ثقافة السلام لدى دون بوسكو

إذا كنت تعتقد أنك تعرف ما يكفي عن “دون بوسكو”..

إليك هذا الكتاب الجديد الذي يُقدِّمُ لكَ دون بوسكو مِن منظوٍر جديد كلياً!

ثَقافةُ السّلام الخاصّة بدون بوسكو هي بحدّ ذاتها نظرية قائمة على طريقة استجابتهِ للصّراعات (LAS, 2022, pp. 468).

وأنت كشاب.. ما هي أفضل هديّة يمكن ان نُقَدِمُها لهُ في ذكرى ميلاده 207!

يَحظى دون بوسكو بإعجابٍ شعبي ومعروفٌ في جميعِ أنحاءِ العالم كقديس، كاهن، أب، صديق، ومعلم للشباب.

ومع ذلك، لم يُحاول أحد إجراء دراسةٍ جادةٍ لِسمَاتِه في السّلام وثقافتهِ الخاصة بالسلام، التي كان ينشرها بين الآلاف من الناس، الذين قابلوهُ شخصياً، أو مِن خلال رسائلهِ ومنشوراتهِ العديدة.

ولتأكيد فرادةِ هذا الخيار الأصليّ والمُميّز، أخذ الأب السالزياني والمؤلف “بيتر غونسالفيس” نهجًا غيرَ تقليدي مع ثلاثةِ فروعٍ متميزة ومترابطة من البحوث.

في الواقع، يُقدّمُ المحور الأوّل من الكِتاب سلامَ دون بوسكو خلال عدّةِ صراعاتٍ واجهها في حياتهِ، في حين يوسّع المحور الثّاني مدى فَهمِ النّاسِ للسلام لاحتضانِ الفكرة المقبولة علمياً التي اقترحها عالِمُ الاجتماع “يوهان غالتونغ”.

أما المحور الأخير والذي يتضمن أهمَ قِسمٍ في الكتاب، يكشف الجوانِب الشّخصية والاجتماعية والسّياسية والثّقافية المُتسامية لِثقافةِ السّلام في حياةِ دون بوسكو اليوميّة، وتسلّط الضّوءِ على قابليتها للتطبيق الدائم في سياقاتٍ مختلفة.

نقلا عن وكالة الأنباء السالزيانية

المسيح يحيا ويريدك حياً أيها الشاب

“المسيح يحيا ويريدك حياً أيها الشاب” عنوان كونفرونتو شبيبة دون بوسكو المصرية الذي استمر لأربعة أيام واختتم بالرسامة الكهنوتية للأب السالزياني إدوار جبران.

خمس لقاءات تم تناولها خلال هذا الكونفرونتو:

الأول: المسيح يحيا حيث التأمل بحياة يسوع الشاب.

الثاني: مفهوم الدعوة بشكل عام.

الثالث: دعوة القديس يوحنا بوسكو.

الرابع: التمييز (الخطوات العملية لتمييز صوت الرب عن صوت الذات بداخلنا).

الخامس: مقاسمة أخوية مع السالزيان عبارة عن أسئلة وأجوبة عن دعوات السالزيان وخبراتهم الطويلة في الحياة المكرّسة.

بالإضافة للنشاطات الترفيهية والتنشيط السالسي وأوقات للصلاة والتأملات الروحية.

خبرة غنية عاشتها الشبيبة المصرية في هذا الكونفرونتو..

واكتملت الخبرة بفرح رسامة الأب إدوار جبران كاهناً سالسياً

سالزيان الشرق الأوسط – مصر

لخير الشبيبة وخير العلمانيين ومجد الرب…!

انتخاب المجلس الإقليمي الجديد لجمعية السالزيان المعاونين في الشرق الأوسط

تم انتخابه خلال لقاء المجالس المحلية مع المجلس الإقليمي في لبنان يوم أمس.

المنسق الإقليمي: باسم مكرزل

مسؤول التكوين: جوني غزي

المستشار: ريمون كامل

أمين السر: روز ميلونة

أمين الصندوق: شادي ضو

مندوبة الراهبات السالسيات: الأخت مرسيدس مارتين

مندوب الرهبان السالزيان: الأب بيير جابلويان.

إليكم المادتان اللتان تتحدثان عن المجلس الإقليمي ومهامه في النظام الأساسي لمشروع الحياة الرسولية لجمعية السالزيان المعاونين

المادة 33.  أسباب التنظيم

للسالزيان المعاونين، المدعوّين إلى عيش دعوتهم الرسولية في المجتمع وفي الكنيسة، هيكليّة تنظيمية ملائمة.  فالجمعيّة التي ينتسبون إليها هي السبيل لعيش الرسالة والشركة وفقاً لمشروع الحياة الرسولية هذا.

المادة 34.  مرونة التنظيم

تطبيقاً لإرادة المؤسّس، تتميّز الجمعية بمرونة هيكليّتها ونفعيّتها، فهي ترتكز على ثلاثة صُعُد في الإدارة: الصعيد المحلّي والإقليمي والعالمي.

وعبر هذا التنظيم تؤمّن الجمعية تعزيز فاعليّة عملها محلّيًّا وتعزيز ما في الشركة والرسالة من انفتاح عالمي.

سالزيان الشرق الأوسط

النشاطات الصيفية 2022

تحت عنوان “الحياة خارج تيك تاك الساعة”

عاش كثير من شبيبتنا وأولادنا لهذا الصيف خبرة نشاطات صيفية فريدة من نوعها!

 

حيث شاركت كل المراكز مع أولادها ومنشطيها وشبيبتها بطريقة مختلفة بقصة فلورا الممتعة التي تتناول مفهوم صراع الخير والشر.

على اختلاف الظروف والأوقات وطبيعة النشاطات بين مراكزنا في الشرق الأوسط، إلا أن عدداً كبيراً من شبيبتنا وأولادنا اختبروا ذات التجربة الممتعة في وقت واحد لهذا الصيف، بروح سالسية واحدة.

شارك في النشاطات الصيفية لهذا العام من مراكزنا، حوالي 3576 طفل / ة وشاب/ ة.

في حين شارك من المنشطين على مستوى الإقليم كله حوالي 583 منشط / ة، بالإضافة للمُرسَلين الذين عاشوا خبرات مختلفة خارج مراكزهم لعيش روح الإرساليات السالسية على مثال “يوحنا كالييرو”.

حضور لافت للعلمانيين في مراكزنا، بعمل ومجهود وتعاون مشترك مع الرهبان السالزيان والمكرّسين المتوزعين في البيوت السالسية وبإرشادهم الأخوي والروحي للأولاد والمنشطين، اختتمت في الأسابيع الماضية النشاطات الصيفية في مراكزنا، لتبدأ النشاطات بمرحلة جديدة من النشاطات كالمخيمات والحفلات المنوعة.

تلعب النشاطات الصيفية دوراً مهماً في حياة الطفل والشاب بإعطائه دفعة تربوية ومغامرة إنسانية أخلاقية توسع مداركه وتحفزه على التفكير بعمق وبحكمة أكثر خلال مروره بتجاربه الحياتية اليومية.

سالزيان الشرق الأوسط

تعيين الأم إيفون رونغوات الرئيسة الفخريّة لبنات مريم أم المعونة عضواً في الدائرة الفاتيكانية للأساقفة

عيّن البابا فرنسيس، يوم الأربعاء 13 تموز / يوليو 2022، ثلاثة نساء – لأول مرة – كأعضاء في الدائرة الفاتيكانية للأساقفة وهن: الأخت إيفون ريونغوات، الرئيسة الفخرية لبنات مريم أم المعونة، الأخت رافاييلا بيتريني، الأمينة العامة لحاكمية حاضرة الفاتيكان، والسيدة ماريا ليا زرفينو، رئيسة الاتحاد العالمي للمنظمات النسائية الكاثوليكية.

كما تم ترشيح أحد عشر كاردينالاً ومونسينوراً آخرين.

يذكر بأن الأم إيفون ريونغوات هي الرئيسة العامة التاسعة لبنات مريم أم المعونة.

ولدت في 14 كانون الثاني / يناير من العام 1945 في بلوينان بفرنسا.

أبرزت نذورها المؤبدة في جمعية بنات مريم أم المعونة في 5 آب / أغسطس عام 1965.

تخرجت في الأدب والتاريخ والجغرافيا من جامعة ليون – فرنسا، ودرّست فيها حتى عام 1980

ثم أصبحت فيما بعد مسؤولة عن تنشيط الجماعة الرهبانية في ليون وباريس (1977-1983) ونائبة إقليمية (1978-1983) وإقليم باريس (1983-1989).

عام 1991، تم انتخابها رئيسة إقليمية لإقليم إفريقيا “أم الإله”.

عام 1996، في المجمع العام العشرين تم انتخابها زائراً للمستشار العام، وفي عام 2002، في المجمع العام الحادي والعشرين، انتُخبت كنائبة عامة.

عام 2008، في المجمع العام الثاني والعشرين، تم انتخابها كرئيسة عامة وتم تجديد خدمتها وانتخابها من جديد لست سنوات أخرى في المجمع العام الثالث والعشرين لعام 2014.

منذ عام 2018، تشغل الأم إيفون منصب رئيس الاتحاد الأكبر لإيطاليا (USMI) ومنذ عام 2019 أصبحت عضواً في مجمع الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية.

تتكفل دائرة الأساقفة بكل ما يتعلق بتعيين الأساقفة في الأبرشيات والأساقفة الفخريين، والمسؤولين الرسوليين، وبشكل عام، لتأمين الكنائس المحلية، مع مراعاة مقترحات الكنائس المحلية والمؤتمرات الأسقفية والتمثيلات البابوية، بعد التشاور مع أعضاء رئاسة مؤتمر الأساقفة والمطرانة.

يشارك أيضاً أعضاء شعب الله في الأبرشيات المعنيين بطرق مناسبة.

كما وجهت الأم كيارا كاتزولا، الرئيسة العامة الحالية لبنات مريم أم المعونة، رسالة تهنئة وتمنيات طيبة إلى الأم ريونغوات قالت فيها:

“إننا سعداء بهذا التعيين الجديد، إنه علامة على ثقة الكنيسة الكبيرة في شخصك، ونتمنى لك رسالة جديدة مثمرة، سنرافق هذه الرحلة الجديدة بالصلاة والتزام بأمانتنا للكنيسة والبابا.

شكرًا لك على تواجدك وعلى استجابتك السريعة والهادئة لهذه الدعوة الجديدة، خاصة أنها في العام الذي نحتفل فيه بالذكرى السنوية الـ 150 لتأسيس جمعيتنا، لذلك تعد هدية وعلامة على عطاء الكاريزما السالسيّة.

نصلي لمريم أم المعونة ونطلب شفاعتها لتقود رحلتك وتوجهها وترافقها كما فعلت في نشأة جمعيتنا قبل 150 عاماً. مع كل بنات مريم أم المعونة في العالم، أتمنى لك رحلة جيدة!”

نقلاً عن وكالة الأنباء السالزيانية

لقاء الشبيبة السالزيانية في لبنان MGS

التقت الشبيبة في لبنان بلقاء سالزياني مميز MGS اليوم في بيت دون بوسكو – الحصون.

ضمن برنامج حافل استمر من الصباح حتى المساء..

بدأ باستقبال، قداس وصلوات، تنشيط ورقصات سالزيانية، موضوع عن “الحلم”، ورشات عمل كل منها يمثل مفتاحاً لتحقيق الحلم، الإصغاء لشهادة حياة، ألعاب تنافسية للمجموعات وأخيراً كانت حركة الختام من تحضير طلاب مدرسة (دون بوسكو تكنيك) الذين قدموا عرض موسيقي لطيف

لطالما تحمل هذه النوعية من اللقاءات روحاً جديدة معها، تلم شمل البعيدين عن حياة المركز، وتنشط الحياة الروحية لكل شخص يشارك فيها، ويخلق جواً لطيف يفتقده الشباب في ظل بيئة العمل والدراسة وضغط الحياة اليومية

سالزيان الشرق الأوسط – لبنان

البابا فرنسيس يختار سالسيَّين ليصبحا كرادلة في آب المقبل!

عين البابا فرنسيس يوم أمس 21 كاردينالاً جديداً أغلبهم من خارج أوروبا.
حيث تقل أعمار 16 شخصاً منهم عن 80 عاماً، وكشف الحبر الأعظم الأسماء التي تم اختيارها من نافذة القصر الرسولي للجمهور في ساحة القديس بطرس، موضحاً أن من بين الذين اختارهم اثنين من الهند وواحداً من كل من غانا ونيجيريا وسنغافورة وتيمور الشرقية وباراغواي والبرازيل وذلك تأكيداً منه على جعل قادة الكنيسة يعكسون الوجه العالمي للكنيسة الكاثوليكية.
شخصان من هؤلاء الكرادلة الذين سيتم تعيينهم بشكل رسمي في آب / أغسطس القادم، هم سالزيان.
عُرفا بمحبتهما للشرق الأوسط ودعمهما لإقليمنا في الماضي بشكل كبير، منهما الأب “لوك فالّوي” الذي يظهر – في الصور – أثناء زيارته لمركز جورج سالم في حلب بسورية (أوائل التسعينات) برفقة الأب السالسي جورج فتال وعدد من الشبيبة.
يذكر أن هذه الزيارة التي قام بها الأب “فالّوي” تزامنت مع انعقاد أول كونفرونتو للشبيبة في الكفرون، والذي كان قد حضره وشارك فيه الكاردينال السالزياني المرتقب.
سالزيان الشرق الأوسط

المجمع الإقليمي – ٢٠٢٢

ينعقد المجمع الإقليمي كل ثلاث سنوات، ويعتبر المجمعُ بالدرجة الأولى لقاءاً أخوياً هدفُه تقوية الروابط بين الأخوة السالزيان و تعزيز انتمائهم للإقليم..

يسعى المجمع الإقليمي عادةً لحل المشكلات ودراسة العوائق والتحديات التي يواجهها الإقليم، كما يسعى لتحسين مسار الرسالة المشتركة على المستوى الإقليمي.

حيث يطرح الرئيس الإقليمي بعض النقاط الواجب التركيز عليها ومناقشتها وفق توجيهات المجمع السالزياني العام والذي عقد في أوائل عام ٢٠٢٠.

افتتح المجمع الإقليمي والذي أقيم في مصر يوم ٢٦ آذار / مارس الماضي،

حضره خمسةٌ و عشرون سالزيانياً من كل بلدان الشرق الأوسط (مصر – لبنان – الأراضي المقدسة – سورية) و ذلك في منطقة وادي النطرون  الواقعة على طريق القاهرة – الإسكندرية

بدأ المجمع بعد افتتاحه بقراءة القوانين الناظمة لخطة سير المجمع، وتم تقسيم حلقات البحث لحلقتين، اختصت الحلقة الأولى بدراسة الدليل الإرشادي العام للإقليم، وتقديم مقترحات لتغيير أو تعديل بعض المواد..

أما الحلقة الثانية فكان هدفها التفكير بإعادة هيكلة الإقليم من حيث التخطيط والتوزّع، وكل ما له صلة بفتح أقسام جديدة أو دمج أقسام أخرى..

على مدار المجمع كان النمط المتبع هو الدراسات الشخصية والجماعية ضمن الحلقات للمواضيع المذكورة، بعدها تقدم كل حلقة رؤاها ومقترحاتها للنقاش أمام المجمع بأكمله..

ليقوم أعضاء المجلس الإقليمي بطرح مقترحاتهم أيضاً عبر تدخلات معينة..

وذلك كله مبني على أساس الحالة العامة للإقليم ونقاط قوته وضعفه التي كان قد عرضها الرئيس الإقليمي في البداية..

بالإضافة لاستعراض أوضاع الإقليم على كل الأصعدة، فمثلاً قدم مندوب الرعوية الشبابية الأب سيمون زاكاريان وضع الإقليم من الناحية الرعوية التربوية، أما الأب بييترو بيانكي الوكيل الإقليمي فعرض الحالة الاقتصادية للإقليم، وطرح المشاريع المتعلقة بالرسالة مع الشبيبة.

تم خلال المجمع اقتراح التعديلات اللازمة على بعض مواد الدليل الإرشادي بما يتوافق مع احتياجات واقع الشباب والرهبان السالزيان في الإقليم، بطريقةٍ مرنة تحاكي الواقع، وتم التصويت عليه أولياً، ومن ثم جرى تصويتاً نهائياً في ختام المجمع..

في الأول من نيسان وبعد مضي قرابة الخمسة أيام على اجتماعات الرهبان السالزيان وبدء المجمع، انضم لهم للمشاركة عدد من العلمانيين القادمين من مختلف البيوت والمراكز والمدارس السالسية (لبنان – سورية – مصر – الأراضي المقدسة).

بالشراكة مع العلمانيين تمت مراجعة بعض مخرجات المجمع السالزياني العام – ٢٨، ولاسيما النقاط التي تعنى بالشبيبة وهي الشبيبة والرسالة والعمل المشترك بين السالزيان والعلمانيين..

نقاشات وحوارات رسمية وغير رسمية بين الرهبان والعلمانيين ومشاركة خبرات أغنت هذا المجمع وخرج منه كل الحاضرين بخبرات وتجارب قيّمة..

في السادس من نيسان / أبريل ٢٠٢٢ تم اختتام أعمال المجمع الإقليمي حيث أعطى الرئيس الإقليمي الأب أليخاندرو ليون التوجيهات والتوصيات الختامية.

واستعرض سير لقاءات المجمع وكل المقترحات والمقررات التي تم اعتمادها أو تعديلها، من إعادة هيكلة الإقليم أو المواد المعدلة في الدليل الاسترشادي، كما تمت مراجعة تطبيق محاور المجمع السالزياني العام – ٢٨.

وفي الختام تمت قراءة محضر المجمع الإقليمي والتصويت بشكل نهائي على كل ما تقرر..

يذكر أن مطران اللاتين في مصر سيدنا كلاوديو لاوداني التقى في اليوم ما قبل الأخير من المجمع مع الرهبان السالزيان وعبر عن امتنانه وإعجابه بعمل سالزيان دون بوسكو في مصر سواء في القاهرة أو في الإسكندرية..

أيام من العمل والتخطيط والاجتماعات المتواصلة قام بها الرهبان والعلمانيون من أجل أن تثمر في طريق الشبيبة ولأجلهم ولتستمر الرسالة في إقليمنا

نصلي من أجل أن يحقق المجمع في هذه الأيام أهدافه التربوية بنعمة الرب ولخير الشبيبة دائماً

يُعتبر هذا المجمع من أهم النقاط الفاصلة في حياة الإقليم لأنه تضمّن تحديثات بالغة الأهمية وقلّما تحدث في تاريخ إقليمنا..

فكان الهدف الأساسي منه هو الوصول لهيكلة إقليمية تساعد في تحسين سير رسالة الرهبان السالزيان في الشرق بحسب الواقع المتغيّر باستمرار.

سالزيان الشرق الأوسط

رسالة الرئيس العام للرهبنة السالزيانية: ” الهبة العظيمة للقديس فرنسيس السالسي”

“لتكن محبة القديس فرنسيس السالسي ووداعته دليليّ في كل شيء”.

هذا هو القرار الذي أخذه دون بوسكو في بداية حياته ككاهنٍ مربٍّ، ومن هذه الإشارة إلى القديس فرانسيس السالسي اتخذ الأسلوب التربوي السالزياني اسمَه.

كتبت واحدة من المعلمات: “أتجول كل يوم بين قاعات الصفوف المدرسية. قبل تفشي فيروس كورونا، عندما كنت أدخل الصف كان الجميع يقفون ويلتفون حولي.. أما الآن فلم يعد هذا هو الحال، طلاب الصف الرابع والخامس الابتدائي يرغبون بالركض نحوي لكنهم يتراجعون، وعلى عكسهم فإن طلاب الصفوف التحضيرية – الأول الابتدائي – يبقون ساكنين وباردين ودون رد فعل، الأمر الذي يدفعني للقلق كثيراً بشأن قدرتهم المستقبلية على التعبير عن عواطفهم.”

وتضيف أخرى: “نحن نواجه زيادة ملحوظة في العدوانية بين طلاب المدارس”، إذ يمتثل الأولاد لتوصيات أهاليهم “ابقَ بعيداً عن الآخرين!”.

هل سيحمل أطفال اليوم عبء الوحدة والكآبة وانعدام الأمن معهم لفترة طويلة؟ ما هو أفضل أسلوب تربوي للتصرّف؟ قال دون بوسكو: “من يشعر بأنّه محبوب سيُحبّ” لكن اللطف والطيبة لم تكن يوماً فضائل عفوية.

حتى بالنسبة لدون بوسكو، لم تكن الوداعة هبة طبيعية، إذ أكد أنه استيقظ من “حلم التسع سنوات” بقبضتين متألمتين من اللطمات التي وجهها للشبان المشاغبين، عندما كان مراهقاً، دافع بقوة عن صديقه لويس كومولّو، إذ قال: “احترسوا! من تلفظ بعد الآن بأقوالٍ بذيئة عليه أن يتعامل معي. فوقف الأطول والأكثر وقاحة من بينهم وشكلوا جداراً حاجزاً أمامي، بينما نزلت صفعتان مدويتان على وجه لويس، لذلك لم أعد أتحكم بنفسي، وبداخلي لم يعد هناك أي منطق، ولم يبقَ سوى قوة العنف، ولأنه لم يكن في متناول يدي عصا أو كرسي، أمسكت أحد الشبان من كتفيه، واستخدمته كهراوة لضرب خصومي. فسقط أربعةٌ منهم أرضاً، وهرب الآخرون وهم يصرخون ويستجدون الرحمة”.

لاحقاً، عاتبه لويس الشجاع على استعراض القوة العنيفة هذا:
“اسمعني.. قوتك تخيفني.. إن الله لم يمنحك إياها لتقتل أترابك؛ بل يريد منا أن نغفر ونفعل الخير لمن يسيء لنا…” يكاد كلامه يكون صدىً لقول الرجل الذي رآه في الحلم: “ليس بالضربات تتخذ لك أصدقاء إنما بالوداعة والمحبة.”.

وهكذا لم يتعلم يوحنا فقط كيف يغفر، لكنه تعلم أيضاً مدى أهمية ضبط النفس. ولن ينسى ذلك أبداً. وسيحمل معه دائماً وفي كل مكان نسمة الوداعة ولن يعرف أحد كم ستكلّفه؛ لذلك، وكما يقول يسوع، “سيرث الأرض”

المدائح التي قدمها القديس فرنسيس السالسي، والتي كانت تُعقد عادةً في المدرسة اللاهوتية، دفعت دون بوسكو للتفكير والتأمل وفقاً لوصيته الروحية، كان النذر الرابع لرسامته الكهنوتية هو: “لتكن محبة القديس فرنسيس السالسي ووداعته دليليّ في كل شيء”.

وعندما حان له الوقت لاختيار اسم “الأوراتوريو الوليد”، لم يتردد دون بوسكو: “سنسميه أوراتوريو القديس فرنسيس السالسي”، وقال للشبان الأوائل الذين سيشاركونه حياته: “سوف نطلق على أنفسنا اسم سالزيان”.

لماذا؟ “لأن خدمتنا تتطلب الكثير من الهدوء والوداعة، فإننا نضع أنفسنا تحت حماية هذا القديس، حتى ينال لنا نعمة الله فنتمكن من الاقتداء به في وداعته غير العادية وفي كسب النفوس”.

الوداعة، هذه الفضيلة – “الأندر من العفة الكاملة” – هي “زهرة المحبة”، إنها عمل الخير عندما يُطبّق. هكذا علمنا القديس فرنسيس السالسي، الذي كتب إلى رئيسة دير “السيدة الشابة”: “أوصي قبل كل شيء بروح الوداعة، فهي التي تدفئ القلب وتكسب النفوس”.

في نهاية حرب امتدت لأربع سنوات طويلة، وعلى أقل تقدير تجاهلت واحتقرت فضيلة الوداعة في العلاقات بين الشعوب، قام الرئيس العام دون “باولو ألبيرا” بتكريس رسالة دورية كاملة يدور فحواها حول الوداعة.

“إن فضيلة الوداعة تتطلب منا التحكم في حيوية شخصيتنا، وقمع أي فعل يبدر عن نفاذ الصبر، ومنع لساننا من النطق حتى بكلمة واحدة تسيء إلى الشخص الذي نتعامل معه، وتفرض علينا نبذ كل شكل من أشكال العنف في التصرفات والطروحات والأفعال” في إطار الوداعة التي مُنحت لنا، يبدو بالنسبة للأب ألبيرا مستحيلاً نسيان “لمحة عين ذات نظرة هادئة مليئة بالطيبة، فهي المرآة الحقيقية والصافية للروح الوديعة بصدق والتي لا ترغب سوى بإسعاد كل شخص يقترب منها.”

الوداعة ليست مرادفاً لكلمات “معسول” و”حلو” والتي هي صفات مضللة. الوداعة ليست ضعفاً على الإطلاق، فالعنف غير المنضبط هو الضعف، اللطف هو قوة هادئة وصبورة ومتواضعة، جمع دون بوسكو في طريقة تعامله وإدارته بين الوداعة والحزم.

هذه الروح من الطيبة والوداعة والتسامح كانت متجذرة بعمق لدى السالزيان الأوائل وتعود إلى أقدم تقاليدنا. كل هذا يدل على عدم قدرتنا على إهمالها أو خسارتها دون المخاطرة بإلحاق ضرر ملموس بهويتنا المتميزة.

إن أكثر الخبرات التي غالباً ما تترك أثراً في ذاكرة العديد من شبابنا بعد لقائهم العائلة السالزيانية هي الألفة والترحيب والمودة التي كانوا يشعرون بها، إنها باختصار روح العائلة. في العهود الأولى حُكي عن (النذر السالزياني الرابع) والذي كان يتضمن الطيبة (أولاً وقبل كل شيء)، والعمل، والأسلوب الوقائي.

لا يمكننا تخيل وجود للسالزيان في العالم، أو وجود لراهبات بنات مريم أم المعونة، أو سالزيان دون بوسكو أو المجموعات الاثنين والثلاثين الحالية والتي تكوّن عائلة دون بوسكو السالزيانية، دون امتلاك سمة الطيبة كعلامة فارقة تميزها أو على الأقل تسعى للتمتع بها، مثلما أراد البابا فرنسيس أن يذكرنا بعبارته المنيرة: “خيار فالدوكو”.

هذا هو خيارنا للأسلوب السالزياني المكون من اللطف والمودة والألفة والحضور، إننا نملك كنزاً، وهديةً تلقيناها من دون بوسكو، وعلينا اليوم أن نعيد إحياءه.

نقلاً عن وكالة الأنباء السالزيانية _ Ans 

ترجمته عن اللغة الفرنسية : سوزان لاذقاني

رسالة من دون بوسكو

رسالة دون بوسكو إلينا في هذه الحقبة التحوّلية من التاريخ المحلّي والعالمي هي أن نؤمن بجبروت تلك الطاقة الخفية التي لا تعيرها ثقافة الاستهلاك والمادية في يومنا هذا أية أهمية:

التقوى والعبادة والصلاة: هذه هي الطاقة الأساسية التي يجب أن نعتمد عليها للتغيير…إلى جانب ما نبذله في ميدان التعليم والتربية.

كثيرا ما نستغرب من عدم تأثير تضحياتنا وجهودنا في عقلية وسلوك أبنائنا وبناتنا أو تلاميذنا وننسى أننا لسنا الا زارعين ننثر بذور الخير والعلم في عقول الصغار والله هو منير العقول ومغيِّر القلوب ومنضج الثمار. نتعب ونجتهد ولا نجني الثمار وننسى القدرة الوحيدة التي يجب الاعتماد عليها حسب نصيحة دون بوسكو، تلك الطاقة الخفية التي تغيّر وجه الأرض وعقل وقلب الانسان والنابعة من عند الله وحده والتي لا يبخل في أن يمنحها بسخاء كل من يسأل ويتوسّل ويبتهل…

تجربة دون بوسكو هي تجربة كل الأتقياء الصالحين. إنها تجربة الأيادي المرفوعة الضارعة التي تحقق إنجازات جبارة في تاريخ المدنيات والشعوب أكثر كثيراً مما تحقق الآلة العسكرية أو القوة الاقتصادية والسياسية.

مجتمعنا، بيوتنا، مدارسنا، دور العبادة، كلها مدعوة الى العودة إلى الله…الأيادي الضارعة المرفوعة نحو السماء هي التي تستمطر على بلادنا وشعوبنا وعلى القادة السياسيين روح الوفاق والتضامن وعلم صناعة السلام والحضارة…

دون بوسكو يعتبر أن العبادة أي تلك الصلة الحميمة بين الانسان وخالقه تحتل مكانة أساسية في عملية تربية الأجيال. كل انسان هو حامل رسالة شاء أم أبى؛ شهادة حياتي هي الرسالة التي أحملها إلى الآخرين، فإمّا أن تكون من السماء وإمّا أن تكون من الجحيم… فلكي أكون حامل رسالة خير وصانع سلام يجب أن أكون على صلة حميمة مع مصدر الخير ومنبع السلام. هذه هي الطاقة الخفية الجبارة التي تغيّر وتجدّد وجه الأرض ووجوه الناس…

مجتمعنا اليوم سريع الاشتعال. لماذا لا نكون البَلسَم الذي يلْأَم الجروح والواحة التي تخمد في ظلالها الصراعات. عالمنا محطّم تحت وطأة المستبدّين ولن ترمّم حطامه إلا الرُكَب الراكعة والرقاب الساجدة؛ أي أن يتحول كل منا إلى شعلة متوهجة بعشق الله ليجعل الله منا جسور سلام تربط بين القلوب وبخوراً فواحاً يصعد بأرضنا المعذبة إلى سماء الرحمة والمغفرة. لنُرجع النقاء الى أجواء الكون والى أعماق القلوب ليعود عالمنا خالياً من تلوث السموم سَبَب الأوبئة، ولتعود المعاملة على أساس الإخاء بين الإنسان والإنسان في كل مكان وزمان.

ما هو هام: أن نتذكّر بأن دون بوسكو ركّز التربية على ثلاثة أركان: التقوى وحوار العقل والمودة وأولها التقوى، بمعنى أن علاقة الإنسان بالله هي التي تتحكم بباقي القنوات التربوية وخاصة الحوار بالعقل والمودة…

أن نربي الأجيال الجديدة، التلاميذ والأبناء والبنات، على التقوى ومخافة الله، فيه ضمان لسلامة حياتهم في المستقبل وفيه عربون لآخرة صالحة مع الخالدين بعون من الله…

الأب السالزياني بشير سكر