Agape وهو أسمى أنواع الحب، وهو حب تنازلي من الله إلى الإنسان (محبة إلهية، محبة خلاقة إيجابية مجانية).
Filia وهو حب تصاعدي من الإنسان إلى الله ومن الإنسان إلى الإنسان (حب بحنان، بعطف، صداقة).
Eros وهو أدنى أنواع الحب، وهو الحب الجنسي وينطلق من الأحاسيس (العشق، اللذة).
نسمع كثيراً عن ارتداد القديس بولس لكن ولا مرة سمعنا عن ارتداد القديس بطرس. لنجد ارتداد القديس بطرس، الذي يختلف عن ارتداد القديس بولس.
فما هو هذا الارتداد؟
يختلف عن بولس لكن يشبهه بالسخاء. (متى4/20) “اتبعاني أجعلكما صيادي بشر” وللحال يترك كل شيء ويتبعه، سخي بعطائه تقبّل الدعوة كاملة من يسوع. بطرس الأكثر استعداداً للكلام وأسرع الرسل للعمل. (يو6/68) “يا رب إلى من نذهب وكلام الحياة الأبدية عندك”، السباحة في الماء.. (متى 16/4) “حسنٌ أن نكون ههنا، فإن شئت، نصبت ههنا ثلاث خيم”. في بستان الزيتون (متى 26/51) يشهر سيفه ويضرب خادم عظيم الكهنة”، سخاء كبير.
- نحن نفهم الارتداد هو العبور من حياة متوسطة إلى حياة أكثر سخاءً. أما بالنسبة لبطرس فكان الارتداد بالتخلي عن سخائه عكس الصفة البشرية. كان يجب أن يتخلى عن سخائه ويبني حياته على دفة يسوع وليس على صفاته البشرية.
- ولم يكن كارتداد بولس صاعقة فجائي إنما كان له مراحل للارتداد. وظهر جلياً بعد القيامة (متى 16 مر8) “أنت هو المسيح ابن الله الحي”. طوبى لك يا سمعان بن يونا فليس اللحم.. وأنت الصخرة وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي أنت حجر بالأرامي أما باليوناني كتب أنت بتروس وليس بترا أي حجر. يوحنا احتفظ بكيفا (يوحنا42) أنت ستكون كيفا وحالاً بعد اعتراف بطرس بلاهوت المسيح، وعندما يعلن يسوع عن آلامه، وهذا لا يُعجب بطرس. يقول: حاشى لك يا رب.
- يرفض بطرس أن يتألم يسوع. سخاءه لم يدعه يقبل أن يتألم يسوع. وحتى هذا السخاء الصادق لم يخضع لتدبير الله بطرس يحترم رغبة يسوع.
- بعد أن قال يسوع طوبى لك.. وأنت الصخرة.. يقول له (متى16/23) “ابتعد عني يا شيطان، فأنت حجر عثرة، لأن أفكارك ليست أفكار الله بل أفكار البشر. خيبة أمل كبيرة لبطرس أنت عقبة في طريقي أفكارك بشرية لا تنفعني. وكلمة شيطان تعني العدو الخصم بطرس هو خصم يسوع.
- نفس الشخص له الهامات إلهية مع أفكار بشرية تخلو من الروحانيات الإلهامات لا تعصم الإنسان من الخطأ (لو13/26) ” المعجزات أكلنا وشربنا أمامك وعلّمت في ساحاتنا فيقول لكم لا أعرف من أين أنتم” عملنا باسمك معجزات وأنا لا أعرفكم. الارتداد هو أصعب من ممارسة المواهب والأعاجيب. كان كافياً لأن يغير عقليته تغيير جذري.
- بعد الحديث عن الآلام بطرس يسأل من سيكون وزيراً في المملكة الجديدة، يسوع يجيب بالارتداد الرجوع كالأطفال. ونبدأ من الصفر وهذا لا يعجبنا.
- (لو22/25) بعد العشاء الأخير “تعلمون أنّ رؤساء الأمم يسودونها، وأصحاب السلطة فيها يريدون أن يُدعوا محسنين، لكن بطرس لا يهمه هذا النقاش لأنه يعرف أنّه ذو مكانة خاصة مكانة عظيمة عند يسوع (لو22/31) “يقول سمعان سمعان هوذا الشيطان قد طلبكم ليغربلكم كما تغربل الحنطة، ولكني صليت لك ألا تفقد إيمانك وأنت ثبّت إخوتك متى رجعتَ”. يسوع يشعر بأن بطرس بحاجة للارتداد ثم إلى تثبيت إخوته أي إلى تغيير عقليتهم. ولكن بطرس ليس مقتنع بعد بأنّه بحاجة للارتداد ويقول له أنا مستعد أن أذهب معك حيث تذهب… دائماً بسخاء ومستعد دائماً للعطاء. لكن يسوع يقول له السر قبل أن يصيح الديك ستنكرني ثلاث مرات.
- (يو13) بعد العشاء أثناء الغسل. ما نوعية الارتداد الذي هو بحاجة إليه؟ أأنت يا رب تغسل قدمي؟ “ما أنا فاعلٌ أنت لا تعرفه الآن ولكنك ستدركه بعد حين. لا يقبل بطرس أن ينحني يسوع. لأن يسوع فوق الكل. بطرس يريد أن ينقذ المسيح ولا يدع المسيح ينقذه. لا يريد أن يفهم نظام المحبة الجديد.
- (رسالة يو الأولى4/10) “لسنا نحن أحببنا الله بل هو أحبنا فأرسل ابنه كفّارة لخطايانا. بطرس يندفع بسخاء لكن بغير محلِّه.
- (يو13-23) “يا بنيَّ لست باقياً معكم إلا وقتاً قليلاً.. فحيث أنا ذاهب لا تستطيعون أن تأتوا…إلى أين تذهب؟ حيث أنا ذاهب لا تستطيع الآن أن تتبعني لكن ستتبعني بعد حين… لماذا لا أستطيع أن أتبعك الآن لأبذلن نفسي في سبيلك… لا يمكن تسبيق الأحداث ستتبعني يوماً بعد أن أكون قد رسمت الطريق. وعندما قال بطرس أنا مستعد أن أموت في سبيلك. لم يكن ادّعاء بل سخاء حقيقي.
- وكذلك في البستان يحاول إنقاذ يسوع يسحب سيفه ويدافع عنه. يجب أن نحارب عن المسيح أن ندافع عنه. أسلوبه متأصل بالعقلية اليهودية. تحارب بحيث لا تتأذى كرامة المسيّا. هوذا عبدي سيرتفع وسيعظم وسيمجد وسيملك.. لأنهم لا يقبلوا على المسيّا أن يُهان وكذلك بطرس هذا نابع من حبِّه للمسيح.
- لكن لماذا أنكر بطرس يسوع؟ أنكره لشدة سخائه. لا يتصور المسيح بهذا الوضع، لأنه يعرف المسيح القوي. تشكك، لا أعرف هذا الرجل ولم يقل لا أعرف يسوع. أنا أعرف المسيح الذي يقاتل. وهذا لا يستطيع الدفاع عن نفسه لهذا، أنكره. لأن الذي كان قديراً بالقول والفعل لا يقاوَم يترك نفسه للظلم! استغرب كان بحاجة للارتداد. لا أعرف هذا الرجل. صاح الديك (كم مرة يصيح الديك ولا نسمعه)؟ صاح الديك تذكر وبكا فغسلته نظرة يسوع وهنا حصل الارتداد. قَبِل النعمة قبل رسالة الآلام وخلَّصه يسوع.
- في آخر موقف (يو21) بعد القيامة بعد أن أكلوا (كلّها أسئلة مختلفة عن بعض وحتى رد بطرس مختلف).
- أول مرة أتحبني أكثر من هؤلاء؟ وكلمة أحبَّ Agape حب سخي وهذا الحب لا نمتلكه إنما مُعطى لنا. وبطرس يرد بمنتهى التواضع أنا لا أعرف أنت تعرف لا يدعي أنّه يحب أكثر وهو يستخدم فعل Filia أنا أحبك حب بشري عادي أنت تعرف نوعية حبي لك فيقول له ارعَ خرافي عندما لم يعتمد على مواهبه بدأ يُكلّف بهذه المهمة الرعوية.
- ثاني مرة أتحبني بسخاء Agape بدون مقارنة؟ أنت تعرف أني احبك بحنان Filia.
- ثالث مرة يقول يسوع أتحبني بحنان Filia فحزن بطرس وكذلك ثالث مرة لم يدافع إنما قال أنت تعلم، لم يتكل على اقتناعه الشخصي.
- موقف جديد لم نره قبل الآن في كل المواقف. موقف إنسان مرتد. إنسان لا يضع سخاءه وقناعاته الشخصية في المقام الأول.
- إنما يخضع للنعمة الإلهية، حتى في كلامه، لا يقل أنا أعلم إنما يقول أنت تعلم أني أحبك بحنان.
- (وكذلك رسالة بطرس الأولى1/3) “تبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، شملنا بوافر رحمته فولدنا ولادة ثانية..” ولد بطرس بالقيامة. وهو يعترف أنّه موضع رحمة إلهية وليس قدرات شخصية وفي نهاية الرسالة (5/5) وكذلك “أنتم الشبان اخضعوا للشيوخ والبسوا جميعا ثوب التواضع في معاملة بعضكم لبعض لأن الله يكابر المكابرين وينعم على المتواضعين. فتواضعوا تحت يد الله القادرة ليرفعكم في حينه”.
- تغير بطرس من إنسان سخي متسرع إلى آخر سخي بتأني في رحمة الله سخي بتواضعه وثقته بالله يترك الله يقود حياته.