البابا فرنسيس: تدعونا مريم إلى عدم التأجيل، ولنقول “نعم”
في الأحد الرابع والأخير من زمن المجيء تلا قداسة البابا فرنسيس صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها:
يقدّم لنا الإنجيل اليوم رواية البشارة. افرحي، قال الملاك لمريم “ستحمِلينَ وتَلِدينَ ابنًا فسَمِّيهِ يَسوع” يبدو إعلاناً لفرح موجّه لإسعاد العذراء: من بين نساء ذلك الوقت لم تكن تحلم بأن تصبح أم المسيح؟ ولكن مع الفرح، تنذر هذه الكلمات مريم بمحنة عظيمة.
إنَّ الرسالة الإلهية قد ملأت بالتأكيد قلب مريم بالنور والقوة، ولكنّها على الرغم من ذلك قد وجدت نفسها أمام خيار حاسم: أن تقول “نعم” لله وتخاطر بكل شيء، بما في ذلك حياتها، أو رفض الدعوة والمضي قدماً في مسيرتها المعتادة.
تابع الأب الأقدس يقول ماذا فعلت؟ أجابت هكذا: “ليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ”. هذا التعبير اللفظي يشير إلى رغبة قوية، وإرادة لتحقيق شيء ما، أنها تتبع الله وتلتزم معه، إنها مُغرمة ومستعدة لخدمته في كل شيء وعلى الفور، ولم تطلب وقتاً، ولم تجعل الله ينتظر، ولم تؤجِّل.
أضاف الحبر الأعظم: تتكون حياتنا من تأجيلات، حتى حياتنا الروحية! اليوم، على أبواب عيد الميلاد، تدعونا مريم إلى عدم التأجيل، ولنقول “نعم”.
تابع الأب الأقدس يقول ونحن أي “نعم” يمكننا أن نقول؟ في هذا الوقت العصيب، بدلاً من أن نتذمّر مما يمنعنا الوباء من القيام به، لنفعل شيئاً لمن لديهم موارد أقل: لشخص معوز لا يفكر فيه أحد! ونصيحة أخرى: لكي يولد يسوع فينا، علينا أن نعدَّ قلوبنا لتكون على مثال قلب مريم: خالٍ من الشر، ومضياف، ومستعد لاستقبال الله.
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول “ليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ”؛ إنها الجملة الأخيرة للعذراء في الأحد الأخير من زمن المجيء، وهي دعوة لكي نقوم بخطوة ملموسة نحو عيد الميلاد، لأنه إن لم تلمس ولادة يسوع حياتنا، فإنها ستذهب سدىً، لتساعدنا العذراء مريم على أن نقولها بحياتنا.
سالزيان الشرق الأوسط