واجهوا أولادكم المراهقين بصبرٍ ومحبة!
“على مثال العائلة المقدسة”
“على مثال العائلة المقدسة”
المواضيع التربوية
سالزيان الشرق الأوسط
إلى الوالدين والمربيين
كشفت امرأة عن قلق شائع بدأ يساورها عندما بلغ ابنها الخامسة عشرة من عمره وقاربت ابنتها الثالثة عشرة.
قالت: “كنّا دوماً، عائلة متماسكة متحابة، والآن أعتقد أن كل شيء سيتغير“.
سألتها: ولماذا يتغير؟ فإذا كان المراهقون يمرّون باضطرابات عاطفية وجسدية عميقة إلا أن هذا لا يعني أنهم سيتخلّون عن الأخلاق أو يثورون على النظام الاجتماعي، فالمراهقون المضطربون لا يشكّلون سوى جزءاً صغيراً من مجموعة المراهقين كلهم.
سألتني الأم: كيف لي أن أتأكد من أن أولادي سيسيرون على خُطا الأكثرية؟
فأجبتها: إن مطلبك هذا يتحقق إن بقيت أماً قوية ومحبة فمعاملتنا للمراهقين بخشونة وتعسّف هي التي تؤدي إلى صراع مدمر معه.
ليس هناك قاعدة سحرية يمكنهم بموجبها تكييف أسلوبكم التربوي ليتناسب مع كل فرد في الأسرة، لأنّ كل مراهق، حتى ضمن العائلة الواحدة له مواقفه وردوده المختلفة.
إنما تبقى بعض الإرشادات النافعة التي تساعدكم على تجنّب الواقع في هفوات هذه السنوات الحاسمة.
كونوا على استعداد مبكّر:
كلما كانت العلاقة متينة بينكم وبين أولادكم في السنوات التي تسبق سن المراهقة هان عليكم أن تكونوا والدين مرشدين فيما بعد.. فالأولاد الذين يِرَون ولا يُسمعَون، يبلغون سن المراهقة عادة وفيهم شعور ضعيف بأهمية شخصيتهم. لا تعودوهم تجاهل سردهم للأحداث اليومية وتعتبرونه تافهاً، لأنكم بإصغائكم إلى أطفالكم إنما تبلّغونهم أن ما يقولونه مهم وأنكم تقّدرون آراءهم، وبذلك تنمّون فيهم الثقة بالنفس واحترامها.
علّموا أولادكم اتخاذ القرار:
في وسعكم أن تصرِّفوا أعمالكم من دون أن تتصرفوا كمدربين عسكريين، والحقيقة إن إحدى غايات التهذيب هي أن تعلّموا أولادكم فن اتخاذ القرار، وفِّروا لأولادكم حق الاختيار عندما يكون ذلك ممكناً.
تفهّموا آلام النمو:
إن الأولاد مع اقترابهم من سن المراهقة يحتاجون إلى حرية أكثر وغالباً ما يأخذونها، وهذا أمر طبيعي وسليم.
تساءلت أم عما إذا كانت ابنتها ذات الأربعة عشر عاماَ التي تأبى أن تمشي إلا أمامها أو وراءها عندما تكونان خارج البيت، تساءلت إذا كانت تستحي منها، أما تفسير هذا التصرف فهو أن الابنة المراهقة ترفض أن يراها رفاقها ورفيقاتها تحت رعاية أمها أو في حراستها.
لتكن أوقات الطعام أوقاتاً مميّزة:
بدل أن تكون وجبة الفطور مثلاً على عجل، بكّروا موعدها عشر دقائق لكي يتسنّى لكل أفراد العائلة أن يجلسوا معاً على الطاولة، واحرصوا أن يبقى الحديث بسيطاً وسطحياً، وإذا صادف أن ذكر ولدكم المراهق شيئاً عن امتحان الرياضيات، فتمنّوا له التوفيق ودعوه يشعر بتشجيعكم إياه، لأن الوقت فات لاتهامه بعدم جدوى طريقته في الدرس، وإنها لفكرة حسنة أن تتابعوا الموضوع معه عصر ذلك اليوم.
تعرَّفوا على أصدقاء أولادكم المراهقين:
إن تركيبة مجموعة المراهقين التي يعاشرها ولدكم هي النافذة الفضلى على حياته.
وكثير من الوالدين يفتحون بيوتهم يومياً للاستقبال، ويشجعون أولادهم على دعوة رفاقهم إلى العشاء أو إلى حفلات صغيرة كوسيلة للوصول إلى معرفة أولادهم.
وهذه الطريقة تجعل أيضاً من بيتكم ملاذاً يلجأ إليه رفاق أولادكم وتتعرفون إليهم.
وإذا كان ولدكم المراهق يُعارض جهودكم الاجتماعية هذه فعليكم أن تلجؤوا إلى أسئلة لطيفة مثل:
– هل لي أن أعرف مع من تقضي وقتك؟
– لماذا لا ألتقي أصدقاءك؟
وإن لم يأت هذا بنتيجة إيجابية فيكون قد حان لكم أن تكتشفوا السبب.
أقيموا شبكة استعلام:
لا شيء يزعج المراهق أكثر من أب أو أم يسيء الظن به على الدوام، ولكن هناك مبررات سليمة لحاجتكم إلى معرفة ماذا يجري مع أولادكم المراهقين خارج البيت. والمعلمون عادة يستطيعون تزويدكم بآراء قيّمة.
هناك مصدر آخر لاستقاء المعلومات وهو ذوو رفاق أولادكم، وهذه ليست شبكة تجسس إنما وسيلة لتحري ما يجري من أمور خارج نطاق النشاطات العادية، ودون أن تُثار عاصفة احتجاج أو مقاومة.
شاركوا أولادكم المراهقين اهتماماتكم ومخاوفكم:
اشرحوا لهم أنها نابعة من محبتكم وليس من عدم ثقتكم بهم، يمكنكم أن تتداووا الأمر وتعينوا معاً وقتاً مناسباً للرجوع إلى البيت والطلب إليهم أن يتصلوا هاتفياً إذا اضطروا للتأخر عن العودة.
اهتموا أن يتلقى أبناؤكم معلومات دقيقة عن الكحول والمخدرات قبل بلوغ سن المراهقة بوقت طويل.
وهذا ممكن في البيت أو بمساعدة معلمين مختصين أو من خلال قراءات مناسبة.
والوسيلة الأقل نفعاً هي المحاضرات الفردية الطويلة وفنون الترهيب.
إن للصبر والتفاهم والمحبة الوافرة تأثيراً كبيراً في طريقة التعامل مع المراهقين، فإذا منحتموهم هذه العناصر بسخاء فإنكم تدركون سريعاً أن سني المراهقة قد تكون أخصب فترة في حياة العائلة.