اليوم الثاني
دون بوسكو الشجاع
«كُن شجاعاً»
دون بوسكو الشجاع
«كُن شجاعاً»
الرتب والصلوات
الأب السالسي طوني زغندي واللجنة الإعلامية
للجميع
ترنيمة البداية
تحية الافتتاح:
ك. النِّعمَةُ والسَّلامُ، مِن لَدُنِ اللهِ أَبينا، ومِن لَدُنِ يَسوعَ المَسيحِ ربِّنا، مَعَكُم جَميعاً.
ج. ومعَ روحِكَ أيضاً.
قراءة سالزيانية – حلمٌ جديدٌ – (مذكرات الأوراتوريو)
الشجاعة للدخول في مغامرة التربية.
في الأحد الثاني من شهر تشرين الأول من ذاك العام ١٨٤٤، توجب عليّ إبلاغ فتياني أن مكان اللقاء الجديد هو في منطقة فالدوكّو (Valdocco)، لكن وبسبب عدم تأكدي من المكان ومن وسائط النقل ومن الأشخاص، كل هذا جعلني حقيقةً مشغول البال. وفي الليلة التي سبقت يوم الأحد، ذهبت للنوم وقلبي مضطربٌ. في تلك الليلةِ حلمت حلماً جديداً وعلى ما يبدو أنه تكملة لذاك الحلم الذي حلمته في مزرعة بيكّي (Becchi) عندما كان عمري تسع سنوات. إنه لأمر جيد عرضه بشكلٍ حَرفي.
حَلمت أني بين مجموعة من الذئاب والكباش والماعز، وبين حُملان وخِرفان وكلاب وطيور. جميع الحيوانات كانت تُصدر ضَجةً وصياحاً وكأنَّ هناك شيطان ينشر الرعب في قلوب تلك الحيوانات حتى الأكثر شراسة منها. كُنت أريد الهرب، عندما أشارت لي سيدةً باهرة الجمال عليها لباس راعية، أن أتبع وأرافق ذاك القطيع، في حين كانت تسير في المقدمة.
أخذنا نطوف بأماكن مختلفة حيث توقفنا في ثلاث محطات، وعند كل محطة كان الكثير من الحيوانات تتحول إلى حملان، وكُلّما مشينا كان العدد يزداد. وبعد أن مَشينا كثيراً وجدت نفسي في مرجٍ حيث كانت الحيوانات فيه تقفز وتأكل دون أن يحاول أحدها إيذاء الآخر.
أردت الجلوس بعد شعوري بتعب شديد إلى جانب طريقٍ قريبٍ، لكن الراعية دعتني لأستمر بالسير، وبعد مسافةٍ قصيرةٍ من الطريق، وجدت نفسي في ساحة واسعة معبّدةٍ ذات أروقة من الجانبين، وفي طرفها كنيسة. عندئذ تنبهت أن أربعة أخماس الحيوانات قد أصبحت حملاناً، ومن ثم أصبح عددهم كبيراً جداً. وفي تلك اللحظة انضم الكثير من الرعاة ليحرسوا الحملان، لكنهم كانوا يبقون لفترةٍ قصيرةٍ ثم يرحلون بسرعة، وفي تلك اللحظة حصلت معجزة، لقد تحول الكثير من الحملان إلى رعاة، وبقدر ما كانوا يَكبرون كانوا يهتمون بالآخرين. كَثر الرعاة بشكلٍ كبير ومن ثم انقسموا ليذهبوا بعيداً، وليرافقوا حيواناتٍ أخرى غريبةً ويقودوها إلى حظائر أخرى.
أردت الذهاب لأنه بَدا لي أن الوقت قد حان للقيام بالقداس، لكن الراعية دعتني لأرى في الأفق حقلاً قد زُرعَ بالشعير والبطاطا والقرنبيط والشوندر والخس والكثير من الأعشاب المختلفة.
قالت لي، انظر مرةً أخرى، ونَظرت من جديد. عندئذ رأيت كنيسةً شاهقة رائعةً مع أوركسترا وآلات موسيقى وسمعت أصواتاً ترنيم تدعوني لأخدم القداس.
في تلك الكنيسة كان هناك قماش أبيض كُتب عليه باللاتينية وبخطٍ تكعيبي: “هنا بيتي، من هنا ينطلق مجدي” (Hic Domus Mea, Inde Gloria Mea) .
وأنا مازلت أحلم أردت سؤال الراعية أين أنا؟ وإلامَ تلمّح بذاك المسير مع تلك المحطات وذاك البيت مع الكنيسة، وأيضاً تلك الكنيسة الشاهقة.
“ستفهم كل شيء عندما سترى بعينيك المجردتين الحقيقة على قدر ما تشاهد الآن برؤية الحلم”.
عندما بدا لي أنني استيقظت تكلمت قائلاً: “أنا أرى بوضوحٍ و أرى بعيني المجردتين، أنا أعرف أين أذهب وماذا أفعل”. في تلك اللحظة قُرعت أجراس كنيسة القديس فرنسيس السالسي ترنيمة “السلام لك يا مريم” فاستيقظت.
هذا الحلم استمر الليل بطوله تقريباً، وكان فيه الكثير من التفاصيل. حينها وبسبب قلة ثقتي فهمت القليل من معانيه، لكن فهمت تأثيره مع مرور الوقت. بل لاحقاً، أفادني مع حلم آخر حلمت به، ليكون أساساً في تأملاتي وقراراتي.
المزمور ٢٧
الردّة: أَلرَّبُّ نوري وَخَلاصي فَمِمَّن أَخاف؟
١. أَلرَّبُّ نوري وَخَلاصي فَمِمَّن أَخاف؟
أَلرَّبُّ حِصنُ حَياتي، فَمِمَّن أَفزَع؟
٢. عِندَما يَقرُبُ مِنّي ٱلمُسيئون
لِكَيما يَنهَشوا لَحمي
يَكونُ مُضايِقِيَّ وَخُصومي
هُم ٱلمُتَرَنِّحينَ ٱلسّاقِطين
٣. إِن ٱصطَفَّ عَلَيَّ عَسكَر
فَلا يَخافُ قَلبي
وَإِن نَشِبَ عَلَيَّ قِتال
بَقيتُ آمِنًا مُطمَئِنا
٤. أَيقَنتُ أنّي سَأَرى جَودَةَ ٱلرَّبّ في أَرضِ ٱلأَحياء
تَوَكَّل عَلى ٱلمَولى وَكُن مُتَشَدِّدا
وَليَتَشَجَّع قَلبُكَ، وَٱعقِد عَلى ٱلمَولى ٱلرَّجاء
قراءة من الانجيل المقدس مر ٦/٤٥-٥٢
تَنَبَّهوا واثبُتوا في الإِيمان يا أخوتي، كونوا رِجالا، كونوا أَشِدَّاء، ولْتَكُنْ أُمورُكُم كُلُّها بِمحبَّة. (١ كور ٥/١٣-١٤)
في ذلك الزمان أَجبَرَ يسوع تَلاميذَهُ لِوَقتِه أَن يَركَبوا السَّفينة، ويَتَقَدَّموه إِلى الشَّاطِئِ المُقابِل نَحوَ بَيتَ صَيدا، حتَّى يَصرِفَ الجَمْع. فلمَّا صَرَفَهم ذهَبَ إِلى الجَبَلِ ليُصَلِّي. وعِندَ المساء، كانَتِ السَّفينَةُ في عُرْضِ البَحْر، وهو وَحدَه في البَرّ. ورآهم يَجهَدونَ في التَّجديف، لأَنَّ الرِّيحَ كانت مُخالِفةً لَهم، فجاءَ إِليهِم عِندَ آخِرِ اللَّيل ماشِياً على البَحْرِ وكادَ يُجاوِزُهم. فلمَّا رَأَوهُ ماشِياً على البَحْر، ظَنُّوه خَيَالاً فصَرَخوا لِأَنَّهم رَأَوْهُ كُلُّهم فَاضطَربوا. فكَلَّمَهم مِن وَقْتِه قالَ لَهم: “ثِقوا. أَنا هو، لا تَخافوا”. وصَعِدَ السَّفينَةَ إِلَيهم فسَكَنَتِ الرِّيح، فدَهِشوا غايةَ الدَّهَش، لِأَنَّهم لم يَفهَموا ما جَرى على الأَرغِفَة، بل كانت قلوبُهم قاسِيَة.
كلام الرب
قارئ أول: نصلي لك يا رب لكي تمنحنا الشجاعة في رسالتنا من أجل الشبيبة ومعها، كما فعل دون بوسكو.
قارئ ثاني: هبنا يا رب نورك الحقيقي، نور المعرفة والشجاعة، لنصمد أمام تجارب وضيقات هذا العالم.
قارئ ثالث: يا رب قوّي إيماننا عندما يهتز في الصعاب، وحوّل كل خوف وضيق إلى سلام واطمئنان.
كلمة روحية: عن الشجاعة
حلمٌ استمر ليلة واحدة لكنه مازال يتحقق طوال هذه السنين، أولاً مع دون بوسكو و من ثمّ يتابع أبناؤه تحقيق هذا الحلم.
“هنا بيتي ومن هنا ينطلق مجدي” إن القديس يوحنا بوسكو بشجاعته حافظ على الكنيسة و أبنائها، هذه هي الشجاعة أن نعرف كيف نحافظ على كنيستنا اليوم، فدون بوسكو أعطى دعوات كثيرة للكنيسة الجامعة وليس فقط للرهبنة.
الشجاعة التي علمنا إياها الرب يسوع الذي لا يترك خِرافه: “ثقوا. أنا هو، لا تخافوا” يقولها لنا اليوم في خضمّ الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا في شرقِنا المتألّم، إنها لشجاعة كبيرة التي يعيشها كل إنسان اليوم في هذا الشرق.
لنفرح بالمسيح، لنتمسك به، لنبتعد عن قساوة القلب، ولنعش الوداعة، هذه هي الشجاعة كما يعلمنا الإنجيل، فحياتنا على هذه الأرض هي عبور إلى الملكوت السماوي، الذي سنحصل عليه بشجاعتنا.
ساعدنا يا رب أن نحافظ على الإيمان وأن نعمل على التجديد الدائم وأن نبني لنا بيتاً في السماء وذلك بحسب ما تمليه علينا حكمتك: “أعطنا الحكمة الساكنة معك إلى عرشك” (حكمة ٩/٤).
الصلاة الربّية
صلاة الختام
اللهمَّ، مُحِبَّ الصِغار، يا مَنْ أَضْرَمْتَ في قَلْبِ القديس يوحنا بوسكو نارَ مَحَبَّتِكَ، وأَقَمْتَهُ أباً للشَبيبة ومُعَلِّماً † أَشْعِلْ في نُفوسِنا تلْكَ المَحَبَّة * فَنَبْحَثَ عن النفوس غيْرَ مُبْتَغين سِوى وَجْهِكَ الكريم. برَبِّنا يسوع المسيح ابنك الإله الحيّ المالك مَعَكَ ومع الروحِ القُدُس † الى دهر الدهور.