جيل الذكاء الصناعي
Generazione Touch
Generazione Touch
مواضيع تربوية
عن مجلة السالزيان الدورية نقلها للعربية الأب السالزياني بشير سكر
للشبيبة والعائلات
لكي نحظى اليوم باهتمام صغارنا علينا أن نجاريهم في استخدام الهاتف الذكي
عصرنا الحالي يطلق عليه أيضا ً اسم “جيل الذكاء الصناعي”: إنك ترى اليافعين خبراء في تشغيل شتى أنواع الهواتف الذكية، غير أنهم عاجزون حتى في سن العاشرة عن عقد رباط الحذاء…
المراهقون يرسلون ما يقارب 3400 رسالة رقمية في الشهر ويستغرقون في صحبة الشاشة الصغيرة وقتاً يفوق الوقت الذي يقضونه مع والديهم ومعلميهم. وهم يتداولون رموزا ً لغوية مستحدثة عرفت اليوم انتشارا ً سريعا ً.
كلنا شبه متفقين على أن التواصل الرقمي هو ظاهرة إيجابية من نواح ٍ عديدة. استيطان التكنولوجيا العصرية في البيت أصبح أمرا ً بديهيا ً إلى درجة أن الكثير من الوالدين لا يعتبرونها اليوم خطرا ً يهدّد العلاقات العائلية.
إن ثورة الشبكة الرقمية العالمية مازالت في نشأتها، ومثلها مثل باقي الأشياء، كلما تعاظم ضياؤها كلما تعاظمت الظلال التي تخلّفها… والأجيال الفتية هي خاصة من تتعرض للآثار السلبية: فكيف يستطيع الفتى اليافع أن يتواصل وجها ً لوجه والآخرين حين يقضي معظم وقته أمام الشاشة الصغيرة؟
الخطة الأولى: تقييم أثر الثقافة الرقمية على حياة الأسرة
يقول غاري تشابمان: “لا تتنازل عن هيبتك كولي أمر لسبب جهلك استخدام أحد الأجهزة الرقمية أو لعدم مقدرتك التعامل والانترنت. تعرّف بالتطبيقات التي يتداولها الأبناء واطلب من بعض الوالدين أن يساعدوك أو انتسب إلى دورة تدريبية لتفهم أقله أساسيات هذا العالم الجديد. لا يمكنك أن تظل متخلّفا ً بينما يحلّقون هم وحدهم في فضاء رقمي سريع التطور. فقد أصبح واضحا ً أن غوغل لا يستأذن الوالدين لكي يعطي الإجابة على مجمل معضلات الحياة. المطلوب اليوم أن نكون على دراية بالأمور لكي نحمي الأبناء ونربيهم. فلكي نحظى اليوم باهتمام صغارنا علينا أن نجاريهم في استخدام الهاتف الذكي.
الخطة الثانية: لنعط ِالأبناء الفرصة ليعاينوا العالم الواقعي
من المحزن أن نشاهد أطفال اليوم ينتقلون من صندوق إلى آخر: من صندوق الغرفة الى صندوق المصعد ومن صندوق المصعد إلى صندوق السيارة فإلى صندوق الحجرة المدرسية…ألم يحن الوقت لنكسر سطوة هذه الصناديق؟ الأطفال عادة يعانون من عقدة الأماكن المغلقة: الانغلاق لا يطاق وبالتالي فالخروج من المنزل يعني الحياة والحرية. إنهم يتوقون بجنون إلى الإبداع والحركة والركض…
هناك حقيقة دامغة: الصغار لا يحبون البطالة النفسية فإذا كانوا يبحثون عن العالم الوهمي فذلك لأنهم لا يجدون فرصا ً لتذوق العالم الواقعي.
الخطة الثالثة: لنقدم لهم بدائل مغرية
لندعُ مثلا ً الأصدقاء ليزوروا أولادنا في البيت. لنخرج قدر الإمكان لقضاء يوم استجمام عائلي في عطلة نهاية الأسبوع… الفرص التي تسمح باختيار بدائل ممتعة هي العطلة واللعب.
خلال العطلة يستطيع أولادنا أن يكتشفوا أن العالم الواقعي هو أغنى بلا حدود من العالم الافتراضي أو المصطنع الذي تقدمه الوسائط الإلكترونية. في يومنا هذا قد نجد أولادا ً لم يشاهدوا قط حصانا ً حقيقيا ً أو فراشة أو عِجلا ً…في العطلة نتيح لأولادنا أن يلمسوا وردة أو عشبا ً، أن يحتكّوا بالعالم الحقيقي!
الخطة الرابعة: لندعم الكتاب
الكتاب هو محطة تزويد الروح: فهو يغذي العقل، يسدّ جوع النفس، ينشّط الخيال ويحرر من القيود الذهنية. الإنترنت قد يولّد تَبَعية بينما المطالعة فهي تحرّر!
الخطة الخامسة: لنجتمع معا ً حول مائدة الطعام (أقله مرة في اليوم)
والسبب بسيط وقوي في آن واحد: أن نتناول الطعام “معا ً”، وليس فقط الواحد بجوار الآخر، أن نتناول الطعام كعائلة واحدة، هو لقاء مستحبّ جدا ً، خاصة عند المساء.
الوالدون والأبناء الذين يعرفون أن يتأمّلوا في العينين، واحدهم الآخر، يعيشون التواصل على مستوى أعمق. فهذا التواجه بالنظر يدعم التواصل البصري والعاطفي. كما وأن نتقاسم على المائدة نحن والأبناء حكايات عن حياتنا وخبراتنا فهذا يعمّق العلاقات الأسَرية. لا تسمح للمجال التكنولوجي أن يسرق الوقت الذي يمكن أن تستغله لسرد هذه الحكايات لأنها هي التي ترسّخ في الأبناء الحب الذي يكنّونه لك.