أيام قليلة لكنها جوهر السنة السالسية والتي تجمع العائلة السالسية من كل أنحاء العالم!

امتدت أيام الروحانية السالسية 2023 في إيطاليا/ تورينو، على عدة أيام أقيمت خلالها فعاليات بارزة.

كان أهمها تقديم التوجيه الرسولي لهذا العام من الرئيس العام للرهبنة السالسية الأب آنخيل فرنانديز آرتيمه، مع بعض الشروحات عنها.

الطاولة المستديرة، وهي عبارة عن حديث بين 5 أشخاص تمحور حديثهم حول دور العلماني في الرسالة السالسية والكنيسة عامةً، وأهمية الحضور الفعال للعلماني والمكرّس دون أن يتبادلوا الأدوار، أي بشراكة متبادلة بينهم، وبانعكاس واضح لعيش الرسالة على حياة كل من العلماني والمكرس كلٌّ بحسب دعوته.

تقديم وعرض حياة القديس السالزياني الجديد آرتيميد زاتّي كنموذج عن الأخ الراهب السالسي، والذي عاش دعوته كراهب مكرّس بحياة علمانية استطاع خلالها أن يعكس رسالته ويوصلها لمن حوله في حياته اليومية ولا سيما في المشفى التي عمل فيها.

كانت السمة الأساسية لدعوة زاتّي التفاني والتضحية من أجل الآخرين لحد نسيانه لنفسه، كما كان صاحب ابتسامة دائمة وأعطي تسميات كثيرة منها (السامري الصالح – قريب الفقراء).

إسقاطاً على حياتهم استمدت مجموعة من الشباب الذين يعيشون حالياً مرحلة ما قبل الابتداء من حياة آرتيميد مثالاً لعيش دعوتهم واكتشافها أيضاً.

في اليوم الأخير تبادلت المجموعات الكثيرة لأعضاء العائلة السالسية من رهبان وراهبات وسالزيان معاونين ومتطوعين وأخويات وخريجين، خبرات بعضهم وكان أبرز ما أكدوا عليه أهمية الصلاة وانعكاسها على الحياة الشخصية، وأهمية خلق مسارات تكوينية مشتركة، والتعرف على سائر مجموعات العائلة السالسية..

القداس الإلهي ورتب الصلاة (رتبة درب النور)، سهرة سالزيانية وحلقات حوار وغيرها من الصلوات والنشاطات كانت جزءاً يومياً مهماً خلال هذه الأيام!

شكر كبير وخاص للأب السالزياني داني كورية لما بذله من جهود في الترجمة الفورية للغة العربية، وحضوره الفعال، ومتابعته للمستجدات ونقل أجواء اللقاء لمن لم يستطع المشاركة جسدياً!

سالزيان الشرق الأوسط

المندوبون الإقليميون لمنطقة البحر الأبيض المتوسط يتحدثون عن التنشيط الإرسالي

عُقد اجتماع للمندوبين الإقليميين للمُرسلين المنشطين على مستوى منطقة البحر المتوسط في لشبونة – البرتغال.

وذلك في الفترة بين 25 – 28 تشرين الثاني / نوفمبر 2022

تم تقديم العديد من المواضيع، من ضمنها موضوع المُرسلين الشّباب في أوروبا، والتآزر بينَ الكاريزما التنشيطية والبِعثاتِ الإرساليّة التبشيريّة، تأملات في قول كلمة “نعم”، وهي أول خطوة في أي إرسالية.

قامَ المشاركون بدراسة لكلّ الموضوعات من خلال المقاسمة بعد كل اجتماع.

ساعد َ حُضورُ الأبِ “ألفريد مارافيلا” المستشار العام للإرساليّات على مناقشة بعض التحديات المختبرة ضمن البعثات الإرساليّة النّشطة في مختلف القطاعات.

تمَّ التأكيد على أهميّة أخذ الطابع الإرسالي النشط للجَمَاعاتِ السّالسية بعين الاعتبار، والتي قَد تتعرّض للإهمالِ بِسبب التّركيزِ فقط على المبادرات الإرساليّة المتنوعة للشباب.

لحظات صلاة أخوية أعطَت الاجتماعَ الطابع العائلي والإرسالي، الذي يتناسب مع الرّوح السّالسيةِ.

في الختام عاد الجميع إلى منطقته بروحٍ جديدةٍ وبِحماسٍ إنجيليّ تبشيريّ وبرغبة في التَّقدمِ بالتفكير في كيفيةِ تَنفيذِ المتطلّبات المختلفة التي نتجت عن الاجتماع.

نقلاً عن وكالة الأنباء السالزيانية

 

“أسيرُ نحوكَ!” لقاء شبيبة دون بوسكو الكفرون MGS 2022!

نظم مركز دون بوسكو في الكفرون لقاءاً للشبيبة الثانوية والجامعية (100 شاب وشابة) لمدة يومين متواصلين (18 – 19 تشرين الثاني / نوفمبر)

شخصية اللقاء: القديس آرتيميد زاتي

القديس الذي خدم المرضى، وتغير مخطط حياته ودعوته من كاهن لأخ راهب! الفكرة العامة للقاء: تحديد الاتجاه في الحياة، أي ضرورة تكريس حياتنا لله إن كنا رهباناً أو علمانيين، لتصبح أعمالنا مهما تنوعت لمجد الله والخير العام، وأهمية التركيز على الوصول للهدف حتى لو تغيرت الوسيلة.

تضمن اللقاء وقت للمشاركة، تبادل الخبرات حول فكرة اللقاء، ألعاب سالزيانية، سهرة سجود ولقاء شخصي مع يسوع، سهرة أخوية..

أجواء من الانسجام بين الشبيبة والاندماج بكل تفصيل من تفاصيل النشاطات المبرمجة أثناء اللقاء، وعطش روحي واجتماعي أشبعته الشبيبة في هذين اليومين الحافلين.

جهود كبيرة بذلت من العلمانيين المسؤولين عن إدارة مركز دون بوسكو في الكفرون والرهبان السالزيان المرافقين لهم، بهدف إنجاز نشاط تربوي مثمر وهادف لجميع المشاركين

سالزيان الشرق الأوسط – سوريا – الكفرون

معرض لفرص العمل في القاهرة

أقيم منذ بضعة أيام ما يسمى “معرض فرص العمل” (Job fair event) بحضور عدد كبير من الفنيين من جميع الإدارات والشركات الرائدة في الصناعة المصرية.

يهدف هذا المعرض لتوفير فرص عمل للشباب حديثي التخرج وأيضاً للأشخاص ذوي الخبرة.

تم تسجيل ما يقارب 1000 فني في المعرض للتقدم للوظائف المتاحة من قِبَل 21 شركة كانت حاضرة ومشارِكة في المعرض.

تم هذا المعرض بتنظيم من معهد سالزيان دون بوسكو في القاهرة، حيث توجهت إدارة المعهد بالشكر لجميع المشاركين والحاضرين في “معرض الوظائف”، متمنياً للجميع التوفيق.

سالزيان الشرق الأوسط – القاهرة

الشرق الأوسط (MOR) إقليم رسولي بطبيعته

  1. أبونا أليخاندرو، كيف هو واقع السالزيان في إقليم الشرق الأوسط؟

إن إقليمنا يُنفذ رسالته ويقدم شهادته في 5 دول بها أقليَّة مَسيحيَّة. مصر، الأراضي المقدسة، لبنان، وسورية.

إن سالزيان دون بوسكو – SDB هم في غالبيتهم من المُرسلين تحديداً بنسبة (70 ٪)، ولكن أيضاً السالزيان العرب (30 ٪) يمكنهم تنفيذ مَهمتهم في بلدان أخرى من الإقليم غير تلك التي ينتمون إليها بالجنسية وبالثقافة.

  1. كيف يَتم العمل مع المُتطوعين؟

منذ فترة ليست بطويلة كانت هناك حاجة ماسة إلى دعم من الأشخاص العلمانيين الذين يتطوعون في أماكن تواجدنا: التزام الشرق الأوسط، VIS، أساتذة متطوعون في مدارسنا الإيطالية في مِصر، والعديد من الأصدقاء الذين يقدمون خدماتهم.

هذا العام، كان لدينا أكثر من 20 شاباً وشابة من مقاطعات ICC وINE الإيطاليَّة بالإضافة إلى SMX، قد قاموا بخبرة تطوعيَّة قصيرة المَدى في مُختلف البيوت السالسية في الشرق الأوسط.

على الرغم من الحاجة المُلحّة للأفراد لمواصلة الرسالة في إقليمنا، إلا أنه تم إجراء العديد من الخبرات الرسوليَّة لبعض الوقت خلال فصل الصيف في صعيد مِصر، في بغداد، في اسطنبول، وفي إربيل. خلال هذه الخبرات، شارك كل من سالزيان دون بوسكو وبعض من الأشخاص العلمانيين منذ عام 2015، وخلال فصل الصيف، حيث شجَّع التنشيط الرسولي الإقليمي تبادل المُنشطين بين المراكز السالسية لتعزيز الروح الرسوليَّة والشركة بين أماكن تواجدنا في إقليم الشرق الأوسط.

من عام 2015 إلى عام 2021 عاش أكثر من 24 شاباً وشابة هذه الخبرة.

سوريا:

  • حلب: أرسَلَت 4 شباب
  • دمشق: أرسَلَت 5 شباب واستقبلت شابان
  • كفرون: أرسَلَت شابين واستقبلت 4 شباب

مصر:

  • القاهرة – الساحل: أرسَلَت شابين
  • القاهرة – الزيتون: استقبلت شابة

لبنان:

  • الحصون: أرسَل 3 شباب واستقبل 9 شبان
  1. ما هو مِعيار اختيار مكان إرسال المتطوعين إلى الشرق الأوسط؟

إن مِعيارنا بسيط جداً. عندما يتعلق الأمر بمُشاركة الحياة والإيمان، لا توجد جماعات فقيرة لدرجة أنها لا تستطيع أن تتقاسم ثروتها مع غيرها؛ كما أنه توجد جماعات غنية لدرجة أنها لا تحتاج إلى تلقي مِثل هذه الشهادات.

دون أليخاندرو خوسي ليون مِندوزا، السالسي:

ولد في فنزويلا، يَبلغ من العمر 42 عاماً. في السابعة عشرة من عمره قام بمرحلة ما قبل الابتداء.

وخلال فترة الابتداء اكتشف رغبته ودعوته ليكون جزءاً من الإرساليات، وقبل مغادرته فنزويلا تخرج في العلوم التربويَّة.

في الثانية والعشرين من عمره أتم عامه الأول من فترة التدريب العملي في الأراضي الحدودية بين فنزويلا وكولومبيا مع قبيلة “Waiu”. بعد ذلك بعامين وافق الرئيس العام على طلبه وأرسله إلى الشرق الأوسط (MOR). وبعد سيامته ككاهن سالزياني جديد عام 2011 تم إرساله إلى دمشق حيث رأى تطورات الحرب في سوريا.

من عام 2012 حتى هذا العام قام بخدمة المندوب للتنشيط الرسولي (DIAM). كما شغل مَنصب ألوكيل الإقليمي.

في حين يخدم حتى الآن كرئيس إقليمي بحسب مبدأ التوجه لخدمة الشباب الأكثر احتياجاً أو أولئك الذين لا يعرفون المَسيح بعد.

نشرة التنشيط الرسولي السالسيّ، عدد 165، أيلول / سبتمبر 2022 (Cagliero 11) كالييرو 11

ترجمه عن الإيطالية الأب جورج المعلم السالسي

ثقافة السلام لدى دون بوسكو

إذا كنت تعتقد أنك تعرف ما يكفي عن “دون بوسكو”..

إليك هذا الكتاب الجديد الذي يُقدِّمُ لكَ دون بوسكو مِن منظوٍر جديد كلياً!

ثَقافةُ السّلام الخاصّة بدون بوسكو هي بحدّ ذاتها نظرية قائمة على طريقة استجابتهِ للصّراعات (LAS, 2022, pp. 468).

وأنت كشاب.. ما هي أفضل هديّة يمكن ان نُقَدِمُها لهُ في ذكرى ميلاده 207!

يَحظى دون بوسكو بإعجابٍ شعبي ومعروفٌ في جميعِ أنحاءِ العالم كقديس، كاهن، أب، صديق، ومعلم للشباب.

ومع ذلك، لم يُحاول أحد إجراء دراسةٍ جادةٍ لِسمَاتِه في السّلام وثقافتهِ الخاصة بالسلام، التي كان ينشرها بين الآلاف من الناس، الذين قابلوهُ شخصياً، أو مِن خلال رسائلهِ ومنشوراتهِ العديدة.

ولتأكيد فرادةِ هذا الخيار الأصليّ والمُميّز، أخذ الأب السالزياني والمؤلف “بيتر غونسالفيس” نهجًا غيرَ تقليدي مع ثلاثةِ فروعٍ متميزة ومترابطة من البحوث.

في الواقع، يُقدّمُ المحور الأوّل من الكِتاب سلامَ دون بوسكو خلال عدّةِ صراعاتٍ واجهها في حياتهِ، في حين يوسّع المحور الثّاني مدى فَهمِ النّاسِ للسلام لاحتضانِ الفكرة المقبولة علمياً التي اقترحها عالِمُ الاجتماع “يوهان غالتونغ”.

أما المحور الأخير والذي يتضمن أهمَ قِسمٍ في الكتاب، يكشف الجوانِب الشّخصية والاجتماعية والسّياسية والثّقافية المُتسامية لِثقافةِ السّلام في حياةِ دون بوسكو اليوميّة، وتسلّط الضّوءِ على قابليتها للتطبيق الدائم في سياقاتٍ مختلفة.

نقلا عن وكالة الأنباء السالزيانية

المسيح يحيا ويريدك حياً أيها الشاب

“المسيح يحيا ويريدك حياً أيها الشاب” عنوان كونفرونتو شبيبة دون بوسكو المصرية الذي استمر لأربعة أيام واختتم بالرسامة الكهنوتية للأب السالزياني إدوار جبران.

خمس لقاءات تم تناولها خلال هذا الكونفرونتو:

الأول: المسيح يحيا حيث التأمل بحياة يسوع الشاب.

الثاني: مفهوم الدعوة بشكل عام.

الثالث: دعوة القديس يوحنا بوسكو.

الرابع: التمييز (الخطوات العملية لتمييز صوت الرب عن صوت الذات بداخلنا).

الخامس: مقاسمة أخوية مع السالزيان عبارة عن أسئلة وأجوبة عن دعوات السالزيان وخبراتهم الطويلة في الحياة المكرّسة.

بالإضافة للنشاطات الترفيهية والتنشيط السالسي وأوقات للصلاة والتأملات الروحية.

خبرة غنية عاشتها الشبيبة المصرية في هذا الكونفرونتو..

واكتملت الخبرة بفرح رسامة الأب إدوار جبران كاهناً سالسياً

سالزيان الشرق الأوسط – مصر

النشاطات الصيفية 2022

تحت عنوان “الحياة خارج تيك تاك الساعة”

عاش كثير من شبيبتنا وأولادنا لهذا الصيف خبرة نشاطات صيفية فريدة من نوعها!

 

حيث شاركت كل المراكز مع أولادها ومنشطيها وشبيبتها بطريقة مختلفة بقصة فلورا الممتعة التي تتناول مفهوم صراع الخير والشر.

على اختلاف الظروف والأوقات وطبيعة النشاطات بين مراكزنا في الشرق الأوسط، إلا أن عدداً كبيراً من شبيبتنا وأولادنا اختبروا ذات التجربة الممتعة في وقت واحد لهذا الصيف، بروح سالسية واحدة.

شارك في النشاطات الصيفية لهذا العام من مراكزنا، حوالي 3576 طفل / ة وشاب/ ة.

في حين شارك من المنشطين على مستوى الإقليم كله حوالي 583 منشط / ة، بالإضافة للمُرسَلين الذين عاشوا خبرات مختلفة خارج مراكزهم لعيش روح الإرساليات السالسية على مثال “يوحنا كالييرو”.

حضور لافت للعلمانيين في مراكزنا، بعمل ومجهود وتعاون مشترك مع الرهبان السالزيان والمكرّسين المتوزعين في البيوت السالسية وبإرشادهم الأخوي والروحي للأولاد والمنشطين، اختتمت في الأسابيع الماضية النشاطات الصيفية في مراكزنا، لتبدأ النشاطات بمرحلة جديدة من النشاطات كالمخيمات والحفلات المنوعة.

تلعب النشاطات الصيفية دوراً مهماً في حياة الطفل والشاب بإعطائه دفعة تربوية ومغامرة إنسانية أخلاقية توسع مداركه وتحفزه على التفكير بعمق وبحكمة أكثر خلال مروره بتجاربه الحياتية اليومية.

سالزيان الشرق الأوسط

لقاء الشبيبة السالزيانية في لبنان MGS

التقت الشبيبة في لبنان بلقاء سالزياني مميز MGS اليوم في بيت دون بوسكو – الحصون.

ضمن برنامج حافل استمر من الصباح حتى المساء..

بدأ باستقبال، قداس وصلوات، تنشيط ورقصات سالزيانية، موضوع عن “الحلم”، ورشات عمل كل منها يمثل مفتاحاً لتحقيق الحلم، الإصغاء لشهادة حياة، ألعاب تنافسية للمجموعات وأخيراً كانت حركة الختام من تحضير طلاب مدرسة (دون بوسكو تكنيك) الذين قدموا عرض موسيقي لطيف

لطالما تحمل هذه النوعية من اللقاءات روحاً جديدة معها، تلم شمل البعيدين عن حياة المركز، وتنشط الحياة الروحية لكل شخص يشارك فيها، ويخلق جواً لطيف يفتقده الشباب في ظل بيئة العمل والدراسة وضغط الحياة اليومية

سالزيان الشرق الأوسط – لبنان

رسالة الرئيس العام للرهبنة السالزيانية: ” الهبة العظيمة للقديس فرنسيس السالسي”

“لتكن محبة القديس فرنسيس السالسي ووداعته دليليّ في كل شيء”.

هذا هو القرار الذي أخذه دون بوسكو في بداية حياته ككاهنٍ مربٍّ، ومن هذه الإشارة إلى القديس فرانسيس السالسي اتخذ الأسلوب التربوي السالزياني اسمَه.

كتبت واحدة من المعلمات: “أتجول كل يوم بين قاعات الصفوف المدرسية. قبل تفشي فيروس كورونا، عندما كنت أدخل الصف كان الجميع يقفون ويلتفون حولي.. أما الآن فلم يعد هذا هو الحال، طلاب الصف الرابع والخامس الابتدائي يرغبون بالركض نحوي لكنهم يتراجعون، وعلى عكسهم فإن طلاب الصفوف التحضيرية – الأول الابتدائي – يبقون ساكنين وباردين ودون رد فعل، الأمر الذي يدفعني للقلق كثيراً بشأن قدرتهم المستقبلية على التعبير عن عواطفهم.”

وتضيف أخرى: “نحن نواجه زيادة ملحوظة في العدوانية بين طلاب المدارس”، إذ يمتثل الأولاد لتوصيات أهاليهم “ابقَ بعيداً عن الآخرين!”.

هل سيحمل أطفال اليوم عبء الوحدة والكآبة وانعدام الأمن معهم لفترة طويلة؟ ما هو أفضل أسلوب تربوي للتصرّف؟ قال دون بوسكو: “من يشعر بأنّه محبوب سيُحبّ” لكن اللطف والطيبة لم تكن يوماً فضائل عفوية.

حتى بالنسبة لدون بوسكو، لم تكن الوداعة هبة طبيعية، إذ أكد أنه استيقظ من “حلم التسع سنوات” بقبضتين متألمتين من اللطمات التي وجهها للشبان المشاغبين، عندما كان مراهقاً، دافع بقوة عن صديقه لويس كومولّو، إذ قال: “احترسوا! من تلفظ بعد الآن بأقوالٍ بذيئة عليه أن يتعامل معي. فوقف الأطول والأكثر وقاحة من بينهم وشكلوا جداراً حاجزاً أمامي، بينما نزلت صفعتان مدويتان على وجه لويس، لذلك لم أعد أتحكم بنفسي، وبداخلي لم يعد هناك أي منطق، ولم يبقَ سوى قوة العنف، ولأنه لم يكن في متناول يدي عصا أو كرسي، أمسكت أحد الشبان من كتفيه، واستخدمته كهراوة لضرب خصومي. فسقط أربعةٌ منهم أرضاً، وهرب الآخرون وهم يصرخون ويستجدون الرحمة”.

لاحقاً، عاتبه لويس الشجاع على استعراض القوة العنيفة هذا:
“اسمعني.. قوتك تخيفني.. إن الله لم يمنحك إياها لتقتل أترابك؛ بل يريد منا أن نغفر ونفعل الخير لمن يسيء لنا…” يكاد كلامه يكون صدىً لقول الرجل الذي رآه في الحلم: “ليس بالضربات تتخذ لك أصدقاء إنما بالوداعة والمحبة.”.

وهكذا لم يتعلم يوحنا فقط كيف يغفر، لكنه تعلم أيضاً مدى أهمية ضبط النفس. ولن ينسى ذلك أبداً. وسيحمل معه دائماً وفي كل مكان نسمة الوداعة ولن يعرف أحد كم ستكلّفه؛ لذلك، وكما يقول يسوع، “سيرث الأرض”

المدائح التي قدمها القديس فرنسيس السالسي، والتي كانت تُعقد عادةً في المدرسة اللاهوتية، دفعت دون بوسكو للتفكير والتأمل وفقاً لوصيته الروحية، كان النذر الرابع لرسامته الكهنوتية هو: “لتكن محبة القديس فرنسيس السالسي ووداعته دليليّ في كل شيء”.

وعندما حان له الوقت لاختيار اسم “الأوراتوريو الوليد”، لم يتردد دون بوسكو: “سنسميه أوراتوريو القديس فرنسيس السالسي”، وقال للشبان الأوائل الذين سيشاركونه حياته: “سوف نطلق على أنفسنا اسم سالزيان”.

لماذا؟ “لأن خدمتنا تتطلب الكثير من الهدوء والوداعة، فإننا نضع أنفسنا تحت حماية هذا القديس، حتى ينال لنا نعمة الله فنتمكن من الاقتداء به في وداعته غير العادية وفي كسب النفوس”.

الوداعة، هذه الفضيلة – “الأندر من العفة الكاملة” – هي “زهرة المحبة”، إنها عمل الخير عندما يُطبّق. هكذا علمنا القديس فرنسيس السالسي، الذي كتب إلى رئيسة دير “السيدة الشابة”: “أوصي قبل كل شيء بروح الوداعة، فهي التي تدفئ القلب وتكسب النفوس”.

في نهاية حرب امتدت لأربع سنوات طويلة، وعلى أقل تقدير تجاهلت واحتقرت فضيلة الوداعة في العلاقات بين الشعوب، قام الرئيس العام دون “باولو ألبيرا” بتكريس رسالة دورية كاملة يدور فحواها حول الوداعة.

“إن فضيلة الوداعة تتطلب منا التحكم في حيوية شخصيتنا، وقمع أي فعل يبدر عن نفاذ الصبر، ومنع لساننا من النطق حتى بكلمة واحدة تسيء إلى الشخص الذي نتعامل معه، وتفرض علينا نبذ كل شكل من أشكال العنف في التصرفات والطروحات والأفعال” في إطار الوداعة التي مُنحت لنا، يبدو بالنسبة للأب ألبيرا مستحيلاً نسيان “لمحة عين ذات نظرة هادئة مليئة بالطيبة، فهي المرآة الحقيقية والصافية للروح الوديعة بصدق والتي لا ترغب سوى بإسعاد كل شخص يقترب منها.”

الوداعة ليست مرادفاً لكلمات “معسول” و”حلو” والتي هي صفات مضللة. الوداعة ليست ضعفاً على الإطلاق، فالعنف غير المنضبط هو الضعف، اللطف هو قوة هادئة وصبورة ومتواضعة، جمع دون بوسكو في طريقة تعامله وإدارته بين الوداعة والحزم.

هذه الروح من الطيبة والوداعة والتسامح كانت متجذرة بعمق لدى السالزيان الأوائل وتعود إلى أقدم تقاليدنا. كل هذا يدل على عدم قدرتنا على إهمالها أو خسارتها دون المخاطرة بإلحاق ضرر ملموس بهويتنا المتميزة.

إن أكثر الخبرات التي غالباً ما تترك أثراً في ذاكرة العديد من شبابنا بعد لقائهم العائلة السالزيانية هي الألفة والترحيب والمودة التي كانوا يشعرون بها، إنها باختصار روح العائلة. في العهود الأولى حُكي عن (النذر السالزياني الرابع) والذي كان يتضمن الطيبة (أولاً وقبل كل شيء)، والعمل، والأسلوب الوقائي.

لا يمكننا تخيل وجود للسالزيان في العالم، أو وجود لراهبات بنات مريم أم المعونة، أو سالزيان دون بوسكو أو المجموعات الاثنين والثلاثين الحالية والتي تكوّن عائلة دون بوسكو السالزيانية، دون امتلاك سمة الطيبة كعلامة فارقة تميزها أو على الأقل تسعى للتمتع بها، مثلما أراد البابا فرنسيس أن يذكرنا بعبارته المنيرة: “خيار فالدوكو”.

هذا هو خيارنا للأسلوب السالزياني المكون من اللطف والمودة والألفة والحضور، إننا نملك كنزاً، وهديةً تلقيناها من دون بوسكو، وعلينا اليوم أن نعيد إحياءه.

نقلاً عن وكالة الأنباء السالزيانية _ Ans 

ترجمته عن اللغة الفرنسية : سوزان لاذقاني