القسم
سالزيانيات
سالزيانيات
الرئيس العام الأب أنخِل فيرناندز أرتيمه – ترجمة السالزيانية المعاونة فيروز قندلفت / لبنان
للشبيبة
مدعوون جميعاً لعيش إيماننا المسيحي بكل ديناميكية ومحبة ووداعة
“أتوجه إليكم بسلام خاص ومع محبتي العميقة من هنا من فالدوكو حيث نحتفل اليوم بعيد يوحنا بوسكو الحبيب: “أب الشبيبة ومعلمها” مثلما أعلنه البابا يوحنا بولس الثاني.
أثناء كتابتي لهذه الرسالة، أود أن أخبركم أنني جئت إلى هنا كي أصلي لكم أمام الرب في بازيليك مريم أم المعونة، أمام العذراء مريم، وأمام القديسة ماريا مازاريللو، ودومينيكو سافيو القديس المراهق الذي عاش في أوائل سنوات الأوراتوريو هنا في فالدوكّو.
وذكر البابا فرنسيس في عظته في الفاتيكان والتي تحدث خلالها عن يوحنا بوسكو الكاهن المميز الذي خرج من الكنيسة للقاء الشباب والعمل لأجلهم بإبداع في كل مكان، مؤكداً على ضرورة التمثل به دوماً وضرورة الانطلاق إلى حيث يوجد الشباب، والعمل معهم في دروب الحياة.
يحمل البابا عاطفة كبيرة للعائلة السالسية، وهذا يضعنا أمام مسؤولية كبيرة، حيث يجب علينا أن نعطي أفضل ما لدينا في خدمة الإنجيل باسم يسوع المسيح.
وأنتم أيها الشباب أبطال هذه القصة، هذا العام الذي نحتفل فيه بالمئوية الرابعة للقديس فرنسيس السالسي “عملاق القداسة”.
ونحن كعائلة سالسية وأنتم منها أيها الشباب، مدعوون جميعاً لعيش إيماننا المسيحي بكل ديناميكية ومحبة ووداعة كتلك التي اكتسبناها من القديس فرنسيس السالسي، والتي حملها دون بوسكو، والذي كتب بنفسه عام ١٨٥٤ متحدثاً عن الأوراتوريو في فالدوكو:
“أُسّس هذا الأوراتوريو برعاية القديس فرنسيس السالسي، لتكون أسس هذه الجمعية الوداعة والمحبة التي تميز بها هذا القديس”.
وقد استوحى منها دون بوسكو روحانيته ليتمم رسالته التي حملت في عمقها الرب ومحبته الرحيمة.
إنه قديس الوداعة، صاحب القلب المكون على صورة قلب الرب الذي بحنانه يجذب كل شخص إليه.
ونحن نردد بإحساس وروحانية ما اكتسبناه من القديس فرنسيس السالسي من خلال دون بوسكو ومن خلال قوة الكلمة التي خاطب بها البابا بنديكتوس السادس عشر والبابا فرنسيس الشباب أود أن أدعوكم للعيش بمُثُلٍ عليا وبأهداف كبرى تؤدي بكم إلى طرق السعادة مع الرب.
وقد أعجبت كثيراً بإحدى رسائل البابا بنديكتوس الموجهة للشبيبة والتي قال فيها:
“أيها الشباب لا تكتفوا أبداً بأقل من الحقيقة والحب لا تكتفوا بأقل من يسوع المسيح”.
ما أجمل هذه العبارات وما أجمل هذا الاقتراح الذي يستحق أن يقبل بشجاعة فمن الممكن أن يكون المحيط الاجتماعي والثقافي في الأماكن التي تعيشون فيها لا يساعدكم على ذلك، لكن الامتياز بألا تقبلوا بأقل من يسوع المسيح في حياتكم هو بأن تثقوا به وتسلمونه حياتكم هو الإله الحي والذي يدعونا للحياة مثل يسوع المسيح.
وأنا متأكد أن ذلك يشكل تحدياً لنا أن نكون شجعاناً كشباب مسيحيين في أيامنا هذه.
ولا أنسى حين أتحدث إليكم الكثير من الشباب في مراكزنا السالسية من ديانات أخرى واتمنى من كل قلبي أن تعيشوا إيمانكم بعمق وأن تكونوا مؤمنين حقيقيين وتمارسوا تعاليمكم بصدق.
الإله الواحد الموجود والذي نلجأ إليه جميعا سيكون دوماً معكم وسيعرف كيف يلتقي كلاً منكم.
وأبواب دون بوسكو والعائلة السالسية ستقبى مفتوحة لكل شاب يقصدها.
في الوقت نفسه مع إخوتي السالزيان وراهبات بنات مريم أم المعونة، وكثر يشكلون هذه العائلة الجميلة أعيد مشاركة اقتراحات البابا بنديكتوس والبابا فرنسيس للشبيبة، وفي الوقت المناسب، أطلب منكم أن تكونوا شجعاناً، وألا تخافوا أبداً، ودعوا يسوع يغافلكم في أي لحظة، وافتحوا له أبوابَ قلوبكم ليكلمكم، لأنه سيفاجئكم دوماً ويحملكم إلى دروب السعادة الحقيقية، التي تبحثون عنها وتتمنونها وتحتاجون لها.
أحبائي الشباب أقول لكم في عيد القديس يوحنا بوسكو إنه اليوم وأكثر من أي وقت مضى الرب بحاجة لكي تكونوا رسلاً مرسلين في كل المعمورة.
ودون بوسكو بحاجة لكم كما كان بحاجة لصبية فالدوكّو لكي تفعلوا الخير لكثيرين آخرين.
الكثير من رفاقكم وأصدقائكم يحتاجون إلى الاتكاء عليكم، فلتساعدوا الكثير من الشبان بكل مسؤولية وكرم لكي يأخذوا بيدهم زمام أمورهم.
عالمنا اليوم بحاجة لشباب يشعرون أن لديهم رسالة موكلة من الله وأن يعيشوا بشغف هذه الرسالة، أن يشعروا أنّ الله لديه حلم ومشروع خاص لكل منهم.
لشباب ممتلئين بالرجاء والقوة، لشباب لا يتركون الأمل يضيع كما يقول البابا فرنسيس:
“الشاب لا ييأس، ما يميزه أنه يحلم أحلاماً كبيرة، أن يبحث عن آفاق واسعة، ويجرؤ أن يذهب إلى البعيد، أن يتحدى العالم، وأن يكون قادراً على تقبل اقتراحات جريئة ويتمنى أن يضع أجمل ما لديه ليحقق الافضل، ولذلك أشدد على الشباب بألا يتركوا الرجاء يضيع منهم”.
أعزائي الشباب أنهي تحيتي بتمنياتي لكم بعيد مبارك وبدعوتكم لتعيشوا هذه السنة بتناغم مع دون بوسكو وفرنسيس السالسي، لأنهما سيستمران في قيادتكم حتماً نحو قيمة حقيقية بالنسبة لكم ألا وهي يسوع المسيح.
أذكر أن الشباب الممثلين عن بلدان العالم، خلال اجتماع المجلس العام لمسؤولي الشبيبة السالسية الذي عقد في كانون الأول الماضي أخذوا على عاتقهم التحضير للمئوية الرابعة للقديس فرنسيس السالسي، وقد التزم أعضاء المجلس الإقليمي لمنطقة أفريقيا ومدغشقر تنسيق هذا الحدث الذي يشارك فيه كل أعضاء شبيبة دون بوسكو في كل أقاليم العالم.
من منطلق التكريم والاحتفال بمحبة وإخلاص لهذا القديس العظيم الذي كان مصدر إلهام لشفيعنا دون بوسكو.
أتمنى أن تستمروا في إيلاء مساحة كبيرة للصلاة وللمبادرات تجاه الأكثر حاجة ولمشاركة كل ما تحققونه.
أحبائي أعايدكم مجدداً بعيد دون بوسكو وسنة سالسية مثمرة، ومقتدية بالقديس فرنسيس السالسي.. ليبارككم الرب.
مع محبتي الكبرى أعدكم ان أحملكم دوماً في صلاتي سلاماتي القلبية لكم جميعاً.