فن التواصل الفعّال
لغة الجسد
لغة الجسد
المنشّط والتنشيط
سالزيان الشرق الأوسط
للمنشطين
قبل أن يصبح ليوناردو دي فينشي ورونوار وبيكاسو فنّانين عظيمين، من المؤكّد أنّهم تملّكوا التقنيات الأساسية في استعمال الريشة ودمج الألوان. تعلّموا أصول الرسم. عندها فقط أصبحوا أحراراً ليخلقوا اللوحات الخالدة.
إن هدف الدروس المتعلّقة بكيفية إعطاء محاضرات فعّالة، هو تعلّم أُسُس التكلّم أمام جمعٍ من الناس. فإنّ كل شخص يملك موهبة فريدة في التعامل مع الآخرين، علينا تنمية هذه الموهبة ووضعها على الطريق الصحيح، ليتمكّن الشخص أن يصل إلى الإبداع إذا أراد.
الكلام (الحديث، الخطاب…) المحضَّر.
إنَّ فرصتَك في الكلام ستأتي، كُن حذر وتحضَّر.
التواصل الفعّال:
العرض: (58 %)
الصوت: (35 %)
الرسالة الأساسيّة (الـ message) (7 %)
1) لفت الانتباه (الافتتاحية).
2) النقطة المهمّة (صلب الموضوع).
3) التنبيه، المعلومة أو الطلب (الختام).
نظرات العيون:
“إن نظرة العين تستطيع أن تُهدِّد كالسلاح؛ أو أن تجرح كالسيف الحاد، أو إذا أرادت، تستطيع أن تجعل القلب يرقص فرحاً “رالف إمرسون”.
الوقت المقبول لنظرة العين أثناء إعطاء محاضرة أمام جمعٍ ما، هو 4 إلى 5 ثوانٍ. إذا كان الجمع كبير، عندئذٍ تُحدِّد مناطق معيّنة من الحضور (لتشملهم كلّهم) وتنظر في الوسط لهذه المدّة، وهكذا تكون قد “شاطرت” نظراتك مع الجميع أثناء المحاضرة.
احذر من أن تنظر في كلّ الجهات وفي أي مكان إلاّ الحضور! إنّ هذا يوَلِّد إحساس لدى المستمع بأنّك لا تثق بما تقوله.
عندما تُحاضر في المرّة المُقبلة، راقب أين تنظر. حاول أن تتمرّن على التركيز بالنظر لمدّة الخمس ثوانٍ، موزعاً النظرات على الجميع من دون أن تُركِّز على مكان واحد خلال العرض.
الوقفة والحركات:
على الوقفة أن “تنطق”: أنا واثقٌ من نفسي. مهما كان شكل جسمك، طويل أو قصير، كبير أو صغير، على الحضور أن يحسّوا أنّك “مرتاح” لشكلك الخارجي.
بعض الإرشادات المتعلّقة بالوقفة:
الابتسام:
إنّ ثلث الأشخاص عندهم بسمة شبه دائمة، يُقال عنهم بشوشين. ثلثٌ آخر له وجه عادي وتعابير هادئة، والثلث الأخير عنده نظرة جدّية وجامدة حتى أثناء الابتسام.
عليك أن تعرف إلى أي ثلث تنتمي، ومن ثمّ تُحاول أن تتمرّن على الابتسام أكثر. فإنّ الابتسامة والوجه المُنشرِح هو ضرورة في بدء المحاضرة ليرتاح الحضور إليك، ومن ثمّ أثناء المحاضرة تستطيع أن تُغيِّر التعابير للتناسب مع الموضوع.
انتبه فالابتسام المُبتَذَل لا ينفع. أي أن تبتسم غصباً ابتسامة عريضة ولمدّة طويلة من الوقت (أو أمام حضورٍ لا ترتاح كثيراً للابتسام أمامهم). فعندما نقول تمرّن على الابتسام، فذلك لا يعني “تقليد” بسمة شخصٍ ما، أو “تزييف” ابتساماتك، بل تنمية بسمتك الطبيعية حتى تستعملها في المحاضرات من دون أن تظهر مبتذلة.
حركاتنا في حال القلق “Nervous Gestures”:
في حال القلق أو التعصيب، نقوم بما يُسمّى “حركة القلق”(كلُّ واحدٍ عنده حركة خاصة). علينا اكتشاف ما هي الحركة التي نقوم بها عند تكلّمنا أمام جمهورٍ ما، ومحاولة ضبطها.
إنّ أشهر “حركات القلق” هي:
رجفة اليد… كيف نزيلها؟
إنّ الخوف الكبير لعددٍ لا بأس به من الأشخاص، هو أن ترتجف أيديهم أثناء إلقائهم محاضرةٍ ما. إنّ السبب عادةً هو عدم الثقة بأنّني قادرٌ على إعطاء محاضرة جيّدة، أو حتى الخوف ممّا “سيقولون عنّي” أو حتى فقط خوف من الوقوف أمام جمعٍ كبير.
الحل: أرخِ يديك على جنبِكَ، ومن ثمّ حرّكهما بشكل دائري لمدّة دقيقة. بعد ذلك مدّ يدك اليُمنى وأرخِ كفَّكَ، وحرّكه بسرعة لثوانٍ قليلة، ثمّ عاود الحركة ذاتها مع اليد اليسرى. عليك إقامة هذا التمرين نحو العشر مرّات حتى “تتماسك” عضلات يديك.
اللباس:
إنّ أهمّ شيء في اللباس هو أن يكون “لائقاً”. ليس المهمّ انتقاء البدلات الغالية الثمن، بل المهمّ أن يكون اللباس متناسقاً مع بعضه البعض. إنّ لباسك سيكون مختلفاً في مناسبات مختلفة (الحضور، المكان، الطقس، المناسبة…) لذلك يصعب تحديد ما هو اللباس الصحيح وما هو اللباس الخطأ.
ملاحظات عن اللباس:
زيادة لحظات الصمت وتخفيف الكلمات الفارغة:
إنّ لحظات الصمت (ثلاث إلى أربع ثوانٍ) خلال المحاضرة تكون فعّالة جدّاً، خاصةً قبل نقطة مهمّة.
إذا “ضيّعنا” أثناء الكلام، فمن المستحسن أن لا نملأ الفراغ الآتي بأصوات “ممم آآآ أووو…”، بل نصمت، نركّز على الأوراق التي بين يدينا ونكمل.
أيضاً، لدى كل شخص كلمة يقولها، تكون بين الجملة والأخرى ولا يكون لها تأثير، مثلاً: “يعني، OK، طيّب، مثلاً، بتعرف، منيح… “علينا معرفة الكلمة التي نقولها حتى نحاول تخفيفها وتعويضها بالصمت! فإنّه الأكثر فعالية.