مخبز السالزيان في بيت لحم وقوده رحمة وعطاؤه محبة

“لا تقتصر محتويات خبز السالزيان في بيت لحم على الطحين والماء والخميرة فحسب، بل وأضيفت إلى عجينته مقادير لا نهائية من الرحمة والعطاء، فبات مخبز السالزيان في المدينة عنواناً لمساعدة الفقراء والمحتاجين”

يتحدث العديد من الرهبان السالزيان والعلمانيين العاملين والخادمين في المكان عن الدور الهام الذي يؤديه خبز بيت لحم والحاجة التي يسدّها للكثير من العائلات المحتاجة..

وخاصة في الظروف الاستثنائية والصعبة التي مرّت وتمرّ بها المنطقة..

ففي الانتفاضة الأولى والثانية، قدم هذا الفرن خدمة كبيرة للناس، وكذلك خلال حرب العراق الأولى والثانية، حيث وفر الخدمة للعديد من العائلات الفقيرة.

وتتواصل روح الخدمة والعطاء هذه حالياً أيضاً عقب الظروف السيئة التي خلفتها جائحة كورونا.

كما ذكر الرهبان السالزيان في بيت لحم أيضاً أنّ الفرن وبعد تفشي الوباء، لا يقدم الخبز للعائلات الفقيرة فحسب، بل يقدمه أيضاً للمؤسسات التي تحتاج لمساعدة لتواصل هي بدورها خدمة الناس، ومنها بعض المؤسسات التي تعنى بخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية.

يقول أحد العلمانيين: إنّ السالزيان يخففون مصاريف تأمين الخبز عن الناس ويساعدوهم بهذا الأمر.

فمخبز السالزيان هو من المخابز العريقة والقديمة التي ما زالت تحافظ على جودة الخبز الذي تنتجه، و على الرغم من أن الخبز يبدو أمراً بسيطاً، إلا أنه بالنسبة للعائلات التي لا تعمل وتنعدم فيها الرواتب في ظل منع التجول، قد ساهم إلى حد كبير في تغطية قسم من النفقات اليومية للعائلة..

عن المركز الإعلامي الفرنسيسكاني في الأراضي المقدسة – بتصرّف

الأخ السالزياني لوقا سالفاتورة ينتقل إلى السماء عشية عيد دون بوسكو

انتقل إلى الأمجاد السماوية الأخ الراهب السالزياني لوقا سلفاتورة عن عمر يناهز اثنين وتسعين عاماً متأثراً بإصابته بفايروس كورونا، دعاه الرب عشية عيد القديس يوحنا بوسكو 30 كانون الثاني/ يناير 2021 للاحتفال معه بعيده في السماء مع الملائكة والقديسين.

نبذة عن حياته:

ولد الأخ لوقا سالفاتورة في ماليتو (كاتانيا، إيطاليا) في 4 آب / أغسطس 1929 م. تعرّف على الرهبان السالسيين في راندازو، صقلية (Randazzo_Sicilia) وعندما بلغ خمسةً وعشرين عاماً، طلب أن يصبح جزءاً من الرهبنة.

بدأ سنة الابتداء (1954_1955) في معهد السالزيان في سان غريغوريو_كاتانيا (San Gregorio_Catania)

أبرز النذور الرهبانية الأولى في 16 آب / أغسطس من العام 1955، واصل مسيرة التكوين لمدة ست سنوات أخرى في باليرمو – سانتا كيارا (Palermo–Santa Chiar)، وفي 16 آب / أغسطس 1961 أبرز النذور الرهبانية الدائمة ومكث هناك لمدة ست سنوات، تابع مسيرته الدراسية واكتسب الخبرة اللازمة في مجال الميكانيك والاصلاحات حيث وضع هذه الخبرة في خدمة الشباب وإخوته الرهبان لفترة طويلة من حياته، وبالتحديد في الأعوام (1967-1994).

عام 1993عندما بلغ من العمر أربعة وسبعين عاماً، بعد أن أكمل فترة التكوين مع الرهبان السالزيان في الأراضي المقدسة وبعد زيارته للعديد من الأماكن المقدسة هناك، شعر برغبة شديدة بأن يكون مُرسلاً وأعرب عن هذه الرغبة للأب جيوفاني فيدريغوتي (D. Giovanni Fedrigotti)، الذي كان وقتها عضواً في المجلس العام للسالزيان، وبصفته مستشاراً إقليمياً لإيطاليا وسويسرا والشرق الأوسط، كان يقوم في ذلك العام بالزيارة الكنسيّة إلى مقاطعة السالزيان في صقلية.

فبعد مشاورة الرؤساء الإقليمين تمت الموافقة على رغبة الأخ سلفاتورة.

في نهاية شهر آب / أغسطس 1993وصل الأخ لوقا إلى دير كريميزان وكانت السنوات العشر الأولى (1993-2003) من الإقامة كـ “نقل مؤقت”.

وفي نهاية عام 2003، تم نقله النهائي إلى إقليم الشرق الأوسط.

قضى سبعة عشر عاماً أخرى في الأراضي المقدسة، منها خمسة عشر عاماً في دير كريمزان (2003-2018) وسنتين ونصف في بيت لحم.

في دير كريمزان قدم أفضل ما لديه في مجاله المحدد (المكانيك)، وعمل أيضاً كسائق جنباً إلى جنب مع اخوته السالزيان، مقدماً بذلك مثالاً للتضحية والعطاء والالتزام.

في تشرين الأول من العام 2018 تم نقله إلى بيت لحم ليحظى بقسط من الراحة والعناية الطبية في بيئة منزلية.

في الأشهر الأخيرة من حياته شعر بضعف متزايد وبحاجة إلى المساعدة، لكنه حاول دائماً المشاركة في الحياة الجماعية.

نصلي من أجل أن يشمله الله بين ملائكته وقديسيه ويرسل لإقليمنا الشرق أوسطي، دعوات صالحة ومرسلين أمينين في خدمة رسالتنا لصالح الشباب على مثال الأخ لوقا..

المسيح قام..حقاً قام

الأب جان ماريّا جناتسا_سالزيان الشرق الأوسط

كلمات الرئيس العام للشبيبة في عيد شفيعها 2021

في عيد شفيع الشباب القديس يوحنّا بوسكو لهذا العام 2021 ، وجه الرئيس العام للرهبنة السالزيانية الأب آنخل فرنانديز آرتيمه إلى شبيبة العالم رسالة قال فيها:

أيها الشبان الأعزاء:

الله يحبكم. الله يحبكم لأن جوهر الله هو الحب. إنه يحب كلّ ما خلقه بلا حدود. وبين مَن خلق أنتم وأنا، كلّ منا، كلّ منكم، أيها الشبان الأعزاء (…)

أيها الشبان المحبوبون من الله، حيثما كنتم في العالم، وأياً كانت عقيدتكم، افتحوا قلوبكم لله، اكتشفوا حضور الله في حياتكم، اكتشفوا أن الله أمين لا يهملكم أبداً. إننا نستطيع دائماً لقاءه في كتبه الكريمة (…) أصغوا إلى صوت الله وستجدون إجابات عديدة على التساؤلات التي تحملونها في قلوبكم وأفكاركم.

على مثال دون بوسكو الأب ومعلم الشبيبة، أدعوكم، باسمه، إلى شجاعة عدم التخلي عن الله، إلى تفضيل الله بشغف كل لحظة من حياتكم، إلى عدم الاكتفاء بالحد الأدنى وإنما إلى المغامرة ببذل أفضل ما تحملونه في قلوبكم.

إن حياتكم أيها الشبان ثمينة، وأياً كانت الرسالة التي يريدكم الله إنجازها في المجتمع الإنساني، فحياتكم تستحق عناء عيشها ببذل الذات، بالخدمة وبمحبة الآخرين (…)

(…) أيها الشبان إن حياتكم لا تُقدر بثمن، إنكم لستم سلعة معروضة للمتاجرة بها، لا تدعوا أحداً يشتريكم، لا تدعوا أحداً يُغريكم، لا تدعوا التيارات الأيديولوجية الهدّامة تستعمركم وتستعبدكم وتدمّر حياتكم.

إن حياتكم لا تُقدر بثمن في عين الله!

ترجمة الأب بشير سكّر _ سالزيان الشرق الأوسط

الاحتفال بعيد إقليم الشرق الأوسط ومفاجأة بطريرك اللاتين في القدس!

احتفل سالزيان دون بوسكو في الشرق الأوسط بعيد الإقليم والذي يصادف يوم عيد العائلة المقدسة في الأحد الأول بعد عيد الميلاد المجيد من كلّ عام..

في ظل ما نعيشه بسبب وباء الكورونا كان اللقاء افتراضياً شارك فيه الرهبان السالزيان من كلّ البيوت وبحضور الرئيس الإقليمي لسالزيان الشرق الأوسط الأب أليخاندرو ليون.

تخلل اللقاء صلاة وتبادل تهاني العيد

وبمبادرة جميلة غير متوقعة شارك باللقاء غبطة البطريرك “بييرباتيستا بيتسابالا” بطريرك اللاتين في القدس عبّر بمشاركته عن امتنانه لعمل السالزيان ورسالتهم بين الشبيبة كما منح السالزيان المشاركين البركة الرسولية وتمنى لهم الاستمرارية في الرسالة على مثال العائلة المقدسة وأن يكونوا بيتاً دافئاً لكل من يلتجئ إليه.

سالزيان الشرق الأوسط

 

لفتة رائعة.. زيارة رسمية إلى معهد السالزيان في القاهرة!

قام الدكتور حسام الدين فوزي نائب محافظ القاهرة، يرافقه الأستاذ أشرف محمد رئيس حي الساحل (في المنطقة التي يقع فيها معهد دون بوسكو – روض الفرج) بزيارة لمعهد دون بوسكو القاهرة – روض الفرج اليوم، حيث زار المعامل وعدة أقسام في المعهد، كما زار صفوف الطلاب والتقاهم، وبعد هذه الزيارة الميدانية التقى بالسالزيان وأعضاء الهيئة التدريسية التربوية العاملة في المعهد، معبراً عن امتنانه وشكره لكل القائمين على العمل التعليمي

المهني في هذا المعهد، مبدياً إعجابه بكم الدقة والمعايير العالية التي يقدم فيها المعهد خدماته للطلاب.

كما تخلل اللقاء عرض تقديمي سريع عن تاريخ المعهد ونشأته وكافة الخدمات التدريسية والتربوية التي يقدمها للشباب المصري.

يذكر أن معهد دون بوسكو – روض الفرج يستقبل الطلاب المصريين ويقوم على تعليمهم عدة اختصاصات مهنية وتقنية وصناعية، ويعتني بصحتهم النفسية على طريقة دون بوسكو وأسلوبه الوقائي التربوي.

فالمهنة والعمل هما أساس بناء حياة سليمة للشباب المصري وحجر الأساس في بناء أي مجتمع سليم قادر على الإنتاج والابتكار والإبداع..

سالزيان الشرق الأوسط – مصر

النذور الدائمة لخمسة رهبان سالزيان شباب

“فدعاهما لوقته فتبعاه!” (لو 1 : 20)

وسط أجواء روحية سالزيانية احتفل خمسة رهبان سالزيان بإعلان نذورهم الدائمة بنعمة الرب صباح يوم الأحد 22 / 11 / 2020 في كنيسة السالزيان – بيت لحم

وهم الأخوة: إدوار جبران, فاما زهين, نكويين ترونج هيو, ماتيو فينولو, جان لوكا فيلا

ترأس القداس الإلهي الأب اليخاندرو ليون الرئيس الإقليمي لسالزيان الشرق الأوسط مع لفيف من الآباء السالزيان المتواجدين في الأراضي المقدسة.

جديرٌ ذكره، أنّه كان من المفترض أن يقوم الإخوة السالزيان بإبراز النذور في بلدانهم ولكن بسبب جائحة كورونا لم يستطيعوا ذلك، لكنها من ناحية أخرى كانت فرصة رائعة لإبراز النذور في مدينة بيت لحم المقدسة.

كما كان من المفترض أيضاً أن يشارك الكثير من الأشخاص في الرتبة، لكن في ظل الظروف الحالية اقتصرت المشاركة على الآباء والرهبان السالزيان والقليل من الأشخاص المقربين.

فيما شارك عدد كبير من الأشخاص والشبيبة بحضور الرتبة online، كما شاركوا بصلواتهم على نية الأخوة وسائر الدعوات في إقليمنا خاصةً وفي الكنيسة عامةً.

سالزيان الشرق الأوسط _ الأراضي المقدسة

للمرة الأولى في إقيلمنا.. خطوة جديدة على طريق التربية واللقاء مع الشبيبة والرهبان السالزيان..

خطوة جديدة على طريق التربية واللقاء مع الشبيبة والرهبان السالزيان..

في الوقت الذي يعيش فيه العالم حالة من الخوف والحذر والترقب وأحياناً الهلع في ظل الوباء الذي طال كل بقعة من بقاع الأرض..
اخترنا أن نستغل هذه الفترة التي نقضيها متباعدين في بيوتنا خلف الشاشات ونسخر طاقاتنا وأوقاتنا بشيء مفيد سالزياني تكويني جديد..
فنظّم سالزيان دون بوسكو في إقليم الشرق الأوسط دورة لتنشئة المنشطين ولكن على ملعب افتراضي هذه المرة لضمان الوصول الأكبر للشبيبة من بلدان عدة ولضمان الصحة والسلامة العامة للجميع..

أخذت هذه الدورة اسم Anima Online – 2020 واستمرت الدورة لمدة 7 أيام اشتملت على مواضيع عديدة وغنية تهم المنشط في حياته وللتعامل مع الأولاد والشبيبة..

اللقاءات كانت على الشكل التالي:

يسوع المنشط مع الأب السالزياني سيمون زاكاريان.
دون بوسكو المنشط مع الأب السالزياني منير الراعي.
من هو المنشط؟؟ هويته.. صفاته.. قناعاته.. مع الأب السالزياني بيير جابلويان.
الأسلوب التربوي لدون بوسكو مع الأب السالزياني داني قريو.
اللعب والتربية في حياة المنشط مع الراهب السالزياني إدوار جبران.
التعاون في حياة المنشط ضمن الجماعة مع الأب السالزياني داني كورية.

وفي اليوم الأخير كان اللقاء الختامي عبارة عن مشاركة خبرات من الشبيبة المشاركة وطرح بعض الأسئلة وبعض المقترحات للدورات القادمة..
بلغ عدد الشبيبة المشاركين بهذه الدورة بشكل فعلي حوالي 120 شاب وشابة من مصر – سورية – لبنان – الأراضي المقدسة..

كانت خطوة أولى على طريق طويل وواعد باللقاءات التكوينية والتربوية المفيدة للمنشطين بغرض الاستفادة من الوقت واستثماره لأقصى درجة ومن أجل الحفاظ أيضاً على التواجد مع الشبيبة قدر الإمكان حتى لو عن بعد.

 

سالزيان الشرق الأوسط 

ختام المجمع العام وتجديد انتخاب الرئيس العام لفترة خدمة جديدة

اختتم المجمع السالزياني العام في دورته الثامنة والعشرين لقاءاته في وقت مبكر عن موعده المحدد بسبب وباء كورونا الذي انتشر في إيطاليا، ما أدى لإيقاف الحياة العملية واليومية في البلاد كلها، وإلغاء أو إرجاء الكثير من الاجتماعات والأعمال وغيرها للحفاظ على السلامة العامة، وحصر عدد الإصابات بالفيروس.
يذكر أنه شارك في المجمع العام في دورته الثامنة والعشرين ما يقارب 240 سالزياني مجمعي ومندوب وضيف، تحت عنوان (أي نوع من السالزيان يحتاج الشبيبة اليوم؟)، تم خلاله تجديد انتخاب الرئيس العام للرهبنة السالزيانية الأب آنخل آرتيمه لفترة جديدة تمتد من 2020 – 2026.
وشارك من إقليم الشرق الأوسط في المجمع الأب أليخاندرو ليون الرئيس الإقليمي، ومندوب الإقليم إلى المجمع ومندوب الرعوية الشبابية الأب سيمون زاكريان، يذكر أن المجمع بدأ عقده في 26 شباط / فبراير واختتم استثنائياً في 15 آذار / مارس 2020 في فالدوكو – تورينو – إيطاليا.

الكونفرونتو الأول لشبيبة دون بوسكو في مصر!

أول كونفرونتو يجمع شبيبة دون بوسكو في مصر

التقت الشبيبة المصرية لمدة ثلاثة أيام من 5 ولغاية 8 شباط / فبراير 2020، قادمين من ثلاثة مراكز (القاهرة – روض الفرج، القاهرة – الزيتون، الإسكندرية) في بيت (كرمة الوادي) في وادي النطرون..
كان هذا اللقاء تحت شعار “مسيحيون صالحون ومواطنون مخلصون” تماشياً مع التوجيه الرسولي للرئيس العام للرهبنة الأب آنخل آرتيمه لهذا العام.

شارك حوالي 77 شاب وشابة سودانيين ومصريين، و 4 منشطين، وبوجود 6 آباء سالزيان والرئيس الإقليمي الأب أليخاندرو ليون، وكاهن سالزياني من إيطاليا.

تخلل اللقاء موضوعان: الأول أعطاه الأب أليخاندرو عن محتوى وماهية إيماننا المسيحي وعمل الروح القدس في حياتنا، والموضوع الثاني مع مسؤول الرعوية الشبابية في مصر الأب مرقس حلمي عن كيفية عيشنا كمسيحيين صالحين ومواطنين مخلصين بحسب الروحانية السالزيانية في المجتمع، وتبع الموضوعين مجموعات عمل  وحوار، فضلاً عن النشاطات والألعاب السالزيانية والأوقات الأخوية التي سادتها روح سالزيانية مميزة بين الشبيبة..

سالزيان الشرق الأوسط

التوجيه الرسولي 2020

التوجيه الرسولي 2020

((لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض))

متى “6/10”

“مسيحيون صالحون ومواطنون مُخْلِصون”

بعد لقاء المجلس الاستشاري العالمي للعائلة السالسية في شهر أيار في تورينو فكرّتُ أن أقدّم للتوجيه للعام 2020 موضوعًا يجسّد، بصيغة ثنائية، جوهر التربية السالسية، الذي قبلناه من دون بوسكو، وهو أن نساعد مستهدَفينا من الأولاد والبنات كي يكونوا “مسيحيين صالحين ومواطنين مُخْلِصين”.

علينا أن نستقصي أكثر وأكثر هويتنا كمبشّرين ومربّين للإيمان.

هناك هشاشة متزايدة، وأحيانًا عجْز عن كوننا مبشّرين ورسلا للشباب. وفي الوقت نفسه هناك خطر واضح في عدم تربية شبابنا على الشعور القويّ بالمواطنة، بالعدالة الاجتماعية والقيم الإنجيلية التي تؤدّي إلى تبنّي، كبرنامج الحياة، خدمة الآخرين، الالتزام في الحياة الاجتماعية، الاستقامة الشخصية، الحساسية ضدّ جميع أنواع الفساد، الاهتمام بعالم النازحين والمهاجرين، والحسّ بالخلْق و”البيت المشترك” المُعطَى لنا، والالتزام في الدفاع عن العُزَّل والمهمَّشين.

فأسأل نفسي: إن كُنّا لا نقدر أن نربّي على هذه القيم، ماذا نفعل؟ وما هو تبشيرنا باسم يسوع الذي نقوم به؟

لذلك هذا الالتزام التربوي هو اليوم تعبير عن كلمة يسوع: “لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض”. هذه “سياسة الأبانا”، الخاصّة بدون بوسكو.

ماذا نقصد بـ”سياسة الأبانا” الخاصّة بدون بوسكو؟

من المهمّ العودة إلى المصادر لنستوعب ما كانت أفكار دون بوسكو وكيف كان يعمل بين الشباب بهدف إعدادهم لمجتمع يتغيّر تغيُّرا سريعا في خضمّ ثورة صناعية أدّت إلى فوارق اجتماعية واقتصادية هائلة، وإلى ازدياد ظاهرة التسوّل وظاهرة الصبيان المهجَّرين بحثًا عن العمل.

  • في “ذكريات السيرة” مشهورة عبارة “سياسة الأبانا” التي استعملها دون بوسكو في مناسبة لقائه مع قداسة البابا بيوس التاسع عام 1867:

إذ حضر دون بوسكو أمام البابا بيوس التاسع، قال له قداسته مبتسمًا: “ما هي السياسة التي تنتهجها خلال هذه الصعوبات؟”

أجاب دون بوسكو: سياستي هي سياستكم. هي “سياسة الأبانا”. في صلاة الأبانا نصلّي كل يوم أن يأتي ملكوت الآب السماوي على الأرض، أن يمتدّ أكثر وأكثر وأن يكون أكثر قدرةً ومجدا. ليأتِ ملكوتك: هذا ما يهمّني”.

   ب) هناك أقوال أخرى لدون بوسكو تساعدنا لنستوعب مفهومه السياسي، مثلا:

“في مؤسساتنا لا ننتهج سياسة معيّنة: نحترم السلطات القائمة، ندفع الضرائب ونقوم بعملنا، نسأل فقط أن يُسمَح لنا بعمل الخير للشبيبة بهدف خلاص النفوس. وإن يُراد، نحن ننتهج سياسة خاصّة، بشكل غير مُؤْذٍ، بل مفيد لكلّ حكومة. فالسياسة هي عِلْم وفنّ إدارة الدولة إدارةً جيّدة. وهدف مؤسَّسة الأُوراتوريو في إيطاليا، في فرنسا وإسبانيا وأمريكا وكل البلدان التي انتشرت فيها لمساعدة الشبان الأكثر عَوَزًا، هو تقليص عدد المشاغبين والمشرَّدين، تفريغ السجون، تكوين مواطنين صالحين لا يضايقون السلطات القائمة، بل يدعمونها للحفاظ على النظام والهدوء والسلام. هذه هي سياستنا، هذه عنايتنا حتى الآن وبهذا سنعتني في المستقبل. باتّباع هذا المنهج استطاع دون بوسكو أن يعمل الخير لكم أوَّلًا، وفي المستقبل لكثير من الشبان في كل بلد”.

  • مسيحيون صالحون
  • يعيشون في الإيمان بإرشاد الروح

في رسالة بولس إلى أهل أفسس هناك فقرة تعبّر عن مدى ما نحن مدعوون إليه لا يمكن أن يزول مَهْمَا كانت ظروفنا: لا شيء يمكن أن يزيل كرامة كلّ حياة بشرية وعظمتها. يؤكّد ذلك بولس، الذي كان يواجه عالَمًا في معظمه وثنِيًّا:

“لِهذا أجثو على رُكْبتَيَّ للآب، فمنه تستمدّ كلُّ أسرة اسمَها في السماء وعلى الأرض، وأسأله أن يهب لكم، على مقدار سَعةِ مجده، أن تشتدّوا بروحه، ليقوى فيكم الإنسانُ الباطن، وأن يُقيمَ المسيح في قلوبكم بالإِيمان، حتى إذا ما تأصَّلتُم في المحبة وأُسِّسْتُم عليها، أمكنكم أن تُدرِكوا مع جميع القديسين ما العَرْضُ والطولُ والعُلوُّ والعُمقُ، وتعرفوا محبَّة المسيح التي تفوق كل معرفة، فتمتلئوا بكل ما في الله من كمال“.

  • نعيش بالاستماع إلى الله الذي يكلّمنا، ونحن نطبّق ما نبشّر به؛ واعِين بالحاجة إلى التبشير وتقديم التعليم المسيحي

“كانت هذه الجماعة في أوّل أمرها عبارة عن تعليم مسيحيّ بسيط”

هذا يُعيدنا إلى أصولنا وجذورنا. تعلّمنا من دون بوسكو وَلَعًا انجيليًّا لنؤَدّي بكل ولد وشاب إلى اللقاء بيسوع. ذلك هو السبب في عدم توقُّفنا عن تبشير الشباب، بعلمِنا “أن التبشير يهدف إلى النموّ أيضا، وذلك يقتضي النظر إلى كل شخص نظرة عميقة في إطار مشروع الربّ عليه”.

كوننا مربّي الشباب ومبشّريهم يقتضي منا أوّلا من خلال خبرتنا الشخصية أن نستطيع أن نقول للشباب بالكلام والأعمال إن الله يحبّهم، “أنت ثمين حقًّا في عينيه، ولست حقيرًا؛ بل أنت مهمّ بالنسبة له.

  • مسيحيون ومربّون حقيقيون اليوم بالروحانيَّة السالسية

بالتركيز على الروحانية في واقع الحياة اليومية

→ بنمط عيش الروحانية السالسية حيث لِجوّ الصداقة بين المربّي والشابّ عون كبير في النموّ الشخصي. برأي القديس فرنسيس السالسي لا يمكن النموّ في الإيمان، حتى بوجود مرشد، بدون صداقة حقّة، يعني بدون اتّصال، تأثير متبادل، بدون صداقة تبلغ الدرجة الروحية المحضة. 

العلاقة بين المربّي السالسي والشبان يجب أن تتميّز بمزيد المودَّة، لأنّ “الألفة تُفرِز المحبّة، والمحبة تولِّد الثقة. وهذا ما يشرَح القلوب، إذ يَعْرِض الصِّبْية كل أمورهم أمام معلّميهم والمشرفين عليهم ورؤسائهم، دون خوف، لأنّهم متأكّدون أنّهم محبوبون”.

  • مسيحيون صالحون في أوساط غير مسيحية

شهادة الأب تُوما أُزونَنيل، الذي احتُجِز في اليمن مدّة 557 يوما، تشهد أن روحه الباطني وإيمانه احتفظا بسلامته العقلية والروحية في ظروف إنسانية قاسية جدًّا. وهناك كان يشهد بالصمت، بحياته.

ذلك يقتضي أن نعيش الحوار والشهادة بشكل قد يكون تنبّؤًا.

  • مسيحيون صالحون في مجتمعات احتجب فيها الإيمان او الاعتقاد المسيحي

هذا تحدٍّ، وهو قبل كل شيء هبة ثمينة نقدّمها للكنيسة والّتي تطلبها منا الكنيسة والعالم. قد يكون ان ولا عائلة موهبية في الكنيسة تعمل بعدد كبير من الأشخاص، معظمهم شبان ليسوا مسيحيين، لأنهم ينتمون إلى ديانات أخرى أو كفّوا عن الممارسة الدينية.

ذلك ما يجعلنا في تبشير فريد من نوعه؛ والكنيسة تطلب منا ليس فقط أن نتحرك بل أن نفتح الطريق في هذا المجال حيث مستقبل الشباب. 

  • إيمان معاش معًا، وفي الانطلاق خارجا عن محيطنا

البُعد الروحي للعمل الرعوي السالسي يجب ان يُعاش ويجب أن يُقَدَّم بالشكل المناسب وبدون تفرّع ثُنائي. هذا يتطلّب التفرّغ من الذات والالتزام لننظر إلى الآخرين كإخوة، مهما اختلف العِرق والدين والثقافة، واعِين أننا جميعا أبناء الله تعالى.

هذا هو أساس الروحانية المسيحية التي تجعل من العالم مكان اللقاء مع الله تعالى وتجعل من اللقاء بالله تعالى الفرصة لبناء عالم أفضل.

يقول لنا البابا فرنسيس: “ عندما تُسمّى المواجهة مع الله “انخطاف”، فهذا لأنّه يُخرجنا من ذواتنا ويرفعنا، مأخوذين بحبّ الله وجماله، لكن يمكننا أن نخرج من ذواتنا أيضًا للاعتراف بالجمال الخفيّ الموجود في كلّ كائن بشريّ، وبكرامته، وبعظمته كصورة لله وابن للآب. يريد الروح القدس أن يدفعنا إلى الخروج من ذواتنا، وإلى احتضان الآخرين بالمحبّة والسعي لِما فيه خيرهم. ولذا فإنه من الأفضل دائمًا أن نعيش الإيمان معًا، ونعبِّر عن حبّنا في حياة جماعيّة، ونشارك الشبيبة الآخرين بحبّنا ووقتنا وإيماننا واهتماماتنا. وتقدّم الكنيسة العديد من المساحات المختلفة لعيش الإيمان جماعيًّا، لأن كلّ شيء يكون أسهل معًا.

هذه دعوة أن نعيش بمزيد من الالتزام الشركة الكنسية، حيث تُكتشَف وتُقدَّر الهبة الكامنة في كل شخص في نمط حياته فقط عندما تُقَدَّم خدمةً للآخرين، في الخروج عن الذات نحو الأشخاص الأكثر تقرّبًا.

  1. مواطنون مُخلصون
  • ينتظرنا الشباب في “بيت الحياة”

تطلّعات الشباب تزداد ضغطًا وإلحاحًا إذا يُنظَر إليهم نظرةً شاملة. بدون شكّ يمكن أن يقال إن عدد الشباب في العالم زاد، غير أنهم لم يكونوا بهذه الدرجة من الفقر والعَوَز كما أنهم اليوم، بالنسبة إلى عددهم وربّما أيضا بالنسبة إلى ظروف حياتهم.

غير أنهم “الجزء الأثمن والألطف” في المجتمع، كما كان يصفهم دون بوسكو. فهم إذن مجال عمل مفتوح للعائلة السالسية.

أعتقد أن هناك خطر البقاء “ضمن الجدران” في بعض أماكن السالزيان، بالاطمئنان إلى من يجتاز أبوابنا.

هناك صراخ يرتفع من الشباب في مواجهة مشاكلهم “الواقعية”: معنى الحياة، عدم التكوين، الدخول في مجال العمل…

  • تربية ذواتنا وتربية الشباب على المواطنة والالتزام الاجتماعي

كما يبرز من وثائق السينودس الثلاثة هناك حِسّ العدالة والمواطنة، محطّ نبوءة الشباب، يتعدّى دول انتمائهم. هناك عدالة أكبر من العدالة المعبَّرة من خلال النصوص القضائية الدولية والحكومية. هناك مواطنة عالمية، “كالبيت المشترك” ومواطنة المستقبل، خاصة بالأجيال القادمة.

علينا أن نربّي أنفسنا على هذه النظرة الملحّة للعدالة الهادفة إلى النموّ الذاتي وإلى قبول المهاجرين. 

⃪ علينا أن نقول قولنا بصراحة ضدّ مواقف ترتكز على مصالح شخصية، مثلا الحِسّ البئيّ لدى الشباب والانغلاق أمام هذه المواضيع لدى حكومات كثيرة. 

⃪ عالم اليوم ينقصه وبشكل كبير جداً، قادة جديرين بالتصديق. 

  • تربية الشباب على الالتزام والخدمة السياسية

هنا مجال العمل مفتوح، ككنيسة، كرهبنة سالسية وكعائلة سالسية

⃪ هل الأهمّ في مؤسساتنا هو “إخراج” أشخاص ذوي شهادات عالية لمجتمع متنافس دون معالجة النموذج الاجتماعي الاقتصادي الذي يسانده”؟

⃪ تقتضي منا صلاة “الأبانا” أن نعلّم الشباب، ليس فقط كأفراد، بل كمجموعة، أن يصبحوا مبادرين في مجال الخير المشترك حتى في النطاق الاقتصادي والسياسي.

⃪ يجب علينا أن نفهم جيدا ما معنى الخدمة السياسية وكيف يجب للمسيحيّ ألّا ينسحب منها.

⃪ هناك إمكانية التطوّع كمسيرة تدريجية وتربوية في سبيل الالتزام في تغيير المجتمع.

⃪ قدرة العائلة السالسية في هذا المجال قوية جدا، وواقع السالزيان المعاونين والخريجين وحضورهم في مجال السياسة وميادين التأثير الاجتماعي.

  • تربية الشباب على الاستقامة والإخلاص وعدم الفساد

بالحس والمسؤولية في عالم في هجرة مستمرّة

إن المهاجرين الشباب كانوا المستهدَفين الأولين في أوراتوريو دون بوسكو.

أكثرية المهاجرين مكوّنة من الشباب. أليس ذلك دعوة خاصة موجّهة للعائلة السالسية الموجودة في كل البلدان؟ علينا أن نكون من الاختصاصيين في هذا المجال. 

هناك أيضا حركة الشبيبة السالسية 

  • بالعناية بالبيت المشترك (الكرة الأرضية) كما يطلبه منا الشباب

ليست العناية بالبيت المشترك بالتزام مضاف. بل إنها أفق يستوجب ثقافتنا، إيماننا، حياتنا ورسالتنا…، تربيتنا وتبشيرنا. قد رسم معالم الطريق من زمان تعليمُ الكنيسة وركّز عليها تركيزًا أقوى البابا فرنسيس في هذه الأوقات.

والاهتمام بالبيئة يهدف بنا إلى تقديم مشروع تربوي شامل في قيمه الإنسانية والروحية.

  • في الدفاع عن حقوق الإنسان وخاصة حقوق الأحداث

أرسل الروح القدس من خلال دون بوسكو العائلة السالسية بهدف تكريس الحياة في سبيل القاصرين والشباب، خاصة الأكثر عَوَزًا، الأكثر هُشوشةً، الأكثر فقرا، والمحتاجين إلى المزيد من الحماية.

لذلك علينا أن نكون اختصاصيين في الدفاع عن حقوق الإنسان، خاصة حقوق القاصرين، وعلينا أن نطلب الغفران حتى بالبكاء والدموع حين لا نتصرّف هذا التصرّف.  لا يجب أن نكون شركاء بأي تجاوز، أو “استغلال النفوذ، استغلال اقتصادي، استغلال الضمير، استغلال جنسي”.

بمساعدة مريم أمّنا

لحضور مريم في أسلوب دون بوسكو التربوي دور مهمّ أساسي، لا يجب أن يُهمَل 

قدّم دون بوسكو مريم العذراء للأولاد كالبريئة من كل دنس، كالامرأة البسيطة والمليئة عُذوبةَ، كالشخص الذي يعيش بفرح في قبول المشروع الإلهي لحياتها. قدّمها كمعونة، وأمٍّ محِبّة، لها عناية بجميع أولادها كي يحقّقوا المشروع الإلهي عليهم تحقيقا كاملا.

في نطاق تربية تساعد الشبيبة وجميع المربّين في العائلة السالسية حضور مريم لها بُعد ليس فقط تقويًّا بل “سياسيّ”: إنها تساعد أولادا كي يعيشوا التزامهم كاملا في سبيل الله والخليقة. هذه هي سياسة: الأبانا”

لتتشفَّع فينا أمّنا مريم، معونة المسيحيين.

الأب آنخل فرنانديز آرتيمه

الرئيس العام

((ترجمة الأب جان ماريا جاناتسا))