التوجيه الرسولي 2020

التوجيه الرسولي 2020

((لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض))

متى “6/10”

“مسيحيون صالحون ومواطنون مُخْلِصون”

بعد لقاء المجلس الاستشاري العالمي للعائلة السالسية في شهر أيار في تورينو فكرّتُ أن أقدّم للتوجيه للعام 2020 موضوعًا يجسّد، بصيغة ثنائية، جوهر التربية السالسية، الذي قبلناه من دون بوسكو، وهو أن نساعد مستهدَفينا من الأولاد والبنات كي يكونوا “مسيحيين صالحين ومواطنين مُخْلِصين”.

علينا أن نستقصي أكثر وأكثر هويتنا كمبشّرين ومربّين للإيمان.

هناك هشاشة متزايدة، وأحيانًا عجْز عن كوننا مبشّرين ورسلا للشباب. وفي الوقت نفسه هناك خطر واضح في عدم تربية شبابنا على الشعور القويّ بالمواطنة، بالعدالة الاجتماعية والقيم الإنجيلية التي تؤدّي إلى تبنّي، كبرنامج الحياة، خدمة الآخرين، الالتزام في الحياة الاجتماعية، الاستقامة الشخصية، الحساسية ضدّ جميع أنواع الفساد، الاهتمام بعالم النازحين والمهاجرين، والحسّ بالخلْق و”البيت المشترك” المُعطَى لنا، والالتزام في الدفاع عن العُزَّل والمهمَّشين.

فأسأل نفسي: إن كُنّا لا نقدر أن نربّي على هذه القيم، ماذا نفعل؟ وما هو تبشيرنا باسم يسوع الذي نقوم به؟

لذلك هذا الالتزام التربوي هو اليوم تعبير عن كلمة يسوع: “لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض”. هذه “سياسة الأبانا”، الخاصّة بدون بوسكو.

ماذا نقصد بـ”سياسة الأبانا” الخاصّة بدون بوسكو؟

من المهمّ العودة إلى المصادر لنستوعب ما كانت أفكار دون بوسكو وكيف كان يعمل بين الشباب بهدف إعدادهم لمجتمع يتغيّر تغيُّرا سريعا في خضمّ ثورة صناعية أدّت إلى فوارق اجتماعية واقتصادية هائلة، وإلى ازدياد ظاهرة التسوّل وظاهرة الصبيان المهجَّرين بحثًا عن العمل.

  • في “ذكريات السيرة” مشهورة عبارة “سياسة الأبانا” التي استعملها دون بوسكو في مناسبة لقائه مع قداسة البابا بيوس التاسع عام 1867:

إذ حضر دون بوسكو أمام البابا بيوس التاسع، قال له قداسته مبتسمًا: “ما هي السياسة التي تنتهجها خلال هذه الصعوبات؟”

أجاب دون بوسكو: سياستي هي سياستكم. هي “سياسة الأبانا”. في صلاة الأبانا نصلّي كل يوم أن يأتي ملكوت الآب السماوي على الأرض، أن يمتدّ أكثر وأكثر وأن يكون أكثر قدرةً ومجدا. ليأتِ ملكوتك: هذا ما يهمّني”.

   ب) هناك أقوال أخرى لدون بوسكو تساعدنا لنستوعب مفهومه السياسي، مثلا:

“في مؤسساتنا لا ننتهج سياسة معيّنة: نحترم السلطات القائمة، ندفع الضرائب ونقوم بعملنا، نسأل فقط أن يُسمَح لنا بعمل الخير للشبيبة بهدف خلاص النفوس. وإن يُراد، نحن ننتهج سياسة خاصّة، بشكل غير مُؤْذٍ، بل مفيد لكلّ حكومة. فالسياسة هي عِلْم وفنّ إدارة الدولة إدارةً جيّدة. وهدف مؤسَّسة الأُوراتوريو في إيطاليا، في فرنسا وإسبانيا وأمريكا وكل البلدان التي انتشرت فيها لمساعدة الشبان الأكثر عَوَزًا، هو تقليص عدد المشاغبين والمشرَّدين، تفريغ السجون، تكوين مواطنين صالحين لا يضايقون السلطات القائمة، بل يدعمونها للحفاظ على النظام والهدوء والسلام. هذه هي سياستنا، هذه عنايتنا حتى الآن وبهذا سنعتني في المستقبل. باتّباع هذا المنهج استطاع دون بوسكو أن يعمل الخير لكم أوَّلًا، وفي المستقبل لكثير من الشبان في كل بلد”.

  • مسيحيون صالحون
  • يعيشون في الإيمان بإرشاد الروح

في رسالة بولس إلى أهل أفسس هناك فقرة تعبّر عن مدى ما نحن مدعوون إليه لا يمكن أن يزول مَهْمَا كانت ظروفنا: لا شيء يمكن أن يزيل كرامة كلّ حياة بشرية وعظمتها. يؤكّد ذلك بولس، الذي كان يواجه عالَمًا في معظمه وثنِيًّا:

“لِهذا أجثو على رُكْبتَيَّ للآب، فمنه تستمدّ كلُّ أسرة اسمَها في السماء وعلى الأرض، وأسأله أن يهب لكم، على مقدار سَعةِ مجده، أن تشتدّوا بروحه، ليقوى فيكم الإنسانُ الباطن، وأن يُقيمَ المسيح في قلوبكم بالإِيمان، حتى إذا ما تأصَّلتُم في المحبة وأُسِّسْتُم عليها، أمكنكم أن تُدرِكوا مع جميع القديسين ما العَرْضُ والطولُ والعُلوُّ والعُمقُ، وتعرفوا محبَّة المسيح التي تفوق كل معرفة، فتمتلئوا بكل ما في الله من كمال“.

  • نعيش بالاستماع إلى الله الذي يكلّمنا، ونحن نطبّق ما نبشّر به؛ واعِين بالحاجة إلى التبشير وتقديم التعليم المسيحي

“كانت هذه الجماعة في أوّل أمرها عبارة عن تعليم مسيحيّ بسيط”

هذا يُعيدنا إلى أصولنا وجذورنا. تعلّمنا من دون بوسكو وَلَعًا انجيليًّا لنؤَدّي بكل ولد وشاب إلى اللقاء بيسوع. ذلك هو السبب في عدم توقُّفنا عن تبشير الشباب، بعلمِنا “أن التبشير يهدف إلى النموّ أيضا، وذلك يقتضي النظر إلى كل شخص نظرة عميقة في إطار مشروع الربّ عليه”.

كوننا مربّي الشباب ومبشّريهم يقتضي منا أوّلا من خلال خبرتنا الشخصية أن نستطيع أن نقول للشباب بالكلام والأعمال إن الله يحبّهم، “أنت ثمين حقًّا في عينيه، ولست حقيرًا؛ بل أنت مهمّ بالنسبة له.

  • مسيحيون ومربّون حقيقيون اليوم بالروحانيَّة السالسية

بالتركيز على الروحانية في واقع الحياة اليومية

→ بنمط عيش الروحانية السالسية حيث لِجوّ الصداقة بين المربّي والشابّ عون كبير في النموّ الشخصي. برأي القديس فرنسيس السالسي لا يمكن النموّ في الإيمان، حتى بوجود مرشد، بدون صداقة حقّة، يعني بدون اتّصال، تأثير متبادل، بدون صداقة تبلغ الدرجة الروحية المحضة. 

العلاقة بين المربّي السالسي والشبان يجب أن تتميّز بمزيد المودَّة، لأنّ “الألفة تُفرِز المحبّة، والمحبة تولِّد الثقة. وهذا ما يشرَح القلوب، إذ يَعْرِض الصِّبْية كل أمورهم أمام معلّميهم والمشرفين عليهم ورؤسائهم، دون خوف، لأنّهم متأكّدون أنّهم محبوبون”.

  • مسيحيون صالحون في أوساط غير مسيحية

شهادة الأب تُوما أُزونَنيل، الذي احتُجِز في اليمن مدّة 557 يوما، تشهد أن روحه الباطني وإيمانه احتفظا بسلامته العقلية والروحية في ظروف إنسانية قاسية جدًّا. وهناك كان يشهد بالصمت، بحياته.

ذلك يقتضي أن نعيش الحوار والشهادة بشكل قد يكون تنبّؤًا.

  • مسيحيون صالحون في مجتمعات احتجب فيها الإيمان او الاعتقاد المسيحي

هذا تحدٍّ، وهو قبل كل شيء هبة ثمينة نقدّمها للكنيسة والّتي تطلبها منا الكنيسة والعالم. قد يكون ان ولا عائلة موهبية في الكنيسة تعمل بعدد كبير من الأشخاص، معظمهم شبان ليسوا مسيحيين، لأنهم ينتمون إلى ديانات أخرى أو كفّوا عن الممارسة الدينية.

ذلك ما يجعلنا في تبشير فريد من نوعه؛ والكنيسة تطلب منا ليس فقط أن نتحرك بل أن نفتح الطريق في هذا المجال حيث مستقبل الشباب. 

  • إيمان معاش معًا، وفي الانطلاق خارجا عن محيطنا

البُعد الروحي للعمل الرعوي السالسي يجب ان يُعاش ويجب أن يُقَدَّم بالشكل المناسب وبدون تفرّع ثُنائي. هذا يتطلّب التفرّغ من الذات والالتزام لننظر إلى الآخرين كإخوة، مهما اختلف العِرق والدين والثقافة، واعِين أننا جميعا أبناء الله تعالى.

هذا هو أساس الروحانية المسيحية التي تجعل من العالم مكان اللقاء مع الله تعالى وتجعل من اللقاء بالله تعالى الفرصة لبناء عالم أفضل.

يقول لنا البابا فرنسيس: “ عندما تُسمّى المواجهة مع الله “انخطاف”، فهذا لأنّه يُخرجنا من ذواتنا ويرفعنا، مأخوذين بحبّ الله وجماله، لكن يمكننا أن نخرج من ذواتنا أيضًا للاعتراف بالجمال الخفيّ الموجود في كلّ كائن بشريّ، وبكرامته، وبعظمته كصورة لله وابن للآب. يريد الروح القدس أن يدفعنا إلى الخروج من ذواتنا، وإلى احتضان الآخرين بالمحبّة والسعي لِما فيه خيرهم. ولذا فإنه من الأفضل دائمًا أن نعيش الإيمان معًا، ونعبِّر عن حبّنا في حياة جماعيّة، ونشارك الشبيبة الآخرين بحبّنا ووقتنا وإيماننا واهتماماتنا. وتقدّم الكنيسة العديد من المساحات المختلفة لعيش الإيمان جماعيًّا، لأن كلّ شيء يكون أسهل معًا.

هذه دعوة أن نعيش بمزيد من الالتزام الشركة الكنسية، حيث تُكتشَف وتُقدَّر الهبة الكامنة في كل شخص في نمط حياته فقط عندما تُقَدَّم خدمةً للآخرين، في الخروج عن الذات نحو الأشخاص الأكثر تقرّبًا.

  1. مواطنون مُخلصون
  • ينتظرنا الشباب في “بيت الحياة”

تطلّعات الشباب تزداد ضغطًا وإلحاحًا إذا يُنظَر إليهم نظرةً شاملة. بدون شكّ يمكن أن يقال إن عدد الشباب في العالم زاد، غير أنهم لم يكونوا بهذه الدرجة من الفقر والعَوَز كما أنهم اليوم، بالنسبة إلى عددهم وربّما أيضا بالنسبة إلى ظروف حياتهم.

غير أنهم “الجزء الأثمن والألطف” في المجتمع، كما كان يصفهم دون بوسكو. فهم إذن مجال عمل مفتوح للعائلة السالسية.

أعتقد أن هناك خطر البقاء “ضمن الجدران” في بعض أماكن السالزيان، بالاطمئنان إلى من يجتاز أبوابنا.

هناك صراخ يرتفع من الشباب في مواجهة مشاكلهم “الواقعية”: معنى الحياة، عدم التكوين، الدخول في مجال العمل…

  • تربية ذواتنا وتربية الشباب على المواطنة والالتزام الاجتماعي

كما يبرز من وثائق السينودس الثلاثة هناك حِسّ العدالة والمواطنة، محطّ نبوءة الشباب، يتعدّى دول انتمائهم. هناك عدالة أكبر من العدالة المعبَّرة من خلال النصوص القضائية الدولية والحكومية. هناك مواطنة عالمية، “كالبيت المشترك” ومواطنة المستقبل، خاصة بالأجيال القادمة.

علينا أن نربّي أنفسنا على هذه النظرة الملحّة للعدالة الهادفة إلى النموّ الذاتي وإلى قبول المهاجرين. 

⃪ علينا أن نقول قولنا بصراحة ضدّ مواقف ترتكز على مصالح شخصية، مثلا الحِسّ البئيّ لدى الشباب والانغلاق أمام هذه المواضيع لدى حكومات كثيرة. 

⃪ عالم اليوم ينقصه وبشكل كبير جداً، قادة جديرين بالتصديق. 

  • تربية الشباب على الالتزام والخدمة السياسية

هنا مجال العمل مفتوح، ككنيسة، كرهبنة سالسية وكعائلة سالسية

⃪ هل الأهمّ في مؤسساتنا هو “إخراج” أشخاص ذوي شهادات عالية لمجتمع متنافس دون معالجة النموذج الاجتماعي الاقتصادي الذي يسانده”؟

⃪ تقتضي منا صلاة “الأبانا” أن نعلّم الشباب، ليس فقط كأفراد، بل كمجموعة، أن يصبحوا مبادرين في مجال الخير المشترك حتى في النطاق الاقتصادي والسياسي.

⃪ يجب علينا أن نفهم جيدا ما معنى الخدمة السياسية وكيف يجب للمسيحيّ ألّا ينسحب منها.

⃪ هناك إمكانية التطوّع كمسيرة تدريجية وتربوية في سبيل الالتزام في تغيير المجتمع.

⃪ قدرة العائلة السالسية في هذا المجال قوية جدا، وواقع السالزيان المعاونين والخريجين وحضورهم في مجال السياسة وميادين التأثير الاجتماعي.

  • تربية الشباب على الاستقامة والإخلاص وعدم الفساد

بالحس والمسؤولية في عالم في هجرة مستمرّة

إن المهاجرين الشباب كانوا المستهدَفين الأولين في أوراتوريو دون بوسكو.

أكثرية المهاجرين مكوّنة من الشباب. أليس ذلك دعوة خاصة موجّهة للعائلة السالسية الموجودة في كل البلدان؟ علينا أن نكون من الاختصاصيين في هذا المجال. 

هناك أيضا حركة الشبيبة السالسية 

  • بالعناية بالبيت المشترك (الكرة الأرضية) كما يطلبه منا الشباب

ليست العناية بالبيت المشترك بالتزام مضاف. بل إنها أفق يستوجب ثقافتنا، إيماننا، حياتنا ورسالتنا…، تربيتنا وتبشيرنا. قد رسم معالم الطريق من زمان تعليمُ الكنيسة وركّز عليها تركيزًا أقوى البابا فرنسيس في هذه الأوقات.

والاهتمام بالبيئة يهدف بنا إلى تقديم مشروع تربوي شامل في قيمه الإنسانية والروحية.

  • في الدفاع عن حقوق الإنسان وخاصة حقوق الأحداث

أرسل الروح القدس من خلال دون بوسكو العائلة السالسية بهدف تكريس الحياة في سبيل القاصرين والشباب، خاصة الأكثر عَوَزًا، الأكثر هُشوشةً، الأكثر فقرا، والمحتاجين إلى المزيد من الحماية.

لذلك علينا أن نكون اختصاصيين في الدفاع عن حقوق الإنسان، خاصة حقوق القاصرين، وعلينا أن نطلب الغفران حتى بالبكاء والدموع حين لا نتصرّف هذا التصرّف.  لا يجب أن نكون شركاء بأي تجاوز، أو “استغلال النفوذ، استغلال اقتصادي، استغلال الضمير، استغلال جنسي”.

بمساعدة مريم أمّنا

لحضور مريم في أسلوب دون بوسكو التربوي دور مهمّ أساسي، لا يجب أن يُهمَل 

قدّم دون بوسكو مريم العذراء للأولاد كالبريئة من كل دنس، كالامرأة البسيطة والمليئة عُذوبةَ، كالشخص الذي يعيش بفرح في قبول المشروع الإلهي لحياتها. قدّمها كمعونة، وأمٍّ محِبّة، لها عناية بجميع أولادها كي يحقّقوا المشروع الإلهي عليهم تحقيقا كاملا.

في نطاق تربية تساعد الشبيبة وجميع المربّين في العائلة السالسية حضور مريم لها بُعد ليس فقط تقويًّا بل “سياسيّ”: إنها تساعد أولادا كي يعيشوا التزامهم كاملا في سبيل الله والخليقة. هذه هي سياسة: الأبانا”

لتتشفَّع فينا أمّنا مريم، معونة المسيحيين.

الأب آنخل فرنانديز آرتيمه

الرئيس العام

((ترجمة الأب جان ماريا جاناتسا))

سياسة أبانا الذي في السموات “السالزيانية”

الأب آنخل آرتيمه:

أعزائي القرّاء حول العالم السالزياني!

أحييكم خلال موسم الصوم هذا من فالدوكو في تورينو حيث نحتفل نحن سالزيان دون بوسكو بالمجمع العام الثامن والعشرين – هنا حيث ولدنا كسالزيان، لأنه هنا بدأ دون بوسكو رسالته الأولى مع صبيانه الأوائل،  وبوجود أمه، والتي أصبحت تدعى “أم المشردين”

اعتدت خلال السنوات الست الماضية أن أشارك في كثير من الأحيان في هذه التحية بعض الخبرات التي عشتها خلال أسفاري حول العالم السالزياني.

اليوم أقدم لكم شيئاً بسيطاً ومختلفاً شيئاً أثق أنه سوف يثير اهتمامكم أو على الأقل “يوحدنا جميعاً” للحظة.

أتحدث عن ثمرة تلك الأيام الجميلة من التفكير، احتفالنا بأيام روحانية العائلة السالزيانية الثامنة والثلاثين: صلاة “الأبانا” مع كل عبارة فيها إذا ترجمت بطريقة سالزيانية، يمكنها أن تصبح مُعاشة وملموسة في حياتنا اليومية وهذا ما يعبر عن التزامنا كمسيحيين سالزيان.

أقترح عليكم أن تقرؤوها وتتأملوا وتجدوا على الأقل آية واحدة فيها تخاطبكم أنتم بشكل شخصي وتتخذوها كمقصد لكم إذا وجدتموها تخصكم.

أؤكد لكم، أننا كعائلة سالزيانية وكأصدقاء لدون بوسكو في العالم السالزياني أجمع، نسعى حقاً إلى ترجمة صلاة “الأبانا” إلى حياتنا اليومية.

هذه هي صلاتنا.. صلاة “الأبانا” السالزيانية:

أبانا الذي في السموات! والد الرحمة اللانهائية.. ليس مجرد وجود صغير أو تافه، بل وجود مليء بقوة لا متناهية من القداسة والحب اللذين يربي بهما أطفاله!

ليأت ملكوتك! المملكة ذاتها التي بدأها يسوع في هذا العالم، والتي تحقق رسالتنا على الأرض، مستعدون لقبول أي شيء تنوي فعله من أجل خيرنا وخير شبابنا.

لتكن مشيئتك! وذلك من خلال عيش الملكوت بطريقة حيوية، بتلك الحيوية التي تذكرنا بروح العنصرة، التي تدفعنا إلى أن نكون في رسالة دائمة حتى نخلق علامات الحرية والمصالحة بين أطفالنا وشبابنا.

كما في السموات كذلك على الأرض! بجانب الشباب على مثال دون بوسكو، عندما نقول “نعم” للحياة بأكملها لدى كل شاب وكل الشباب، حتى يكونوا مواطنين ومسيحيين ملتزمين تماماً هنا على الأرض، وسكاناً سعداء أبديين في السماء.

أعطنا خبزنا كفاف يومنا! الخبز الضروري للحياة، حتى يتجلى ملكوت الله عن طريق العناية الإلهية التي تدبّر احتياجاتنا، وحتى نتمكن أن نعترف أن  عمل أيدينا هو في الواقع ثمرة نعمة الرب. دعونا نتحرك ليس بالجشع للتملك بل بالمشاركة مع الفقراء.

اغفر لنا خطايانا! حيث نبذل قصارى جهدنا في مسامحة الآخر، أي.. ساعدنا يارب على وضع الأسلوب الوقائي موضع التطبيق من خلال الصبر والشهامة ، والإقبال بمحبة لإنقاذ الشباب المخطئين أيضاً في تقديم أنفسنا كمثال وقدوة، الفرح.. ثم الفرح.. التفاني والإيمان خلال قيامنا بالتزاماتنا اليومية.

لا تُدخلنا في التجربة! تجربة النظر إلى الوراء، والنظر في الاتجاه الخاطئ ، ومعارضة الروح ، والخجل بالرب أمام الناس،عندما نتعرض لأحكام الناس، والموضة، والعقائد، عندما نشعر بالرضا من الإطراء القوي! عندما نتحدى ضميرنا.

نجنا من الشرير! دعونا لا نشك أبدًا في أنه على الرغم من كل شيء، فالرب هو الوحيد الذي يتحكم في تاريخ العالم؛ دعونا لا نشك أبدًا في أن الرب هو بالفعل من يريد أن نكون ملتزمين تمامًا كمربين، من أجل تحرير الشباب من اليأس ومن كل سجونهم، نجني من شر الابتعاد إلى الأبد عن وجهك.
لهذا.. نحن نصلي بحرارة، لكي يرسل لنا الرب الروح القدس حتى يشفي جروح الجسد والقلب والروح ويوقظنا أملاً جديدًا دائمًا في تنفيذ المهمة التي فتحها معلمنا دون بوسكو أمامنا.. آمين.

أتمنى لكم كل الخير والسعادة باسم الرب..

الرئيس العام للسالزيان في العالم
الأب آنخل آرتيمه..

الصورة الأجمل! دون بوسكو الكاهن.. الأب.. الراعي..

كُتِبَ عن دون بوسكو أنّه لم يتوقف عن الاعتراف قط حتى عندما كان مريضاً، واستمرّ بذلك حتى قبل وفاته ببضعة أشهر. 

كان جُلّ فرحه أن أولاده كانوا “في نعمة الله”، فجميع أولاده كانوا يرغبون دائماً بالاعتراف لدى دون بوسكو، والسبب واضح في هذه الصورة الجميلة، حيث تُظهر هويتَه ككاهن، بوجهه الهادئ ونظرته اليقظة وموقفه الأبوي.

هنا! كان دون بوسكو  يُعرّف الشخص الذي أصبح فيما بعد خليفته الثاني للرهبنة وهو “باولو ألبير”.
التقط هذه الصورة “فرانشيسكو سيرا”، بعنوان “دون بوسكو الذي يعترف“. 

إيطاليا – تورينو ، عام ١٨٦١

عن وكالة الأنباء السالزيانية – ANS

 

 

الدليل الجديد لرئيس الجماعة السالزيانية

إنّها النسخة المنقحة التي طال انتظارها من “دليل رئيس الدير السالزياني” والتي سيتم تقديمها وتوزيعها خلال الفصل الثامن والعشرين، في طبعة محدودة
حيث سيكون الدليل متاحاً لأعضاء الفصل بلغات ٍمختلفةٍ، ومن ثمّ إلى الجماعةِ كلها
و سيُسمح بإدراج الإضافات أو التعديلات الممكنة من قبل أعضاء الفصل فيما يتعلق بشخصية رئيس الجماعة السالزيانية، وخاصة فيما يتعلّق برسالته المشتركة مع العلمانيين
بالنظر إلى الدليل، نلاحظ أنّ تصميمه ليس مخصصاً لرئيس الدير فقط بل أيضاً للجماعة السالزيانية، فقد صُمّم تحت عنوان:
تنشيط الجماعة و إدارتها، خدمة رئيس الدير السالزياني
.فيشارك كلٌ من رئيس السالزيان وزملائه في تنشيط وإدارة الجماعة وهذا هو سبب طلب الرئيس العام على أنه يجب أن يكون لدى كل أخ سالزياني نسخة من هذا الدليل لفهمه و دراسته

:كلمة “جماعة” في العنوان متعددة المعاني، حيث تشير إلى المجتمع الديني، ولكن أيضًا إلى المجتمع التربوي والرعوي، وهذا ينعكس في هيكل الدليل حيث يركز في

.الجزء الأول على هوية السالزيان المكرسة

.الجزء الثاني على المجتمع الديني

.أما الجزء الثالث فهو لتبادل الرسالة مع العديد من الأشخاص العلمانيين وأفراد العائلة السالزيانية الحاضرين في كل المناطق

هذه الرسالة المشتركة لا تنطوي على فقدان الهويات أو اختفائها بل على العكس، فإن الجزء الأول يرتبط جيدًا بالجزء الثالث، في حين أن الجزء الثاني ربما يكون الجزء الأكثر قرباً من نسخة الدليل الصادرة عام .1986

أما بالنسبة للسلطة فهناك وعي قوي اليوم بضرورة الأخذ بعين الاعتبار ديناميكية الأخوة، حيث يعتبر التمييز المجتمعي (الذي تم تجسيده بشكل كبير في فيلم “الآلهة والرجال” (2010)، حين أظهر .التعامل مع كريستيان دي تشيرغي ورهبان “تبهرين”) أمراً يجب على الرئيس و الجماعة السالزيانية أن يأخذوه بعين الاعتبار

.كانت مراجعة دليل رئيس الدير السالزياني، والتي يمكن الآن تعريفها بشكل أفضل على أنها دليل الجماعة
بالنظر إلى أنّ النص السابق الذي تم تأليفه في عام 1986، كان على النص الجديد أن يأخذ في الاعتبار العديد من الفصول العامة، كالسلطة التربوية لثلاثة باباوات على الأقل وعدة رؤساء سالزيان، .والعديد من الوثائق المهمة للكنيسة والجماعة، وكان عليها أيضاً أن تأخذ في الاعتبار الثورة الرقمية

تضمنت عملية المراجعة أيضاً استبياناً للرؤساء والمقاطعات ومجالسهم، و دراستين دوليتين، ومسودة أولى للنص حضرتها لجنة مصغرة، وعدة مراحل من العمل وإعادة صياغة النص بمشاركة مباشرة من أعضاء المجلس العام، حتى الوصول إلى النص النهائي الذي وافق عليه الرئيس العام والمجلس في 21 نيسان / أبريل .2019

))الأب السالزياني إيفو كويلو((

صورة الوجه الأكثر معاناة!

إنها صورة “دون بوسكو ذو الوجه المعذب”، التقطت هذه الصورة في تورينو – إيطاليا بواسطة المصور ميشيل روندوني عام 1868، تُظهر الصورة شكلًا متيناً، جامدًا، مع القليل من الحيوية والعفوية، على عكس ما كان عليه أب ومعلم الشباب تماماً، حيث يبدو فيها دون بوسكو غائب، متعب ووجه مليء بالمعاناة، في الحقيقة تلك الصورة التقطت لقديس الشباب بعد مرضه

 ANS – نقلاً عن وكالة الأنباء السالزيانية