“جميعُنا إخوة” أول زيارة بابوبة للعراق!

أعلن البابا فرنسيس مؤخراً أنه سيقوم بزيارة رسولية إلى العراق في الخامس من آذار / مارس القادم وحتى الثامن منه، وهي أول زيارة بابوية إلى هذا البلد العربي.

حيث نشر موقع البطريركية البابليّة للكلدان شعار الزيارة الرسوليّة تحت عنوان “جميعنا إخوة”.

يمكن أن نرى في خلفية خريطة العراق، علم البلاد وعلم الفاتيكان، تعلوهما حمامة تحمل غصن الزيتون وشجرة النخيل تنمو بالقرب من النهرين اللّذين يعبران الأرض، دجلة والفرات، وقد أُخذ الشعار من إنجيل القديس متى (23: 8).

تشمل الزيارة خمس مراحل: بغداد وأور وإربيل (كردستان العراق)، الموصل وقره قوش (سهل نينوى).

كما ذكر البابا فرنسيس أن هذه الزيارة التي يستأنف بها رحلاته بعد خمسة عشر شهراً من التوقّف بسبب انتشار فيروس كورونا.

نقلاً عن موقع زينيت – Zenit – بتصرف

البابا فرنسيس: السلام أولاً هو عطيّة من الله، وعلينا أن نطلبه بالصلاة المتواصلة

تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم بمناسبة عيد القديسة مريم أم الله، ولمناسبة اليوم العالمي الرابع والخمسين للسلام، صلاة التبشير الملائكي من مكتبة القصر الرسولي بالفاتيكان وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها:

نبدأ العام الجديد بوضع أنفسنا تحت النظر المحب والوالدي لمريم الكلية القداسة، التي تحتفل بها الليتورجيا كوالدة الإله، وهكذا نتابع مسيرتنا، ونعهد بمخاوفنا وآلامنا إلى تلك القادرة على فعل كل شيء.

إنَّ مريم تنظر إلينا بحنان والديّ تماماً كما نظرت إلى ابنها يسوع، تلك النظرة المطمئنة والمعزية هي تشجيع بأن هذا الوقت، الذي منحه الرب لنا، قد قضيناه من أجل نمونا البشري والروحي، هو وقت مناسب لتهدئة الأحقاد والانقسامات ولكي نشعر بأننا إخوة نبني وليس ندمّر ونعتني ببعضنا البعض وبالخليقة.

تابع البابا يقول: إن الأحداث المؤلمة التي حدثت في العام الماضي، ولاسيما الوباء، تعلّمنا مدى ضرورة الاهتمام بمشاكل الآخرين ومشاركة مخاوفهم. هذا الموقف يمثل الطريق الذي يؤدي إلى السلام، لأنه يعزِّز بناء مجتمع يقوم على علاقات أخوَّة. كل فرد منا، مدعو لكي يحقِّق السلام يوميًّا، ولكي يمدَّ يد المساعدة للأخ الذي يحتاج إلى كلمة تعزية، ولفتة حنان، ومساعدة تضامنيّة.

أضاف الحبر الأعظم: يمكننا أن نبني السلام إذا بدأنا نصبح في سلام مع أنفسنا ومع من هم بقربنا، وأزلنا العقبات التي تمنعنا من العناية بالمعوزين والفقراء.

إنَّ السلام ليس مجرد غياب للحرب، بل هو حياة غنيّة بالمعنى، تُبنى وتُعاش في التحقيق الشخصي والمشاركة الأخوية مع الآخرين. عندها يصبح ذلك السلام الذي نتوق إليه ويهدده العنف والأنانية والشر على الدوام ممكنًا وقابلاً للتحقيق.

تابع الأب الأقدس يقول: إنَّ السلام أولاً هو عطيّة من الله؛ وعلينا أن نطلبه بالصلاة المتواصلة، وندعمه بالحوار الصبور الذي يحترم الآخر، وأن نبنيه بتعاون منفتح على الحقيقة والعدالة، ومتنبّهٍ على الدوام للتطلعات المشروعة للأشخاص والشعوب. أتمنى أن يملك السلام في قلوب البشر وفي العائلات، في أماكن العمل وأوقات الفراغ؛ وفي الجماعات والأمم.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول على عتبة هذه البداية، أقدم لكم جميعًا أمنياتي القلبية لعام ٢٠٢١ سعيد وهادئ. ليكُن عام تضامن أخوي وسلام للجميع؛ عام مليء بالانتظار الواثق والآمال التي نوكلها إلى الحماية السماوية لمريم، أمِّ الله وأمنا.

سالزيان الشرق الأوسط

البابا فرنسيس يعطي ثلاث كلمات لتبقى العائلة بخير

تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر يوم الأحد 27 كانون الأول /ديسمبر صلاة التبشير الملائكي من مكتبة القصر الرسولي بالفاتيكان وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها:

بعد أيام قليلة من عيد الميلاد، تدعونا الليتورجيا إلى التأمل في عائلة يسوع ومريم ويوسف المقدّسة وفي حقيقة أن ابن الله أراد، مثل جميع الأطفال، أن يحتاج إلى دفء العائلة. لهذا السبب بالتحديد، فإن عائلة الناصرة هي العائلة النموذجية، ومصدر إلهام ومرجعية لجميع العائلات، ففي الناصرة، تمّت طفولة يسوع بفرح، تحيط به العناية الوالديّة لمريم ورعاية يوسف، حيث تمكّن يسوع من رؤية حنان الله.

تابع الحبر الأعظم يقول وتشبُّهاً بالعائلة المقدسة، نحن مدعوون لكي نكتشف مجدّداً القيمة التربوية للنواة العائلية: التي تتطلّب أن تقوم على الحب الذي يجدد العلاقات على الدوام من خلال فتح آفاق الرجاء.

أضاف أيضاً: صحيح، أنَّ هناك مشاكل في جميع العائلات، وقد يتشاجر أفرادها في بعض الأحيان، لكننا بشر، ونحن ضعفاء. إذا تشاجرنا في العائلة، فلا يجب أن يتنهِ يومنا بدون استعادة السلام.

يوجد في العائلة ثلاث كلمات يجب الحفاظ عليها دائمًا: “عن إذنك”، “شكراً”، “عذراً”.

“عن إذنك”، لكي لا تكون متطفِّلاً في حياة الآخرين.

“شكرًا”: هناك الكثير من المساعدة، والعديد من الخدمات التي نقدمها في العائلة وبالتالي علينا أن نشكر على الدوام.

ومن ثمَّ تأتي الكلمة الأصعب، “عذرًا”، لأننا دائمًا نفعل أشياء سيئة، وفي كثير من الأحيان قد يشعر شخص ما بالإهانة من هذا وبالتالي علينا أن نقول “عذرًا”.

إذا وُجدت هذه الكلمات الثلاث في العائلة، وفي البيئة الأسرية، فإن العائلة ستكون بخير.

أضاف الأب الأقدس يدعونا عيد العائلة المقدسة إلى مثال التبشير في العائلة، ويقترح علينا مثال الحب الزوجي والعائلي، كما تم التأكيد عليه في الإرشاد الرسولي “فرح الحب”، الذي ستصادف الذكرى الخامسة لصدوره في التاسع عشر من آذار / مارس المقبل، وسيكون هناك سنة للتأمّل حول الإرشاد الرسولي “فرح الحب”.

وستوضع هذه التأملات في متناول الجماعات الكنسية والعائلات لمرافقتها في مسيرتها. (من 19 آذار/مارس 2021 وحتى حزيران/يونيو 2022)

لنوكل إلى عائلة الناصرة المقدسة، ولا سيما إلى القديس يوسف، الزوج والأب الغيور هذه المسيرة مع العائلات في جميع أنحاء العالم.

ختم البابا فرنسيس كلمته لتساعد العذراء مريم العائلات لتكون أكثر انجذاباً للمثال الإنجيلي للعائلة المقدسة، فتصبح هكذا خميرة إنسانية جديدة وخميرة تضامن ملموس وعالميّ.

سالزيان الشرق الأوسط

البابا فرنسيس: تدعونا مريم إلى عدم التأجيل، ولنقول “نعم”

في الأحد الرابع والأخير من زمن المجيء تلا قداسة البابا فرنسيس صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها:

يقدّم لنا الإنجيل اليوم رواية البشارة. افرحي، قال الملاك لمريم “ستحمِلينَ وتَلِدينَ ابنًا فسَمِّيهِ يَسوع” يبدو إعلاناً لفرح موجّه لإسعاد العذراء: من بين نساء ذلك الوقت لم تكن تحلم بأن تصبح أم المسيح؟ ولكن مع الفرح، تنذر هذه الكلمات مريم بمحنة عظيمة.

إنَّ الرسالة الإلهية قد ملأت بالتأكيد قلب مريم بالنور والقوة، ولكنّها على الرغم من ذلك قد وجدت نفسها أمام خيار حاسم: أن تقول “نعم” لله وتخاطر بكل شيء، بما في ذلك حياتها، أو رفض الدعوة والمضي قدماً في مسيرتها المعتادة.

تابع الأب الأقدس يقول ماذا فعلت؟ أجابت هكذا: “ليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ”. هذا التعبير اللفظي يشير إلى رغبة قوية، وإرادة لتحقيق شيء ما، أنها تتبع الله وتلتزم معه، إنها مُغرمة ومستعدة لخدمته في كل شيء وعلى الفور، ولم تطلب وقتاً، ولم تجعل الله ينتظر، ولم تؤجِّل.

أضاف الحبر الأعظم: تتكون حياتنا من تأجيلات، حتى حياتنا الروحية! اليوم، على أبواب عيد الميلاد، تدعونا مريم إلى عدم التأجيل، ولنقول “نعم”.

تابع الأب الأقدس يقول ونحن أي “نعم” يمكننا أن نقول؟ في هذا الوقت العصيب، بدلاً من أن نتذمّر مما يمنعنا الوباء من القيام به، لنفعل شيئاً لمن لديهم موارد أقل: لشخص معوز لا يفكر فيه أحد! ونصيحة أخرى: لكي يولد يسوع فينا، علينا أن نعدَّ قلوبنا لتكون على مثال قلب مريم: خالٍ من الشر، ومضياف، ومستعد لاستقبال الله.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول “ليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ”؛ إنها الجملة الأخيرة للعذراء في الأحد الأخير من زمن المجيء، وهي دعوة لكي نقوم بخطوة ملموسة نحو عيد الميلاد، لأنه إن لم تلمس ولادة يسوع حياتنا، فإنها ستذهب سدىً، لتساعدنا العذراء مريم على أن نقولها بحياتنا.

سالزيان الشرق الأوسط

بطريرك الأقباط يدعو لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بحذر

مُنطلِقاً مِن جملة مشهورة قالها القدّيس فيليبو نيري “أفضّل الجنّة”، صرّح بطريرك الأقباط البابا تواضروس الثاني في كلمة ألقاها على مسامع أعضاء نادي الروتاري فاروس في الإسكندرية: ” بالتأكيد ليست شبكات التواصل الاجتماعي ما يفتح أبواب السماء لرجال ونساء اليوم، إنّ مواقع التواصل الاجتماعيّ سيف ذو حدَّين، وهي أشبه بسكّين يمكن استعماله بشكل صحيح وغير صحيح، مع إمكانيّة لإيذاء الأفراد وتمزيق النسيج الاجتماعيّ”.

وأضاف البطريرك: “يتلقّى الجميع هديّة من الله وهي 24 ساعة في اليوم. وإن أمضيتُم معظم حياتكم على شبكات التواصل، كما يحصل مع العديد من الشباب، ينتهي بكم الأمر بالقضاء على هذا الكنز”.

واعترف البابا تواضروس أنّه “في زمننا، لا يمكن لأيّ إنسان إلّا اللجوء إلى وسائل التكنولوجيا في حياته اليوميّة. لكن يجب استخدام هذه الوسائل بحكمة وبدون إفراط”.

تجدر الإشارة هنا إلى أنّ كنيسة الأقباط الأرثوذكس تساءلت منذ بعض الوقت عن تأثير شبكات التواصل على الحياة الكنسيّة للجماعات، فوضعت اثنا عشر قاعدة صدّق عليها البطريرك تواضروس الثاني، وهي تنطبق على جميع الرهبنات القبطيّة الأرثوذكسيّة.

نذكر هنا أيضاً أنّه منذ سنتين، أرادت بطريركية الكلدان – ضمن رسالة بُثَّت على قنواتها الرسميّة – أن تُطمئن المؤمنين والقرّاء، بوجه ظواهر النصوص المُضلِّلة والمُتلاعِبة المنشورة عبر الإنترنت، والمتعلّقة بحياة الكنيسة والجماعات المسيحيّة.

وفي السياق عينه، أطلقت الكنيسة المارونيّة في نيسان 2018 وثيقة “الحقيقة التي تُحرّر وتوحّد”، والتي اعتُبِرَت عقيدة حقيقيّة وكتيّب تعليمات رعويّ يُشير إلى المراجع التي يجب أن تقود المداخلات الإعلاميّة والمناقشات التي تتركّز على مواضيع متعلّقة بالإيمان الكاثوليكيّ وسُلطة الكنيسة التعليميّة، بعيداً عن التضليل والإرباك والشكوك بين المؤمنين.

نقلاً عن موقع زينيت – Zenit – بتصرف

سنة مخصصة للقديس يوسف شفيع العائلات

خلال زيارته المفاجئة في عيد الحبل بلا دنس لساحة إسبانيا في روما ليوكل الكنيسة والعالم للطوباوية مريم العذراء. فاجأ البابا فرنسيس المؤمنين بإعلانه سنة ” مار يوسف ” ابتداءً من 8 كانون الأوّل 2020، حتى 8 كانون الأوّل 2021

وقد صدرت الرسالة البابويّة “بقلب أبويّ_ Patris corde” لمناسبة الذكرى المئة والخمسين على إعلان القديس يوسف شفيع الكنيسة الجامعة، في 8 كانون الأوّل 1870

التي ركّز فيها الأب الأقدس في رسالته على شخصية القديس يوسف وحياته الصامتة بصبرٍ ومسؤولية واصفاً إياه “برجل الحضور اليومي الحكيم والخفي”، وشخصية لا مثيل لها في تاريخ الخلاص في طاعته لله وأبوّته وتقدمة حياته في تربية ابنه يسوع ليتمم مشيئة الآب مساهماً هكذا في سر الفداء العظيم. وكحارس ليسوع ومريم وللكنيسة، كلّ محتاج هو “الطفل” الذي يحرسه يوسف ومنه يمكننا أن نتعلّم أن “نحب الكنيسة والفقراء.

كما كتب الأب الأقدس أن القبول الذي عاشه والد يسوع في حياته يأتي من ثقته بالربّ وشجاعته وقوّته التي تنبع من قوة الروح القدس، هذا القبول يدعونا لكي نقبل الآخرين، كما هم وبدون استثناء.

تسلّط الرسالة أيضاً الضوء على “الشجاعة الخلّاقة” للقديس يوسف، الذي واجه مشاكل عديدة في عائلته، واضعاً ثقته في العناية الإلهية، كما تواجه عائلاتنا اليوم العديد من الصعوبات وخاصة المهجرين.

ودعا البابا فرنسيس في رسالته إلى ضرورة الالتزام بالعمل الذي يعطي كرامة وفرصة لتحقيق الذات وبشكل خاص فيما نعيشه اليوم من تفاقم البطالة بسبب وباء فايروس كورونا.

ختم البابا فرنسيس رسالته بصلاة للقديس يوسف طلب فيها كما قال نعمة النِعم: نعمة ارتدادنا.

فلنطلب شفاعة هذا القدِّيس العظيم، المتواضع والصامت، شفيع الكنيسة والعائلة

للحصول بمساعدته على الراحة والخلاص من المحن والصعوبات الإنسانية والاجتماعية الخطيرة التي وتصيب عالمنا المعاصر.

حمّل الملف بتنسيق موقع سالزيان الشرق الأوسط

البابا فرنسيس: على الفرح أن يشكّل ميزة إيماننا

تلا قداسة البابا فرنسيس في الأحد الثالث من زمن المجيء، صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين والحجاج في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة وجه الأب الأقدس كلمته للمؤمنين قال فيها:
إنّ الدعوة إلى الفرح هي ميزة زمن المجيء: إن الانتظار الذي نعيشه هو بهيج، ويشبه إلى حد ما انتظارنا لزيارة شخص نحبه كثيرًا، على سبيل المثال صديق كبير لم نره منذ فترة طويلة. وهذا البعد من الفرح يظهر بشكل خاص اليوم، في الأحد الثالث، الذي يبدأ بنصيحة القديس بولس “افرحوا دائمًا في الرب”. وما هو السبب؟ أنَّ “الرب قريب”. وكلما اقترب الرب منا كلما فرحنا أكثر. وكلما زاد بعده عنا شعرنا بالحزن أكثر.
يقدّم لنا الإنجيل اليوم بحسب القديس يوحنا شخصية يوحنا المعمدان الذي عاش كما العذراء مريم والقديس يوسف انتظار المسيح وفرحة رؤيته، وهو أول شاهد ليسوع بالكلمات وببذل الذات. وتتفق جميع الأناجيل في إظهار كيف حقق رسالته بالإشارة إلى يسوع على أنه المسيح، مُرسل الله الذي وعد به الأنبياء. كان يوحنا المعمدان قائدًا في عصره. وانتشرت شهرته في جميع أنحاء اليهوديّة وخارجها، حتى الجليل. لكنه لم يستسلم ولو للحظة لإغراء لفت الانتباه إلى نفسه: كان دائمًا يوجّه الأشخاص نحو الشخص الذي سيأتي. ويقول: “لَستُ أَهلاً لأَن أَفُكَّ رِباطَ حِذائِه”. هذا هو الشرط الأول للفرح المسيحي: أن نحيد الأنظار والاهتمام عن أنفسنا ونضع يسوع في المحور. وهذا ليس اغترابًا، لأن يسوع هو المحور فعليًا، إنه النور الذي يعطي معنى كاملًا لحياة كل إنسان يأتي إلى هذا العالم. إنها ديناميكية الحب عينها، التي تحملني على الخروج من نفسي لا لأفقد نفسي، وإنما لأجدها بينما أبذلها، وبينما أبحث عن خير الآخر.
أضاف: لقد قام يوحنا المعمدان بمسيرة طويلة لكي يشهد ليسوع. إنَّ طريق الفرح ليس نزهة. لقد ترك كلّ شيء، منذ صغره، ليضع الله أولاً، ويصغي إلى كلمته من كلّ قلبه وبكلّ قوّته. عزل نفسه في الصحراء وتجرّد من كل ما هو غير ضروري، ليكون أكثر حرية في اتباع رياح الروح القدس. إنَّ بعض سمات شخصيته فريدة من نوعها بالطبع ولا يمكن اقتراحها للجميع. لكنَّ شهادته نموذجية لأي شخص يريد أن يبحث عن معنى حياته وأن يجد الفرح الحقيقي. وبشكل خاص، يعتبر المعمدان نموذجًا للذين دُعوا في الكنيسة لكي يعلنوا المسيح للآخرين: وبالتالي لا يمكنهم فعل ذلك إلا من خلال التجرّد عن أنفسهم وعن روح العالم، وليس من خلال جذب الناس إلى أنفسهم وإنما من خلال توجيههم إلى يسوع. هذا هو الفرح أن نوجّه الأشخاص إلى يسوع، وعلى الفرح أن يشكّل ميزة إيماننا؛ وحتى في اللحظات المظلمة يجب أن يرافقنا الفرح الداخلي لمعرفتنا بأن الرب معنا وأنّه قد قام من الموت. الرب: هذا هو محور حياتنا وهذا هو محور فرحنا. ليسأل كلّ منا نفسه: هل أنا شخص فَرِح يعرف كيف ينقل للآخرين فرح كونه مسيحي، أم أنني حزين على الدوام كمن يسهرون في جنازة؟ إن لم يكن لديَّ فرح الإيمان لا يمكنني أن أقدّم شهادة للآخرين وسيقول الآخرون لي: “إذا كان الإيمان هكذا فمن الأفضل ألا نؤمن”.
وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول: بتلاوتنا الآن لصلاة التبشير الملائكي نرى هذا كلّه قد تحقق بالكامل في العذراء مريم: هي التي انتظرت بصمت كلمة خلاص الله؛ أصغت إليها، وقبلتها، وولدتها. فيها اقترب الله منا. ولهذا السبب، تدعو الكنيسة مريم “سبب سرورنا”.
نقلاً عن موقع Vatican news

البابا فرنسيس: لنسمح لنور الميلاد أن يدخل قلوبنا

في الأحد الثاني من زمن المجيء، بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي حيّا البابا فرنسيس المؤمنين في ساحة القديس بطرس وقال:

أحيي بحرارة جميع الحاضرين هنا، سكان روما والحجاج، وجميع الذين يتابعوننا عبر وسائل الإعلام، كما ترون تم رفع شجرة عيد الميلاد في الساحة فيما يتمّ العمل على المغارة. خلال هذه الأيام أيضًا، يتم إعداد هاتين العلامتين لعيد الميلاد في العديد من البيوت، من أجل إسعاد الأطفال والكبار أيضًا, إنها علامات رجاء، لاسيما في هذا الوقت الصعب.

لنجتهد لكي لا نتوقّف فقط عند العلامات، ولكن لننتقل إلى المعنى، أي إلى يسوع، إلى محبة الله التي أظهرها لنا، وإلى الخير اللامتناهي الذي أشعّه على العالم. لا يوجد وباء، ولا توجد أزمة بإمكانهما أن يُطفئا هذا النور.

لنسمح لهذا النور بأن يدخل قلوبنا، ولنمد يدنا لمن هم في أمس الحاجة إليها. فيولد الله هكذا من جديد فينا وبيننا.

نقلاً عن  موقع Vatican news

البابا في الأحد الأول من زمن المجيء

زمن المجيء زمن انتظار ورجاء…

تلا قداسة البابا فرنسيس صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس ظهر يوم الأحد 29 تشرين الثاني/ نوفمبر الأحد الأول من زمن المجيء، حيث ألقى الأب الأقدس قبل الصلاة كلمة قال فيها:

اليوم تبدأ سنة ليتورجية جديدة. فيها، تحتفل الكنيسة بالأحداث الرئيسية لحياة يسوع وتاريخ الخلاص. وبهذه الطريقة، تنير كأمّ مسيرة حياتنا وتعضدنا في أعمالنا اليومية وتوجهنا نحو اللقاء النهائي مع المسيح. تدعونا ليتورجيا اليوم إلى عيش أول “مرحلة مهمة” وهو الزمن الأول من السنة الليتورجية، الذي يهيئنا لعيد الميلاد، كزمن انتظار ورجاء.

أضاف قداسته: يشير القديس بولس الرسول إلى غاية الانتظار، وما هو الانتظار؟ إنه تجلّي الرب. ويدعونا، إلى تركيز الانتباه على اللقاء مع شخص يسوع، لكي نتمكن بنعمته من صنع الخير في حياتنا وحياة الآخرين.

إلهنا هو الإله الذي يأتي: هو لا يخيب انتظارنا! لقد جاء في مرحلة تاريخية معيّنة وصار إنسانًا لكي يأخذ خطايانا على عاتقه؛ وسيأتي في نهاية الزمان كديّان للعالم؛ ويأتي كل يوم ليزور شعبه، ويزور كل رجل وامرأة يستقبله في الكلمة والأسرار المقدسة وفي الإخوة والأخوات.

تابع: نحن نعلم جيّدًا أن الحياة مكوّنة من نجاحات وإخفاقات، يختبر كل فرد منا لحظات من الإحباط والفشل والخسارة. كذلك، يولّد الوضع الذي نعيشه، والمطبوع بالوباء، القلق والخوف واليأس لدى الكثيرين؛ ونواجه خطر الوقوع في التشاؤم والانغلاق واللامبالاة. فكيف يجب أن نتفاعل مع هذا كلّه؟ يقدّم لنا الجواب مزمور اليوم: “أَنفُسُنَا انتَظَرَتِ الرَّبَّ. مَعُونَتُنَا وَتُرسُنَا هُوَ. لِأَنَّهُ بِهِ تَفرَحُ قُلُوبُنَا، لِأَنَّنَا عَلَى اسمِهِ القُدُّوسِ اتَّكَلنَا”. إن انتظار الرب الواثق يجعلنا نجد الراحة والشجاعة في لحظات الوجود المظلمة.

وقال: إنّ زمن المجيء هو دعوة متواصلة إلى الرجاء: فهو يذكرنا بأن الله حاضر في التاريخ ليقوده إلى هدفه النهائي وإلى ملئه، الذي هو الرب يسوع المسيح.

نقلاً عن موقع Vatican news بتصرف

لأوّل مرة في مصر مؤتمر للتعليم المسيحي

“أنتم الكنيسة… تحيون وتعطون الحياة”

نظّم المكتب الإعلامي الكاثوليكي بمصر، بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسيسكاني، مؤتمر التعليم المسيحي الأول في مصر تحت عنوان “أنتم الكنيسة… تحيون وتعطون الحياة”، وذلك في دير السيدة العذراء للآباء الفرنسيسكان بالمقطم، أيام 13 و14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020.

بدأ المؤتمر بكلمة افتتاحية لرئيس اللجنة المنظمة الأب ميلاد شحاته الفرنسيسكاني، مدير المعهد الفرنسيسكاني للدراسات الشرقية، عبّر فيها عن سعادته للتعاون ولإقامة هذا المؤتمر الأوّل لرصد الوضع في مصر ولقاء مسؤولين ومدراء وطلاب المعاهد الدينية بالكنيسة الكاثوليكية. وأكد في كلمته على أن “ما نسلمه لأبنائنا وبناتنا ليس معرفة وعلم، بل حياة”.

كما شارك غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، في المؤتمر حيث ألقى كلمة عبّر غبطته فيها على أهمية التعليم داخل الكنيسة، وأكد على أن الكنيسة هي كنز كبير جدًا يتم البناء عليه. واعتبر غبطته أن هذا المؤتمر جديد من نوعه في جمع المؤسسات الدينية لرصد الواقع. كما شجع غبطته هذه المبادرة لإحساسه بوجود الجديّة في العمل والخدمة قائلاً: “أنا أشجع وأبارك هذه المبادرة بصفتي الخادم الأول للكنيسة”. وفي نهاية كلمته شكر كل المنظمين والمشاركين في المؤتمر.

وقد نجح المؤتمر في نقاش ثلاثة محاور رئيسية وهي: التعليم المسيحي والتحديات الرعوية، التعليم الديني المسيحي ماهيته ودوره، الرؤية الفلسفية للتعليم المسيحي.

وفي نهاية المؤتمر تم تكريم أسرة “توما الإكويني” في هذا المؤتمر لما لهم من إسهامات في خدمة إعلان فرح الإنجيل.

نقلاً عن موقع زينيت – Zenit – بتصرف