البابا يدعو الشبيبة ليكونوا شهودًا للمسيح القائم من بين الأموات

بمناسبة أحد الصعود.. البابا يدعو الشبيبة لكي يشهدوا للمسيح القائم من بين الأموات في الحياة اليومية..

حثّ البابا فرنسيس الشبيبة على أن يكونوا “شهودًا للمسيح القائم من بين الأموات في حياتهم اليومية” وذلك يوم الأربعاء 20 أيار 2020، وقال البابا متوجّهًا باللغة الإيطالية إلى المسنّين والشبيبة والمرضى في ختام المقابلة: “اجتهدوا حتى تتعرّفوا إلى خلاص المسيح وتشهدوا له في الحياة اليومية. أبارككم جميعًا”.

وذكر البابا معنى عيد صعود المسيح الذي سيُحتَفَل به يوم الخميس 21 أيار أو سيتمّ تأجيله إلى يوم الأحد في بلدان أخرى: “يسوع المسيح، بصعوده إلى السماء، ترك رسالةً وبرنامجًا لكلّ الكنيسة: “اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كلّ الأيّام حتى انقضاء الدهر”. (متى 28: 19-20).

وأضاف البابا: “سأنتهز فرصة الاحتفال بعيد صعود الربّ لأدعو كلّ شخص حتى يكون شاهدًا سخيًا للمسيح القائم من بين الأموات، مع العلم أنه معنا دائمًا وهو يدعمنا على طول الطريق”.

وجوهر الروحانية السالزيانية يكمن في القيامة من بين الأموات و الصعود والنهوض من أجل البدايات الجديدة، لذلك نحن كمسيحيين صالحين وشبيبة دون بوسكو مدعوون كي نكون شهوداً للمسيح القائم من بين الأموات في الحياة اليومية.

المصدر: موقع زينيت. 

الشاب “البطل” ماتيو فارينا على أبواب التطويب!

ماتيو فارينا شاب إيطاليّ مكرَّم عاش الفضائل البطوليّة

اعترف البابا فرنسيس بالفضائل البطوليّة التي كان يتحلّى بها ماتيو فارينا (1990 – 2009)، الشاب العلمانيّ إيطاليّ الجنسيّة، أثناء مقابلته مع الكاردينال أنجيلو بيتشيو، في 5 أيار الجاري، ما سيفتح الباب لدعوى تطويبه إن حصلت أعجوبة بشفاعته.

وافق البابا على نشر خمسة مراسيم من مجمع دعاوى القديسين معترفًا بأنّ المعمَّدين الخمسة (من بينهم ثلاثة كهنة إيطاليين وعلمانيين إسبانيين) قد عاشوا الفضائل الإنسانيّة والمسيحية بشكل “بطوليّ”.

فمن هو ماتيو فارينا؟! 

وُلد ماتيو فارينا في آفيللينو (إيطاليا) في 19 أيلول 1990، وكان ولدًا عادياً، تربّى في كنف عائلة حيث نما في نفسه الإيمان الحارّ والعميق.

أمضى حياته القصيرة في برينديسي، في منطقة بوليا، حيث التحق بالمدرسة ثم المعهد الفنيّ.

في أيلول 2003، وبسبب صداع شديد ومشاكل في النظر، قام بزيارات طبيّة في إيطاليا أوّلاً ثم ألمانيا، لكن سرعان ما شخّص الأطبّاء أنه يعاني من سرطان في الدماغ.

تحمّل أوجاع المرض وخضع لعلاجات كثيرة وأجرى عمليّات كانت نتيجتها شللاً في ذراعه وساقه اليسرى ولكنه تميّز بروحه الخارقة التي أدهشت جميع من حوله.

وقال ماتيو قبل أسابيع من وفاته: “علينا أن نعيش كلّ يوم وكأنه الأخير في حياتنا، إنما ليس بحزن الموت، بل بفرح الاستعداد لملاقاة الربّ!”

في الأيام الأخيرة من حياته، وعلى الرغم من أنه لم يعد بإمكانه التعبير عمّا يخالج قلبه بالكلمات، وبناءً على طلب أمّه بتقديم كلّ ما يعاني منه لخلاص النفوس، كان يحني رأسه وينظر إلى الأسفل ويقول “نعم”.

توفّي في 24 نيسان 2009، عن عمر ناهز 18 عاماً وقد تمّ تشكيل جمعيّة لدعم دعواه والكشف عن حياته ورسالته.

 

المصدر: موقع زينيت

 

للمرة الأولى في إقيلمنا.. خطوة جديدة على طريق التربية واللقاء مع الشبيبة والرهبان السالزيان..

خطوة جديدة على طريق التربية واللقاء مع الشبيبة والرهبان السالزيان..

في الوقت الذي يعيش فيه العالم حالة من الخوف والحذر والترقب وأحياناً الهلع في ظل الوباء الذي طال كل بقعة من بقاع الأرض..
اخترنا أن نستغل هذه الفترة التي نقضيها متباعدين في بيوتنا خلف الشاشات ونسخر طاقاتنا وأوقاتنا بشيء مفيد سالزياني تكويني جديد..
فنظّم سالزيان دون بوسكو في إقليم الشرق الأوسط دورة لتنشئة المنشطين ولكن على ملعب افتراضي هذه المرة لضمان الوصول الأكبر للشبيبة من بلدان عدة ولضمان الصحة والسلامة العامة للجميع..

أخذت هذه الدورة اسم Anima Online – 2020 واستمرت الدورة لمدة 7 أيام اشتملت على مواضيع عديدة وغنية تهم المنشط في حياته وللتعامل مع الأولاد والشبيبة..

اللقاءات كانت على الشكل التالي:

يسوع المنشط مع الأب السالزياني سيمون زاكاريان.
دون بوسكو المنشط مع الأب السالزياني منير الراعي.
من هو المنشط؟؟ هويته.. صفاته.. قناعاته.. مع الأب السالزياني بيير جابلويان.
الأسلوب التربوي لدون بوسكو مع الأب السالزياني داني قريو.
اللعب والتربية في حياة المنشط مع الراهب السالزياني إدوار جبران.
التعاون في حياة المنشط ضمن الجماعة مع الأب السالزياني داني كورية.

وفي اليوم الأخير كان اللقاء الختامي عبارة عن مشاركة خبرات من الشبيبة المشاركة وطرح بعض الأسئلة وبعض المقترحات للدورات القادمة..
بلغ عدد الشبيبة المشاركين بهذه الدورة بشكل فعلي حوالي 120 شاب وشابة من مصر – سورية – لبنان – الأراضي المقدسة..

كانت خطوة أولى على طريق طويل وواعد باللقاءات التكوينية والتربوية المفيدة للمنشطين بغرض الاستفادة من الوقت واستثماره لأقصى درجة ومن أجل الحفاظ أيضاً على التواجد مع الشبيبة قدر الإمكان حتى لو عن بعد.

 

سالزيان الشرق الأوسط 

كيف سيحتفل العالم بيوم “مسيحيّو الشرق” هذه السنة؟

في ظل العزلي الصحي.. مبادرات عدة لعيش يوم مسيحيّي الشرق:

يُصادف يوم الأحد 17 أيار تاريخ “يوم مسيحيّي الشرق”، كما ذكّر به بيان صدر عن منظّمة l’Œuvre d’Orient الفرنسيّة، وتقترح المنظّمة العديد من المبادرات لعيش هذا اليوم في ظلّ ظروف العزل الحاليّة، مثل تأليف كلّ شخص ووضعه صلوات خاصّة به، المشاركة في التساعيّة (على نيّة مسيحيّي الشرق)، ونشاطات أخرى، على أن تعيش هذه المبادرات 400 جماعة تدعمها المنظّمة في الشرق وفي رعايا فرنسا.

وأشار البيان إلى أنّه يمكن لكلّ مَن يرغب في المشاركة في هذا اليوم أن يتلو هذه الصلاة: “يا رب، في يوم مسيحيّي الشرق، نرفع لك صلواتنا لأجل السلام في العالم. أعطِ إخوتنا وأخواتنا في الشرق أن يُحافظوا على الرّجاء وأن يؤمنوا بمستقبل ممكن على أراضيهم”.

كما دعا البيان المؤمنين إلى متابعة القدّاس يوم الأحد مباشرة عبر France 2 عند الساعة 11، والذي سيحتفل به المونسنيور باسكال غولنيش، مع دعوة أخرى لتأليف صلاة مُكرَّسة لهذا اليوم وإرسالها عبر موقع المنظّمة، على أن يتمّ نشر أجمل صلاة على مواقع التواصل الاجتماعيّ.

المصدر: موقع زينيت

البابا فرنسيس يتصل بالبابا تواضروس الثاني من أجل “المحبة الأخوية”

البابا فرنسيس يتصل بالبابا تواضروس الثاني في عيد المحبة الأخوية التي بدأ بالاحتفال بها منذ عام 2013: 

بمناسبة يوم “المحبة الأخوية” بين الكنيستين الكاثوليكية والقبطية الأرثوذكسية، الموافق العاشر من أيار من كل عام، اتصل البابا فرنسيس بأخيه البابا تواضروس الثاني، بطريرك الإسكندرية للأقباط الأرثوذكس، تبادلا خلالها التهاني بالمناسبة والتي بدأ الاحتفال بها منذ العام 2013 لدعم أواصر المحبة الأخوية التي تجمع الكنيستين في طريق خدمة السيد المسيح القائم من بين الأموات. 

فعبّر البابا فرانسيس عن “محبته وتقديره لمصر والمصريين، وبأنه يرفع الصلاة من أجل سلام العالم خاصة في هذه الأيام الصعبة”، من جهته أكد البابا تواضروس الثاني على “أننا نقبل كل ما يصنعه الله معنا، وأن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله”.

وفي ختام المكالمة الهاتفية، تم تبادل رفع الصلاة لكي “يرحم الله القدير العالم والكنيسة وكل المؤمنين”.

 

المصدر: موقع “أبونا” – بتصرّف

قصة الصليب الشافي في زمن الطاعون و الكورونا

نجا من حريق ضخم وحفظ المدينة من الطاعون

المصلوب العجائبي والذي قام البابا فرنسيس بالصلاة أمامه وأعطى بركة الغفران الكامل في زمن الكورونا، محفوظ في كنيسة القديس مارتشيلو في روما وهو مصلوب خشبي من القرن الخامس عشر، نجا من حريق ضخم وحفظ المدينة من الطاعون.

بدأت المعجزات العديدة المنسوبة لهذا المصلوب المقدس في 23 أيار / مايو عام 1519.
في تلك الليلة، دمر حريق كبير كنيسة القديس مارتشيلو بالكامل، وحطم البناء كله، لكن تحت الرماد ظهر المصلوب غير متأثرِ بالحريق عدا مكان صغير عند قدميه.

هذا المشهد العظيم لمس قلوب المؤمنين في روما وراح الكثير منهم يجتمعون في مساء كل جمعة للصلاة، وفي عام 1519 أمر البابا لاون العاشر بإعادة بناء الكنيسة.

بعد 3 سنوات من الحريق، ضرب «الطاعون الكبير» مدينة روما
فحَملَ المؤمنون المصلوب في زياح كبير على الرغم من المنع الذي فرضته السلطات من أجل وقف انتشار العدوى..

حُمِل المصلوب في شوارع روما وساروا باتجاه بازيليك القديس بطرس، استمر الزياح لمدة 16 يوم، من 4 حتى 20 آب / أغسطس 1522.
مع تقدم هذا الزياح، أظهر الطاعون علامات التراجع، وكان كل حي يسعى لبقاء المصلوب لديهم لأطول فترة ممكنة.
وأخيراً، عندما عاد المصلوب إلى الكنيسة، توقف الطاعون تماماً.

ومنذ ذلك الحين وتحديداً منذ عام 1600، أصبح الزياح من كنيسة القديس مارتشيلينو إلى بازيليك القديس بطرس تقليداً يتكرر خلال السنوات اليوبيلية المقدسة.
ويذكر أنّ أسماء الباباوات الذين دعوا لكل يوبيل منقوشة على ظهر الصليب.

كيف ستحتفل الكنائس بالزمن الفصحي في ظل تفشي وباء كورونا؟

توصيات الكاردينال سارا

صدر مرسوم عن الكاردينال سارا وهو عميد مجمع العبادة الإلهيّة وتنظيم الأسراريوم 19 آذار / مارس 2020، ذكّر فيه أنّه لا يمكن تغيير تاريخ عيد الفصح “قلب السنة الليتورجيّة”، في حين أعطى تعليماته للاحتفال بثلاثيّة الفصح في زمن الوباء.
وشرح الكاردينال سارا، أنّ قدّاس تبريك الزيوت التي تُستعمَل لأجل الأسرار خلال السنة كلّها، وهو أيضاً القدّاس الذي يُجدّد خلاله الكهنة نذورهم الكهنوتيّة، يمكن أن يؤجّله الأسقف، مع العِلم أنّه يتمّ الاحتفال به معظم الوقت يوم الثلاثاء أو الأربعاء من أسبوع الآلام، أو صباح خميس الأسرار.

وبالنسبة إلى ثلاثيّة الفصح، حدّد المرسوم أنّ بعض المناطق تخضع لقيودٍ فرضتها السلطات المدنيّة والكنسيّة، مُشيراً إلى أنّ الأساقفة والكهنة سيحتفلون بالليتورجيا الخاصّة بهذه الأيّام بدون مشاركة المؤمنين، لكن مع إعلامهم بأوقات الاحتفالات كي يتسنّى لهم اتّباعها والاتّحاد بها من منازلهم عبر البثّ المباشر.

بالنسبة إلى خميس الأسرار والذي يصادف 9 نيسان / أبريل 2020، يمكن للكهنة الاحتفال بقدّاس العشاء الأخير بدون مشاركة المؤمنين، على أن يتمّ حذف “رتبة الغسل” التي هي أصلاً رتبة اختياريّة، ومع انتهاء القدّاس، يُحذَف التطواف لكن يتم الإبقاء على القربان “في بيت القربان”.

أمّا بالنسبة إلى الكهنة الذين يعجزون عن الاحتفال بالقدّاس، فسيتلون صلاة المساء.
يوم الجمعة العظيمة 10 نيسان / أبريل 2020 يمكن للأسقف أو للكاهن الاحتفال برتبة الآلام، مع الإشارة إلى أنّ الصلاة العالميّة ستشمل المرضى والموتى ومَن يجدون أنفسهم في حالات العوز.

في عشيّة العيد 11 نيسان / أبريل وأحد الفصح 12 نيسان / أبريل فبالنسبة إلى العيد في الكاتدرائيات وكنائس الرعايا، سيتمّ إشعال شمعة الفصح مع حذف التطواف، والإبقاء على صلاة الفصح، ثمّ ليتورجيا الكلمة وليتورجيا العماد فالإفخارستيا.
أمّا مَن يعجزون عن الاتّحاد بالصلوات، فليتلوا في المنزل صلوات أحد الفصح.

متحدين دائماً في الصلوات في هذا الزمن المقدس كي يخرجنا الرب من هذه الأوقات العصيبة بنعمة وإيمان قويين بصليبه وإكليل شوكه..

المصدر: موقع زينيت – Zenit

ختام المجمع العام وتجديد انتخاب الرئيس العام لفترة خدمة جديدة

اختتم المجمع السالزياني العام في دورته الثامنة والعشرين لقاءاته في وقت مبكر عن موعده المحدد بسبب وباء كورونا الذي انتشر في إيطاليا، ما أدى لإيقاف الحياة العملية واليومية في البلاد كلها، وإلغاء أو إرجاء الكثير من الاجتماعات والأعمال وغيرها للحفاظ على السلامة العامة، وحصر عدد الإصابات بالفيروس.
يذكر أنه شارك في المجمع العام في دورته الثامنة والعشرين ما يقارب 240 سالزياني مجمعي ومندوب وضيف، تحت عنوان (أي نوع من السالزيان يحتاج الشبيبة اليوم؟)، تم خلاله تجديد انتخاب الرئيس العام للرهبنة السالزيانية الأب آنخل آرتيمه لفترة جديدة تمتد من 2020 – 2026.
وشارك من إقليم الشرق الأوسط في المجمع الأب أليخاندرو ليون الرئيس الإقليمي، ومندوب الإقليم إلى المجمع ومندوب الرعوية الشبابية الأب سيمون زاكريان، يذكر أن المجمع بدأ عقده في 26 شباط / فبراير واختتم استثنائياً في 15 آذار / مارس 2020 في فالدوكو – تورينو – إيطاليا.

كنائس سورية ولبنان.. ابقوا في منازلكم وصلوا

صدر بيان عن الكنائس المسيحية في سورية ولبنان السبت الماضي طلب فيه من كل الرعايا والأديرة والكنائس بإيقاف الرتب والصلوات والقداديس والتجمعات والمناسبات والجنائز حرصاً على السلامة العامة للمؤمنين والوقاية من وباء كورونا ومساهمةً منها في الحجر الصحي المنزلي الذي من شأنه أن يساهم في تقليص عدد الإصابات مع الصلاة القلبية المستمرة من أجل شفاء الجميع.. وكان في نصّ البيان التالي:

بيان صادر عن الكنائس المسيحية في سورية ولبنان..

بناءً على التطورات الأخيرة لانتشار فيروس كورونا، والتعليمات الجديدة الصادرة عن الحكومات المحليّة للوقاية من هذا الوباء، نصلي كي يرأف الله بنا ويهدي الجميع إلى التعقل وحسن التصرف ويشدّد جميع الكوادر الصحية التي تقوم بخدماتها ويشفي جميع المصابين في كل العالم، ونتوجه إلى أبنائنا:

1- بضرورة التقيد الكامل بالتعليمات الصحية الرسمية.

2- بتعليق كافة الخدمات والصلوات العامة بما فيها القداديس في كلّ الكنائس من تاريخه وحتى إشعار آخر.

3- بإقامة الجنازات في كنائس المدافن حصراُ (إن وجدت) بحضور كاهن الرعية وذوي الفقيد، دون تقبل التعازي.

4- بإيقاف كافة الاجتماعات والأنشطة من أمسياتٍ ورحلاتٍ وكرامس واحتفالاتٍ ومعارض ومسابقات وغيرها.

5- بالابتعاد عن كل أنواع التجمعات والتزام البقاء في المنازل، وذلك للوقاية من خطر الوباء مكثفين الصلوات حفاظاً على سلامتهم وذويهم.

هذا مع تكرار الدعاء بحفظهم وسلام العالم أجمع.

صدر عن أصحاب الغبطة والقداسة البطاركة والسادة رؤساء الكنائس المسيحية

بتاريخ 21 آذار 2020

التوجيه الرسولي 2020

التوجيه الرسولي 2020

((لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض))

متى “6/10”

“مسيحيون صالحون ومواطنون مُخْلِصون”

بعد لقاء المجلس الاستشاري العالمي للعائلة السالسية في شهر أيار في تورينو فكرّتُ أن أقدّم للتوجيه للعام 2020 موضوعًا يجسّد، بصيغة ثنائية، جوهر التربية السالسية، الذي قبلناه من دون بوسكو، وهو أن نساعد مستهدَفينا من الأولاد والبنات كي يكونوا “مسيحيين صالحين ومواطنين مُخْلِصين”.

علينا أن نستقصي أكثر وأكثر هويتنا كمبشّرين ومربّين للإيمان.

هناك هشاشة متزايدة، وأحيانًا عجْز عن كوننا مبشّرين ورسلا للشباب. وفي الوقت نفسه هناك خطر واضح في عدم تربية شبابنا على الشعور القويّ بالمواطنة، بالعدالة الاجتماعية والقيم الإنجيلية التي تؤدّي إلى تبنّي، كبرنامج الحياة، خدمة الآخرين، الالتزام في الحياة الاجتماعية، الاستقامة الشخصية، الحساسية ضدّ جميع أنواع الفساد، الاهتمام بعالم النازحين والمهاجرين، والحسّ بالخلْق و”البيت المشترك” المُعطَى لنا، والالتزام في الدفاع عن العُزَّل والمهمَّشين.

فأسأل نفسي: إن كُنّا لا نقدر أن نربّي على هذه القيم، ماذا نفعل؟ وما هو تبشيرنا باسم يسوع الذي نقوم به؟

لذلك هذا الالتزام التربوي هو اليوم تعبير عن كلمة يسوع: “لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض”. هذه “سياسة الأبانا”، الخاصّة بدون بوسكو.

ماذا نقصد بـ”سياسة الأبانا” الخاصّة بدون بوسكو؟

من المهمّ العودة إلى المصادر لنستوعب ما كانت أفكار دون بوسكو وكيف كان يعمل بين الشباب بهدف إعدادهم لمجتمع يتغيّر تغيُّرا سريعا في خضمّ ثورة صناعية أدّت إلى فوارق اجتماعية واقتصادية هائلة، وإلى ازدياد ظاهرة التسوّل وظاهرة الصبيان المهجَّرين بحثًا عن العمل.

  • في “ذكريات السيرة” مشهورة عبارة “سياسة الأبانا” التي استعملها دون بوسكو في مناسبة لقائه مع قداسة البابا بيوس التاسع عام 1867:

إذ حضر دون بوسكو أمام البابا بيوس التاسع، قال له قداسته مبتسمًا: “ما هي السياسة التي تنتهجها خلال هذه الصعوبات؟”

أجاب دون بوسكو: سياستي هي سياستكم. هي “سياسة الأبانا”. في صلاة الأبانا نصلّي كل يوم أن يأتي ملكوت الآب السماوي على الأرض، أن يمتدّ أكثر وأكثر وأن يكون أكثر قدرةً ومجدا. ليأتِ ملكوتك: هذا ما يهمّني”.

   ب) هناك أقوال أخرى لدون بوسكو تساعدنا لنستوعب مفهومه السياسي، مثلا:

“في مؤسساتنا لا ننتهج سياسة معيّنة: نحترم السلطات القائمة، ندفع الضرائب ونقوم بعملنا، نسأل فقط أن يُسمَح لنا بعمل الخير للشبيبة بهدف خلاص النفوس. وإن يُراد، نحن ننتهج سياسة خاصّة، بشكل غير مُؤْذٍ، بل مفيد لكلّ حكومة. فالسياسة هي عِلْم وفنّ إدارة الدولة إدارةً جيّدة. وهدف مؤسَّسة الأُوراتوريو في إيطاليا، في فرنسا وإسبانيا وأمريكا وكل البلدان التي انتشرت فيها لمساعدة الشبان الأكثر عَوَزًا، هو تقليص عدد المشاغبين والمشرَّدين، تفريغ السجون، تكوين مواطنين صالحين لا يضايقون السلطات القائمة، بل يدعمونها للحفاظ على النظام والهدوء والسلام. هذه هي سياستنا، هذه عنايتنا حتى الآن وبهذا سنعتني في المستقبل. باتّباع هذا المنهج استطاع دون بوسكو أن يعمل الخير لكم أوَّلًا، وفي المستقبل لكثير من الشبان في كل بلد”.

  • مسيحيون صالحون
  • يعيشون في الإيمان بإرشاد الروح

في رسالة بولس إلى أهل أفسس هناك فقرة تعبّر عن مدى ما نحن مدعوون إليه لا يمكن أن يزول مَهْمَا كانت ظروفنا: لا شيء يمكن أن يزيل كرامة كلّ حياة بشرية وعظمتها. يؤكّد ذلك بولس، الذي كان يواجه عالَمًا في معظمه وثنِيًّا:

“لِهذا أجثو على رُكْبتَيَّ للآب، فمنه تستمدّ كلُّ أسرة اسمَها في السماء وعلى الأرض، وأسأله أن يهب لكم، على مقدار سَعةِ مجده، أن تشتدّوا بروحه، ليقوى فيكم الإنسانُ الباطن، وأن يُقيمَ المسيح في قلوبكم بالإِيمان، حتى إذا ما تأصَّلتُم في المحبة وأُسِّسْتُم عليها، أمكنكم أن تُدرِكوا مع جميع القديسين ما العَرْضُ والطولُ والعُلوُّ والعُمقُ، وتعرفوا محبَّة المسيح التي تفوق كل معرفة، فتمتلئوا بكل ما في الله من كمال“.

  • نعيش بالاستماع إلى الله الذي يكلّمنا، ونحن نطبّق ما نبشّر به؛ واعِين بالحاجة إلى التبشير وتقديم التعليم المسيحي

“كانت هذه الجماعة في أوّل أمرها عبارة عن تعليم مسيحيّ بسيط”

هذا يُعيدنا إلى أصولنا وجذورنا. تعلّمنا من دون بوسكو وَلَعًا انجيليًّا لنؤَدّي بكل ولد وشاب إلى اللقاء بيسوع. ذلك هو السبب في عدم توقُّفنا عن تبشير الشباب، بعلمِنا “أن التبشير يهدف إلى النموّ أيضا، وذلك يقتضي النظر إلى كل شخص نظرة عميقة في إطار مشروع الربّ عليه”.

كوننا مربّي الشباب ومبشّريهم يقتضي منا أوّلا من خلال خبرتنا الشخصية أن نستطيع أن نقول للشباب بالكلام والأعمال إن الله يحبّهم، “أنت ثمين حقًّا في عينيه، ولست حقيرًا؛ بل أنت مهمّ بالنسبة له.

  • مسيحيون ومربّون حقيقيون اليوم بالروحانيَّة السالسية

بالتركيز على الروحانية في واقع الحياة اليومية

→ بنمط عيش الروحانية السالسية حيث لِجوّ الصداقة بين المربّي والشابّ عون كبير في النموّ الشخصي. برأي القديس فرنسيس السالسي لا يمكن النموّ في الإيمان، حتى بوجود مرشد، بدون صداقة حقّة، يعني بدون اتّصال، تأثير متبادل، بدون صداقة تبلغ الدرجة الروحية المحضة. 

العلاقة بين المربّي السالسي والشبان يجب أن تتميّز بمزيد المودَّة، لأنّ “الألفة تُفرِز المحبّة، والمحبة تولِّد الثقة. وهذا ما يشرَح القلوب، إذ يَعْرِض الصِّبْية كل أمورهم أمام معلّميهم والمشرفين عليهم ورؤسائهم، دون خوف، لأنّهم متأكّدون أنّهم محبوبون”.

  • مسيحيون صالحون في أوساط غير مسيحية

شهادة الأب تُوما أُزونَنيل، الذي احتُجِز في اليمن مدّة 557 يوما، تشهد أن روحه الباطني وإيمانه احتفظا بسلامته العقلية والروحية في ظروف إنسانية قاسية جدًّا. وهناك كان يشهد بالصمت، بحياته.

ذلك يقتضي أن نعيش الحوار والشهادة بشكل قد يكون تنبّؤًا.

  • مسيحيون صالحون في مجتمعات احتجب فيها الإيمان او الاعتقاد المسيحي

هذا تحدٍّ، وهو قبل كل شيء هبة ثمينة نقدّمها للكنيسة والّتي تطلبها منا الكنيسة والعالم. قد يكون ان ولا عائلة موهبية في الكنيسة تعمل بعدد كبير من الأشخاص، معظمهم شبان ليسوا مسيحيين، لأنهم ينتمون إلى ديانات أخرى أو كفّوا عن الممارسة الدينية.

ذلك ما يجعلنا في تبشير فريد من نوعه؛ والكنيسة تطلب منا ليس فقط أن نتحرك بل أن نفتح الطريق في هذا المجال حيث مستقبل الشباب. 

  • إيمان معاش معًا، وفي الانطلاق خارجا عن محيطنا

البُعد الروحي للعمل الرعوي السالسي يجب ان يُعاش ويجب أن يُقَدَّم بالشكل المناسب وبدون تفرّع ثُنائي. هذا يتطلّب التفرّغ من الذات والالتزام لننظر إلى الآخرين كإخوة، مهما اختلف العِرق والدين والثقافة، واعِين أننا جميعا أبناء الله تعالى.

هذا هو أساس الروحانية المسيحية التي تجعل من العالم مكان اللقاء مع الله تعالى وتجعل من اللقاء بالله تعالى الفرصة لبناء عالم أفضل.

يقول لنا البابا فرنسيس: “ عندما تُسمّى المواجهة مع الله “انخطاف”، فهذا لأنّه يُخرجنا من ذواتنا ويرفعنا، مأخوذين بحبّ الله وجماله، لكن يمكننا أن نخرج من ذواتنا أيضًا للاعتراف بالجمال الخفيّ الموجود في كلّ كائن بشريّ، وبكرامته، وبعظمته كصورة لله وابن للآب. يريد الروح القدس أن يدفعنا إلى الخروج من ذواتنا، وإلى احتضان الآخرين بالمحبّة والسعي لِما فيه خيرهم. ولذا فإنه من الأفضل دائمًا أن نعيش الإيمان معًا، ونعبِّر عن حبّنا في حياة جماعيّة، ونشارك الشبيبة الآخرين بحبّنا ووقتنا وإيماننا واهتماماتنا. وتقدّم الكنيسة العديد من المساحات المختلفة لعيش الإيمان جماعيًّا، لأن كلّ شيء يكون أسهل معًا.

هذه دعوة أن نعيش بمزيد من الالتزام الشركة الكنسية، حيث تُكتشَف وتُقدَّر الهبة الكامنة في كل شخص في نمط حياته فقط عندما تُقَدَّم خدمةً للآخرين، في الخروج عن الذات نحو الأشخاص الأكثر تقرّبًا.

  1. مواطنون مُخلصون
  • ينتظرنا الشباب في “بيت الحياة”

تطلّعات الشباب تزداد ضغطًا وإلحاحًا إذا يُنظَر إليهم نظرةً شاملة. بدون شكّ يمكن أن يقال إن عدد الشباب في العالم زاد، غير أنهم لم يكونوا بهذه الدرجة من الفقر والعَوَز كما أنهم اليوم، بالنسبة إلى عددهم وربّما أيضا بالنسبة إلى ظروف حياتهم.

غير أنهم “الجزء الأثمن والألطف” في المجتمع، كما كان يصفهم دون بوسكو. فهم إذن مجال عمل مفتوح للعائلة السالسية.

أعتقد أن هناك خطر البقاء “ضمن الجدران” في بعض أماكن السالزيان، بالاطمئنان إلى من يجتاز أبوابنا.

هناك صراخ يرتفع من الشباب في مواجهة مشاكلهم “الواقعية”: معنى الحياة، عدم التكوين، الدخول في مجال العمل…

  • تربية ذواتنا وتربية الشباب على المواطنة والالتزام الاجتماعي

كما يبرز من وثائق السينودس الثلاثة هناك حِسّ العدالة والمواطنة، محطّ نبوءة الشباب، يتعدّى دول انتمائهم. هناك عدالة أكبر من العدالة المعبَّرة من خلال النصوص القضائية الدولية والحكومية. هناك مواطنة عالمية، “كالبيت المشترك” ومواطنة المستقبل، خاصة بالأجيال القادمة.

علينا أن نربّي أنفسنا على هذه النظرة الملحّة للعدالة الهادفة إلى النموّ الذاتي وإلى قبول المهاجرين. 

⃪ علينا أن نقول قولنا بصراحة ضدّ مواقف ترتكز على مصالح شخصية، مثلا الحِسّ البئيّ لدى الشباب والانغلاق أمام هذه المواضيع لدى حكومات كثيرة. 

⃪ عالم اليوم ينقصه وبشكل كبير جداً، قادة جديرين بالتصديق. 

  • تربية الشباب على الالتزام والخدمة السياسية

هنا مجال العمل مفتوح، ككنيسة، كرهبنة سالسية وكعائلة سالسية

⃪ هل الأهمّ في مؤسساتنا هو “إخراج” أشخاص ذوي شهادات عالية لمجتمع متنافس دون معالجة النموذج الاجتماعي الاقتصادي الذي يسانده”؟

⃪ تقتضي منا صلاة “الأبانا” أن نعلّم الشباب، ليس فقط كأفراد، بل كمجموعة، أن يصبحوا مبادرين في مجال الخير المشترك حتى في النطاق الاقتصادي والسياسي.

⃪ يجب علينا أن نفهم جيدا ما معنى الخدمة السياسية وكيف يجب للمسيحيّ ألّا ينسحب منها.

⃪ هناك إمكانية التطوّع كمسيرة تدريجية وتربوية في سبيل الالتزام في تغيير المجتمع.

⃪ قدرة العائلة السالسية في هذا المجال قوية جدا، وواقع السالزيان المعاونين والخريجين وحضورهم في مجال السياسة وميادين التأثير الاجتماعي.

  • تربية الشباب على الاستقامة والإخلاص وعدم الفساد

بالحس والمسؤولية في عالم في هجرة مستمرّة

إن المهاجرين الشباب كانوا المستهدَفين الأولين في أوراتوريو دون بوسكو.

أكثرية المهاجرين مكوّنة من الشباب. أليس ذلك دعوة خاصة موجّهة للعائلة السالسية الموجودة في كل البلدان؟ علينا أن نكون من الاختصاصيين في هذا المجال. 

هناك أيضا حركة الشبيبة السالسية 

  • بالعناية بالبيت المشترك (الكرة الأرضية) كما يطلبه منا الشباب

ليست العناية بالبيت المشترك بالتزام مضاف. بل إنها أفق يستوجب ثقافتنا، إيماننا، حياتنا ورسالتنا…، تربيتنا وتبشيرنا. قد رسم معالم الطريق من زمان تعليمُ الكنيسة وركّز عليها تركيزًا أقوى البابا فرنسيس في هذه الأوقات.

والاهتمام بالبيئة يهدف بنا إلى تقديم مشروع تربوي شامل في قيمه الإنسانية والروحية.

  • في الدفاع عن حقوق الإنسان وخاصة حقوق الأحداث

أرسل الروح القدس من خلال دون بوسكو العائلة السالسية بهدف تكريس الحياة في سبيل القاصرين والشباب، خاصة الأكثر عَوَزًا، الأكثر هُشوشةً، الأكثر فقرا، والمحتاجين إلى المزيد من الحماية.

لذلك علينا أن نكون اختصاصيين في الدفاع عن حقوق الإنسان، خاصة حقوق القاصرين، وعلينا أن نطلب الغفران حتى بالبكاء والدموع حين لا نتصرّف هذا التصرّف.  لا يجب أن نكون شركاء بأي تجاوز، أو “استغلال النفوذ، استغلال اقتصادي، استغلال الضمير، استغلال جنسي”.

بمساعدة مريم أمّنا

لحضور مريم في أسلوب دون بوسكو التربوي دور مهمّ أساسي، لا يجب أن يُهمَل 

قدّم دون بوسكو مريم العذراء للأولاد كالبريئة من كل دنس، كالامرأة البسيطة والمليئة عُذوبةَ، كالشخص الذي يعيش بفرح في قبول المشروع الإلهي لحياتها. قدّمها كمعونة، وأمٍّ محِبّة، لها عناية بجميع أولادها كي يحقّقوا المشروع الإلهي عليهم تحقيقا كاملا.

في نطاق تربية تساعد الشبيبة وجميع المربّين في العائلة السالسية حضور مريم لها بُعد ليس فقط تقويًّا بل “سياسيّ”: إنها تساعد أولادا كي يعيشوا التزامهم كاملا في سبيل الله والخليقة. هذه هي سياسة: الأبانا”

لتتشفَّع فينا أمّنا مريم، معونة المسيحيين.

الأب آنخل فرنانديز آرتيمه

الرئيس العام

((ترجمة الأب جان ماريا جاناتسا))