امتحانٌ إيمانيٌّ جديد يعيشه #مسيحيو_دمشق!

بالتزامن مع التفجير الذي استهدف كنيسة القديس الياس الحي في منطقة الدويلعة في دمشق.

عاش أولادنا وشبيبتنا وأهالينا ظروف عصيبة يوم أمس (الأحد ٢٢ حزيران/يونيو ٢٠٢٥) أثناء تواجدهم في مركز دون بوسكو لاسيما أثناء مشاركتهم بحضور قداس الأحد الإلهي.

🔹 تفجير إرهابي في إحدى كنائس دمشق!

فعلى وقع الحدث المرير الذي شهدته كنيسة القديس الياس الحي، بدأ الأولاد والشبيبة يتواصلون مع أهاليهم في منطقة الدويلعة للاطمئنان عليهم، بعد أن علموا بوقوع التفجير الإرهابي أثناء الذبيحة الإلهية.

يذكر أن فئة لا بأس بها من أولادنا والشبيبة هم من أهالي وسكان المنطقة.

🔹 تحدي العودة!

بعد انتهاء القداس وفي وسط حالات من الهلع والخوف والأخبار المتناثرة هنا وهناك بدأ التحدي لتدبير الأولاد وتأمين طريق عودتهم إلى منازلهم وسط التوتر والتشديدات الأمنية والإغلاقات التي طالت عدة مناطق في العاصمة والتي تقع بدورها على الطريق التي تسلكها حافلات المركز.

🔹 استجابة طارئة عكست روح الخدمة اللامتناهية!

تعاون واستجابة كبيرة وسريعة أبداها الرهبان السالزيان مع المنشطين والمنسقين الكبار والسالزيان المعاونين لتنسيق وإدارة الوضع الطارئ بهدف الحفاظ على سلامة الأولاد وطمأنة الأهالي.

🔹 طريق سالكة.. الأولاد في منازلهم!

يحكي السالزياني المعاون طوني ضاحي تفاصيل العودة فيقول: “بعد إجراء عدة اتصالات مع بعض الأشخاص من المعنيين والتأكد من سلوك الطريق، انطلقت أولى الحافلات لتقلّ قسم من الأولاد إلى منازلهم يسبقها الأب إدوار مع أحد السالزيان المعاونين للتأكد من سلامة الطريق أمام الأولاد.

تتالت الحافلات بالانطلاق لإيصال الأولاد ضمن صعوبات في الدخول إلى منطقة الدويلعة في الرحلة الأخيرة التي أمنت أولاد المنطقة في بيوتهم قرابة الساعة الحادية عشرة ليلاً“.

🔹 إيقاف النشاطات الصيفية!

بعد التشديد الأمني ومخاوف كبيرة تحيط بكنائس دمشق، قام مركز دون بوسكو بإيقاف كافة نشاطاته حتى إشعارٍ آخر.

🔹 رأساً على عقِب!

يقول الراهب السالزياني إدوار جبران رئيس دير دون بوسكو دمشق:

كأننا في حلم!

قبل دقائق كان الجميع متحمّساً يرقص، يلعب، ينشّط، يحضّر… تهيئةً لبداية النشاطات الصيفية في مركزنا.. لنعلم بخبر التفجير لنصاب بإحباط فقداننا للسلام مجدداً، حزننا على أرواح الضحايا، وخيبة أمل يرافقها القلق من المستقبل“.

🔹 كيف يُقتَلون وهم يصلّون للربّ؟!

تتحدث اختصاصية الدعم النفسي والسالزيانية المعاونة د. مريم غصن عن حالات الهلع التي أصابت الأولاد بعد سماعهم الخبر، خاصةً أولئك الذين يقطنون في الدويلعة، حيث كانت مَهمّة الدعم النفسي الإسعافي في هذا الموقف ضرورة ملحة.

كما كثرت أسئلة الأطفال التي يعجز الكبار في بعض الأحيان عن الإجابة عنها، فتقول د. مريم: “كان أصعب سؤال سُئلتُه حينها.. كيف يمكن لإنسان أن يقتل إنساناً يصلي ليسوع؟!”.

لازال شبح الحرب والخوف من عودة الإرهاب إلى سوريا يشكّل هاجساً كبيراً لدى عائلاتنا المسيحية في هذه الأيام الحسّاسة.

ويستمر السالزيان بالبحث الدؤوب عن كلّ السبل الممكنة لدعم الأولاد والشبيبة، وزرع بذور الرجاء في قلوبهم من جديد..

نصلّي من أجل السلام في بلدٍ لم يعرف السلام طريقاً له منذ سنوات..

سالزيان الشرق الأوسط – سوريا