رسالة الرئيس العام إلى أعضاء شبيبة دون بوسكو في العالم
في عيد القديس يوحنّا بوسكو، ٢٠٠٤/١/٣١
في عيد القديس يوحنّا بوسكو، ٢٠٠٤/١/٣١
التوديه الرسولي السالسي
الرئيس العام الأب باسكوال تشافيز نقلها للعربية الأب فيتوريو بوتسو السالسي
للشبيبة السالسية
أتوجّه إليكم مرّة أخرى بمناسبة الذكرى الليتورجيّة المكرّسة لأبينا دون بوسكو.
هذه هي فحوى التوجيه الرسولي الذي وجّهتُه إلى العائلة السالسيّة برُمّتها، فأطرحه الآن عليكم بنوع خاصّ، أيّها الشباب، داعيا إيّاكم إلى “عيش فرح القداسة والتزامها، على أنّها مقام رفيع وسط الحياة المسيحيّة اليوميّة”.
يقول لنا دومنيك ولورا: القداسة ممكنة! عندما نتسلّق جبلا، نرى القمّة عالية بعيدة المنال؛ يعسر أحيانا التقدّم إلى الأمام والتعب يلحقنا، إلاّ أنّ القمّة تقترب، خطوة بعد خطوة، فعند الالتفات إلى الوراء نكتشف أنّ الأفُق توسّع وتعمّق. أمّا الوسائل لبلوغ نهاية المسيرة فهي المثابرة، الاستعداد للتضحية والتدرُّب عليها، الوفاء لِما يجب القيام به في كل لحظة، شيءٌ من القوّة والإصرار وأخيرا تشجيع مرشد ماهر.
كان البابا يوحنا بولس الثاني يقول بمناسبة اختتام السنة المئويّة لاستشهاد الفتاة القدّيسة ماريّا غوريتّيMaria Goretti: ” مارييتّا – وهكذا كانت تُدعى في العائلة – تُذكّر شبيبة الألفيّة الثالثة أن السعادة الحقّة تقتضي الشجاعة وروح التضحية، رفض المساومة مع الشرّ والاستعداد لدفع الثمَن المطلوب، ولو بالاستشهاد، من الوفاء لله ولوصاياه. فكم هي عصريّة هذه الرسالة!”
ولكن لنذكر دومنيك سافيو والقرار الجريء الذي اتّخذه عندما سمع دون بوسكو يقول إن القداسة ممكنة ومصدر سعادة، فسأله قائلا: “علّمني كيف يجب أن أتصرّف لأبدأ بهذا المشروع”.
كذلك نتعجّب بعزم لورا فيكونيا وشجاعتها في تقدمة حياتها من أجل اهتداء أمّها، إذ كانت فتاة في الثانية عشرة من عمرها فقط.
وكذلك يجدُر الإعجاب بـ Ninni Di Leo، المصاب بسرطان الدم وهو يُعرب عن اندفاعه للحياة من سريره، مبتسمًا ومشجّعًا من كان معه في المستشفى أو بـ Ferdinando Calò الذي أجاب بعفويّة لمن سأله: “وإذا مُتَّ؟” ففال: “أنا مستعدّ، على أمل أن ألعب في السماء بكرة القَدَم”.
مع Paola Adamo يتجلّى الإحساس الرفيع وحبّ الجمال، إذ كانت تقول لصديقاتها: “إذا كان الله مصدر جميع الأشياء، هو وحده يستطيع أن يجعلنا سُعداء، وليس المال أو السلطة أو اللذّة”.
وكيف لا نتحمّس لمشروع حياة Xavier Ribas حينما يقول: ” تتلخّص مُهمّتي الحاليّة في أن أعمل وفقا لإيماني في جميع البيئات التي أعيش فيها… فالتخلّي عن العبوديّة هو شرط لا بدّ منه لأحقّف ذلك. عليّ أن أكرّس بعض الوقت للصلاة كلّ يوم، بالتأمُّل في كلمة الله، بذكر الإخوة والأصدقاء وبمراجعة حياتي وما يحدُث فيها”. أكبّ على مزيد من الالتزام كمنشّط لعدّة فِرَق وبين رفاقه في المدرسة وفي حيّ إقامته، مستلهِما الشجاعة والاندفاع من التنشئة التي كان يتلقّاها في مركز الشبيبة، فاكتشف دعوة يسوع وقال: “حين أنظر إلى حياتي وبدون أن أفهم لماذا، لأنّها حياة عاديّة، يبدو لي أنّ الله قد جذبني ودعاني. أمّا أنا فسأسعى إلى متابعة المسيرة رغم الصعاب”.
ونذكر أيضا Teresa Bracco وأمانتها على تناوُل القربان المقدّس كلّ يوم في الصباح الباكر وإكرامها لمريم العذراء بتلاوة المسبحة الورديّة أثناء عملها وهي ترعى البقر…
وكذلك بطولة الشُّبّان البولونيّين الخمسة، وهم تلامذة في الأوراتوريو، الذين استشهدوا. كانوا يُسهمون في تنشيط رفاقهم، متعاضدين في القيام بمشاريع شخصيّة واجتماعيّة، فعاشوا معًا مِحنة الاستشهاد بشجاعة ووفاء، قائلين: ” لقد حمّلنا الرب صليبا، غير أنّه أعطانا أيضا قوّة لاحتماله”.
وأُشير أخيرا إلى قدوة Sean Devereux، وهو شابّ متطوّع تميّز ببسمته المُشرقة وشجاعته والتزامه وتماسُك حياته فضحّى بها وهو يعمل في إفريقيا في خدمة إنسانيّة تهدف إلى زرع حِسّ الكرامة والأمل في قلوب الناس. كان يقول: “ما دام قلبي خافقا، عليّ أن أعمل ما في وُسعي، لأساعد الذين هم أقلّ حظّا منّا”.
إليكم الآن أهمّ نقاط هذا النمط من القداسة:
وهذا يعني:
وهذا يتطلّب:
كان الصبيان الذين يربّيهم دون بوسكو يُحسِّنون سلوكهم وفي الوقت عينه يُصبحون جُراء ويعملون بغَِيرة بين رفاقهم وكأنّهم رسل فيما بينهم وكان دون بوسكو يشجّعهم على القيام بما يلي:
5 – هذا هو الدرب الذي سلكه دومنيك سافيو، لورا فيكونيا وغيرهما من الشبّان والفتيات القديسين في عائلتنا الروحيّة، كما سبق وذكرت، وآخرون قد تعرّفتم إليهم في بلدانكم. أناشدكم إذن أن تقتفوا أثَرهم وأن تعتمدوا أنتم أيضا مشروع الحياة المسيحيّة الذي يعرضه دون بوسكو عليكم والذي سبق واعتمده هؤلاء.
لا تنسَوا أنّكم التزمتم أثناء المؤتمر العالمي لشبيبة دون بوسكو “بأن تجعلوا من حياتكم اليوميّة موضِع لقائكم بالله من خلال اكتشافه في الشباب، خاصةَ أفقرهم، للتوصُّل إلى دمج الإيمان في الحياة وتطبيقه بشكل متماسِك عبر خيارات إنجيليّة تؤدّي إلى القداسة”.
تشجّعوا إذن، فإنّ عددا غفيرا من رفاق ورفيقات الدرب يسير معكم وفي مقدّمتهم مريم، سيّدة المعونة، أمّنا ومعلّمتنا؛ سلّموا لها كلّ يوم التزامكم هذا ليتحقّق في حياتكم ما يريده الله.
هذا ما أتمنّاه لكم ولكُنّ بمناسبة عيد دون بوسكو.