عيش اللحظة الحاضرة
ما هو هدف حياتنا بالحياة؟
ما هو هدف حياتنا بالحياة؟
مواضيع شبابية
سالزيان الشرق الأوسط
الشبيبة
عيش اللحظة الحاضرة
ما هو هدف حياتنا بالحياة؟
هو أن نصبح قديسين
ما هو هدف انضمامنا إلى الأخويات والمنظمات الكنسية؟
هو أن نقدس نفسنا والقريب
وكيف نقدس ذاتنا والقريب إن لم نحيا؟
إن لم نعيش اللحظة تلوه اللحظة بالقداسة …
لهذا اخترنا موضوع اليوم هو أن نفهم أهمية اللحظة الحاضرة في حياتنا كي نعيشها، نعيشها بكل أبعادها ومعانيها من أفراحها وأحزانها.
كثيرون من الناس يبكون إذا انهمر المطر، ثم يجدون الشمس تشرق شديدة الحر…
في الشتاء يتحسرون على الصيف وإبان الصيف يتلهفون إلى الخريف…
الصغار يتمنون لو كانوا كباراً والمسنون يرتدون ألبسة بطريقة تظهرهم أصغر عمراً …
إننا نرغب دائماً من أن نظهر على غير ما نحن. بدل أن نكتشف جمال وبهاء العمر في كل لحظة من مراحله.
علينا أن نتعلم التمتع بعطاء اليوم القائم حتى وان مرضنا. أن نغتنم هذه المناسبة.
علينا أن نتعلم التمتع بعطاء اليوم القائم حتى وان مرضنا. أن نغتنم هذه المناسبة.
أن ساعات المرض لمناسبات جيدة …
للصلاة في هدوء … للمطالعة … للتفكير بالذات … بالحياة … بالقريب بالطبيعة …
علينا أن نرتاح في وقت المرض مثلما ونحن في تمام العافية وان نقبل الحالتين كهبة من الله.
كثيرين منا يعيشون، إما في الماضي وأما في المستقبل …
فيتوهم الأولاد الشبان … أن الحياة ستكون رائعة عندما يتركون المدرسة … الجامعة
على أن ذلك غير صحيح لأنهم سيدخلون عالم العمل.
ثم يقولون لذواتهم: ستكون الأحوال رائعة عندما نتزوج …
ثم يقولون ستتبدل الأحوال إلى الأفضل حين يولد البنين ثم يكون البكاء والعويل طوال الليل.
اذاك يحلمون بالأيام التي يكبر فيها الأولاد ويصبح الأمر في بالغ الروعة…
ثم يشيخون ويأخذون في التذكر كم كانت الحياة رائعة أيام الماضي عندما كانوا شبابا…
هكذا نقضي حياتنا في التحسر من دون أن نعيش …
ما ندعوه اللحظة الحاضرة هو التمتع بجمال الواقع. في كل المسائل وحيث نكون.
علينا أن نتعلم قبول الواقع والناس والذين تأتينا بهم اللحظة هي لأنها إرادة الله.
إذا جاءنا ضيف.
إذا جاءنا عامل ليعمل في البيت.
إذا جاءنا طالب.
إذا جاءنا فقير …
إذا جاءنا غني …
كل هؤلاء قد يكونوا مرسلين من قبل الله ليستمعوا البشارة … لنلتقي بهم.
هذه هي اللحظة الحاضرة وهذا ما علينا نتعلم عيشه …
علينا أن نتعلم تعديل مشاريعنا على ضوء العمليات التي بين أيدينا والتي تظهر بأن الرب يريد ذلك.
علينا أن نتعلم أن الله يحبنا وإننا أعزاء في عينيه وأنه بإمكاننا الاستسلام إلى روحه القدوس في اللحظة الحاضرة. (لا يهمكم أمر الغد فالغد يهتم بنفسه وللكل يوم من العناء ما يكفيه) (متى 6/34)
علينا أن نصبح مثل الأولاد الذين يعيشون الاندهاش والثقة.
لهذا علينا أن نستمتع بما يعطينا إياه الآن:
الأفراح والآلام والسلام والآمال. فهذا هو عطاؤه اليوم لنا.
لن نجد السبيل إلى الراحة إلا إذا تعلمنا كيف نتغلب على الخوف وكيف نضع ثقتنا بمحبة الله ونستسلم بمشيئته.
علينا أن نمر بشتاءات (غيوم) الألم، بلحظات تصعب فيها الصلاة ولا يعود الناس أثناءها يجذبوننا على أن الربيع يبقى غير بعيد رغم كل هذا.
فموت عزيز في العائلة، أو فشل في العمل في الدرس أو مرض أو صديق غير وفي كل هذه الأمور تجرح قلبنا وتغرقنا في مرحلة مظلمة. بيد أن هذه الظلمة مهمة.
ذلك من الضروري أن نتعلم كيف نكون أقوياء وكيف نكون نحافظ على السلام دون أن نقاتل الظلمة بل أن نبقى في وضع مرتب.
علينا أن نتعلم قبول الشتاء كهبة من الله اذاك الثلج يذوب والأزهار تبرز
(وأنا نعلم أن الله يسخر كل شيء لخير الذين يحبونه)
علينا أن نمر بالأزمنة القوية التي هي أيام الشتاء. علينا أن نكتشف شيئاً فشيئاً الكآبة التي في قلب الكون ودور التضحية ودور الألم ودور الذبيحة.
علينا أن نتعلم التعمق في معنى الألم في صليب يسوع. أن نكتشف معنى التضحية وانهم قريبين من القيامة ومن الروح.
يعني علينا أن نمشي على دروب الحياة كل لحظة.
كي نسير في طريق القداسة يكفي أن نغوص في اللحظة الحاضرة وأن نتمم في هذه اللحظة الحاضرة بالذات مشيئة الذي قال انه هو الطريق.
ونرى الأمور بعين الله.
اللحظة الماضية انقضت وانتهت فنتركها في رحمة الله واللحظة المستقبلة قد لا تدخل حسابنا أي لا نعرفها.
أمر واحد لا شك فيه وهو أننا نستطيع أن نحب الله في اللحظة الحاضرة التي فيها نعيش.
نحبه في ذلك الشخص الذي أتكلم معه في ذلك العمل الدرس الصلاة. الفرح الحزن …
إذن علينا أن نبني قداستنا لحظة بعد لحظة. عارفين أن فيها حب الله لنا أبوي شخصي لا حدود له.
فعلينا أن نمشي على دروب الحياة فنحن حجاج في طريقنا نحو الملكوت السماوي.
علينا أن نعرف ننجز في اللحظة الحاضرة كل ما هو إرادة الله…
فاللحظة الحاضرة هي مكان حب الله لي.