مقدمة للكاردينال جاكومو بيفّي , Giacomo Bifi
“ماذا أراد أن يقول لنا أبونا السماوي بإرساله القديس يوحنا بوسكو إلى كنيسته؟
ماذا يعني إعادة عرض ذكراه الطوباوية في وقتنا الحاضر مرة أخرى؟ في الإمعان بمشهد وأعمال مؤسس العائلة السالزيانية الكبيرة، أفهم من هذا أنها دعوة إلى الفرح، الفرح الذي يزهر ولكن من واقع جارِ ومن حقيقة محزنة.
من كل كتابات دون بوسكو تظهر قناعة مفادها أن حياة الإنسان بالنسبة له هي ليست في النهاية مغامرة سعيدة ومؤكدة : بل بالأحرى هي اختيار مخيف (رهيب) بين قدرين متعاكسين. الجنة كهدف للسعادة التي نحن جميعا مدعوون إليها، وهو ذكرنا بها بإستمرار، لكن أبدا لم يُخف خطر الهلاك الحقيقي. وهنا يجد دون بوسكو دعائم دعوته الكهنوتية مدركاً أن هذه الدعوة هي عطية (هبة) ، لكي لا يتوه أحدّ من الإخوة : الرغبة القوية في خلاص النفوس كانت المحرك السري لكل أعمال دون بوسكو ، وهي أيضاً الوحي العميق الذي لا ينضب لكل نشاطه المدهش هذا.