معاً لنكن خميرة الأسرة الإنسانية في عالم اليوم

نحن، سالزيان دون بوسكو (منوبة تونس)، مدعوون لنكون الخميرة وسط الشبيبة والبالغين التربويين، كحاملي وشهود حب الله من خلال التعامل بالمودّة والمحبة.

تواجدنا في قلب الأسرة التربوية حافز للسعي المشترك والتضامن في المسؤولية لنصنع معاً نماذج تغيّر المجتمع الإنساني نحو الأفضل بدءاً بمجتمعنا المحلّي (مدرسة – أوراتوريو – الأسرة)

إننا نؤمن بأن روح الله يعمل في أعماق قلب كل إنسان وكل طفل وكل فتى أو فتاة، وعلى كلٍّ منا إيقاظ أخيه الإنسان وخاصة الصغار كي يعي حضور الله ويتجاوب وعمل الله في قلبه وسلوكه وتعاملاته.

مجتمعنا الإنساني قد لا يلتفت إلى القيم السامية التي زرعها الله في قلب كلّ إنسان. علينا نحن كأسرة تربوية أن نتنافس على استثمار بذور الخير الدفينة في أعماق كلٍّ منا والتي يجب أن تزهر من خلال إشعاع المحبة المجانية التي أحبنا بها الله منذ أن خلقنا.

إشعاع محبة الله المجانية من حولنا يجعلنا كأسرة تربوية حاملي عدوى خير وسط الآخرين، وبالتالي فنحن مدعوون معاً لنكون صنّاع تقارب ومصالحة وسلام – ولنكون البادرين دائماً بالخطوة الأولى لبنيان الأخوّة وللحفاظ على سلامة البيئة لإعطاء القدوة الحسنة في المعاملة وفي الاجتهاد والنزاهة في العمل… كل هذا يجعل منا خميرة صالحة في قلب الأسرة الإنسانية، نضخّ عبر عملنا التربوي المشترك نماذج شبابية صالحة تتحوّل هي الأخرى إلى خميرة صالحة في قلب المجتمع.

الأطفال والشبان الذين يرتادون هذا البيت التربوي لا يقيمون فيه لمجرد قضاء سنوات مراحل تعليمية تفرضها الدولة أو لمجرد قضاء وقت ممتع من النشاطات المفيدة والرياضية فحسب، فالهدف من عيشنا المشترك في هذا الصرح التربوي صغاراً وكباراً هو أن نكتشف معاً  جمال الحياة الأخوية ونستثمر مواهب الله فينا لصناعة مجتمع إنساني جديد مؤسس على الإيمان الصادق والخاشع بالله وعلى بذل كل طاقاتنا لنكون مواطنين مخلصين يبنون سعادتهم بإسعاد الغير وخاصة أولئك الذين يعانون من ظروف حياة قاسية، ويشيدون وطناً لائقاً بالعيش الكريم، يشجّع الأجيال الجديدة على البقاء فيه وتطويره.

رسالة الأسرة التربوية 2022/2023

في الذكرى المئوية لمدرسة سيدة قرطاجنة 1923 – 2023

الأب بشير سكر – سالزيان دون بوسكوتونس