سياسة أبانا الذي في السموات “السالزيانية”
الأب آنخل آرتيمه:
أعزائي القرّاء حول العالم السالزياني!
أحييكم خلال موسم الصوم هذا من فالدوكو في تورينو حيث نحتفل نحن سالزيان دون بوسكو بالمجمع العام الثامن والعشرين – هنا حيث ولدنا كسالزيان، لأنه هنا بدأ دون بوسكو رسالته الأولى مع صبيانه الأوائل، وبوجود أمه، والتي أصبحت تدعى “أم المشردين”
اعتدت خلال السنوات الست الماضية أن أشارك في كثير من الأحيان في هذه التحية بعض الخبرات التي عشتها خلال أسفاري حول العالم السالزياني.
اليوم أقدم لكم شيئاً بسيطاً ومختلفاً شيئاً أثق أنه سوف يثير اهتمامكم أو على الأقل “يوحدنا جميعاً” للحظة.
أتحدث عن ثمرة تلك الأيام الجميلة من التفكير، احتفالنا بأيام روحانية العائلة السالزيانية الثامنة والثلاثين: صلاة “الأبانا” مع كل عبارة فيها إذا ترجمت بطريقة سالزيانية، يمكنها أن تصبح مُعاشة وملموسة في حياتنا اليومية وهذا ما يعبر عن التزامنا كمسيحيين سالزيان.
أقترح عليكم أن تقرؤوها وتتأملوا وتجدوا على الأقل آية واحدة فيها تخاطبكم أنتم بشكل شخصي وتتخذوها كمقصد لكم إذا وجدتموها تخصكم.
أؤكد لكم، أننا كعائلة سالزيانية وكأصدقاء لدون بوسكو في العالم السالزياني أجمع، نسعى حقاً إلى ترجمة صلاة “الأبانا” إلى حياتنا اليومية.
هذه هي صلاتنا.. صلاة “الأبانا” السالزيانية:
أبانا الذي في السموات! والد الرحمة اللانهائية.. ليس مجرد وجود صغير أو تافه، بل وجود مليء بقوة لا متناهية من القداسة والحب اللذين يربي بهما أطفاله!
ليأت ملكوتك! المملكة ذاتها التي بدأها يسوع في هذا العالم، والتي تحقق رسالتنا على الأرض، مستعدون لقبول أي شيء تنوي فعله من أجل خيرنا وخير شبابنا.
لتكن مشيئتك! وذلك من خلال عيش الملكوت بطريقة حيوية، بتلك الحيوية التي تذكرنا بروح العنصرة، التي تدفعنا إلى أن نكون في رسالة دائمة حتى نخلق علامات الحرية والمصالحة بين أطفالنا وشبابنا.
كما في السموات كذلك على الأرض! بجانب الشباب على مثال دون بوسكو، عندما نقول “نعم” للحياة بأكملها لدى كل شاب وكل الشباب، حتى يكونوا مواطنين ومسيحيين ملتزمين تماماً هنا على الأرض، وسكاناً سعداء أبديين في السماء.
أعطنا خبزنا كفاف يومنا! الخبز الضروري للحياة، حتى يتجلى ملكوت الله عن طريق العناية الإلهية التي تدبّر احتياجاتنا، وحتى نتمكن أن نعترف أن عمل أيدينا هو في الواقع ثمرة نعمة الرب. دعونا نتحرك ليس بالجشع للتملك بل بالمشاركة مع الفقراء.
اغفر لنا خطايانا! حيث نبذل قصارى جهدنا في مسامحة الآخر، أي.. ساعدنا يارب على وضع الأسلوب الوقائي موضع التطبيق من خلال الصبر والشهامة ، والإقبال بمحبة لإنقاذ الشباب المخطئين أيضاً في تقديم أنفسنا كمثال وقدوة، الفرح.. ثم الفرح.. التفاني والإيمان خلال قيامنا بالتزاماتنا اليومية.
لا تُدخلنا في التجربة! تجربة النظر إلى الوراء، والنظر في الاتجاه الخاطئ ، ومعارضة الروح ، والخجل بالرب أمام الناس،عندما نتعرض لأحكام الناس، والموضة، والعقائد، عندما نشعر بالرضا من الإطراء القوي! عندما نتحدى ضميرنا.
نجنا من الشرير! دعونا لا نشك أبدًا في أنه على الرغم من كل شيء، فالرب هو الوحيد الذي يتحكم في تاريخ العالم؛ دعونا لا نشك أبدًا في أن الرب هو بالفعل من يريد أن نكون ملتزمين تمامًا كمربين، من أجل تحرير الشباب من اليأس ومن كل سجونهم، نجني من شر الابتعاد إلى الأبد عن وجهك.
لهذا.. نحن نصلي بحرارة، لكي يرسل لنا الرب الروح القدس حتى يشفي جروح الجسد والقلب والروح ويوقظنا أملاً جديدًا دائمًا في تنفيذ المهمة التي فتحها معلمنا دون بوسكو أمامنا.. آمين.
أتمنى لكم كل الخير والسعادة باسم الرب..
الرئيس العام للسالزيان في العالم
الأب آنخل آرتيمه..