بالأسرار يُحيينا يسوع ويجمعنا
تأسيس الأسرار و عددها
تأسيس الأسرار و عددها
مواضيع في التعليم المسيحي
الأخ فراس الحوش
للجميع
الأسرار هي أساس من أساسات المسيحية وضعها السيد المسيح، من خلالها نعبّر عن إيماننا حسب طبيعتنا البشرية. الأسرار السـبعة تشبه سـبعة أنـهار تجري فيها النعمة الإلَهية.
للأسف أصبحت ممارستنا للأسرار ممارسة سطحية وآلية كواجب أو كعادة من دون إي مضمون وهذا ربما يعود لقلة فهمنا لأهمية هذه الأسرار ومدى اشتراكها الحقيقي بحياتنا.
ما هي الأسرار ولماذا لدينا أسرار بالمسيحية؟
ما معنى كلمة سر؟
كلمة سر تعني ما خفي على الإنسان أو ما لم يتوصل الإنسان إلى معرفته بذكائه وبدون مساعدة أحد، وإلا لم يكن هناك سر لأن السر لا يقوم بين أكثر من إثنين فإن كان هناك ثالث أو أكثر لم يكن هناك سر إطلاقاً.
ما هي الأسرار السبعة؟
1-أسرار التنشئة: تثبّت أساسات الحياة المسيحية فالمؤمنون يولدون بالمعمودية ولادة ثانية ويتقوّن بسر التثبيت ويتناولون بالافخارستيا خبز الحياة الأبدية (سر المعمودية – سر التثبيت –سر الافخارستيا).
2- أسرار الشفاء: أراد الرب يسوع طبيب نفوسنا وأجسادنا لكنيسته أن تواصل بقوة الروح القدس عمل الشفاء والخلاص وهذا ما تهدف إليه أسرار الشفاء (سر التوبة وسر مسحة المرضى).
3-أسرار خدمة الشركة: (الكهنوت والزواج) هدفهما خلاص الآخرين يخولان المؤمنين رسالة خاصة ويساعدان في بناء شعب الله.
مَنْ أسس هذه الأسرار؟
كل الكنائس المسيحية تعتقد أن نشأة الأسرار يجب أن تعود إلى المسيح نفسه ولكن السؤال:
كيف أنشأ المسيح الأسرار؟
وما هي الأسرار التي أنشأها؟
هناك أسرار أنشأها المسيح مباشرة، أو بشكل صريح بحيث يمكن الاستناد الى أقوال المسيح نفسه لتحديد عناصرها.
عدد الأسرار:
عناصر السر:
لكي يتم السر يجب أن تتوفر الأساسيات التالية:
لو نقص أحدهم لا يتم السر.
مادة السر: هي شيء بسيط محسوس/ منظور فمثلاً: الماء في سر العماد، زيت الميرون في سر التثبيت، الخبز والخمر في سر القربان القدس، الزيت المبارك في سر مسحة المرضى …الخ
صورة السر: هي الكلمات التي يقولها خادم السر عند استخدامه المادة المفروضة لإتمام السر فمثلاً: هذا هو جسدي… هذا هو دمي…في سر القربان الأقدس، أعمِدك يا… باسم الأب والابن والروح القدس، في سر العماد المقدّس …الخ
خادم السر: هو الإنسان الذي يستخدمه واضع السر (واضع السر هو الرب يسوع بذاته) للقيام بذلك أو الشخص الذي تفوضه الكنيسة ليمنح السر باسم واضعه “الرب يسوع” ولكي يكون عمل السر قانونياً وشرعياً يجب أن ينوي خادم السر أن يفعل ما تفعله الكنيسة إن لم يكن مؤهلاً لذلك.
يقول القديس أوغسطينوس العلامة الشهير والذي يقول فيه (إذا القديس بطرس عمد فإن المسيح هو الذي يعمد، وإذا يهوذا الإسخريوطي عمد فإن المسيح هو الذي يعمد). ومن هنا يجب أن نفصل بين نعمة السر الكامنة في السر نفسه، وبين حالة الكاهن الروحية، فما الكاهن سوى وسيلة لإيصال السر إلى النفس البشرية دون النظر حالته الروحية.
خلاصة:
لِمَ الأسرار؟ ما الهدف منها؟ ما فائدتها؟ هل هي ضرورية؟
بما أن الإنسان كائن اجتماعي يحتاج إلى علامات ورموز تواصلية عبر اللغات والحركات والأعمال وهذا الأسلوب أراده المسيح لنا في علاقتنا مع الله من خلال الأسرار فوجود الأسرار في الديانة المسيحية ناتج عن أن الإنسان جسد وروح، والله لم يتصل بالإنسان إلا من خلال الجسد والروح.
خاتمة:
بالأسرار المقدسة نتواصل مع الله ليس بعقلنا فحسب بل بحواسنا كلها هي هدايا تركها المسيح لكنيسته، بها نتقدس ونغذي ايماننا، من خلالها نعبّر لله عن حبنا بطريقة ملموسة.