المندوبون الإقليميون لمنطقة البحر الأبيض المتوسط يتحدثون عن التنشيط الإرسالي

عُقد اجتماع للمندوبين الإقليميين للمُرسلين المنشطين على مستوى منطقة البحر المتوسط في لشبونة – البرتغال.

وذلك في الفترة بين 25 – 28 تشرين الثاني / نوفمبر 2022

تم تقديم العديد من المواضيع، من ضمنها موضوع المُرسلين الشّباب في أوروبا، والتآزر بينَ الكاريزما التنشيطية والبِعثاتِ الإرساليّة التبشيريّة، تأملات في قول كلمة “نعم”، وهي أول خطوة في أي إرسالية.

قامَ المشاركون بدراسة لكلّ الموضوعات من خلال المقاسمة بعد كل اجتماع.

ساعد َ حُضورُ الأبِ “ألفريد مارافيلا” المستشار العام للإرساليّات على مناقشة بعض التحديات المختبرة ضمن البعثات الإرساليّة النّشطة في مختلف القطاعات.

تمَّ التأكيد على أهميّة أخذ الطابع الإرسالي النشط للجَمَاعاتِ السّالسية بعين الاعتبار، والتي قَد تتعرّض للإهمالِ بِسبب التّركيزِ فقط على المبادرات الإرساليّة المتنوعة للشباب.

لحظات صلاة أخوية أعطَت الاجتماعَ الطابع العائلي والإرسالي، الذي يتناسب مع الرّوح السّالسيةِ.

في الختام عاد الجميع إلى منطقته بروحٍ جديدةٍ وبِحماسٍ إنجيليّ تبشيريّ وبرغبة في التَّقدمِ بالتفكير في كيفيةِ تَنفيذِ المتطلّبات المختلفة التي نتجت عن الاجتماع.

نقلاً عن وكالة الأنباء السالزيانية

 

المرسَلون أنبياء وليسو المسيّا!

بعد قيامة يسوع من بين الأموات كلّف تلاميذه بالذهاب وتلمذة الأمم والتعميد والتعليم مع التأكيد على أنه سيكون معهم دائماً (متى 28 / 18 – 20).

وصية يسوع لجميع تلاميذه تقودنا إلى فهم فكرة أننا بواسطة معموديتنا نحن تلاميذ مرسلون لمشاركة الإنجيل لجميع الشعوب في كل فرصة.

في الواقع إن مهمة مشاركة الإنجيل وتقديم هدية المعمودية للجميع هي جزء من هويتنا كمسيحيين.

يُعتبر الرسول بولس أعظم رسول أسس جماعات مسيحية في مختلف أنحاء آسيا الصغرى وفي روما وإسبانيا، هل هذا يعني أن كل مسيحي مدعو لأن يكون مرسَلاً عبر ثقافات مختلفة؟

إن سفر أعمال الرسل (13 / 2 – 3) يقدّم لنا تلميحاً عن هذا: “وبينما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس: «افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه. فصاموا حينئذ وصلّوا ووضعوا عليهما الأيادي، ثم أطلقوهما”.

على مثالهما يجب أن يتحلى جميع المسيحيين بالحماس لمشاركة الإنجيل فإن البعض مدعو للخروج من بلده أو ثقافته بينما آخرون مدعوّون للبقاء ومشاركة إنجيلهم في وطنهم، المُرسَل هو الشخص الذي “يُرسَل” للمشاركة والتواصل والإعلان عن موهبة الإيمان والمعمودية. المكان لا يهم، يمكنه أن يكون في أي بلد او قارة.

في الكتاب المقدس النبي هو من يتكلم باسم الله وبسلطته (خروج 7 / 1) مهمته هي تذكير شعب الله ليكونوا مخلصين لالتزامهم. كل مرسَل هو نبي أُرسل ليخبر الناس عن خلاص الله بواسطة يسوع المسيح. وإذا لم يجعل المرسَل ذلك من أولوياته فهو في الحقيقة مجرد عامل اجتماعي أو مقدم خدمة اجتماعية لا يختلف بشيء عن المنظمات الإنسانية العديدة.

اليوم لا تزال الغالبية العظمى من الناس تربط العمل التبشيري بإفريقيا، أو العمل الاجتماعي ، أو الغابات والأدغال.

هذه الفكرة ليست خاطئة لكنها محدودة للغاية ولا تشمل بالكامل كل ما هو مدعو إليه المبشّر. كما أن هذه الفكرة تجلب معها خطر أن يهتم المبشر بتزويد الآخرين بالاحتياجات المادية فقط مثل المسيّا المنتظر من الشعب اليهودي..

في الواقع.. المرسَلون هم أنبياء وليسوا المسيّا..

بقلم: الأب ألفريد مارافيلا السالسي

مستشار قطاع الإرساليات في الرهبنة

نقلها للعربية: الأب إدوار جبران السالسي

مندوب الإرساليات في إقليم الشرق الأوسط

الأب سيزار شيمان السالسيّ إلى الأخدار السماوية

“الراحة الأبدية أعطه يا رب و نورك الدائم فليضئ له…”

الأب سيزار شيموان السالسيّ (1936 – 2022)

ولد الأب سيزار في مدينة جوفانّي لاتيرانو S. Giovanni Ilarione من مقاطعة فيرونا الإيطالية في 24/09/1936، في عائلة مسيحية ملتزمة.

نال سرّ المعمودية في 28/9/1936 وسرّ التثبيت في 27/10/1943.

التحق بالمعهد السالسي للإرساليات في ميرابيلو مونفيراتو Mirabello Monferrato في عام 6/10/1950.

بدأ سنة الابتداء في فيلا مولليا Villa Moglia في مقاطعة تورينو في 1955، قدّم نذوره الرهبانية الأولى في عام 16/8/1956.

أرسل إلى إقليم الشرق الأوسط، أولاً في حلب – سوريا (1956-1957)، ومن ثم إلى الحصون – لبنان (1957-1960) حيث حصل على شهادة الثانوية العامة العلمية عام 1959.

خدم من ثم في القاهرة – مصر (1960 – 1963) حيث قدّم نذوره الرهبانية الدائمة 24/7/1962.

ثم توجه إلى بيت لحم – الأرض المقدسة (1963-1964) لدراسة اللاهوت في بلدة كريمزان (1964-1968) ونال الرسامة الكهنوتية في القدس في 23/12/1967.

خدم بعد ذلك في الإسكندرية – مصر كمدرّس (1968-1970).

من 1970 إلى 1975 عاد إلى إيطاليا إلى بادوفا Padova حيث دَرَسَ العلوم الطبيعية وتخرج منها عام 1975.

عاد إلى الإقليم وخدمَ في بيروت كمدرّس (1975-1976).

عام 1976 نقل من جديد إلى القاهرة الساحل (روض الفرج سابقاً) وبقي هناك حتى عام 1999.

على مرّ السنين، طُلبت منه خدمات متعددة: مدرس، مُستشار، مدير ونائب للدير.

عام 1999 عَاد إلى إيطاليا مع أسرته، وبقي هناك حتى وفاته يوم أمس 07/10/2022 الساعة الثامنة مساءً.

في هذه السنوات قدم خدمته لأبرشية فيشنزا Vicenza لكنه ظل مرتبطًا دائماً بإقليم الشرق الأوسط.

نشكر الرَبّ من أجل حياته التي قضاها في خدمة الشبيبة والكنيسة، طالبين منه الرحمة والراحة الأبدية التي يستحقها.

سالزيان الشرق الأوسط

زيارة الأب ألفريد ميرافيليا لمصر

زار الأب ميرافيليا القاهرة والإسكندرية خلال عدة أيام، حيث امتدّت بين 26 / 9 ولغاية 3 / 10، وتمحورت هذه الزيارة حول الرسالة السالزيانية في مصر.

ركّز الأب ألفريد على الرسالة في مصر بشكلها اليومي فتواجد في كل نشاط بشكل بسيط يدخل القلب وبشكل مؤثر يغذي العقل.

بالإضافة للقائه جماعياً وفردياً بالرهبان السالزيان وبمعظم الطلاب وكل المشاركين الرسالة السالزيانية من مدرسين ومنشطين وغيرهم.

بما يتعلق بالمدارس، تحدث الأب ألفريد بطريقة قريبة من طلابنا في مدارسنا الصناعية والفنية فاستخدم مثال الآلة، وقال إن كل آلة يجب من وقت إلى آخر أن يتم تحديثها وصيانتها كذلك نحن أيضاً علينا أن نستمر في العمل على أنفسنا كي نستمر في التقدم في حياتنا.

 

 

 

 

 

ركز الأب ميرافيليا على أهمية القيم في المدرسة السالزيانية، فقال إن القيم تستمر في حياتنا، على عكس التكنولوجيا التي نتعلمها في المدرسة، والتي من شأنها أن تتغير من وقت إلى آخر.

تحدث أيضاً عن المدرسين الذين اعتبرهم مربين مدعوين لمحاكاة قلوب الطلاب وليس فقط عقولهم.

بالنسبة للأوراتوريو، تحدث الأب ألفريد عن أهمية الصداقة في كل أوراتوريو سالزياني، ولخص هذا بثلاث نقاط:

١. الصداقة مع الرب.

٢. البحث عن صديق.

٣. التحدث مع أصدقائنا عن علاقة صداقتنا مع الله.

وأشاد الأب ميرافيليا بخدمة الأوراتوريو التي تستقبل الجميع بغض النظر عن أي اختلاف، هذا الجانب مهم جدا بوجودنا السالزياني في مصر.

في نهاية زيارته أشاد الأب الفريد برسالة السالزيان في مصر من جهة و من جهة أخرى تحدث عن أهمية الاستمرار في البحث عن خير الشباب بكل الطرق المتاحة خصوصاً عن طريق حثهم على الروح الإرسالية الخاصة بكل إنسان.

سالزيان الشرق الأوسط – مصر

إرسال 153 سالزياني في إرساليات مختلفة

ترأّس الرئيس العام الأب آنخل فرنانديز آرتيمه الأحَد الماضي 25 أيلول / سبتمبر، في بَازيليك مَريم أُم المَعونة في تورينو – إيطاليا، مَراسِم القُدّاس الإرساليّ المُقامِ لإرسال 19 سَالزياني من رَهبنة القدّيسِ يوحنّا بوسكو و9 راهِباتٍ من رَهبنة مَريم أُم المَعونة (FMA).

حَضَرَ جنباً إلى جَنب مع الرئيسِ العَام، الأب استيفانو مارتوليو المُستشار العَام للبِعثات، الأب الفريد مارافيلّا المُستشار العام للتنشِئة، الأب إيفو كويلهو, المُستشار العَام للرعوية الشبابية، الأب ميغيل آنخيل غارسيا موركيندي، والعَديد من الكَهَنة الآخرين.

كرّر الرئيس العام في عِظَتِهِ الشُّكر للمُرسلين فبفضلهم انتشرت الكَاريزما السّالسية حَولَ العالمِ، وأكد أنه من دونهم لكان عدد السالزيان قليلاً ولا نحصر وجودهم في إيطاليا فقط.

“طريقَتُنا في العَيشِ سوياً على اختلاف ثقافاتنا ومن جميع أنحاء العالمِ هي بحدِّ ذاتها كِلمةٌ نبويّةٌ “وأشار كيفَ أنَّ ظروفَ الإرسال جاءت مؤاتية لشُكرِ الرَّب لدعوة الإرساليات لدى المرسَلين، وهي دعوةٌ خاصّةٌ ضِمنَ الدعوةِ السّالسية القادرة على نقلِ الحماسِ للشّباب باسمِ الرّبِ وبقلبٍ سالسي”.

استأنفَ خليفةُ دون بوسكو الحِوار الذي أجراه الليلة السَابقة مع المُبشرينَ الجدد من SDB وFMA، وقال: “لا يمكن أن تكونَ النّظرةُ والمَنهج نفسهما اللذان كانا أيامَ دون بوسكو، نحنُ لا نذهَب لتعليمِ هؤلاء الذينَ لا يعرفونَ، عوضاً عن ذلك نحنُ نُشارِك حَياتنا ونعطي ما نحنُ عليهِ وبالتأكيدِ نَحصلُ على أكثرَ بكثيرٍ مما نُقدِمُهُ”.

وفي تعليقه على إنجيل اليوم، أشارَ الرّئيسُ العَام ان إنجيل اليومِ كان شديدَ الوضوحِ، كان هناك رَجُلٌ شديدَ الثراءِ، اسمهُ لم يكن معروفاً لأن قَلبَهُ كانَ قاسٍ وقد فقد نفسَهُ، ورجلٌ فقيرٌ اسمُهُ لعازر.

المُشكلة ليسَت في الثّراءِ، بل بالقَلبِ المَيّت، غير القادرِ على رؤيةِ شيءٍ ما يتجاوزُ ذاتَهُ، غير القادرِ على الرحمَة والرأفة.

“دعونا لا ننسى أننا خُلِقنا من أجل الأطفالِ الفُقراءِ، لا أن نعملَ مَن يعلم ماذا، بل لِمُقابَلتِهِم هُناك حيثُ يوجدُ الأكثرَ حاجةٍ في كلِّ أنحاء العالمِ” في بعضِ الأوقاتِ الفقر ليس الفقرُ المادي بل هو الفراغ العظيم لمَعنى الحياة والوِحدَة الشَّديدة، أحياناً لا يوجدُ شيءٌ مفقودٌ، بَل كلُّ شيء، اعتنوا بأنفُسِكُم وأعطوا افضلَ ما لديكُم، كونوا مُشعّينَ بالحياةِ، الكثيرُ هم بانتظارنا حتى دون أن يَعرِفونا” أكد الرئيسُ العام.

نقلا عن وكالة الأنباء السالزيانية

الشرق الأوسط (MOR) إقليم رسولي بطبيعته

  1. أبونا أليخاندرو، كيف هو واقع السالزيان في إقليم الشرق الأوسط؟

إن إقليمنا يُنفذ رسالته ويقدم شهادته في 5 دول بها أقليَّة مَسيحيَّة. مصر، الأراضي المقدسة، لبنان، وسورية.

إن سالزيان دون بوسكو – SDB هم في غالبيتهم من المُرسلين تحديداً بنسبة (70 ٪)، ولكن أيضاً السالزيان العرب (30 ٪) يمكنهم تنفيذ مَهمتهم في بلدان أخرى من الإقليم غير تلك التي ينتمون إليها بالجنسية وبالثقافة.

  1. كيف يَتم العمل مع المُتطوعين؟

منذ فترة ليست بطويلة كانت هناك حاجة ماسة إلى دعم من الأشخاص العلمانيين الذين يتطوعون في أماكن تواجدنا: التزام الشرق الأوسط، VIS، أساتذة متطوعون في مدارسنا الإيطالية في مِصر، والعديد من الأصدقاء الذين يقدمون خدماتهم.

هذا العام، كان لدينا أكثر من 20 شاباً وشابة من مقاطعات ICC وINE الإيطاليَّة بالإضافة إلى SMX، قد قاموا بخبرة تطوعيَّة قصيرة المَدى في مُختلف البيوت السالسية في الشرق الأوسط.

على الرغم من الحاجة المُلحّة للأفراد لمواصلة الرسالة في إقليمنا، إلا أنه تم إجراء العديد من الخبرات الرسوليَّة لبعض الوقت خلال فصل الصيف في صعيد مِصر، في بغداد، في اسطنبول، وفي إربيل. خلال هذه الخبرات، شارك كل من سالزيان دون بوسكو وبعض من الأشخاص العلمانيين منذ عام 2015، وخلال فصل الصيف، حيث شجَّع التنشيط الرسولي الإقليمي تبادل المُنشطين بين المراكز السالسية لتعزيز الروح الرسوليَّة والشركة بين أماكن تواجدنا في إقليم الشرق الأوسط.

من عام 2015 إلى عام 2021 عاش أكثر من 24 شاباً وشابة هذه الخبرة.

سوريا:

  • حلب: أرسَلَت 4 شباب
  • دمشق: أرسَلَت 5 شباب واستقبلت شابان
  • كفرون: أرسَلَت شابين واستقبلت 4 شباب

مصر:

  • القاهرة – الساحل: أرسَلَت شابين
  • القاهرة – الزيتون: استقبلت شابة

لبنان:

  • الحصون: أرسَل 3 شباب واستقبل 9 شبان
  1. ما هو مِعيار اختيار مكان إرسال المتطوعين إلى الشرق الأوسط؟

إن مِعيارنا بسيط جداً. عندما يتعلق الأمر بمُشاركة الحياة والإيمان، لا توجد جماعات فقيرة لدرجة أنها لا تستطيع أن تتقاسم ثروتها مع غيرها؛ كما أنه توجد جماعات غنية لدرجة أنها لا تحتاج إلى تلقي مِثل هذه الشهادات.

دون أليخاندرو خوسي ليون مِندوزا، السالسي:

ولد في فنزويلا، يَبلغ من العمر 42 عاماً. في السابعة عشرة من عمره قام بمرحلة ما قبل الابتداء.

وخلال فترة الابتداء اكتشف رغبته ودعوته ليكون جزءاً من الإرساليات، وقبل مغادرته فنزويلا تخرج في العلوم التربويَّة.

في الثانية والعشرين من عمره أتم عامه الأول من فترة التدريب العملي في الأراضي الحدودية بين فنزويلا وكولومبيا مع قبيلة “Waiu”. بعد ذلك بعامين وافق الرئيس العام على طلبه وأرسله إلى الشرق الأوسط (MOR). وبعد سيامته ككاهن سالزياني جديد عام 2011 تم إرساله إلى دمشق حيث رأى تطورات الحرب في سوريا.

من عام 2012 حتى هذا العام قام بخدمة المندوب للتنشيط الرسولي (DIAM). كما شغل مَنصب ألوكيل الإقليمي.

في حين يخدم حتى الآن كرئيس إقليمي بحسب مبدأ التوجه لخدمة الشباب الأكثر احتياجاً أو أولئك الذين لا يعرفون المَسيح بعد.

نشرة التنشيط الرسولي السالسيّ، عدد 165، أيلول / سبتمبر 2022 (Cagliero 11) كالييرو 11

ترجمه عن الإيطالية الأب جورج المعلم السالسي

معاً لنكن خميرة الأسرة الإنسانية في عالم اليوم

نحن، سالزيان دون بوسكو (منوبة تونس)، مدعوون لنكون الخميرة وسط الشبيبة والبالغين التربويين، كحاملي وشهود حب الله من خلال التعامل بالمودّة والمحبة.

تواجدنا في قلب الأسرة التربوية حافز للسعي المشترك والتضامن في المسؤولية لنصنع معاً نماذج تغيّر المجتمع الإنساني نحو الأفضل بدءاً بمجتمعنا المحلّي (مدرسة – أوراتوريو – الأسرة)

إننا نؤمن بأن روح الله يعمل في أعماق قلب كل إنسان وكل طفل وكل فتى أو فتاة، وعلى كلٍّ منا إيقاظ أخيه الإنسان وخاصة الصغار كي يعي حضور الله ويتجاوب وعمل الله في قلبه وسلوكه وتعاملاته.

مجتمعنا الإنساني قد لا يلتفت إلى القيم السامية التي زرعها الله في قلب كلّ إنسان. علينا نحن كأسرة تربوية أن نتنافس على استثمار بذور الخير الدفينة في أعماق كلٍّ منا والتي يجب أن تزهر من خلال إشعاع المحبة المجانية التي أحبنا بها الله منذ أن خلقنا.

إشعاع محبة الله المجانية من حولنا يجعلنا كأسرة تربوية حاملي عدوى خير وسط الآخرين، وبالتالي فنحن مدعوون معاً لنكون صنّاع تقارب ومصالحة وسلام – ولنكون البادرين دائماً بالخطوة الأولى لبنيان الأخوّة وللحفاظ على سلامة البيئة لإعطاء القدوة الحسنة في المعاملة وفي الاجتهاد والنزاهة في العمل… كل هذا يجعل منا خميرة صالحة في قلب الأسرة الإنسانية، نضخّ عبر عملنا التربوي المشترك نماذج شبابية صالحة تتحوّل هي الأخرى إلى خميرة صالحة في قلب المجتمع.

الأطفال والشبان الذين يرتادون هذا البيت التربوي لا يقيمون فيه لمجرد قضاء سنوات مراحل تعليمية تفرضها الدولة أو لمجرد قضاء وقت ممتع من النشاطات المفيدة والرياضية فحسب، فالهدف من عيشنا المشترك في هذا الصرح التربوي صغاراً وكباراً هو أن نكتشف معاً  جمال الحياة الأخوية ونستثمر مواهب الله فينا لصناعة مجتمع إنساني جديد مؤسس على الإيمان الصادق والخاشع بالله وعلى بذل كل طاقاتنا لنكون مواطنين مخلصين يبنون سعادتهم بإسعاد الغير وخاصة أولئك الذين يعانون من ظروف حياة قاسية، ويشيدون وطناً لائقاً بالعيش الكريم، يشجّع الأجيال الجديدة على البقاء فيه وتطويره.

رسالة الأسرة التربوية 2022/2023

في الذكرى المئوية لمدرسة سيدة قرطاجنة 1923 – 2023

الأب بشير سكر – سالزيان دون بوسكوتونس

قلعة الملك العظيم في لبنان!

في لبنان الأخضر يلتقي كل يوم أولاد وشباب كثر مع دون بوسكو على طريقة وسام وسمر ومغامرتهما في قلعة الملك العظيم.

لكن ليس اللبنانيون فقط هم من يلتقوا في بيت دون بوسكو – الحصون!

فبيوت دون بوسكو في لبنان تحتضن عدداً من الأولاد والشبيبة السوريين والعراقيين، الذين يختبرون بدورهم مغامرة مميزة لهذا الصيف.

قرابة 900 ولد وشاب من لبنانيين وسوريين وعراقيين وبأعمار مختلفة، يعيشون النشاطات الصيفية بشكل يومي وبأوقات محددة بحسب الجنسيات والفئات العمرية.

من ألعاب ولقاءات وحوارات وصلوات وزيارات ترفيهية لأماكن خارجية يلمسون خلالها روح الفرح السالزياني بين بعضهم البعض.

ومن الناحية الأخرى خاض خمسة أشخاص مرسَلين، خبرة الإرساليات إلى لبنان بهدف الخدمة، كانوا قد قدموا من سورية (حلب – دمشق) ليتقاسموا لحظات تحمل لهم الكثير من المعاني التربوية.

بيت دون بوسكو في لبنان الذي يستقبل الجميع ويرحب بالجميع، عاش أيضاً كسائر بيوتنا في الشرق الأوسط مغامرة قلعة الملك العظيم بروح رائعة.

سالزيان الشرق الأوسط – لبنان

الأخ السالزياني لوقا سالفاتورة ينتقل إلى السماء عشية عيد دون بوسكو

انتقل إلى الأمجاد السماوية الأخ الراهب السالزياني لوقا سلفاتورة عن عمر يناهز اثنين وتسعين عاماً متأثراً بإصابته بفايروس كورونا، دعاه الرب عشية عيد القديس يوحنا بوسكو 30 كانون الثاني/ يناير 2021 للاحتفال معه بعيده في السماء مع الملائكة والقديسين.

نبذة عن حياته:

ولد الأخ لوقا سالفاتورة في ماليتو (كاتانيا، إيطاليا) في 4 آب / أغسطس 1929 م. تعرّف على الرهبان السالسيين في راندازو، صقلية (Randazzo_Sicilia) وعندما بلغ خمسةً وعشرين عاماً، طلب أن يصبح جزءاً من الرهبنة.

بدأ سنة الابتداء (1954_1955) في معهد السالزيان في سان غريغوريو_كاتانيا (San Gregorio_Catania)

أبرز النذور الرهبانية الأولى في 16 آب / أغسطس من العام 1955، واصل مسيرة التكوين لمدة ست سنوات أخرى في باليرمو – سانتا كيارا (Palermo–Santa Chiar)، وفي 16 آب / أغسطس 1961 أبرز النذور الرهبانية الدائمة ومكث هناك لمدة ست سنوات، تابع مسيرته الدراسية واكتسب الخبرة اللازمة في مجال الميكانيك والاصلاحات حيث وضع هذه الخبرة في خدمة الشباب وإخوته الرهبان لفترة طويلة من حياته، وبالتحديد في الأعوام (1967-1994).

عام 1993عندما بلغ من العمر أربعة وسبعين عاماً، بعد أن أكمل فترة التكوين مع الرهبان السالزيان في الأراضي المقدسة وبعد زيارته للعديد من الأماكن المقدسة هناك، شعر برغبة شديدة بأن يكون مُرسلاً وأعرب عن هذه الرغبة للأب جيوفاني فيدريغوتي (D. Giovanni Fedrigotti)، الذي كان وقتها عضواً في المجلس العام للسالزيان، وبصفته مستشاراً إقليمياً لإيطاليا وسويسرا والشرق الأوسط، كان يقوم في ذلك العام بالزيارة الكنسيّة إلى مقاطعة السالزيان في صقلية.

فبعد مشاورة الرؤساء الإقليمين تمت الموافقة على رغبة الأخ سلفاتورة.

في نهاية شهر آب / أغسطس 1993وصل الأخ لوقا إلى دير كريميزان وكانت السنوات العشر الأولى (1993-2003) من الإقامة كـ “نقل مؤقت”.

وفي نهاية عام 2003، تم نقله النهائي إلى إقليم الشرق الأوسط.

قضى سبعة عشر عاماً أخرى في الأراضي المقدسة، منها خمسة عشر عاماً في دير كريمزان (2003-2018) وسنتين ونصف في بيت لحم.

في دير كريمزان قدم أفضل ما لديه في مجاله المحدد (المكانيك)، وعمل أيضاً كسائق جنباً إلى جنب مع اخوته السالزيان، مقدماً بذلك مثالاً للتضحية والعطاء والالتزام.

في تشرين الأول من العام 2018 تم نقله إلى بيت لحم ليحظى بقسط من الراحة والعناية الطبية في بيئة منزلية.

في الأشهر الأخيرة من حياته شعر بضعف متزايد وبحاجة إلى المساعدة، لكنه حاول دائماً المشاركة في الحياة الجماعية.

نصلي من أجل أن يشمله الله بين ملائكته وقديسيه ويرسل لإقليمنا الشرق أوسطي، دعوات صالحة ومرسلين أمينين في خدمة رسالتنا لصالح الشباب على مثال الأخ لوقا..

المسيح قام..حقاً قام

الأب جان ماريّا جناتسا_سالزيان الشرق الأوسط

الصورة الأجمل! دون بوسكو الكاهن.. الأب.. الراعي..

كُتِبَ عن دون بوسكو أنّه لم يتوقف عن الاعتراف قط حتى عندما كان مريضاً، واستمرّ بذلك حتى قبل وفاته ببضعة أشهر. 

كان جُلّ فرحه أن أولاده كانوا “في نعمة الله”، فجميع أولاده كانوا يرغبون دائماً بالاعتراف لدى دون بوسكو، والسبب واضح في هذه الصورة الجميلة، حيث تُظهر هويتَه ككاهن، بوجهه الهادئ ونظرته اليقظة وموقفه الأبوي.

هنا! كان دون بوسكو  يُعرّف الشخص الذي أصبح فيما بعد خليفته الثاني للرهبنة وهو “باولو ألبير”.
التقط هذه الصورة “فرانشيسكو سيرا”، بعنوان “دون بوسكو الذي يعترف“. 

إيطاليا – تورينو ، عام ١٨٦١

عن وكالة الأنباء السالزيانية – ANS