قدّيس جديد في عائلتنا السّالسيّة

وُلدت الأخت ماريا ترونكاتي في كورتينو غولجي (بريشيا) في 16شباط / فبراير 1883.

كانت مهتمّة جداً بالتّعليم المسيحي والأسرار المقدسة، حيث انتظرت حتى أصبحت بالغة قبل أن تنضم إلى معهد بنات مريم معونة المسيحيين.

خلال الحرب العالمية الأولى (1915-1918) ، درست الأخت ماريا الرعاية الصحّية في فاراتسي، وعملت كممرضة للصليب الأحمر في المستشفى العسكري.

كلّفتها الأم العامة، كاترينا داغيرو(Caterina Daghero)، بمهام الإكوادور في عام 1922.

برفقة الأسقف التبشيري مونس كومين وبعثة صغيرة، دخلت الأخت ماريا وأخريات إلى غابة الأمازون حيث العمل التبشيري الصّعب، من حيوانات الغابة ودواّمات الأنهار.

من الصّفات المميّزة للأخت ماريا ترونكاتي أنّها كانت ممرضة، وجرّاحة وطبيبة عظام، وطبيبة أسنان وطبيبة تخدير، ولكن قبل كلّ شيء معلّمة التّعليم المسيحي والمبشّرة، الغنية بموارد الإيمان الرائعة، الصبر والمحبة الأخوية.

لقبت بـ “طبيبة السيلفا”، حيث كانت تناضل من أجل التقدّم البشري، وخاصة بالنسبة للنساء.

ومن العيادة البسيطة والفقيرة، انتقلت إلى تأسيس مستشفى حقيقي، ودرّبت الممرضات بنفسها. حيث كانت دائماً تعمل على تعزيز الشراكة بين السكّان الأصليين والمستوطنين.

في كل نشاط، أو تضحية، أو خطر، كانت تشعر بأنها مدعومة بحضور أمّهاتها بنات مريم أم المعونة، حيث كانت تقول دائما “إن النظرة إلى الصليب تمنحني الحياة والشّجاعة للعمل”.

وفي 25آب/ أغسطس 1969، في سوكوا (الإكوادور)، تحطّمت الطائرة الصغيرة التي كانت تقل الأخت ماريا ترونكاتي، عن عمر 86 عاماً.

طوّبها قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر في 24تشرين الثاني/ نوفمبر 2012.

وفي 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، استقبل قداسة البابا فرنسيس صاحب السيادة الكاردينال مارسيلو سيميرارو، عميد دائرة قضايا القديسين، حيث طلب بإصدار مرسوم متعلّق بالمعجزة المنسوبة للطوباوية ماريا ترونكاتي.

بهذا الفعل الذي قام به الأب الأقدس، فتح الطريق لإعلان قداسة الطوباوية ماريا ترونكاتي.

وهذا الخبر هو سبب شكر لله وفرح كبير لجميع أفراد عائلة السالزيان، ولا سيّما معهد بنات مريم أم المعونة، وأبرشية بريشيا، التي أنجبت تلك القدّيسة.

 

نقلاً عن وكالة الأنباء السالزيانية

 

سينودس الشبيبة السالزيانيّة في تلّ دون بوسكو – تورينو

بمناسبة الاحتفال بذكرى مرور 200 عام على حلم دون بوسكو المعروف ب” حلم التسع سنوات”، يعيش نحو ١٠٠ شاب وفتاة خبرة سالزيانية وكنسية كبيرة عبر السينودس الخاص بالشباب من ٩ – ١٦ آب/أغسطس ٢٠٢٤.

السينودس هو خبرة صلاة ومقاسمة مشتركة وتأمل، مستلهمة من حلم دون بوسكو، ويهدف إلى الإسهام في السير الجماعي للكنيسة.

تشدد هذه الخبرة على أهمية عيش الحلم، وخاصة أحلام الشباب، ودورها في توسيع آفاق البشرية وتغذية الرجاء في الحياة اليومية.

السينودس يمثل مسيرة مشتركة مع الشباب، تهدف إلى إحياء حلم دون بوسكو والتعمق في معانيه بالنسبة للروحانية وتوجيه الشباب نحو اكتشاف وتحقيق دعوتهم. كما يسعى إلى تعزيز دور الشباب في العمليات التربوية الرعوية، وإشراكهم بشكل فعال ومسؤول. وهذا يتمّ من خلال الإصغاء لروح القدس وتحقيق الأمل في تغيير العالم.

سالزيان الشرق الأوسط

شكراً من القلب أبونا أنخل فرناندز أرتيمه

الأب الحبيب، أبونا أنخل، خليفة دون بوسكو العاشر…

اليوم 16 آب 2024 في عيد ميلاد دون بوسكو، تُنهي خدمتك في الرهبنة السالسية بعدما خدمته لمدة 10 أعوام كرئيس عام لتنطلق في خدمة الكنيسة الجامعة ك كاردينال!

نودّ أن نعبّر لك عن خالص شكرنا وامتنانا على كل ما قدّمته للرهبنة وللشبيبة بشكل عام، وعلى كل الحبّ والاهتمام لاقليمنا، اقليم الشرق الاوسط بشكل خاص.

فقد كنت الأب الحقيقي الذي يهتمّ بأدق التفاصيل ويتابع كل الامور بعاطفة الأب الحنون الذي يهتم باخوته الرهبان والشبيبة والعلمانيين في اقليمنا الذي يعاني من ظروف صعبة نتيجة الصراعات والحروب التي تجتاح المنطقة!

فباسم كل الرهبان السالزيان وكل العلمانيين وكل العائلة السالسية في الشرق الاوسط، نقول لك:

شكراً …

شكراً على الشغف والحبّ الكبير في خدمة الرهبنة …

شكراً على روح المغامرة والمبادرات في سبيل إنعاش الروحانية في كل اصقاع الارض…

شكراً على الاهتمام بكل واحد منّا بعاطفة الأب الحنون …

شكراً على زيارتك لبيوت وبلدان اقليمنا وتشجيعك لكل الرهبان والعائلة السالسية والشبيبة…

شكراً على تجسيدك حياة وفكر وروحانية دون بوسكو في عصرنا اليوم بشفافية وبساطة …

شكراً لأنك شاركتنا آلامنا وأوجاعنا في هذا الشرق المعذّب …

شكراً لأنك كنت سبب في تقوية الايمان والتقرّب من يسوع للكثير الكثير من الرهبان والشبيبة والعلمانيية …

شكراً أبونا أنخل.. لأنك كنت دون بوسكو اليوم بيننا …

نطلب لك من الله بشفاعة مريم ام المعونة ودون بوسكو أن تكون خدمتك مثمرة في الكنيسة ك كاردينال حيث تعمل من أجل شعب الله في العالم كله باسم الكنيسة وفي قلب الكنيسة.

بكل محبة وعرفان بالجميل:

أبونا سيمون زكريان،

الرئيس الاقليمي 16 آب 2024

أسقف سالسي جديد في ليبيا!

عيّن البابا فرنسيس يوم أمس، الأسقف السالسي (سافيو هون تاي فاي) سفيراً رسولياً لليبيا!

وكان تم تعيينه كسفير في مالطا في 24 تشرين الأول / أكتوبر 2022.

سيتولى الأسقف السالسي (سافيو) – البالغ من العمر 73 عاماً – مهمة تمثيل صوت الحبر الأعظم في ليبيا أيضاً بعد أن كان المنصب شاعراً منذ عام تقريباً.

يعتبر الأسقف (سافيو هون تاي فاي) سفيراً غير نمطي، بل يتمتع بالأسلوب السالسي الخارج عن الصندوق.

ولد عام 1950 في “هونغ كونغ” في الصين.

رُسم كاهناً عام 1982، وحصل على درجة البكالوريوس في الفلسفة من جامعة لندن، كما حصل على الدكتوراه في اللاهوت من جامعة السالسية الحبرية في روما.

أبرز ما قدمه الأسقف السالسي سافيو، هو إشرافه على ترجمة كتاب “التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية” إلى اللغة الصينية

نقلاً عن وكالة الأنباء السالزيانية

ثَلاثةُ أفلامٍ سينمائيةٍ جَعلتِ من كاريزما دون بوسكو عالميّةً مِن خلالِ الفنِ السينمائيِّ

جَاذبية وكاريزما دون بوسكو الرَّائعة جَذَبَت ملايينَ الناسِ حولَ العالمِ.

شخصيتهُ تغلغلت ولازالت تتغلغل في أعمال العديدِ من الفنانين العظماء الذين تتبعوا ملفه الشَخصيِّ قاموا برسم صورته وحتى جعلوها عالمية أكثر مِن خلالِ أساليب مختلفة للرسم، ولعب التَّصويرُ السّينمائيِّ دوراً مهماً بِجعلِ قدّيس الشّبابِ أقرب لعامّةِ النَّاسِ.

دون بوسكو بالتأكيدِ هو قديسٌ عالميٌ، وهو معروفٌ حولَ العالمِ وبشكل خاص في 133 دولة، فالسالزيان منتشرون، وبالتالي ليس من الصَّعب مشاهدة أفلامٍ عديدةٍ بأنواعٍ مختلفةٍ مُخصَّصةٍ لهُ على الإنترنت.

ولكن من بينِ الأعمال العديدةِ التي تمَّ إنتاجها، لا يُمكن إنكار أن موطنه – إيطاليا – قد قدَّمَ لهُ أكثر الجوائز السِينمائيةِ شُهرةً.

لهذا السَّببِ، عندمَا تمَّ العملُ على الاختيارِ بينَ الأعمال الفنيّةِ السَّبعةِ المُخصَّصة لدون بوسكو تمَّ تقليص عدد الأفلام لثلاثة، والتي مازالت مَحطَّ اهتمام أي شخص يريد ان يُجرِّب حَظَّهُ في نفسِ الساحةِ الفنيّةِ التي مَيّزت تِلك الفترةِ، والتي تمّت ترجمتها او دبلجتها لعدّة لُغاتٍ مختلفة، لتكونَ مُنتشِرَةً في جميع أنحاء العالم.

هناك ثلاثةُ أعمال منتجة عناوينُها “دون بوسكو” وهذا دليل على أنَّ اسم دون بوسكو لا يحتاجُ إلى مزيدِ من التعريف.

تمَّ إنتاج أوَّل فيلم من إخراج “جوفريدو أليساندريني” عام 1935، أي بعد عام من إعلان التَّقديس، بطولة “جان باولو روزمينو”، يُصوِّرُ الفيلم حياة دون بوسكو من مَولِدِه حتَّى إعلان قداستهِ عام 1934.

عوضاً عن ذلك، في الذِّكرى المئوية لوفاةِ القدّيس في عام 1988، تم إطلاق فيلم “دون بوسكو” للمخرج “ليوناردو كاستيلاني” وبرز النجم الإيطاليِّ الأمريكيِّ “بين غازارا” الّذي قامَ بلعبِ دورِ دون بوسكو المُسِنِّ.

وخصص هذا الفيلم لرصد كلّ الخطوات التي اتّبعها لتَحقيق حُلمِهِ الأعظَم وهو أن يُكَرِّس نَفسَهُ بِشكلٍ كاملٍ للشبابِ.

أيضاً كانَ التلفزيون الإيطاليِّ مأسوراً بكاريزما دون بوسكو لدرجةٍ أنهم صنعوا عام 2004 مسلسلاً قصيراً وكانَ عن قصَّة الدعوةِ التي تم عيشُها في فرح وإيجابيةٍ بالرغم من الصُّعوباتِ التي اعترضَت طريقَ دون بوسكو.

اليوم نعرض فقط هذه التحف الفنّية الثلاثة لنقدمها لقرّائنا في يومِ عيدِ القدّيس دون بوسكو ولتَعزيزِ مُشاهَدتِها لِنشرِ شخصيّةِ دون بوسكو أكثر

نقلا عن وكالة الأنباء السالزيانية

أيام قليلة لكنها جوهر السنة السالسية والتي تجمع العائلة السالسية من كل أنحاء العالم!

امتدت أيام الروحانية السالسية 2023 في إيطاليا/ تورينو، على عدة أيام أقيمت خلالها فعاليات بارزة.

كان أهمها تقديم التوجيه الرسولي لهذا العام من الرئيس العام للرهبنة السالسية الأب آنخيل فرنانديز آرتيمه، مع بعض الشروحات عنها.

الطاولة المستديرة، وهي عبارة عن حديث بين 5 أشخاص تمحور حديثهم حول دور العلماني في الرسالة السالسية والكنيسة عامةً، وأهمية الحضور الفعال للعلماني والمكرّس دون أن يتبادلوا الأدوار، أي بشراكة متبادلة بينهم، وبانعكاس واضح لعيش الرسالة على حياة كل من العلماني والمكرس كلٌّ بحسب دعوته.

تقديم وعرض حياة القديس السالزياني الجديد آرتيميد زاتّي كنموذج عن الأخ الراهب السالسي، والذي عاش دعوته كراهب مكرّس بحياة علمانية استطاع خلالها أن يعكس رسالته ويوصلها لمن حوله في حياته اليومية ولا سيما في المشفى التي عمل فيها.

كانت السمة الأساسية لدعوة زاتّي التفاني والتضحية من أجل الآخرين لحد نسيانه لنفسه، كما كان صاحب ابتسامة دائمة وأعطي تسميات كثيرة منها (السامري الصالح – قريب الفقراء).

إسقاطاً على حياتهم استمدت مجموعة من الشباب الذين يعيشون حالياً مرحلة ما قبل الابتداء من حياة آرتيميد مثالاً لعيش دعوتهم واكتشافها أيضاً.

في اليوم الأخير تبادلت المجموعات الكثيرة لأعضاء العائلة السالسية من رهبان وراهبات وسالزيان معاونين ومتطوعين وأخويات وخريجين، خبرات بعضهم وكان أبرز ما أكدوا عليه أهمية الصلاة وانعكاسها على الحياة الشخصية، وأهمية خلق مسارات تكوينية مشتركة، والتعرف على سائر مجموعات العائلة السالسية..

القداس الإلهي ورتب الصلاة (رتبة درب النور)، سهرة سالزيانية وحلقات حوار وغيرها من الصلوات والنشاطات كانت جزءاً يومياً مهماً خلال هذه الأيام!

شكر كبير وخاص للأب السالزياني داني كورية لما بذله من جهود في الترجمة الفورية للغة العربية، وحضوره الفعال، ومتابعته للمستجدات ونقل أجواء اللقاء لمن لم يستطع المشاركة جسدياً!

سالزيان الشرق الأوسط

في رهبنتنا قديسٌ جديد!

القديس آرتيميد زاتّي الراهب السالسي!

في هذا العام المكرس للقديس فرنسيس السالسي، الذي أيّد فكرة أن الدعوة للقداسة هي للجميع، تذكّرنا شهادة آرتيميد زاتّي بما قاله المجمع الفاتيكاني الثاني:”أن جميع المؤمنين، مهما كانت حالتهم هم مدعوون من قِبل الرب، كلٌّ بطريقته الخاصة، إلى تلك القداسة الكاملة مثل الآب القدوس”.

فرنسيس السالسي، دون بوسكو وآرتيميد جعلوا الحياة اليومية تعبيراً عن محبة الله، التي تؤخذ وتمنح.

أراد قديسونا تقريب العلاقة مع الله من الحياة اليومية وجعل الحياة أقرب إلى العلاقة مع الله.

إنه اقتراح “قداسة الباب المجاور” الذي يتحدث عنه البابا فرنسيس بمثل هذا التأثر.

لنكن مستعدين لاستقبال النعمة والرسالة التي تنقلها الكنيسة إلينا من خلال شهادة القداسة السالزيانية لهذا الأخ.

شخصية آرتيميد زاتي هي حافز وإلهام لجعل أنفسنا علامات وحاملي محبة الله للشباب والفقراء.

يا قديس آرتيميد زاتّي تشفّع لنا…!

من كلمة الرئيس العام للرهبنة السالسية الأب آنخيل فرنانديز آرتيمه

ثقافة السلام لدى دون بوسكو

إذا كنت تعتقد أنك تعرف ما يكفي عن “دون بوسكو”..

إليك هذا الكتاب الجديد الذي يُقدِّمُ لكَ دون بوسكو مِن منظوٍر جديد كلياً!

ثَقافةُ السّلام الخاصّة بدون بوسكو هي بحدّ ذاتها نظرية قائمة على طريقة استجابتهِ للصّراعات (LAS, 2022, pp. 468).

وأنت كشاب.. ما هي أفضل هديّة يمكن ان نُقَدِمُها لهُ في ذكرى ميلاده 207!

يَحظى دون بوسكو بإعجابٍ شعبي ومعروفٌ في جميعِ أنحاءِ العالم كقديس، كاهن، أب، صديق، ومعلم للشباب.

ومع ذلك، لم يُحاول أحد إجراء دراسةٍ جادةٍ لِسمَاتِه في السّلام وثقافتهِ الخاصة بالسلام، التي كان ينشرها بين الآلاف من الناس، الذين قابلوهُ شخصياً، أو مِن خلال رسائلهِ ومنشوراتهِ العديدة.

ولتأكيد فرادةِ هذا الخيار الأصليّ والمُميّز، أخذ الأب السالزياني والمؤلف “بيتر غونسالفيس” نهجًا غيرَ تقليدي مع ثلاثةِ فروعٍ متميزة ومترابطة من البحوث.

في الواقع، يُقدّمُ المحور الأوّل من الكِتاب سلامَ دون بوسكو خلال عدّةِ صراعاتٍ واجهها في حياتهِ، في حين يوسّع المحور الثّاني مدى فَهمِ النّاسِ للسلام لاحتضانِ الفكرة المقبولة علمياً التي اقترحها عالِمُ الاجتماع “يوهان غالتونغ”.

أما المحور الأخير والذي يتضمن أهمَ قِسمٍ في الكتاب، يكشف الجوانِب الشّخصية والاجتماعية والسّياسية والثّقافية المُتسامية لِثقافةِ السّلام في حياةِ دون بوسكو اليوميّة، وتسلّط الضّوءِ على قابليتها للتطبيق الدائم في سياقاتٍ مختلفة.

نقلا عن وكالة الأنباء السالزيانية

رسالة الرئيس العام للرهبنة السالزيانية: ” الهبة العظيمة للقديس فرنسيس السالسي”

“لتكن محبة القديس فرنسيس السالسي ووداعته دليليّ في كل شيء”.

هذا هو القرار الذي أخذه دون بوسكو في بداية حياته ككاهنٍ مربٍّ، ومن هذه الإشارة إلى القديس فرانسيس السالسي اتخذ الأسلوب التربوي السالزياني اسمَه.

كتبت واحدة من المعلمات: “أتجول كل يوم بين قاعات الصفوف المدرسية. قبل تفشي فيروس كورونا، عندما كنت أدخل الصف كان الجميع يقفون ويلتفون حولي.. أما الآن فلم يعد هذا هو الحال، طلاب الصف الرابع والخامس الابتدائي يرغبون بالركض نحوي لكنهم يتراجعون، وعلى عكسهم فإن طلاب الصفوف التحضيرية – الأول الابتدائي – يبقون ساكنين وباردين ودون رد فعل، الأمر الذي يدفعني للقلق كثيراً بشأن قدرتهم المستقبلية على التعبير عن عواطفهم.”

وتضيف أخرى: “نحن نواجه زيادة ملحوظة في العدوانية بين طلاب المدارس”، إذ يمتثل الأولاد لتوصيات أهاليهم “ابقَ بعيداً عن الآخرين!”.

هل سيحمل أطفال اليوم عبء الوحدة والكآبة وانعدام الأمن معهم لفترة طويلة؟ ما هو أفضل أسلوب تربوي للتصرّف؟ قال دون بوسكو: “من يشعر بأنّه محبوب سيُحبّ” لكن اللطف والطيبة لم تكن يوماً فضائل عفوية.

حتى بالنسبة لدون بوسكو، لم تكن الوداعة هبة طبيعية، إذ أكد أنه استيقظ من “حلم التسع سنوات” بقبضتين متألمتين من اللطمات التي وجهها للشبان المشاغبين، عندما كان مراهقاً، دافع بقوة عن صديقه لويس كومولّو، إذ قال: “احترسوا! من تلفظ بعد الآن بأقوالٍ بذيئة عليه أن يتعامل معي. فوقف الأطول والأكثر وقاحة من بينهم وشكلوا جداراً حاجزاً أمامي، بينما نزلت صفعتان مدويتان على وجه لويس، لذلك لم أعد أتحكم بنفسي، وبداخلي لم يعد هناك أي منطق، ولم يبقَ سوى قوة العنف، ولأنه لم يكن في متناول يدي عصا أو كرسي، أمسكت أحد الشبان من كتفيه، واستخدمته كهراوة لضرب خصومي. فسقط أربعةٌ منهم أرضاً، وهرب الآخرون وهم يصرخون ويستجدون الرحمة”.

لاحقاً، عاتبه لويس الشجاع على استعراض القوة العنيفة هذا:
“اسمعني.. قوتك تخيفني.. إن الله لم يمنحك إياها لتقتل أترابك؛ بل يريد منا أن نغفر ونفعل الخير لمن يسيء لنا…” يكاد كلامه يكون صدىً لقول الرجل الذي رآه في الحلم: “ليس بالضربات تتخذ لك أصدقاء إنما بالوداعة والمحبة.”.

وهكذا لم يتعلم يوحنا فقط كيف يغفر، لكنه تعلم أيضاً مدى أهمية ضبط النفس. ولن ينسى ذلك أبداً. وسيحمل معه دائماً وفي كل مكان نسمة الوداعة ولن يعرف أحد كم ستكلّفه؛ لذلك، وكما يقول يسوع، “سيرث الأرض”

المدائح التي قدمها القديس فرنسيس السالسي، والتي كانت تُعقد عادةً في المدرسة اللاهوتية، دفعت دون بوسكو للتفكير والتأمل وفقاً لوصيته الروحية، كان النذر الرابع لرسامته الكهنوتية هو: “لتكن محبة القديس فرنسيس السالسي ووداعته دليليّ في كل شيء”.

وعندما حان له الوقت لاختيار اسم “الأوراتوريو الوليد”، لم يتردد دون بوسكو: “سنسميه أوراتوريو القديس فرنسيس السالسي”، وقال للشبان الأوائل الذين سيشاركونه حياته: “سوف نطلق على أنفسنا اسم سالزيان”.

لماذا؟ “لأن خدمتنا تتطلب الكثير من الهدوء والوداعة، فإننا نضع أنفسنا تحت حماية هذا القديس، حتى ينال لنا نعمة الله فنتمكن من الاقتداء به في وداعته غير العادية وفي كسب النفوس”.

الوداعة، هذه الفضيلة – “الأندر من العفة الكاملة” – هي “زهرة المحبة”، إنها عمل الخير عندما يُطبّق. هكذا علمنا القديس فرنسيس السالسي، الذي كتب إلى رئيسة دير “السيدة الشابة”: “أوصي قبل كل شيء بروح الوداعة، فهي التي تدفئ القلب وتكسب النفوس”.

في نهاية حرب امتدت لأربع سنوات طويلة، وعلى أقل تقدير تجاهلت واحتقرت فضيلة الوداعة في العلاقات بين الشعوب، قام الرئيس العام دون “باولو ألبيرا” بتكريس رسالة دورية كاملة يدور فحواها حول الوداعة.

“إن فضيلة الوداعة تتطلب منا التحكم في حيوية شخصيتنا، وقمع أي فعل يبدر عن نفاذ الصبر، ومنع لساننا من النطق حتى بكلمة واحدة تسيء إلى الشخص الذي نتعامل معه، وتفرض علينا نبذ كل شكل من أشكال العنف في التصرفات والطروحات والأفعال” في إطار الوداعة التي مُنحت لنا، يبدو بالنسبة للأب ألبيرا مستحيلاً نسيان “لمحة عين ذات نظرة هادئة مليئة بالطيبة، فهي المرآة الحقيقية والصافية للروح الوديعة بصدق والتي لا ترغب سوى بإسعاد كل شخص يقترب منها.”

الوداعة ليست مرادفاً لكلمات “معسول” و”حلو” والتي هي صفات مضللة. الوداعة ليست ضعفاً على الإطلاق، فالعنف غير المنضبط هو الضعف، اللطف هو قوة هادئة وصبورة ومتواضعة، جمع دون بوسكو في طريقة تعامله وإدارته بين الوداعة والحزم.

هذه الروح من الطيبة والوداعة والتسامح كانت متجذرة بعمق لدى السالزيان الأوائل وتعود إلى أقدم تقاليدنا. كل هذا يدل على عدم قدرتنا على إهمالها أو خسارتها دون المخاطرة بإلحاق ضرر ملموس بهويتنا المتميزة.

إن أكثر الخبرات التي غالباً ما تترك أثراً في ذاكرة العديد من شبابنا بعد لقائهم العائلة السالزيانية هي الألفة والترحيب والمودة التي كانوا يشعرون بها، إنها باختصار روح العائلة. في العهود الأولى حُكي عن (النذر السالزياني الرابع) والذي كان يتضمن الطيبة (أولاً وقبل كل شيء)، والعمل، والأسلوب الوقائي.

لا يمكننا تخيل وجود للسالزيان في العالم، أو وجود لراهبات بنات مريم أم المعونة، أو سالزيان دون بوسكو أو المجموعات الاثنين والثلاثين الحالية والتي تكوّن عائلة دون بوسكو السالزيانية، دون امتلاك سمة الطيبة كعلامة فارقة تميزها أو على الأقل تسعى للتمتع بها، مثلما أراد البابا فرنسيس أن يذكرنا بعبارته المنيرة: “خيار فالدوكو”.

هذا هو خيارنا للأسلوب السالزياني المكون من اللطف والمودة والألفة والحضور، إننا نملك كنزاً، وهديةً تلقيناها من دون بوسكو، وعلينا اليوم أن نعيد إحياءه.

نقلاً عن وكالة الأنباء السالزيانية _ Ans 

ترجمته عن اللغة الفرنسية : سوزان لاذقاني

لقاء روحي يجمع المجالس الإقليمية مع الرئيس العام للرهبنة في تورينو_ فالدوكّو

شارك الرهبان السالزيان أعضاء المجلس الإقليمي للشرق الأوسط:

(الأب اليخاندرو ليون الرئيس الاقليمي، الأب بيترو بيانكي الوكيل الإقليمي، الأب سيمون زكريان مندوب الرعوية الشبابية في الإقليم)

في اللقاء الذي أحياه الرئيس العام للرهبنة الأب آنخل آرتيمه في تورينو – فالدوكّو والذي التقى خلاله بكل المجالس الإقليمية في حوض المتوسط (إيطاليا، إسبانيا، البرتغال، الشرق الأوسط).

كان اللقاء عبارة عن رياضية روحية عرض خلاله الرئيس العام واقع الرهبنة والرهبان والرسالة السالسية في العالم أجمع.

وبلغ عدد المشاركين 78 راهباً سالسياً.

تمحورت اللقاءات حول:

“أي نوع من السالزيان نحن بحاجة من أجل شباب اليوم؟”

هو نفس موضوع المجمع العام ال 28 الذي عُقِدَ في شباط – فبراير / آذار – مارس العام الماضي 2020 في فالدوكّو – تورينو.

شارك في اللقاء كل الرؤساء الإقليميين مع مجالسهم وأيضاً شارك الأب خوان كارلوس مستشار الرئيس العام لمنطقتنا.

استمر اللقاء لمدة 6 أيام واختتم يوم أمس.

نصلي من أجل أن يبارك الرسالة السالسية في العالم وخاصة في بلداننا، وأن يكون حضور السالزيان حضور محبة حقيقية لكل الشبيبة في كل ظرف ومكان.

سالزيان الشرق الأوسط