من هم المؤثرون؟!

تعد الشبكات الاجتماعية أساسية في حياة المراهقين، ويمكن أن يؤثر مجرد منشور (post) أو إعجاب (like) بشكل كبير على حياتهم.

لقد أدركت ماركات الملابس هذا منذ سنوات، أربعة طلاب من معهد “Notre Dame des Minimes” في ليون – فيكتور وماثيو وجاسبارد ومارتن – يشرحون دور المؤثرين.

وتقدم الأخت آن فلور ماجنان، البالغة من العمر 33 عاماً، من راهبات بنات مريم أم المعونة، والمعلمة في جمعية “لو فالدوكوle valdocco ” في مدينة Lille، وجهة نظرها.. فتتحدث مستفيضةً:

من هو المؤثر؟

المؤثر هو شخص نشيط للغاية على الشبكات الاجتماعية..

وهنا يشرح ماثيو: “تصبح شخصاً مهماً للعلامات التجارية، لأنها تحدد هويتك فقط للإعلان عنها وتسويقها عندما يكون لديك 50000 مشترك أو أكثر على صفحتك الشخصية، وبعض المؤثرين العظماء يكسبون رزقهم بهذه الطريقة”.

ويضيف غاسبارد: “مع كل مشاركة لعلامة تجارية، يمكنهم تحقيق ما بين 500 و1000 يورو”.

لكن هل الشركات تستدعي الناس أم العكس؟

يوضح فيكتور: “أولاً، يجب أن تكون مشهوراً على الشبكات، وللقيام بذلك، عليك إنشاء حساب عام، وأفضل طريقة هي إنشاء قناة على YouTube، لذا فأنت بحاجة إلى أكبر عدد ممكن من الشبكات الاجتماعية لكي تكون معروفاً”،

ومن الضروري أيضاً تمييز نفسك عن الآخرين للتعريف عن نفسك: اختر مجال نشاط (رياضة، أزياء …)”.

يؤكد ماتيو: “أن الجمال أيضاً يؤخذ بعين الاعتبار فأنت بحاجة إلى معرفة كيفية الجذب، ومن ثم يأمل المرء في التأثير الفيروسي viral: أي أن يقوم أصدقاء الأصدقاء بالاشتراك أيضاً من منطلق العدوى والتقليد.

فهل تُحتسب العلامات التجارية والشركات؟؟

نعم، يجب أن ترتدي ملابس أنيقة، وأن ترتدي ملابس مصممين..
ينشر الشباب صوراً لأنفسهم باستخدام علامة التصنيف الهاشتاغ # لمختلف العلامات التجارية.

يقول غاسبارد: “تحددك العلامات التجارية وتختارك أيضاً بناءً على معاييرها: كالجمال والشهرة في النهاية عليك أن تعرف كيف تؤثر على الآخرين، وكيف تؤثر شعبية الآخرين علينا في اختياراتنا وطريقتنا في الوجود، هذا ما يعنيه أن تكون مؤثرًا! ”

وحتى لو قال ماثيو بأنه: “بين الأصدقاء الحقيقيين، كل ما يهم هو التقدير”، يتفق الأربعة جميعاً على أن قيمة العلامة التجارية مهمة، وأنه من الصعب مقاومتها وكذلك التعليقات والتأثيرات، أيضاً لأن هذه الأمور أصبحت أمراً بديهياً ومسلّماً به للحكم على الآخرين وتقييمهم..

من جهتها تلاحظ الأخت ماجنان أنّ:

“ظاهرة المؤثرين تشبه الإعلانات التلفزيونية والإذاعية، إنها تهدف أن تقدم للناس منتجاً لا يحتاجون إليه بعد، لكنهم سيظلون راغبين بشرائه، الفرق هنا هو أن المؤثر يجمع “مجتمعاً” مرتبطاً بالفعل بما يقترحه ويقتنعون به وهو أن: عشاق الأحذية الرياضية الشباب سيتبعون أصحاب النفوذ الذين لديهم هذه “المهارة”.

إنه إعلان مستهدف!

الخطر، من الناحية التعليمية، عندما يكون هؤلاء المؤثرون مراهقين أو حتى أطفال، فيتم تحويلهم إلى منتجات تجارية.

ويصبحون مجرد وسائل إعلان بشرية ومراكب غير واعية للدعاية عن المنتجات.

لا يحاولون جمع الناس معاً لإيصال رسالة أو قيمة، بل لترويج المنتجات؛ المنتجات التي يتلقونها مجاناً! أو التي تدفع لهم مقابلاً مادياً.

ألا يجب أن نتحدى نحن، كبالغين، حقيقة أن الحلم، بالنسبة للعديد من الشباب، هو أن يصبح الشاب إعلاناً ليس إلّا؟!

نقلاً عن وكالة الأنباء السالزيانية _ Ans