الدليل الجديد للتعليم المسيحي خطوة على طريق مواكبة العالم الرقمي!

يعد المجمع الفاتيكاني الثاني الذي عقد في ستينات القرن الماضي، نقطة تحول مفصلية في تاريخ الكنيسة والتعليم المسيحي، وها هي الآن خطوة جديدة على طريق استمرارية ديناميكية مطورة للتعليم المسيحي، لمواكبة ومواجهة تحديات الثقافة الرقمية، وهي الدليل الجديد للتعليم المسيحي، حيث تكمن أهميته في تسليط الضوء على واقع أن التعليم المسيحي لا يعطى من أجل منح الأسرار وإنما لكي يدخل الشخص في حياة الجماعة المسيحية، ويقدّم اليوم أيضًا شهادة صادقة.
وبالتالي فما يميّز هذا الدليل الجديد هو العمل القوي الذي يربط التعليم المسيحي بالبشارة، ويحوّل إعلان المسيح الأول إلى نقطة قوّة لتعليم مسيحي متجدّد.

 فما هو الدليل الجديد للتعليم المسيحي؟

هو وثيقة جديدة تسير على الخط عينه الذي أراد البابا فرنسيس أن يتركه لنا في الإرشاد الرسولي “فرح الإنجيل” حول التعليم المسيحي، أي أن التعليم المسيحي هو مرحلة من البشارة، وليس بديلاً لها.

فسيتم تقديم هذا الدليل الجديد بطريقة منهجية للغاية، حيث يحتوي على بعض الأجزاء التي تحاول تسليط الضوء على التطور المنهجي للتعليم. كما يحتوي على جزء أول يقدم الأساس اللاهوتي: ينتمي التعليم المسيحي إلى عملية البشارة والكنيسة هي جزء من عملية النقل هذه من جيل إلى جيل، لذلك يعيدنا التعليم المسيحي إلى تلك اللحظة الأساسية في حياة الكنيسة التي يذكرها أيضًا، في بداية إنجيله، الإنجيلي لوقا، عندما يقول إنه ينوي أن يقدم إلى تيوفيلوس، الذي كان معمدًا، عضدًا قويًا وتاريخيًا للبحث الذي قام به حول يسوع ويستخدم الفعل “katechein”، أي القيام بالتعليم المسيحي. وهكذا يصبح هذا الإنجيل، بإعلانه، تعليمًا للمعمّدين.

التعليم المسيحي ليس للأولاد فقط، بل هو أيضاً للشباب، وللأطفال، وللراشدين، وللأسر، وللمهاجرين، وللأشخاص الموجودين في السجون، وللأشخاص المسنين.

لذلك فالتعليم مسيحي ليس للحصول على الأسرار، وإنما لكي نفهم سر حياتنا الذي يدخل في سر المسيح، وبالتالي، كيف نضع مواهبنا وعطايانا الخاصة في خدمة الجماعة المسيحيّة والكنيسة لكي يتمَّ إعلان الرب ويعرفه الجميع.

نقلاً عن موقع أبونا