حجرٌ على حجر.. تعلو القلعة شاهقةً.. قلعة الملك العظيم.. في مدينة حلب الجميلة

ستة أسابيع من النشاطات والزيارات والألعاب والحوارات والتحضيرات التي استمرت لوقت طويل، وأُنجزت بطاقات وجهود شباب وشابات مركز دون بوسكو في حلب..

فعلى مدى عدة أسابيع عاشت شبيبتنا في حلب خبرة مميزة مع قصة ومغامرة وسام وسمر في رحلتهم نحو الملك العظيم.. ليتوجوها بلقائهما معه..

فكانت القصة في كل أسبوع من الأسابيع تُعرض على الشبيبة والأولاد بأسلوب التمثيل المسرحي، أو عن طريق الفيديو القصير المصوّر مسبقاً، لإضفاء جو من المتعة والدراما والتشويق على القصة.

توزعت النشاطات بين مختلف الفئات العمرية من صغار ومتوسطين وكبار، ليبلغ عددهم 500 ولد وشاب إجمالياً.

تميزت النشاطات في مركز حلب ببعض المحطات والفقرات العملية والمهنية التي تعلم الولد والشاب جانباً هاماً في الحياة وتجعله ملمّاً به، ففي أحد الأسابيع كان النشاط عبارة عن عدة محطات وكل محطة منها تتناول مجالاً معيناً تعلمه للشبيبة مثل:(النجارة – الطهي – الخدع السينمائية – التوعية – فن التصوير).

كل هذه المجالات تعمل على بناء الطفل والشاب من الداخل ليكون مستعداً لمواجهة الحياة العملية في المستقبل كما كان دون بوسكو يرغب دائماً، أن يسلّح شبيبته بتعلم مهنة أو حرفة معينة.

كما تخلل النشاطات زيارات خارجية إلى الحدائق وبعض المعامل، بالإضافة للألعاب التي كانت منوعة بين الألعاب المائية والسالزيانية والألعاب الكبرى الخارجية، والنشاطات الترفيهية كالذهاب إلى المسبح.

اختُتمت النشاطات بحفلة فنية منوعة حضرتها الشبيبة والأولاد وحضرها الأهالي في المركز.

وكان لرتبة التوبة الختامية أثراً كبيراً في وضع بصمة جديدة في المسيرة الروحية التربوية التي عاشها الشباب في هذا الصيف..

صيحاتُ وهتافاتُ وعباراتُ فرحٍ ترنُّ في كل زاوية من زوايا الملعب، وتطنّ في الممرات الضخمة لمركز جورج ومتيلد سالم في حلب..

لتهدأ في بهو الكنيسة وداخلها ويسيطر جو الخشوع على كل من دخل إلى تلك الكنيسة الدافئة وشاهقة الارتفاع في ذات الوقت..

إنها الروحانية العالية التي تملأ المكان في بيت دون بوسكو بحلب..

سالزيان الشرق الأوسط – حلب – سورية

قلعة الملك العظيم في لبنان!

في لبنان الأخضر يلتقي كل يوم أولاد وشباب كثر مع دون بوسكو على طريقة وسام وسمر ومغامرتهما في قلعة الملك العظيم.

لكن ليس اللبنانيون فقط هم من يلتقوا في بيت دون بوسكو – الحصون!

فبيوت دون بوسكو في لبنان تحتضن عدداً من الأولاد والشبيبة السوريين والعراقيين، الذين يختبرون بدورهم مغامرة مميزة لهذا الصيف.

قرابة 900 ولد وشاب من لبنانيين وسوريين وعراقيين وبأعمار مختلفة، يعيشون النشاطات الصيفية بشكل يومي وبأوقات محددة بحسب الجنسيات والفئات العمرية.

من ألعاب ولقاءات وحوارات وصلوات وزيارات ترفيهية لأماكن خارجية يلمسون خلالها روح الفرح السالزياني بين بعضهم البعض.

ومن الناحية الأخرى خاض خمسة أشخاص مرسَلين، خبرة الإرساليات إلى لبنان بهدف الخدمة، كانوا قد قدموا من سورية (حلب – دمشق) ليتقاسموا لحظات تحمل لهم الكثير من المعاني التربوية.

بيت دون بوسكو في لبنان الذي يستقبل الجميع ويرحب بالجميع، عاش أيضاً كسائر بيوتنا في الشرق الأوسط مغامرة قلعة الملك العظيم بروح رائعة.

سالزيان الشرق الأوسط – لبنان

قلعة الملك العظيم في بيت لحم!

استمرت النشاطات الصيفية في بيت دون بوسكو ببيت لحم – الأراضي المقدسة لمدة 4 أسابيع، كانت مليئة بالنشاطات والفعاليات والروح السالزيانية.

فبعد انقطاع طويل بسبب جائحة كورونا، كان لا بد من العودة للقاء بالأولاد في بيت دون بوسكو، ومشاركة لحظات مميزة في هذا الصيف معهم.

كسائر بيوت دون بوسكو في الشرق الأوسط عاش المنشطون والمسؤولون مع الأولاد مغامرة “قلعة الملك العظيم” وخاضوا مع وسام وسمر رحلة ممتعة جداً.

فكان لزيارتهم لبيت دون بوسكو في كريميزان وقيامهم بمسيرات في أحضان الطبيعة طابعاً مميزاً جعل الأولاد يتقربون من جمالة الخليقة التي أبدعها الرب ولا سيما في هذا الدير بالذات (كريميزان) الذي تلفه الطبيعة بيديها وتفوح رائحة الكروم والنبيذ من زواياه المذهلة.

كما كان للترفيه حصة كبيرة في نشاطاتهم الصيفية ولاسيما من خلال الذهاب للمسبح مرة أسبوعياً.

فيما قضى الأولاد باقي أيام الأسبوع في دير بيت لحم، مع نشاطات تربوية دينية وترفيهية، وحضور القداس الإلهي أسبوعياً.

أما المبادرات السالزيانية الطريفة التي قام بها المنشطون فكان لها نكهة خاصة أضافت على الجو المزيد من المتعة والفرح.

فيبقى بيت دون بوسكو دائماً وجهة الطفل والشاب كي يلعب ويمرح ويصلي ويتشارك مع أصدقائه لحظات جميلة تبقى في الذاكرة دائماً.

سالزيان الشرق الأوسط – الأراضي المقدسة

سنواتٌ ثمانية.. لرسالةٍ سالزيانيةٍ متفانية!

سورية | كفرون مضت 8 سنوات على خروج العائلة من حلب.. تحت قسوة الحرب وضغوطها النفسية والمادية..
عام 2012 كانت المرة الأولى التي يغادران فيها بيتهما الدافئ وأشياءهما الصغيرة، بصحبة طفلتهما الصغيرة..
لكنّ الترتيب الإلهي وعدهم برسالة مميزة، لم يكونا يتخيلان يوماً أنها ستُسند إليهما..
السالزياني المعاون جوني غزي، وزوجته جورجيت ديك..
علمانيان سالزيانيان قدما إلى كفرون، وأخذوا على عاتقهم رسالة الخدمة في إدارة أمور دير السالزيان هناك، من تعليم مسيحي، ونشاطات صيفية، ولقاءات تنشئة، واستقبال مجموعات الزوار الوافدة باستمرار إلى الدير (كونه دير مخصص للمخيمات)..
أخذوا على عاتقهما أموراً كثيرة، جعلت منهم خادمان في حقل الرب بروح سالزيانية عائلية..
منذ قرابة الأسبوعين.. وخلال الزيارة الرسمية للرئيس الإقليمي لسالزيان الشرق الأوسط الأب أليخاندرو ليون، لمركز كفرون وبعد لقائه مع الشبيبة والسالزيان المعاونين..
احتفل بالقداس الإلهي والذي شكر خلاله الأخ جوني وزوجته جورجيت على خدمتهم في المركز وإدارته خلال السنوات الثمانية الفائتة التي قدما فيها المثل الصالح للمسيحي السالزياني العلماني الملتزم في الكنيسة وفي المجتمع مع الشبيبة.
فعاد كل من جوني وجورجيت برفقة ابنتيهما إلى حلب، بعد أن انتهت خدمتهما في كفرون.
وعلى الرغم من وجود الكثير من الصعوبات عاشا هذه الخدمة بكل أمانة وفرح وتضحية وكانت هي التجربة الأولى في إقليم الشرق الأوسط من حيث إعطاء المسؤولية الكاملة للعلماني السالزياني في عيش الروحانية السالزيانية بمسؤولية عالية، يداً بيد مع السالزياني المكرّس كما أراد دون بوسكو عائلة واحدة وهدف واحد هو خلاص النفوس.
باسم سالزيان وشبيبة وعائلات ومعاوني الشرق الأوسط..
شكراً جوني وجورجيت وليبارك الرب عائلتكما على مثال العائلة المقدسة..
سالزيان الشرق الأوسط – الكفرون

من أجل شبيبة أقوى وأكثر صلابة ومرونة!

مصر | تم أمس افتتاح المعمل الخاص بالتحكم الآلي PLC في معهد دون بوسكو – الساحل – القاهرة

بالشراكة مع شركة سيمنس الألمانية في مصر، تم افتتاح واحد من أحدث المعامل التدريبية للشبيبة المصرية في معهد دون بوسكو.

خطوة كبيرة نحو تحقيق تقدم كبير في المجال الصناعي التقني لمعهد دون بوسكو من أجل مواكبة التطور التكنولوجي وتدريب الطلاب على أحدث التقنيات الموجودة بعقلية حديثة ومنفتحة مهنياً وصناعياً.

أبرز الشخصيات التي حضرت وتم الافتتاح برعايتها:

صاحب الغبطةَ قداسة البطريرك للكنائس الكاثوليكية القبطية الأنبا ابراهيم إسحق رئيس مجلس الأساقفة الكاثوليكية.

الدكتور حسام الدين فوزي نائب محافظ القاهرة.

نائب عن السفير الايطالي الدكتور Camillo Giorgi المسؤول التعليمي للمدارس الإيطالية بمصر.

الأستاذ أشرف محمد سيد رئيس حي الساحل.

ومن شركة سيمنس:

الأستاذ وائل عمر المدير التنفيذي، المهندس شريف النجار مدير خدمة العملاء، الأستاذة صفاء مسؤولة التدريب، الأستاذة هبه مديرة المبيعات، والأستاذة غادة مديرة التسويق.

لطالما طمح قديسنا الحالم دون بوسكو بأن يؤسس مدارس ومعاهد مهنية وصناعية وتقنية تخرج شبيبة سالزيانية فاعلة في مجتمعها وفي سوق العمل، قادرة على أن تنتج بيدها نتاجاً مادياً وتربوياً رائعاً.

سالزيان الشرق الأوسط_القاهرة

دعوة من البابا فرنسيس للتأمل والصلاة من أجل لبنان

بعد أن دعا البابا فرنسيس قادة الكنائس اللبنانية لزيارة الفاتيكان يوم أمس، طلب صلاةً روحية خالصة من أجل لبنان المأزوم بشكل غير مسبوق.

كما طلب الحبر الأعظم أن يحل السلام بين اللبنانيين جميعاً، متأملاً أن يقوم بزيارة قريبة إلى لبنان.

وتوجّه البابا مع ضيوفه سيراً على الأقدام إلى كنيسة القديس بطرس، حيث عقدت وقفة صلاة “من أجل عطية السلام في لبنان”، وانتقلوا بعدها إلى القصر الرسولي حيث عقدت ثلاث جلسات مغلقة بإدارة السفير البابوي في لبنان المونسنيور “جوزيف سبيتري”

يذكر أن لبنان يعاني من أزمة اقتصادية وإنسانية كبيرة منذ انفجار مرفأ بيروت في آب / أغسطس من السنة الماضية، والتي صنفها البنك الدولي على أنها من بين الأكثر شدة منذ عام 1850.

نصلي من أجل لبنان ومن أجل عائلاتنا وشبيبتنا اللبنانيين كي ينعم بالسلام والطمأنينة قريباً..

سالزيان الشرق الأوسط

الشبيبة المصرية في Online MGS من المراكز الثلاثة (الزيتون والساحل في القاهرة ومركز الإسكندرية)

التقت الشبيبة المصرية في Online MGS من المراكز الثلاثة (الزيتون والساحل في القاهرة ومركز الإسكندرية)

حيث تجمعت الشبيبة في كل بيت سالزياني على حدة، والتقوا مع بعضهم البعض افتراضياً، بحضور الرهبان السالزيان في مصر ومندوب الرعوية الأب سيمون زاكاريان والرئيس الإقليمي الأب أليخاندرو ليون، الذي افتتح اللقاء بكلمة عن الاحترام.

ومن ثم قاد الموضوع الرئيسي الأب سيمون الذي ركز على (المسير نحو القيامة)، وكيف نعيش القيامة كنمط حياة ومسيرة يومية مع الرب القائم من بين الأموات، مع الصعوبات والصلبان التي نحملها في هذه المسيرة والتي تواجهنا في كل زمان ومكان.

كما دارت نقاشات وحوارات حول هذا الموضوع ضمن حلقات حوار، وختم اللقاء بطرح الأفكار الناتجة عن نقاشات الشبيبة في حلقات الحوار!

استمرّ اللقاء الافتراضي لمدة ساعة ونصف، ونأمل أن تتحسن الظروف كي نعود لنجتمع وجهاً لوجه ونلتقي لقاءً حقيقاً مع الآخر.

سالزيان الشرق الأوسط – مصر

اتفاقية تجمع بين سالزيان القاهرة و “سيمنس” للتحكم الآلي

يسعى سالزيان دون بوسكو في المدراس والمعاهد المهنية دائماً لتحسين مستوى الأداء لدى الطلاب، ورفع كفاءاتهم للحصول على الفرص المتاحة والدخول بسوق العمل.

فضمن هذه المساعي قام سالزيان معهد دون بوسكو القاهرة – الساحل أمس 24 آذار / مارس 2021، بتوقيع عقد اتفاقية مع شركة “سيمنس”، في مجال التحكم الآلي PLC، ويهدف هذا العقد لتجديد معمل التحكم الآلي، ليخدّم 1500 شاب وتأهيلهم لسوق العمل بوساطة أحدث المعدات والآليات من “سيمنس

تم هذا التوقيع بحضور السالزيان، ورئيس المعهد الأب بيدرو غارسيا، والموجه السيد رامي حليم، ومسؤول الدورات التكوينية في المعهد السيد ماجد جورج، وممثلين من شركة سيمنس، على رأسهم السيد وائل عمر..

وهنا نذكر أن العمل وتعلم المهنة وتأسيس المدارس المهنية والصناعية ودعمها، من أساسيات الروحانية السالزيانية التي أسسها دون بوسكو لضمان حياة كريمة للشاب بعمل ينمّي جسده وعقله وروحه..

سالزيان الشرق الأوسط – القاهرة

عندما تشتعل المحبة بصيغة “+O”

سوريا | تحركٌ كبير شهدته صفحات التواصل الاجتماعي على “فيسبوك” العامة والخاصة في سورية عموماً و حلب خصوصاً، بهدف جمع أكبر قدر ممكن من المتبرعين بالدم من زمرة (O إيجابي) من أجل علاج الشابة باميلا سطانم من شبيبة دون بوسكو بحلب…

والشابة باميلا طالبة في جامعة حلب كلية الطب البشري في السنة الخامسة.

عانت منذ حوالي شهرين من عدة أعراض فاستدعت حالتها الصحية التزوّد ببلازما الدم بشكل كبير (بمعدل 13 كيس في الجلسة) وعلى عدة جلسات.

وهنا نذكر معلومة طبية أن كيس البلازما الواحد يتم الحصول عليه من 7 أكياس من الدم، وهذا ما يفسر الحاجة الكبيرة والعاجلة لأكبر عدد ممكن من المتبرعين، لتأمين كميات البلازما المطلوبة.

لذلك انتشرت الأخبار والنداءات الكثيرة بداية على مستوى حلب ثم على مستوى سورية كلها للتبرع..

فكانت النتيجة اليوم صباحاً.. على باب بنك الدم..

بتجمع أعداد هائلة من الأشخاص الشباب وكبار السن والعاملين الذين يعرفون ولا يعرفون باميلا، مسلمين ومسيحيين، الذين تهافتوا من أجل تجديد وعد المحبة من الإنسان لأخيه الإنسان..

تم اليوم الحصول على الكمية المطلوبة من البلازما لجلسة اليوم فقط، وسيتم استقبال المتبرعين غداً أيضاً لتأمين الحاجة من البلازما للجلسات القادمة..

وهنا نذكر أن الناس المتجمعة، لم تقبل بمغادرة المكان إلا حتى تأكدوا من أنهم لن يحتاجوا للمزيد من البلازما اليوم، وحتى تأكدوا أيضاً أن بنك الدم سيستقبلهم غداً للتبرع من أجل الجلسات القادمة..

لطالما قلنا إننا فقدنا الأمل بوجود الخير في هذا الزمن، لكننا في كل موقف إنساني إسعافي نجد كم التعاضد والتجاوب بين السوريين، واليوم نشهد حباً صادقاً وتجاوباً لا مثيل له من أجل باميلا..

في حين لم يتوانَ السالزيان سواء في مدينة حلب أو خارجها وفي كل الشرق الأوسط من تقديم الدعم القريب والبعيد لباميلا، وتشجيعها ودعمها حالهم كحال شبيبة دون بوسكو في المركز من أصدقاء وأخوة وعائلات، الذين وقفوا بجانبها منذ البداية وحتى هذه اللحظة!

#شكراً_باميلا_جمعتينا

سالزيان الشرق الأوسط

فالحُزنُ في هذا المُصاب مُعَمّمُ فكأنّما في كلّ بيتٍ مأتمُ

هكذا نعى الحلبيون السيدة “متيلد سالم” التي استفاقوا على خبر وفاتها صباح 27 شباط / فبراير 1961، بعد أن أمضت في الدنيا سنواتٍ ملأى بالعطاء والإحسان، جعلتها تودّع أحيائها تاركةً خلفها أثراً كبيراً.. وشعراً حزيناً كتبه أشخاصٌ مقرّبون منها.. عاشوا معها وعاصروها..

اليوم 27 شباط / فبراير نحيي ذكرى وفاتها، حيث نسعى في كل سنة كسالزيان الشرق عموماً، وسورية خصوصاً، أن نقدّم لكم شهادات أشخاص مازالوا موجدين بيننا ليتحدثوا عن “متيلد سالم”.

من هي هذه المرأة؟!

ولمَ كل هذه الشعبية التي تتمتع بها حتى بعد مرور أعوام طويلة على وفاتها؟

لمن لا يعرف “متيلد” إليكم هذه السطور..

متيلد سالم:

السيدة السورية متيلد شلحت، زوجة جورج سالم..

نذرت حياتها لأعمال الخير وعون البائسين، إسعاف المحتاجين وإغاثة المنكوبين..

منشؤها.. تعليمها.. زواجها:

ولدت في حلب عام 1904 وترعرعت في جو عائلة مسيحية محافظة.

تلقت التعليم في مدرسة راهبات السيدة العذراء الأرمنية بحلب، وفي عام 1922 عقد قرانها على الشخصية القوية ورجل الأعمال جورج الياس سالم الذي توفي في عام 1944، بعد وفاة زوجها احتفظت بمكتبه تخليداً لذكراه، وأعرضت عن الزواج.

الوصية.. ما قصتها؟

عام 1944 فتحت وصية جورج سالم.. وكان مضمون الوصية (أن الفقيد قد أوصى بثلث ماله 70,000 ليرة) عثمانية ذهباً لإنشاء مؤسسة كبرى قوامها مدرسة شاملة ذات ثلاث فروع (علمية – زراعية – صناعية)

مؤسسة جورج سالم تُبصر النور:

بدعم من مطران الروم الملكيين الكاثوليك في حلب آنذاك سيدنا إسيدورس فتّال، أُسست مؤسسة جورج سالم، حيث جمعت بين السيدة سالم والمطران فتال النظرة المنفتحة على الواقع والمستقبل، والنية لوجود السالزيان في سورية في ذلك الوقت، لإدارة المدرسة الصناعية.

أول سيدة أعمال في سورية!

برزت فيما بعد مواهب متيلد في الإدارة وشؤون المال فكانت أول سيدة أعمال في سورية!

فقدمت لمعاصريها نموذجاً نادراً وصعباً في كيفية استعمال خيرات الأرض، ولما كانت قد ورثت ثروة طائلة، عرفت كيف توظفها في خدمة المجتمع، إذ كانت محسنة كبيرة.

مع الأكثر عوزاً:

توجت عطاءها ببذل الذات ودأبت في التجرد من كل ما تملكه لصالح الطبقة العاملة، أنشأت مع زوجها مؤسسة للتعليم المهني، خدمة للطبقات الأكثر عوزاً، وهدفها من ذلك أن يصبح كل فقير في مدينتها حلب غير محتاج، فماتت في بيت لم تعد تملكه، ما ميز متيلد هو ممارستها لأعمال الخير وعيشها للمحبة مع الجميع بغض النظر عن الدين أو العرق، فكان معيارها الوحيد هو الإنسانية.

متيلد والرهبان السالزيان:

كانت متيلد نشيطة في لجنة السيدات لفرع الهلال الأحمر بحلب، حين فتحت مدرسة جورج سالم (مركز جورج ومتيلد سالم – بإدارة الآباء السالزيان)، أبوابها للشباب عام 1948 لتدريس الصناعات المختلفة، وصل عدد طلاب المدرسة عام 1963 إلى 425 طالباً في المرحلتين الإعدادية والثانوية!

حياة روحية متواضعة:

عاشت متيلد حياة مسيحية عميقة ومتواضعة، فحرصت على أن تحصل على إرشاد روحي دائم، وصلاة دائمة، وعيش الأسرار المقدسة ولا سيما (الإفخارستيا والاعتراف).

شهادة لمن التقى بها يوماً!

يقول الراهب السالسي الأخ جوزيف مشاطي الذي التقى بالسيدة متيلد وتعرّف عليها شخصياً:

“تعرّفت عليها و أنا طالب في مدرسة جورج سالم – قسم الميكانيك عام 1948، كان الوقارُ يبدو عليها، بالإضافة لحدّة النظر والابتسامة الدائمة على محياها”

“أثناء مرضها كانت تحرص على إخفاء ألمها، محتفظة بابتسامتها على وجهها”

إنّ شهادة الأخ جوزيف مشاطي، تُظهر مدى الترابط والعلاقة الوطيدة التي تربط السيدة متيلد بالسالزيان منذ البدايات.

وفاتها:

توفيت “متيلد” صباح يوم الاثنين 27 شباط / فبراير من العام 1961، إثر مرض عضال.. فرحلت لتترك خلفها ذكرى عطرة من أعمال الخير والإيثار والإنجاز في الحياة الروحية والعملية.. بروح ونَفَس قديس الشباب يوحنا بوسكو!

دعوة التطويب:

جديرٌ ذكره.. أنّ دعوة تطويبها مفتوحة ويتابعها المكتب السالزياني الخاص بدعوات التطويب في حاضرة الفاتيكان.

لذلك.. نطلب دائماً من الرب أن يظهر طيف تطويبها ومن ثم قداستها..

صلاة لتطويب خادمة الرب متيلد سالم:

أيها الرب الإله، يا أب الرحمة ومنبع الحنان، يامن وهبنا في شخص ابنته البارة متيلد سالم مثالاً واثقاَ في محبة القريب، وعلى الأخص في محبة الشبيبة والمحتاجين ومحبة الكنيسة، فجعلها تكرس حياتها بالصلاة والسهر والعمل، من أجل وحدة المسيحين، وتقديس الكهنة، وازدهار مؤسسة جورج سالم الخيرية.

نبتهل إليك ان تتوج أَمَتك متيلد بهالة القديسين، فتغدو قدوة للمؤمنين وحافزاً لعمل الخير، وشهادة للمخطط الإلهي في الحب الشامل وخلاص الإنسانية جمعاء.. آمين..

“طُبعت هذه الصلاة بإذن سيادة المتروبوليت ناوفيطس إدلبي”

“بيت الشعر المستخدم في البداية بقلم الأستاذ أنطوان الشعراوي”

سالزيان الشرق الأوسط – اللجنة الإعلامية