من 20 شاباً وشابة من مقاطعات ICC وINE الإيطاليَّة بالإضافة إلى SMX، قد قاموا بخبرة تطوعيَّة قصيرة المَدى في مُختلف البيوت السالسية في الشرق الأوسط.

على الرغم من الحاجة المُلحّة للأفراد لمواصلة الرسالة في إقليمنا، إلا أنه تم إجراء العديد من الخبرات الرسوليَّة لبعض الوقت خلال فصل الصيف في صعيد مِصر، في بغداد، في اسطنبول، وفي إربيل. خلال هذه الخبرات، شارك كل من سالزيان دون بوسكو وبعض من الأشخاص العلمانيين منذ عام 2015، وخلال فصل الصيف، حيث شجَّع التنشيط الرسولي الإقليمي تبادل المُنشطين بين المراكز السالسية لتعزيز الروح الرسوليَّة والشركة بين أماكن تواجدنا في إقليم الشرق الأوسط.

من عام 2015 إلى عام 2021 عاش أكثر من 24 شاباً وشابة هذه الخبرة.

سوريا:

  • حلب: أرسَلَت 4 شباب
  • دمشق: أرسَلَت 5 شباب واستقبلت شابان
  • كفرون: أرسَلَت شابين واستقبلت 4 شباب

مصر:

  • القاهرة – الساحل: أرسَلَت شابين
  • القاهرة – الزيتون: استقبلت شابة

لبنان:

  • الحصون: أرسَل 3 شباب واستقبل 9 شبان
  1. ما هو مِعيار اختيار مكان إرسال المتطوعين إلى الشرق الأوسط؟

إن مِعيارنا بسيط جداً. عندما يتعلق الأمر بمُشاركة الحياة والإيمان، لا توجد جماعات فقيرة لدرجة أنها لا تستطيع أن تتقاسم ثروتها مع غيرها؛ كما أنه توجد جماعات غنية لدرجة أنها لا تحتاج إلى تلقي مِثل هذه الشهادات.

دون أليخاندرو خوسي ليون مِندوزا، السالسي:

ولد في فنزويلا، يَبلغ من العمر 42 عاماً. في السابعة عشرة من عمره قام بمرحلة ما قبل الابتداء.

وخلال فترة الابتداء اكتشف رغبته ودعوته ليكون جزءاً من الإرساليات، وقبل مغادرته فنزويلا تخرج في العلوم التربويَّة.

في الثانية والعشرين من عمره أتم عامه الأول من فترة التدريب العملي في الأراضي الحدودية بين فنزويلا وكولومبيا مع قبيلة “Waiu”. بعد ذلك بعامين وافق الرئيس العام على طلبه وأرسله إلى الشرق الأوسط (MOR). وبعد سيامته ككاهن سالزياني جديد عام 2011 تم إرساله إلى دمشق حيث رأى تطورات الحرب في سوريا.

من عام 2012 حتى هذا العام قام بخدمة المندوب للتنشيط الرسولي (DIAM). كما شغل مَنصب ألوكيل الإقليمي.

في حين يخدم حتى الآن كرئيس إقليمي بحسب مبدأ التوجه لخدمة الشباب الأكثر احتياجاً أو أولئك الذين لا يعرفون المَسيح بعد.

نشرة التنشيط الرسولي السالسيّ، عدد 165، أيلول / سبتمبر 2022 (Cagliero 11) كالييرو 11

ترجمه عن الإيطالية الأب جورج المعلم السالسي

ثقافة السلام لدى دون بوسكو

إذا كنت تعتقد أنك تعرف ما يكفي عن “دون بوسكو”..

إليك هذا الكتاب الجديد الذي يُقدِّمُ لكَ دون بوسكو مِن منظوٍر جديد كلياً!

ثَقافةُ السّلام الخاصّة بدون بوسكو هي بحدّ ذاتها نظرية قائمة على طريقة استجابتهِ للصّراعات (LAS, 2022, pp. 468).

وأنت كشاب.. ما هي أفضل هديّة يمكن ان نُقَدِمُها لهُ في ذكرى ميلاده 207!

يَحظى دون بوسكو بإعجابٍ شعبي ومعروفٌ في جميعِ أنحاءِ العالم كقديس، كاهن، أب، صديق، ومعلم للشباب.

ومع ذلك، لم يُحاول أحد إجراء دراسةٍ جادةٍ لِسمَاتِه في السّلام وثقافتهِ الخاصة بالسلام، التي كان ينشرها بين الآلاف من الناس، الذين قابلوهُ شخصياً، أو مِن خلال رسائلهِ ومنشوراتهِ العديدة.

ولتأكيد فرادةِ هذا الخيار الأصليّ والمُميّز، أخذ الأب السالزياني والمؤلف “بيتر غونسالفيس” نهجًا غيرَ تقليدي مع ثلاثةِ فروعٍ متميزة ومترابطة من البحوث.

في الواقع، يُقدّمُ المحور الأوّل من الكِتاب سلامَ دون بوسكو خلال عدّةِ صراعاتٍ واجهها في حياتهِ، في حين يوسّع المحور الثّاني مدى فَهمِ النّاسِ للسلام لاحتضانِ الفكرة المقبولة علمياً التي اقترحها عالِمُ الاجتماع “يوهان غالتونغ”.

أما المحور الأخير والذي يتضمن أهمَ قِسمٍ في الكتاب، يكشف الجوانِب الشّخصية والاجتماعية والسّياسية والثّقافية المُتسامية لِثقافةِ السّلام في حياةِ دون بوسكو اليوميّة، وتسلّط الضّوءِ على قابليتها للتطبيق الدائم في سياقاتٍ مختلفة.

نقلا عن وكالة الأنباء السالزيانية

المسيح يحيا ويريدك حياً أيها الشاب

“المسيح يحيا ويريدك حياً أيها الشاب” عنوان كونفرونتو شبيبة دون بوسكو المصرية الذي استمر لأربعة أيام واختتم بالرسامة الكهنوتية للأب السالزياني إدوار جبران.

خمس لقاءات تم تناولها خلال هذا الكونفرونتو:

الأول: المسيح يحيا حيث التأمل بحياة يسوع الشاب.

الثاني: مفهوم الدعوة بشكل عام.

الثالث: دعوة القديس يوحنا بوسكو.

الرابع: التمييز (الخطوات العملية لتمييز صوت الرب عن صوت الذات بداخلنا).

الخامس: مقاسمة أخوية مع السالزيان عبارة عن أسئلة وأجوبة عن دعوات السالزيان وخبراتهم الطويلة في الحياة المكرّسة.

بالإضافة للنشاطات الترفيهية والتنشيط السالسي وأوقات للصلاة والتأملات الروحية.

خبرة غنية عاشتها الشبيبة المصرية في هذا الكونفرونتو..

واكتملت الخبرة بفرح رسامة الأب إدوار جبران كاهناً سالسياً

سالزيان الشرق الأوسط – مصر

النشاطات الصيفية 2022

تحت عنوان “الحياة خارج تيك تاك الساعة”

عاش كثير من شبيبتنا وأولادنا لهذا الصيف خبرة نشاطات صيفية فريدة من نوعها!

 

حيث شاركت كل المراكز مع أولادها ومنشطيها وشبيبتها بطريقة مختلفة بقصة فلورا الممتعة التي تتناول مفهوم صراع الخير والشر.

على اختلاف الظروف والأوقات وطبيعة النشاطات بين مراكزنا في الشرق الأوسط، إلا أن عدداً كبيراً من شبيبتنا وأولادنا اختبروا ذات التجربة الممتعة في وقت واحد لهذا الصيف، بروح سالسية واحدة.

شارك في النشاطات الصيفية لهذا العام من مراكزنا، حوالي 3576 طفل / ة وشاب/ ة.

في حين شارك من المنشطين على مستوى الإقليم كله حوالي 583 منشط / ة، بالإضافة للمُرسَلين الذين عاشوا خبرات مختلفة خارج مراكزهم لعيش روح الإرساليات السالسية على مثال “يوحنا كالييرو”.

حضور لافت للعلمانيين في مراكزنا، بعمل ومجهود وتعاون مشترك مع الرهبان السالزيان والمكرّسين المتوزعين في البيوت السالسية وبإرشادهم الأخوي والروحي للأولاد والمنشطين، اختتمت في الأسابيع الماضية النشاطات الصيفية في مراكزنا، لتبدأ النشاطات بمرحلة جديدة من النشاطات كالمخيمات والحفلات المنوعة.

تلعب النشاطات الصيفية دوراً مهماً في حياة الطفل والشاب بإعطائه دفعة تربوية ومغامرة إنسانية أخلاقية توسع مداركه وتحفزه على التفكير بعمق وبحكمة أكثر خلال مروره بتجاربه الحياتية اليومية.

سالزيان الشرق الأوسط

لقاء الشبيبة السالزيانية في لبنان MGS

التقت الشبيبة في لبنان بلقاء سالزياني مميز MGS اليوم في بيت دون بوسكو – الحصون.

ضمن برنامج حافل استمر من الصباح حتى المساء..

بدأ باستقبال، قداس وصلوات، تنشيط ورقصات سالزيانية، موضوع عن “الحلم”، ورشات عمل كل منها يمثل مفتاحاً لتحقيق الحلم، الإصغاء لشهادة حياة، ألعاب تنافسية للمجموعات وأخيراً كانت حركة الختام من تحضير طلاب مدرسة (دون بوسكو تكنيك) الذين قدموا عرض موسيقي لطيف

لطالما تحمل هذه النوعية من اللقاءات روحاً جديدة معها، تلم شمل البعيدين عن حياة المركز، وتنشط الحياة الروحية لكل شخص يشارك فيها، ويخلق جواً لطيف يفتقده الشباب في ظل بيئة العمل والدراسة وضغط الحياة اليومية

سالزيان الشرق الأوسط – لبنان

رسالة الرئيس العام للرهبنة السالزيانية: ” الهبة العظيمة للقديس فرنسيس السالسي”

“لتكن محبة القديس فرنسيس السالسي ووداعته دليليّ في كل شيء”.

هذا هو القرار الذي أخذه دون بوسكو في بداية حياته ككاهنٍ مربٍّ، ومن هذه الإشارة إلى القديس فرانسيس السالسي اتخذ الأسلوب التربوي السالزياني اسمَه.

كتبت واحدة من المعلمات: “أتجول كل يوم بين قاعات الصفوف المدرسية. قبل تفشي فيروس كورونا، عندما كنت أدخل الصف كان الجميع يقفون ويلتفون حولي.. أما الآن فلم يعد هذا هو الحال، طلاب الصف الرابع والخامس الابتدائي يرغبون بالركض نحوي لكنهم يتراجعون، وعلى عكسهم فإن طلاب الصفوف التحضيرية – الأول الابتدائي – يبقون ساكنين وباردين ودون رد فعل، الأمر الذي يدفعني للقلق كثيراً بشأن قدرتهم المستقبلية على التعبير عن عواطفهم.”

وتضيف أخرى: “نحن نواجه زيادة ملحوظة في العدوانية بين طلاب المدارس”، إذ يمتثل الأولاد لتوصيات أهاليهم “ابقَ بعيداً عن الآخرين!”.

هل سيحمل أطفال اليوم عبء الوحدة والكآبة وانعدام الأمن معهم لفترة طويلة؟ ما هو أفضل أسلوب تربوي للتصرّف؟ قال دون بوسكو: “من يشعر بأنّه محبوب سيُحبّ” لكن اللطف والطيبة لم تكن يوماً فضائل عفوية.

حتى بالنسبة لدون بوسكو، لم تكن الوداعة هبة طبيعية، إذ أكد أنه استيقظ من “حلم التسع سنوات” بقبضتين متألمتين من اللطمات التي وجهها للشبان المشاغبين، عندما كان مراهقاً، دافع بقوة عن صديقه لويس كومولّو، إذ قال: “احترسوا! من تلفظ بعد الآن بأقوالٍ بذيئة عليه أن يتعامل معي. فوقف الأطول والأكثر وقاحة من بينهم وشكلوا جداراً حاجزاً أمامي، بينما نزلت صفعتان مدويتان على وجه لويس، لذلك لم أعد أتحكم بنفسي، وبداخلي لم يعد هناك أي منطق، ولم يبقَ سوى قوة العنف، ولأنه لم يكن في متناول يدي عصا أو كرسي، أمسكت أحد الشبان من كتفيه، واستخدمته كهراوة لضرب خصومي. فسقط أربعةٌ منهم أرضاً، وهرب الآخرون وهم يصرخون ويستجدون الرحمة”.

لاحقاً، عاتبه لويس الشجاع على استعراض القوة العنيفة هذا:
“اسمعني.. قوتك تخيفني.. إن الله لم يمنحك إياها لتقتل أترابك؛ بل يريد منا أن نغفر ونفعل الخير لمن يسيء لنا…” يكاد كلامه يكون صدىً لقول الرجل الذي رآه في الحلم: “ليس بالضربات تتخذ لك أصدقاء إنما بالوداعة والمحبة.”.

وهكذا لم يتعلم يوحنا فقط كيف يغفر، لكنه تعلم أيضاً مدى أهمية ضبط النفس. ولن ينسى ذلك أبداً. وسيحمل معه دائماً وفي كل مكان نسمة الوداعة ولن يعرف أحد كم ستكلّفه؛ لذلك، وكما يقول يسوع، “سيرث الأرض”

المدائح التي قدمها القديس فرنسيس السالسي، والتي كانت تُعقد عادةً في المدرسة اللاهوتية، دفعت دون بوسكو للتفكير والتأمل وفقاً لوصيته الروحية، كان النذر الرابع لرسامته الكهنوتية هو: “لتكن محبة القديس فرنسيس السالسي ووداعته دليليّ في كل شيء”.

وعندما حان له الوقت لاختيار اسم “الأوراتوريو الوليد”، لم يتردد دون بوسكو: “سنسميه أوراتوريو القديس فرنسيس السالسي”، وقال للشبان الأوائل الذين سيشاركونه حياته: “سوف نطلق على أنفسنا اسم سالزيان”.

لماذا؟ “لأن خدمتنا تتطلب الكثير من الهدوء والوداعة، فإننا نضع أنفسنا تحت حماية هذا القديس، حتى ينال لنا نعمة الله فنتمكن من الاقتداء به في وداعته غير العادية وفي كسب النفوس”.

الوداعة، هذه الفضيلة – “الأندر من العفة الكاملة” – هي “زهرة المحبة”، إنها عمل الخير عندما يُطبّق. هكذا علمنا القديس فرنسيس السالسي، الذي كتب إلى رئيسة دير “السيدة الشابة”: “أوصي قبل كل شيء بروح الوداعة، فهي التي تدفئ القلب وتكسب النفوس”.

في نهاية حرب امتدت لأربع سنوات طويلة، وعلى أقل تقدير تجاهلت واحتقرت فضيلة الوداعة في العلاقات بين الشعوب، قام الرئيس العام دون “باولو ألبيرا” بتكريس رسالة دورية كاملة يدور فحواها حول الوداعة.

“إن فضيلة الوداعة تتطلب منا التحكم في حيوية شخصيتنا، وقمع أي فعل يبدر عن نفاذ الصبر، ومنع لساننا من النطق حتى بكلمة واحدة تسيء إلى الشخص الذي نتعامل معه، وتفرض علينا نبذ كل شكل من أشكال العنف في التصرفات والطروحات والأفعال” في إطار الوداعة التي مُنحت لنا، يبدو بالنسبة للأب ألبيرا مستحيلاً نسيان “لمحة عين ذات نظرة هادئة مليئة بالطيبة، فهي المرآة الحقيقية والصافية للروح الوديعة بصدق والتي لا ترغب سوى بإسعاد كل شخص يقترب منها.”

الوداعة ليست مرادفاً لكلمات “معسول” و”حلو” والتي هي صفات مضللة. الوداعة ليست ضعفاً على الإطلاق، فالعنف غير المنضبط هو الضعف، اللطف هو قوة هادئة وصبورة ومتواضعة، جمع دون بوسكو في طريقة تعامله وإدارته بين الوداعة والحزم.

هذه الروح من الطيبة والوداعة والتسامح كانت متجذرة بعمق لدى السالزيان الأوائل وتعود إلى أقدم تقاليدنا. كل هذا يدل على عدم قدرتنا على إهمالها أو خسارتها دون المخاطرة بإلحاق ضرر ملموس بهويتنا المتميزة.

إن أكثر الخبرات التي غالباً ما تترك أثراً في ذاكرة العديد من شبابنا بعد لقائهم العائلة السالزيانية هي الألفة والترحيب والمودة التي كانوا يشعرون بها، إنها باختصار روح العائلة. في العهود الأولى حُكي عن (النذر السالزياني الرابع) والذي كان يتضمن الطيبة (أولاً وقبل كل شيء)، والعمل، والأسلوب الوقائي.

لا يمكننا تخيل وجود للسالزيان في العالم، أو وجود لراهبات بنات مريم أم المعونة، أو سالزيان دون بوسكو أو المجموعات الاثنين والثلاثين الحالية والتي تكوّن عائلة دون بوسكو السالزيانية، دون امتلاك سمة الطيبة كعلامة فارقة تميزها أو على الأقل تسعى للتمتع بها، مثلما أراد البابا فرنسيس أن يذكرنا بعبارته المنيرة: “خيار فالدوكو”.

هذا هو خيارنا للأسلوب السالزياني المكون من اللطف والمودة والألفة والحضور، إننا نملك كنزاً، وهديةً تلقيناها من دون بوسكو، وعلينا اليوم أن نعيد إحياءه.

نقلاً عن وكالة الأنباء السالزيانية _ Ans 

ترجمته عن اللغة الفرنسية : سوزان لاذقاني

رسالة من دون بوسكو

رسالة دون بوسكو إلينا في هذه الحقبة التحوّلية من التاريخ المحلّي والعالمي هي أن نؤمن بجبروت تلك الطاقة الخفية التي لا تعيرها ثقافة الاستهلاك والمادية في يومنا هذا أية أهمية:

التقوى والعبادة والصلاة: هذه هي الطاقة الأساسية التي يجب أن نعتمد عليها للتغيير…إلى جانب ما نبذله في ميدان التعليم والتربية.

كثيرا ما نستغرب من عدم تأثير تضحياتنا وجهودنا في عقلية وسلوك أبنائنا وبناتنا أو تلاميذنا وننسى أننا لسنا الا زارعين ننثر بذور الخير والعلم في عقول الصغار والله هو منير العقول ومغيِّر القلوب ومنضج الثمار. نتعب ونجتهد ولا نجني الثمار وننسى القدرة الوحيدة التي يجب الاعتماد عليها حسب نصيحة دون بوسكو، تلك الطاقة الخفية التي تغيّر وجه الأرض وعقل وقلب الانسان والنابعة من عند الله وحده والتي لا يبخل في أن يمنحها بسخاء كل من يسأل ويتوسّل ويبتهل…

تجربة دون بوسكو هي تجربة كل الأتقياء الصالحين. إنها تجربة الأيادي المرفوعة الضارعة التي تحقق إنجازات جبارة في تاريخ المدنيات والشعوب أكثر كثيراً مما تحقق الآلة العسكرية أو القوة الاقتصادية والسياسية.

مجتمعنا، بيوتنا، مدارسنا، دور العبادة، كلها مدعوة الى العودة إلى الله…الأيادي الضارعة المرفوعة نحو السماء هي التي تستمطر على بلادنا وشعوبنا وعلى القادة السياسيين روح الوفاق والتضامن وعلم صناعة السلام والحضارة…

دون بوسكو يعتبر أن العبادة أي تلك الصلة الحميمة بين الانسان وخالقه تحتل مكانة أساسية في عملية تربية الأجيال. كل انسان هو حامل رسالة شاء أم أبى؛ شهادة حياتي هي الرسالة التي أحملها إلى الآخرين، فإمّا أن تكون من السماء وإمّا أن تكون من الجحيم… فلكي أكون حامل رسالة خير وصانع سلام يجب أن أكون على صلة حميمة مع مصدر الخير ومنبع السلام. هذه هي الطاقة الخفية الجبارة التي تغيّر وتجدّد وجه الأرض ووجوه الناس…

مجتمعنا اليوم سريع الاشتعال. لماذا لا نكون البَلسَم الذي يلْأَم الجروح والواحة التي تخمد في ظلالها الصراعات. عالمنا محطّم تحت وطأة المستبدّين ولن ترمّم حطامه إلا الرُكَب الراكعة والرقاب الساجدة؛ أي أن يتحول كل منا إلى شعلة متوهجة بعشق الله ليجعل الله منا جسور سلام تربط بين القلوب وبخوراً فواحاً يصعد بأرضنا المعذبة إلى سماء الرحمة والمغفرة. لنُرجع النقاء الى أجواء الكون والى أعماق القلوب ليعود عالمنا خالياً من تلوث السموم سَبَب الأوبئة، ولتعود المعاملة على أساس الإخاء بين الإنسان والإنسان في كل مكان وزمان.

ما هو هام: أن نتذكّر بأن دون بوسكو ركّز التربية على ثلاثة أركان: التقوى وحوار العقل والمودة وأولها التقوى، بمعنى أن علاقة الإنسان بالله هي التي تتحكم بباقي القنوات التربوية وخاصة الحوار بالعقل والمودة…

أن نربي الأجيال الجديدة، التلاميذ والأبناء والبنات، على التقوى ومخافة الله، فيه ضمان لسلامة حياتهم في المستقبل وفيه عربون لآخرة صالحة مع الخالدين بعون من الله…

الأب السالزياني بشير سكر

فيلم أصحاب ولا أعزّ نظرة نقدية

“الشر […] ينتقل من الكذب إلى كذب ليجردنا من حرية القلب. هذا هو السبب في أن التربية على الحقيقة تعني تعليم التمييز والتقييم والتأمل في الرغبات والميول التي تتحرك في داخلنا، حتى لا نجد أنفسنا محرومين من الخير من خلال “قضم” كل إغراء”.
(نص من تأمل البابا فرانسيس في الرسالة الخاصة باليوم العالمي الثاني والخمسون لوسائل الاتصالات الاجتماعية ٢٠١٨)
إنَّ الأجهزة المختلفة، جنباً إلى جنب مع وسائل التواصل الاجتماعي، تقدّم لنا المعلومات والفرص للتقدم في العلاقات مع الآخرين، لكنها يمكن أن تصبح أيضاً مساحة للحيرة والسقوط، لذلك من الضروري أن تكون علاقتنا مع وسائل التواصل الاجتماعي قوية وبنفس الوقت فطنة، كمستخدمين واعين ومسؤولين.
كلامنا هذا مرتبط بموضوع فيلم “أصحاب.. ولا أعز” وهنا لا ننوي تسليط الضوء أو الانجراف نحو عاصفة الانتقادات التي نالها الفيلم بين معارض ومؤيد، بل ننوي التنويه عن أهمية ربط الحياة الواقعية “الحقيقية” مع الحياة الرقمية “الافتراضية”، مستخدمين مفاتيح تربوية وبعض النصائح.
تدور أحداث الفيلم حول مجموعة من سبعة أصدقاء يجتمعون على العشاء، ويقررون أن يلعبوا لعبة حيث يضع الجميع هواتفهم المحمولة على طاولة العشاء، بشرط أن تكون كافة الرسائل أو المكالمات على مرأى ومسمع من الجميع. وسرعان ما تتحول اللعبة التي كانت في البداية ممتعة وشيقة إلى وابل من الفضائح والأسرار التي لم يكن يعرف عنها أي أحد بما فيهم أقرب الأصدقاء.
فيلم من إخراج (وسام سميرة) وبطولة (منى زكي، إياد نصار، عادل كرم، نادين لبكي، جورج خباز، وفؤاد يمين). وهو مأخوذ من الفيلم الإيطالي “Perfetti Sconosciuti”، وتم عرض الفيلم على منصة نتفليكس في ٢٠ كانون الثاني / يناير ٢٠٢٢.

أهمية الحوار الصادق

إنَّ فيلم “أصحاب ولا أعز”، يقدم نفسه على ما يبدو بمظهر الكوميديا، لكنه سرعان ما ينزلق في سياق السرد إلى دراما عنيفة وقاسية على نحو متزايد. يشير الفيلم بأصابع الاتهام إلى الهواتف الذكية، التي لها الفضل في تمكين العلاقات من ناحية، ولكن من ناحية أخرى قد تتحول إلى أداة خطرة للكذب و لعيش حياة موازية، حيث أنها قد تحتوي غالباً على أسرار ومعلومات غير منسجمة تماماً مع حياتنا العلنية.
لقد تحدث البابا فرنسيس بالفعل عن هذه المسألة في عام ٢٠١٤، مرة أخرى بمناسبة اليوم العالمي لوسائل التواصل الاجتماعي: “لا يكفي السير في” الطرق” الرقمية، أي أن نكون ببساطة متصلين بالشبكة: يجب أن يكون الاتصال مصحوباً بلقاء حقيقي”. لذلك، في فيلم “أصحاب ولا أعز”، يوضح لنا تجاوزات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، التي بدلاً من أن تقرّب وتسهّل التواصل، تقوم بتوليد الكسور والصدامات وسوء الفهم.
الفيلم يقدم لنا أزواج يختبرون العزلة في زواجهم، ووحدة تجعلهم ينصبّون على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الهروب. تلك الهواتف نفسها التي تتحول إلى مخدع من اجل الكذب والمراوغة، بدلاً من أن تخلق فرص للمشاركة والحوار.
من وجهة نظرنا: هذا الفيلم لا يسعى إلى شيطنة وسائل أو وسائط الإعلام والتواصل الاجتماعي، إنه بالأحرى يظهر الانجرافات المحتملة في العلاقات عندما لا يكون هناك لقاء حقيقي، ذلك النهج الإنساني الصادق والمثمر.
يجب أن ندرك بأنَّ: وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن تكون مصحوبة بعلاقة صادقة، وإلّا أصبحت مُهَدِدة للعلاقات ومحولة إياها إلى علاقات سطحية ومتعبة.

نظرة تربوية على وسائل التواصل الاجتماعي

كم هي جميلة وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة، خذوا مثلاً أجهزة الهواتف الذكية الجديدة، القادرة على استيعاب جميع جوانب حياتنا اليومية. فهي الذاكرة والأرشيف والأجندة والبريد والمحادثة… إلخ لقد سهّلت حياتنا. ويجب ألّا ننسى أيضاً بأنها تحتوي على تفاصيل حياتنا العامة والخاصة (نعني بالخاصة العائلة والأقرب إلينا). وقد تتحول أيضاً إلى “الصندوق الأسود” الذي يحتوي على حياتنا السرية، أي تلك الحياة التي لا نريد إخبار الناس عنها. الحياة السرية التي في أجهزتنا لا تتكلم فقط عن المواضيع العاطفية، بل أيضاً عن مواضيع العمل المهني والصداقات والخبرات… إلخ.
هواتفنا تُظهر واقعاً نعيشه، حيث نتوهّم بعض الأحيان ونحن ننظر عبر شاشات أجهزتنا بأننا نعيش حرية رائعة وكاملة، فنكتشف بسببها أيضاً بأنها زائفة فقد تكون منفصلة عن الواقع. فنقع كما وقع أبطال الفيلم في سوء الفهم والمفاجآت، فتتحول القصة إلى خيبة أمل متزايدة. في الفيلم لن يقع أي من هذا، لأن اللعبة الخطيرة تلك لم تُلعب من الأصل، كما سيظهر في ختام الفيلم، ومن يُعيد الفيلم للمرة الثانية، سيفهم في الختام عبر النظرات والكلمات بأن الجميع يعرف كل شيء عن الآخر رغم أنّ الصندوق الأسود ظل مغلقاً، لأنّ تصرفاتنا تكشف ما في قلوبنا.
الفيلم ممتع، وأيضاً لا يخلو من بعض المقاطع غير المقبولة في أوساطنا الشرقية، ومع ذلك، على وجه العموم، ومن وجهة نظر رعوية، يجب تقييمه على أنه معقد وإشكالي ومناسب للنقاش.

فيما يلي بعض النصائح المتعلقة بشبكات التواصل الاجتماعي والعلاقة مع الآخرين:

(مأخوذ بتصرّف من كتيّب “توصيات من أجل استعمال وسائل التواصل” – دائرة الإعلام السالسي ٢٠١٥)
لكوننا جزء من الكنيسة والمجتمع، فإن على سالزيان دون بوسكو وجميع العاملين والمتعاونين معهم، التعبير عن المعتقدات الشخصية بنهج مؤدب وأمين ومحترم. بالتالي يجب استخدام “الأسلوب الوقائي السالسي” في الرسائل وفي اختيار الوسائط المستخدمة لتسويقها، متأكدين بأنها تتصف بالسمات التالية:
نشطة لكن حريصة، ومُتفائلة لكن واقعية، ومبتكرة لكن انضباطية، وأخلاقية لكن مهنية، بالنسبة لنا من المهم تطبيق هذه السمات في واقعنا الافتراضي والحقيقي، مع الاحتفاظ بموقفنا واحترام ذوي الأفكار المختلفة.

بناءً على ذلك:

● أن نكون مُتسامحين مع أفكار الآخرين ومُنفتحين على الآراء الأخرى.
● في النقاشات الجدلية، استخدام لهجة متوازنة وهادئة مما يُعبر عن تقدير الفرد.
● الاحتفاظ بالهدوء وبوضوح الهدف حتى وإن بدت المناقشة غير مُقنعة.
● استكشاف مخاوفنا أو مخاوف الأشخاص من أتباع الديانات الأخرى.
● الوعي بأن منصات الإنترنت ليست مكان للتشهير أو العنف ضد حقوق الإنسان أو عدم التسامح أو احتقار لون البشرة أو مكان الولادة أو أي أمر آخر ممكن أن يقود إلى سوء الفهم في هذا المجال.
● عدم التسبب في خلق مناقشات حادّة، أو / وعدم المشاركة في إحداها إن حدثت. وإذا تورط أحد في إحداها، فيجب المحافظة على الهدوء والإيجابية المنفتحة على النقاش. والمبادرة للاعتذار في حال ارتكاب خطأ.
● البقاء بعيداً عن اللهجة الساخرة ورسائل السخرية، لأنها تُشعل العواطف بسهولة وتخلق الشجار.

بقلم الأب السالزياني بيير جابلويان مندوب الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في الشرق الأوسط

مخيم الدعوات لشباب مصر

أقيم مخيم مشترك لتنشيط الدعوات بين بيوت دون بوسكو في مصر (الزيتون – الساحل – الإسكندرية) في دير الراعي الصالح – الإسكندرية.

حيث شارك 30 شاب مع عدد من الرهبان السالزيان، على مدى 3 أيام (27 – 28 – 29 كانون الأول / ديسمبر 2021).

مواضيع المخيم:

  1. الموضوع الأول: تلميذا يوحنا المعمدان “يا معلّم أين تقيم.. تعالا وانظرا”.. دعوة للتعرف على يسوع وعيش خبرة معه.
  2. الموضوع الثاني: دعوة صموئيل من العهد القديم ويركز هذا الموضوع على أهمية الإصغاء لصوت الله في الحياة، كما فعل صموئيل.
  3. الموضوع الثالث: خبرة مع دون بوسكو معلم الحياة الروحية، الذي يدعو لحياة بسيطة ولكن جوهرية عميقة.

أيام مليئة بالعمل واللعب وتقاسم الخبرات بين الشباب والرهبان السالزيان، وعقلية منفتحة على فكرة الدعوات بشكل عام، سواء الدعوات المكرسة أو دعوة الزواج أو الدعوات الأخرى في الحياة.

نصلي صلاة دائمة ومستمرة من أجل الدعوات بكل أشكالها في مراكزنا وبيوتنا في الشرق الأوسط

سالزيان الشرق الأوسط – مصر

لقاء للشبيبة المسيحية في مدينة القامشلي السورية

التقت الشبيبة المسيحية في مدينة القامشلي السورية ومن كل الكنائس خلال يوم روحي تحت عنوان “معك لا أخاف”.

تم اللقاء بحضور كهنة الطوائف المسيحية في القامشلي، وبتنظيم من لجنة لقاءات الشبيبة المسيحية.

تمحور اللقاء حول موضوع السلوك المسيحي، وتحاور الشباب حوله وعبروا عن أفكارهم.

كما تضمن اللقاء (مسرح تربوي توعوي عن الإدمان والتنمر واللامبالاة – ألعاب – صلاة).

فخرج الشباب بروح جديدة وطاقة كبيرة.

يذكر دائماً وبنكهة خاصة الحضور المميز للسالزيان في القامشلي التي تعيش ظروفاً استثنائية منذ اندلاع الحرب في سورية.

سالزيان الشرق الأوسط