رسالة الرئيس العام إلى الشبيبة!

شبيبتنا الأعزاء! إنّ الفرحَ عنصرٌ أساسيٌّ في حياة المسيحي!

تحياتي القلبية لكل واحد منكم، في القارات الخمس:

إليكم، أيها الشباب في كل “العالم السالسي” ولكل الشباب الذين سيتلقون هذه الرسالة من خلالكم.

في المادة 17 من دستور سالزيان دون بوسكو – بعنوان “التفاؤل والفرح” – نقرأ:

“لأنه مُبشَّرٌ بالبشارة، يكون السالزياني دائماً مبتهجاً، يشعُّ هذا الفرح وقادرٌ على التربية على أسلوب حياة مسيحي ومُبهج”.

أنا متأكد من أن هذه قاعدة حياة لنا ولجميع أفراد العائلة السالسية: إنه شيء جميل من صميم هويتنا الكاريزمية..
كم أتمنى أن يكون الأمر كذلك في حياتكم أيضاً، أيها الشباب الأعزاء!

أريد أن أتحدث إليكم عن هذا الفرح العميق الذي ينبع من الله ويتجذّر فيه.

من المؤكد أن دعوتنا المسيحية لها أيضاً مهمة حمل الفرح إلى العالم: ذلك الفرح العميق والحقيقي الذي يستمر لأنه آتٍ من الله.

أنا مقتنع بأنكم والعديد من الشباب مثلكم تتوقون (وتحتاجون أحياناً) لسماع هذه الكلمات “الرسالة المسيحية هي رسالة فرح ورجاء”.

أيها الشباب الأعزاء، قلوبنا مصنوعة من أجل الفرح والعيش برجاء.  إنه شيء نولد به، محفور بشدّة في أعماق قلب كل شخص؛ فرحة حقيقية، وليست عابرة، بل عميقة وكاملة، وتعطي “نكهة” لوجودنا.

“أنتم أيها الشباب حاضر الله”، كما أخبركم البابا فرنسيس، أنتم في مرحلة من وجودكم تتميز باكتشاف الحياة وأنفسكم وعلاقاتكم مع الآخرين، أنتم تتطلعون إلى المستقبل ولديكم أحلام، رغبتكم في السعادة والصداقة والحب قوية، تحبون المشاركة، ولديكم مُثُل وتضعون الخطط.. كل هذا جزءٌ من حياتكم الشبابية، أنا لا أقول إن كل الشباب يعيشون بهذه الطريقة هناك، للأسف، شباب بعيدون جداً عن أحلام الشباب هذه، على الرغم من أن لهم أيضاً الحق في تحقيق أحلامهم، ويجب ألا يتوقفوا عن الحلم.

الحياة مصحوبةٌ بالنّعم التي يوفرها الله أبانا باستمرار: فرح الحياة والصحة، والفرح الآتي من جمال الطبيعة؛ فرح الصداقة والحب الصادق، فرح العمل المتقن، الذي قد يتطلّب جهداً، ولكنه يمنح أيضاً رضاً كبيراً، فرح الجو العائلي الجيد – حتى لو لم تختبروها جميعكم في حياتكم – فرح الشعور بأن تكونوا مفهومين، وفرح خدمة الآخرين.

جميل أن ندرك أننا جزء من هذا الواقع أعزائي الشباب، وأن نكتشف أن كل هذا ليس مجرد ثمرة حظ، بل هو ما يريده الله لكل واحد منا، ولكل واحد منكم، لأن هو مصدر الفرح الحقيقي وهذا الفرح نابعٌ منه، إنّه لأمرٌ جميلٌ أن نكتشف في الحياة أن الله يقبلنا ويرحب بنا ويحبنا، من الجميل أن تشعر في أعماق قلبك بأنك أنت بالذات محبوب من الله.
إنه لأمر مؤثر أن يصل الشاب إلى النقطة التي يمكنه من خلالها أن يقول لنفسه وعن قناعة هذه الحقيقة العظيمة: “الله يحبني، ويحبني دون قيد أو شرط، بطريقة فريدة وشخصية”، والدليل العظيم على هذا الحب هو اللقاء مع ابنه يسوع المسيح:

فيه نجد الفرح الذي نسعى إليه.. دائماً ما يؤدي اللقاء الحقيقي والصادق مع يسوع إلى فرح داخلي عظيم لدى الجميع.

إنني أثناء كتابتي لهذه الرسالة، أفكر بكم، أيها الشباب الأعزاء الذين تنتمون إلى ديانات أخرى، والذين ربما لا تستطيعون أن يدركوا بحسب تجربتهم الخاصة ما أتحدث عنه في الإشارة إلى يسوع، حتى لو فهمتم بعضاً من كلماتي، ومع ذلك، يمكنكم الحصول على هذه التجربة الشخصية والحميمة، بغض النظر عن انتمائكم الديني: إن الله يحبكم، وهو يحبكم حبّاً عميقاً، لأنه من جوهر الله أنه يحب كل ما خلقه كثيراً، أنت هناك مقيم في حبه، أنا هناك أيضاً، كل واحد منا، كل واحد منكم، شبابي الأعزاء.

شبابَ الله المحبوبين أينما كنتم في العالم ومهما كان دينكم، افتحوا قلوبكم للرب، واكتشفوا أن الله موجود في حياتكم، وأنه أمين ولن يترككم أبداً.. يمكننا أن نلتقي به دائماً في كلمته: “لما جاءت كلماتك، أكلتُها. كانت كلمتك بهجة قلبي وفرحتي” (إرميا 15: 16)

أصغِ إلى صوت الله وكلمته، وستحصل على إجابات عديدة لما تحمله في قلبك وفي أفكارك. باسم دون بوسكو وعلى مثاله كأب ومعلم الشبيبة أود أن أدعوكم، لتكون لديك شجاعة عدم الابتعاد عن الله، واختياره في كل لحظة من حياتك بكرم، دون أن تقنعوا بتقديم الحدّ الأدنى فقط، بل الالتزام بتقديم أفضل ما في القلب.
إن حياتكم أيها الشباب الأعزاء، ثمينة، ومهما كانت دعوة الله التي يدعوكم إليها، فهي حياة تستحق أن تحيَوها في بذل الذات وخدمة الآخرين وحبهم، كما يقول البابا فرانسيس: “أعزائي الشباب، أنتم لا تُقدّرون بثمن!  أنتم لستم للبيع! من فضلكم، لاتسمحوا بشراء أنفسكم، لا تسمحوا لأنفسكم بأن تُخدَع، لا تدعوا أنفسَكم تُستعبد لأشكال الاستعمار الأيديولوجي التي تضع أفكاراً في رؤوسكم، تجعلكم عبيداً و مدمنين وفاشلين في الحياة، أنتم لا تُقدرون بثمن.. وأطلب منكم أن تُحبّوا الحرية التي يقدمها لنا الرب يسوع.

اسمحوا لي أيضاً أن أدعوكم كي تتحلوا بالشجاعة لعيش التطويبات التي قدمها لنا الرب يسوع في الإنجيل. إنها طريقة جميلة لعيش الإنجيل، بـ “وجوه” متنوعة وطرق تقودنا إلى السعادة في المسيح..

وعلى غرار دون بوسكو أود أن أقترح عليكم، كما كتبت في التوجيه الرسولي لهذا العام، أن تكونوا متحمسين، وتعيشوا الحياة كاحتفال، والإيمان كسعادة حقيقية.. هذا ما عاشه دون بوسكو بنفسه، وجعله أيضاً واقعاً مُعاشاً مع أولاده في فالدوكو.

اليوم، قد يكون فالدوكو Valdocco المليء بالحياة البهيجة والفرح، هو أي مكان أو بيت من الأماكن والبيوت السالسية أو غير السالسية حيث أنتم متواجدون..

أطلب منكم أن تصبحوا وأن تكونوا مُرسَلين فرح، لأنكم تلاميذ ومبشرون للرب يسوع، أخبروا أصدقاءكم والشباب الآخرين أنكم وجدتم هذا الكنز الثمين، وهو ربنا يسوع نفسه.

انشروا الفرح والرجاء النابعين من الإيمان، وتواصلوا مع الآخرين عبر هذه النّعم. كونوا مبشرين لشباب آخرين، كما اقترح دون بوسكو على أولاده في فالدوكو، انشروا الفرح الذي يريد ربنا يسوع أن يقدمه لأولئك الذين لا يتمتعون بصحة جيدة، لأولئك الذين يعانون، للأكثر فقراً، للذين “ليس لديهم فرص” لكلّ واحد منهم.

اجلبوا هذا الفرح ذاته لعائلاتكم ومدارسكم وجامعاتكم؛ تحدثوا عنه في أماكن عملكم وبين أصدقائكم، حينها سترون إذا كان هذا الفرح في قلوبكم آتياً من الله، فسيصبح معدياً حقاً، ومعدٍ بشكل رائع لأنه يمنح الحياة.

ألا تعتقدون أنه بعد ما قلته للتوّ، سيصبح من السهل فهم ما اعتاد دومينيك سافيو على قوله في فالدوكو: “القداسة تكمن في أن نكون دائماً فرحين”؟

لترافقنا جميعاً في هذه الرحلة مريم أم المعونة، التي استقبلت الرب في داخلها بترانيم التسبيح والفرح: “تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي” (لو 1: 46-47).

ما هي الفرحة التي تتردد في قلوبكم اليوم يا شبابي الأعزاء؟ أتمنى أن تكونوا سعداء الآن وإلى الأبد في الملكوت، كما اعتاد دون بوسكو أن يقول!

أبارككم وأحييكم بعاطفة صادقة وعميقة..

آنخيل فرنانديز آرتيمه – الرئيس العام

الأخ إرمينجيلدو لامون غصنٌ في الكرمة الحقيقية

انتقل إلى الأمجاد السماوية الأخ إرمينجيلدو لامون Ermenegildo Lamon عشية عيد الميلاد 24 كانون الأول / ديسمبر بعد حياة كتب الله من خلالها لنا وللعديد من السالزيان الشباب رسالة يحثّنا فيها على إيمان مبني على البساطة وحياة مكرسة عميقة، قادرة على الحوار مع العالم.
ما سمعه منذ البداية ظل دائماً حيّاً فيه، ذلك الحب الأول الذي قاده إلى أن يصبح سالزيانياً مبشراً في جوهر الواقع السالزياني. لقد كان الأخ الذي أراده دون بوسكو: حازماً في الإيمان، متحمّساً في التقوى، لا يكلّ في العمل، لا يعرف الكلل في فعل الخير، ومستقيماً في دعوته.
كان للشباب قدوةً بالحضور، بحياة يُفهم أنها متجذرة ومُؤسَّسة في الله، عاش النذور بشكل مثالي، لقد كان منديلاً بيد الله الآب. تعلّم من الكرمة الرغبة في السماح لله بأن يرعى ويهذِّب باستمرار ليؤتي ثماراً كثيرة.
وُلد الأخ إرمنيجيلدو لامون Ermenegildo Lamon، الابن الأكبر للأب غايتانو Gaetano والأم أماليا Amalia، في 28 شباط / فبراير 1931 في تريباسيليغ Trebaseleghe (PD)، وهي بلدة انبثقت منها العديد من الدعوات السالزيانية والحياة المرسلة.
توسعت الأسرة فيما بعد لتستوعب ثمانية أشقاء وشقيقتين، بدأ دراسته في المدرسة الابتدائية والصفوف الأولى من التدريب المهني.
وفي هذه الأثناء، وبعد انتهاء الحرب، تعرّف على السالزيان عن طريق مرسل سالزياني عائد من الصين عابراً بالقرية، ونظّم مجموعة من الشباب دعاهم للذهاب إلى بيمونته Piemonte لمواصلة دراستهم والتعرّف على السالزيان.
كان الأخ جيلدو Gildo مميزاً وقبل الاقتراح بالذهاب إلى منزل السالزيان في ميرابيلو مونفراتو Mirabello Monferrato (AL) خلال الأعوام (1945 -1949) رأى فيه الرؤساء روح التكيّف والقدرة على العمل الجاد وساعدوه على الاختيار ليصبح سالزيانياً ومبشراً.

في خريف عام 1949 تم تعيينه في الشرق الأوسط، وكان جزءاً من أول مجموعة سالزيان ذهبت إلى الأراضي المقدسة بعد الحرب العالمية الثانية.

ابتدأ في بيت طنطور قرب بيت لحم فعمل هناك لعدة سنوات حيث تدرب في حياة السالزيان، وصل في عام 1957 إلى كريمزان أولاً كصبي إسطبل، ثم بعد ذلك كمدير للقبو والملكية الزراعية الملحقة.. في هذا المنصب، عبّر عن أفضل ما لديه على مدار أربعين عاماً: لقد تخصص في مجال علم التخمير، وتولى بكفاءة مختلف مراحل إنتاج النبيذ، والتسويق المرتبط به، وزاد من الابتكارات التقنية اللازمة لمواكبة العصر. بالإضافة إلى العمل في القبو، قاد بشغف الحافلة الصغيرة أثناء رحلاته إلى الأراضي المقدسة مع السالزيان الشباب.

ساهم في تنشئة رجال الدين الذين كانوا يستعدون للكهنوت بالقدوة، بالصلاة ودعم الطالب مادياً بعمل القبو، عاش كل هذا بابتسامة وبكرم كبير، بلا حدود زمنية، مع الحرص على المشاركة في الحياة الجماعية.
حدث هذا لسنوات عديدة، في روتين ممل على ما يبدو، لكنه مثمر للغاية لأنه كان عملاً متواضعاً صامتاً وبحضور الله الدائم.
كان جزءاً من مجموعة من الإخوة الممتازين والمقدسين القادرين على جعل الناس يدركون قيمة التكريس في حياة مهداة بالكامل لله ولرسالة السالزيان.
كان لامون يهتم بحياته الروحية بجديّة، وكان منتظماً في ممارسات التقوى، في قداس الصباح الباكر واعترافه المتكرر، كثيراً ما كان ينظر إليه في الكنيسة.
لقد كان رجل الله، أخًا متعلقاً بالكرمة الحقيقية التي هي المسيح، سالزيانياً حريصاً على تقديم خدمة الله قبل كل شيء آخر، فمن خلال اهتمامه بالكروم، فهم جيداً أن كل من لا يبقى في الله يُلقى مثل الغصن ويذبل، لذلك ولكي نثمر، من الضروري أن نبقى في الله، وأن نكون متأصلين في تلك الأرض المقدسة المكونة من المحبة والسخاء والتفاني المجاني والتواضع والاجتهاد.
لقد أعطاه الرب شخصية طيّبة وسخيّة، كما زوّده بالعديد من الصفات العملية الجميلة. لقد جعل نفسه محبوباً ومساعداً كان يحظى بتقدير واحترام كبيرين من قبل عمّال الخمرة والموظفين المسيحيين والمسلمين.

عام 2009، أدى تقدمه في السن والتدهور التدريجي في حالته الصحية إلى انتقاله إلى ميستر Mestre، في “A. زاتي ” A. Zatti بالقرب من بلده الأصلي فأصبح عنده للأراضي المقدسة حنيناً كبيراً.
دعاه الرب عشية عيد الميلاد إنها ليست صدفة إنها هدية من السماء إذا أنه قضى معظم حياته على مرمى حجر من بيت لحم، تمت دعوته عشية قبول الوعد الذي قطعه لنا الله “الحياة الأبدية” عند ولادة يسوع.
عسى الرب أن يمنح الرهبنة السالزيانية، ولا سيما إقليم الشرق الأوسط، العديد من السالزيان الأمينين مثل الأخ لامون القادرين على العيش أغصاناً في الكرمة الحقيقية ليبقوا في حب الله.

سالزيان الشرق الأوسط

مخبز السالزيان في بيت لحم وقوده رحمة وعطاؤه محبة

“لا تقتصر محتويات خبز السالزيان في بيت لحم على الطحين والماء والخميرة فحسب، بل وأضيفت إلى عجينته مقادير لا نهائية من الرحمة والعطاء، فبات مخبز السالزيان في المدينة عنواناً لمساعدة الفقراء والمحتاجين”

يتحدث العديد من الرهبان السالزيان والعلمانيين العاملين والخادمين في المكان عن الدور الهام الذي يؤديه خبز بيت لحم والحاجة التي يسدّها للكثير من العائلات المحتاجة..

وخاصة في الظروف الاستثنائية والصعبة التي مرّت وتمرّ بها المنطقة..

ففي الانتفاضة الأولى والثانية، قدم هذا الفرن خدمة كبيرة للناس، وكذلك خلال حرب العراق الأولى والثانية، حيث وفر الخدمة للعديد من العائلات الفقيرة.

وتتواصل روح الخدمة والعطاء هذه حالياً أيضاً عقب الظروف السيئة التي خلفتها جائحة كورونا.

كما ذكر الرهبان السالزيان في بيت لحم أيضاً أنّ الفرن وبعد تفشي الوباء، لا يقدم الخبز للعائلات الفقيرة فحسب، بل يقدمه أيضاً للمؤسسات التي تحتاج لمساعدة لتواصل هي بدورها خدمة الناس، ومنها بعض المؤسسات التي تعنى بخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية.

يقول أحد العلمانيين: إنّ السالزيان يخففون مصاريف تأمين الخبز عن الناس ويساعدوهم بهذا الأمر.

فمخبز السالزيان هو من المخابز العريقة والقديمة التي ما زالت تحافظ على جودة الخبز الذي تنتجه، و على الرغم من أن الخبز يبدو أمراً بسيطاً، إلا أنه بالنسبة للعائلات التي لا تعمل وتنعدم فيها الرواتب في ظل منع التجول، قد ساهم إلى حد كبير في تغطية قسم من النفقات اليومية للعائلة..

عن المركز الإعلامي الفرنسيسكاني في الأراضي المقدسة – بتصرّف

الأخ السالزياني لوقا سالفاتورة ينتقل إلى السماء عشية عيد دون بوسكو

انتقل إلى الأمجاد السماوية الأخ الراهب السالزياني لوقا سلفاتورة عن عمر يناهز اثنين وتسعين عاماً متأثراً بإصابته بفايروس كورونا، دعاه الرب عشية عيد القديس يوحنا بوسكو 30 كانون الثاني/ يناير 2021 للاحتفال معه بعيده في السماء مع الملائكة والقديسين.

نبذة عن حياته:

ولد الأخ لوقا سالفاتورة في ماليتو (كاتانيا، إيطاليا) في 4 آب / أغسطس 1929 م. تعرّف على الرهبان السالسيين في راندازو، صقلية (Randazzo_Sicilia) وعندما بلغ خمسةً وعشرين عاماً، طلب أن يصبح جزءاً من الرهبنة.

بدأ سنة الابتداء (1954_1955) في معهد السالزيان في سان غريغوريو_كاتانيا (San Gregorio_Catania)

أبرز النذور الرهبانية الأولى في 16 آب / أغسطس من العام 1955، واصل مسيرة التكوين لمدة ست سنوات أخرى في باليرمو – سانتا كيارا (Palermo–Santa Chiar)، وفي 16 آب / أغسطس 1961 أبرز النذور الرهبانية الدائمة ومكث هناك لمدة ست سنوات، تابع مسيرته الدراسية واكتسب الخبرة اللازمة في مجال الميكانيك والاصلاحات حيث وضع هذه الخبرة في خدمة الشباب وإخوته الرهبان لفترة طويلة من حياته، وبالتحديد في الأعوام (1967-1994).

عام 1993عندما بلغ من العمر أربعة وسبعين عاماً، بعد أن أكمل فترة التكوين مع الرهبان السالزيان في الأراضي المقدسة وبعد زيارته للعديد من الأماكن المقدسة هناك، شعر برغبة شديدة بأن يكون مُرسلاً وأعرب عن هذه الرغبة للأب جيوفاني فيدريغوتي (D. Giovanni Fedrigotti)، الذي كان وقتها عضواً في المجلس العام للسالزيان، وبصفته مستشاراً إقليمياً لإيطاليا وسويسرا والشرق الأوسط، كان يقوم في ذلك العام بالزيارة الكنسيّة إلى مقاطعة السالزيان في صقلية.

فبعد مشاورة الرؤساء الإقليمين تمت الموافقة على رغبة الأخ سلفاتورة.

في نهاية شهر آب / أغسطس 1993وصل الأخ لوقا إلى دير كريميزان وكانت السنوات العشر الأولى (1993-2003) من الإقامة كـ “نقل مؤقت”.

وفي نهاية عام 2003، تم نقله النهائي إلى إقليم الشرق الأوسط.

قضى سبعة عشر عاماً أخرى في الأراضي المقدسة، منها خمسة عشر عاماً في دير كريمزان (2003-2018) وسنتين ونصف في بيت لحم.

في دير كريمزان قدم أفضل ما لديه في مجاله المحدد (المكانيك)، وعمل أيضاً كسائق جنباً إلى جنب مع اخوته السالزيان، مقدماً بذلك مثالاً للتضحية والعطاء والالتزام.

في تشرين الأول من العام 2018 تم نقله إلى بيت لحم ليحظى بقسط من الراحة والعناية الطبية في بيئة منزلية.

في الأشهر الأخيرة من حياته شعر بضعف متزايد وبحاجة إلى المساعدة، لكنه حاول دائماً المشاركة في الحياة الجماعية.

نصلي من أجل أن يشمله الله بين ملائكته وقديسيه ويرسل لإقليمنا الشرق أوسطي، دعوات صالحة ومرسلين أمينين في خدمة رسالتنا لصالح الشباب على مثال الأخ لوقا..

المسيح قام..حقاً قام

الأب جان ماريّا جناتسا_سالزيان الشرق الأوسط

كلمات الرئيس العام للشبيبة في عيد شفيعها 2021

في عيد شفيع الشباب القديس يوحنّا بوسكو لهذا العام 2021 ، وجه الرئيس العام للرهبنة السالزيانية الأب آنخل فرنانديز آرتيمه إلى شبيبة العالم رسالة قال فيها:

أيها الشبان الأعزاء:

الله يحبكم. الله يحبكم لأن جوهر الله هو الحب. إنه يحب كلّ ما خلقه بلا حدود. وبين مَن خلق أنتم وأنا، كلّ منا، كلّ منكم، أيها الشبان الأعزاء (…)

أيها الشبان المحبوبون من الله، حيثما كنتم في العالم، وأياً كانت عقيدتكم، افتحوا قلوبكم لله، اكتشفوا حضور الله في حياتكم، اكتشفوا أن الله أمين لا يهملكم أبداً. إننا نستطيع دائماً لقاءه في كتبه الكريمة (…) أصغوا إلى صوت الله وستجدون إجابات عديدة على التساؤلات التي تحملونها في قلوبكم وأفكاركم.

على مثال دون بوسكو الأب ومعلم الشبيبة، أدعوكم، باسمه، إلى شجاعة عدم التخلي عن الله، إلى تفضيل الله بشغف كل لحظة من حياتكم، إلى عدم الاكتفاء بالحد الأدنى وإنما إلى المغامرة ببذل أفضل ما تحملونه في قلوبكم.

إن حياتكم أيها الشبان ثمينة، وأياً كانت الرسالة التي يريدكم الله إنجازها في المجتمع الإنساني، فحياتكم تستحق عناء عيشها ببذل الذات، بالخدمة وبمحبة الآخرين (…)

(…) أيها الشبان إن حياتكم لا تُقدر بثمن، إنكم لستم سلعة معروضة للمتاجرة بها، لا تدعوا أحداً يشتريكم، لا تدعوا أحداً يُغريكم، لا تدعوا التيارات الأيديولوجية الهدّامة تستعمركم وتستعبدكم وتدمّر حياتكم.

إن حياتكم لا تُقدر بثمن في عين الله!

ترجمة الأب بشير سكّر _ سالزيان الشرق الأوسط

“جميعُنا إخوة” أول زيارة بابوبة للعراق!

أعلن البابا فرنسيس مؤخراً أنه سيقوم بزيارة رسولية إلى العراق في الخامس من آذار / مارس القادم وحتى الثامن منه، وهي أول زيارة بابوية إلى هذا البلد العربي.

حيث نشر موقع البطريركية البابليّة للكلدان شعار الزيارة الرسوليّة تحت عنوان “جميعنا إخوة”.

يمكن أن نرى في خلفية خريطة العراق، علم البلاد وعلم الفاتيكان، تعلوهما حمامة تحمل غصن الزيتون وشجرة النخيل تنمو بالقرب من النهرين اللّذين يعبران الأرض، دجلة والفرات، وقد أُخذ الشعار من إنجيل القديس متى (23: 8).

تشمل الزيارة خمس مراحل: بغداد وأور وإربيل (كردستان العراق)، الموصل وقره قوش (سهل نينوى).

كما ذكر البابا فرنسيس أن هذه الزيارة التي يستأنف بها رحلاته بعد خمسة عشر شهراً من التوقّف بسبب انتشار فيروس كورونا.

نقلاً عن موقع زينيت – Zenit – بتصرف

البابا فرنسيس: السلام أولاً هو عطيّة من الله، وعلينا أن نطلبه بالصلاة المتواصلة

تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم بمناسبة عيد القديسة مريم أم الله، ولمناسبة اليوم العالمي الرابع والخمسين للسلام، صلاة التبشير الملائكي من مكتبة القصر الرسولي بالفاتيكان وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها:

نبدأ العام الجديد بوضع أنفسنا تحت النظر المحب والوالدي لمريم الكلية القداسة، التي تحتفل بها الليتورجيا كوالدة الإله، وهكذا نتابع مسيرتنا، ونعهد بمخاوفنا وآلامنا إلى تلك القادرة على فعل كل شيء.

إنَّ مريم تنظر إلينا بحنان والديّ تماماً كما نظرت إلى ابنها يسوع، تلك النظرة المطمئنة والمعزية هي تشجيع بأن هذا الوقت، الذي منحه الرب لنا، قد قضيناه من أجل نمونا البشري والروحي، هو وقت مناسب لتهدئة الأحقاد والانقسامات ولكي نشعر بأننا إخوة نبني وليس ندمّر ونعتني ببعضنا البعض وبالخليقة.

تابع البابا يقول: إن الأحداث المؤلمة التي حدثت في العام الماضي، ولاسيما الوباء، تعلّمنا مدى ضرورة الاهتمام بمشاكل الآخرين ومشاركة مخاوفهم. هذا الموقف يمثل الطريق الذي يؤدي إلى السلام، لأنه يعزِّز بناء مجتمع يقوم على علاقات أخوَّة. كل فرد منا، مدعو لكي يحقِّق السلام يوميًّا، ولكي يمدَّ يد المساعدة للأخ الذي يحتاج إلى كلمة تعزية، ولفتة حنان، ومساعدة تضامنيّة.

أضاف الحبر الأعظم: يمكننا أن نبني السلام إذا بدأنا نصبح في سلام مع أنفسنا ومع من هم بقربنا، وأزلنا العقبات التي تمنعنا من العناية بالمعوزين والفقراء.

إنَّ السلام ليس مجرد غياب للحرب، بل هو حياة غنيّة بالمعنى، تُبنى وتُعاش في التحقيق الشخصي والمشاركة الأخوية مع الآخرين. عندها يصبح ذلك السلام الذي نتوق إليه ويهدده العنف والأنانية والشر على الدوام ممكنًا وقابلاً للتحقيق.

تابع الأب الأقدس يقول: إنَّ السلام أولاً هو عطيّة من الله؛ وعلينا أن نطلبه بالصلاة المتواصلة، وندعمه بالحوار الصبور الذي يحترم الآخر، وأن نبنيه بتعاون منفتح على الحقيقة والعدالة، ومتنبّهٍ على الدوام للتطلعات المشروعة للأشخاص والشعوب. أتمنى أن يملك السلام في قلوب البشر وفي العائلات، في أماكن العمل وأوقات الفراغ؛ وفي الجماعات والأمم.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول على عتبة هذه البداية، أقدم لكم جميعًا أمنياتي القلبية لعام ٢٠٢١ سعيد وهادئ. ليكُن عام تضامن أخوي وسلام للجميع؛ عام مليء بالانتظار الواثق والآمال التي نوكلها إلى الحماية السماوية لمريم، أمِّ الله وأمنا.

سالزيان الشرق الأوسط

الاحتفال بعيد إقليم الشرق الأوسط ومفاجأة بطريرك اللاتين في القدس!

احتفل سالزيان دون بوسكو في الشرق الأوسط بعيد الإقليم والذي يصادف يوم عيد العائلة المقدسة في الأحد الأول بعد عيد الميلاد المجيد من كلّ عام..

في ظل ما نعيشه بسبب وباء الكورونا كان اللقاء افتراضياً شارك فيه الرهبان السالزيان من كلّ البيوت وبحضور الرئيس الإقليمي لسالزيان الشرق الأوسط الأب أليخاندرو ليون.

تخلل اللقاء صلاة وتبادل تهاني العيد

وبمبادرة جميلة غير متوقعة شارك باللقاء غبطة البطريرك “بييرباتيستا بيتسابالا” بطريرك اللاتين في القدس عبّر بمشاركته عن امتنانه لعمل السالزيان ورسالتهم بين الشبيبة كما منح السالزيان المشاركين البركة الرسولية وتمنى لهم الاستمرارية في الرسالة على مثال العائلة المقدسة وأن يكونوا بيتاً دافئاً لكل من يلتجئ إليه.

سالزيان الشرق الأوسط

 

البابا فرنسيس يعطي ثلاث كلمات لتبقى العائلة بخير

تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر يوم الأحد 27 كانون الأول /ديسمبر صلاة التبشير الملائكي من مكتبة القصر الرسولي بالفاتيكان وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها:

بعد أيام قليلة من عيد الميلاد، تدعونا الليتورجيا إلى التأمل في عائلة يسوع ومريم ويوسف المقدّسة وفي حقيقة أن ابن الله أراد، مثل جميع الأطفال، أن يحتاج إلى دفء العائلة. لهذا السبب بالتحديد، فإن عائلة الناصرة هي العائلة النموذجية، ومصدر إلهام ومرجعية لجميع العائلات، ففي الناصرة، تمّت طفولة يسوع بفرح، تحيط به العناية الوالديّة لمريم ورعاية يوسف، حيث تمكّن يسوع من رؤية حنان الله.

تابع الحبر الأعظم يقول وتشبُّهاً بالعائلة المقدسة، نحن مدعوون لكي نكتشف مجدّداً القيمة التربوية للنواة العائلية: التي تتطلّب أن تقوم على الحب الذي يجدد العلاقات على الدوام من خلال فتح آفاق الرجاء.

أضاف أيضاً: صحيح، أنَّ هناك مشاكل في جميع العائلات، وقد يتشاجر أفرادها في بعض الأحيان، لكننا بشر، ونحن ضعفاء. إذا تشاجرنا في العائلة، فلا يجب أن يتنهِ يومنا بدون استعادة السلام.

يوجد في العائلة ثلاث كلمات يجب الحفاظ عليها دائمًا: “عن إذنك”، “شكراً”، “عذراً”.

“عن إذنك”، لكي لا تكون متطفِّلاً في حياة الآخرين.

“شكرًا”: هناك الكثير من المساعدة، والعديد من الخدمات التي نقدمها في العائلة وبالتالي علينا أن نشكر على الدوام.

ومن ثمَّ تأتي الكلمة الأصعب، “عذرًا”، لأننا دائمًا نفعل أشياء سيئة، وفي كثير من الأحيان قد يشعر شخص ما بالإهانة من هذا وبالتالي علينا أن نقول “عذرًا”.

إذا وُجدت هذه الكلمات الثلاث في العائلة، وفي البيئة الأسرية، فإن العائلة ستكون بخير.

أضاف الأب الأقدس يدعونا عيد العائلة المقدسة إلى مثال التبشير في العائلة، ويقترح علينا مثال الحب الزوجي والعائلي، كما تم التأكيد عليه في الإرشاد الرسولي “فرح الحب”، الذي ستصادف الذكرى الخامسة لصدوره في التاسع عشر من آذار / مارس المقبل، وسيكون هناك سنة للتأمّل حول الإرشاد الرسولي “فرح الحب”.

وستوضع هذه التأملات في متناول الجماعات الكنسية والعائلات لمرافقتها في مسيرتها. (من 19 آذار/مارس 2021 وحتى حزيران/يونيو 2022)

لنوكل إلى عائلة الناصرة المقدسة، ولا سيما إلى القديس يوسف، الزوج والأب الغيور هذه المسيرة مع العائلات في جميع أنحاء العالم.

ختم البابا فرنسيس كلمته لتساعد العذراء مريم العائلات لتكون أكثر انجذاباً للمثال الإنجيلي للعائلة المقدسة، فتصبح هكذا خميرة إنسانية جديدة وخميرة تضامن ملموس وعالميّ.

سالزيان الشرق الأوسط

البابا فرنسيس: تدعونا مريم إلى عدم التأجيل، ولنقول “نعم”

في الأحد الرابع والأخير من زمن المجيء تلا قداسة البابا فرنسيس صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها:

يقدّم لنا الإنجيل اليوم رواية البشارة. افرحي، قال الملاك لمريم “ستحمِلينَ وتَلِدينَ ابنًا فسَمِّيهِ يَسوع” يبدو إعلاناً لفرح موجّه لإسعاد العذراء: من بين نساء ذلك الوقت لم تكن تحلم بأن تصبح أم المسيح؟ ولكن مع الفرح، تنذر هذه الكلمات مريم بمحنة عظيمة.

إنَّ الرسالة الإلهية قد ملأت بالتأكيد قلب مريم بالنور والقوة، ولكنّها على الرغم من ذلك قد وجدت نفسها أمام خيار حاسم: أن تقول “نعم” لله وتخاطر بكل شيء، بما في ذلك حياتها، أو رفض الدعوة والمضي قدماً في مسيرتها المعتادة.

تابع الأب الأقدس يقول ماذا فعلت؟ أجابت هكذا: “ليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ”. هذا التعبير اللفظي يشير إلى رغبة قوية، وإرادة لتحقيق شيء ما، أنها تتبع الله وتلتزم معه، إنها مُغرمة ومستعدة لخدمته في كل شيء وعلى الفور، ولم تطلب وقتاً، ولم تجعل الله ينتظر، ولم تؤجِّل.

أضاف الحبر الأعظم: تتكون حياتنا من تأجيلات، حتى حياتنا الروحية! اليوم، على أبواب عيد الميلاد، تدعونا مريم إلى عدم التأجيل، ولنقول “نعم”.

تابع الأب الأقدس يقول ونحن أي “نعم” يمكننا أن نقول؟ في هذا الوقت العصيب، بدلاً من أن نتذمّر مما يمنعنا الوباء من القيام به، لنفعل شيئاً لمن لديهم موارد أقل: لشخص معوز لا يفكر فيه أحد! ونصيحة أخرى: لكي يولد يسوع فينا، علينا أن نعدَّ قلوبنا لتكون على مثال قلب مريم: خالٍ من الشر، ومضياف، ومستعد لاستقبال الله.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول “ليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ”؛ إنها الجملة الأخيرة للعذراء في الأحد الأخير من زمن المجيء، وهي دعوة لكي نقوم بخطوة ملموسة نحو عيد الميلاد، لأنه إن لم تلمس ولادة يسوع حياتنا، فإنها ستذهب سدىً، لتساعدنا العذراء مريم على أن نقولها بحياتنا.

سالزيان الشرق الأوسط