كلمة مساء أبويّة (أونلاين) من الأب فابيو أتارد

في لقاء أونلاين مميّز جمع الرئيس العام للرهبنة السالسيّة، الأب فابيو أتّارد، مع رهبان إقليم الشرق الأوسط، حملت الكلمات أبعادًا روحيّة ورعويّة عميقة، تعكس روح العائلة المميز للسالزيان.
استهلّ الأب فابيو اللقاء بتوجيه كلمة محبّة واهتمام خاص للبلدان التي تعاني ويلات الحروب، وخصّ بالذكر منطقة الشرق الأوسط. فقال: “الرهبنة السالسيّة تنظر إليكم وتشجعكم وتساندكم”. بهذه العبارة الموجزة، عبّر عن قلب الرهبنة النابض بالتضامن مع الإخوة الرهبان والشبيبة، رغم التحديات الجسيمة التي تواجههم يوميًا.

ثم أشار الأب فابيو إلى ما تم التأكيد عليه خلال المجمع العام التاسع والعشرين، من ضرورة مواجهة التحديات المعاصرة بجرأة وإيمان، لا سيّما تلك التي تطال الحياة الرهبانية في ظل التحولات الثقافية والاجتماعية العميقة. ودعا كل راهب سالسيّ لأن يكون ثابت القلب في الرّب يسوع، مستشهدًا بالمؤسس، دون بوسكو، الذي واجه أزمنة عصره بإيمان لا يتزعزع، قائلاً: “هذا ما نعنيه عندما نقول إننا مولعون بالرّب يسوع”.

وفي هذا السياق، شدد الأب فابيو على أن الهوية السالسيّة تتجلى بمقدار تعلقنا بالرّب يسوع، فقال: “نحن مكرسون للشباب بالقدر ما نحن مولعون بيسوع… هنا التحدي … وهنا هويتنا السالسيّة.” فالرهبنة لا تقتصر على العمل التربوي فحسب، بل تنبع من جذور روحيّة عميقة، تستمد حرارتها من المحبّة الإلهيّة.

كما وجّه دعوة ملهمة للرهبان للتعمق في معرفة دون بوسكو، معتبرًا أن رسالته ما زالت حيّة اليوم، وتخاطب العصر الحديث بلغة تربويّة وروحيّة عاليّة. ففهم دون بوسكو بشكل أعمق هو مفتاح فعالية الرسالة السالسيّة في زمننا.

وختم الأب فابيو اللقاء قائلاً: “لدينا نار رعويّة كبيرة لكي نكون أشخاصًا قادرين أن نخدم الشباب بإيمان وتواضع كبير.”، مؤكدًا أن الروح السالسيّة الحقيقية لا تزال متقدة في قلوب الرهبان، مدفوعة بالشغف لخدمة الشبيبة.

واختُتم اللقاء ببركة خاصة وجّهها الأب فابيو للرهبان والشبيبة في الشرق الأوسط، لتكون علامة رجاء وقوة روحيّة في مسيرتهم رغم الصعوبات.

 

سالزيان الشرق الأوسط