الطوباوي لويس فاريارا

الكاهن

وصل إلى فالدوكو قبل أربعة أشهر من وفاة دون بوسكو

ولد لويس فاريارا في فياريجي (Viarigi) في مقاطعة أستي (Asti) في ١٥ كانون الثاني / يناير ١٨٧٥ من عائلة مسيحية.

استمع أباه بيترو إلى دون بوسكو عام ١٨٥٦، عندما جاء إلى القرية ليعظ فيها، فقرر بعدها الأب أن يأخذ لويس ابنه إلى فالدوكو لمواصلة دراسته قبل أربعة أشهر من وفاة دون بوسكو، لكن المعرفة التي اكتسبها لويس الصغير منها كانت كافية لتمييزه طوال حياته. 

مع الأب بلترامي (Beltrami) … لويس ينظر إلى الإرساليات

بعد أن أنهى المدرسة الثانوية، طلب أن يصبح سالسياً، فدخل الابتداء في ١٧ آب / أغسطس ١٨٩١، درس فاريارا الفلسفة في فالسالشه (Valsalice)، حيث التقى بالأب أندريا بلترامي (Andrea Beltrami)، الذي أدهشه بالفرح الذي واجه به مرضه.

عام ١٩٨٤، كان الأب أُنيا (Unia)، المُرسل السالسي الشهير لمصابي البرص في أغوا دي ديوس – كولومبيا (Agua de Dios)، في فالسالشه (Valsalice) قد طلب منه اختيار إكليريكي من أجل رعاية مرضى البرص الصغار، من بين رفاقه الـ ١٨٨ الذين كان لديهم نفس الطموح، فركّز الأب أُنيا اهتمامه على فاريارا، حيث قال فيه ذلك اليوم: “هذا ملكي”.

أغوا دي ديوس (Agua de Dios) – كولومبيا

وصل لويس إلى أغوا دي ديوس في 6 آب / أغسطس ١٨٩٤، حيث كان في مجمّع العناية الصحية ٢٠٠٠ شخص، ٨٠٠ منهم من المصابين بالبرص، بمجرد وصوله أصبح محرّكاً ومبعثاً للفرح لكل المرضى وخاصة الأطفال، وقام بتنظيم فرقة موسيقية، وأدخل البهجة للمرضى، عام ١٨٩٥ توفي دون أونيا وترك لويس وحده مع الأب كريبا (Crippa).

تأسيس رهبانية “بنات القلبين الأقدسين ليسوع ومريم”

في عام ١٨٩٨ سُيم فاريارا كاهناً، وسرعان ما أثبت أنه مُرشد روحي ممتاز، في عام ١٩٠٥ أكمل بناء “ملجأ الأب أونيا”، وهو عبارة عن مدرسة داخلية قادرة على استضافة ما يصل إلى ١٥٠ يتيماً، ويضمن لهم تعلم مهنة والاندماج في المجتمع.

في أغوا دي ديوس (Agua de Dios)، وعند راهبات العناية الإلهية، ولدت رهبانية بنات القلبين الأقدسين ليسوع ومريم، وهي مجموعة من مئتي فتاة، كان هو معرّفهم، فميّز منهنّ فتيات قادرات الاستجابة للدعوة الرهبانية. هكذا ولد هذا المشروع الجريء – وهو فريد من نوعه في الكنيسة – حيث يقبل بين صفوفه مريضات البرص أيضاً، مستوحى من روحانية الأب بلترامي، وطور موهبة السالزيان في تقديم الذات وأسس هكذا رهبانية بنات القلبين الأقدسين ليسوع ومريم، التي تضم اليوم ٦٠٠ راهبة.

قدوة في الطاعة

عانى الأب لويس فاريارا كثيراً عند تأسيس هذه الرهبانية بسبب سوء فهم الكثيرين وبعض الرؤساء، الذين اعتقدوا أنه من الجيد إغلاقها عدة مرات.

على مثال دون بوسكو كان لويس قدوة في الطاعة، ولم يتفوه بكلمة في وجه الافتراء، كما كان ذا مصداقية لأنه كان مطيعاً، وشجعه الأب ميشيل روا على المواصلة بروح أبوية عالية.

مات الأب لويس بعيداً عن أحبائه المرضي كما اقتدت الطاعة منه.. دفن الآن هو يرقد في أغوا دي ديوس، في كنيسة رهبانية “بنات القلبين الأقدسين ليسوع ومريم”.

تمّ إعلانه مكرّماً في ٢ نيسان/أبريل ١٩٩٢؛
تمّ إعلانه طوباوياً في ١٤ نيسان / أبريل ٢٠٠٢ من قبل البابا القديس يوحنا بولس الثاني.