اليوم الثاني
“الحفاظ على القيم” – يسوع المُعلّم
“الحفاظ على القيم” – يسوع المُعلّم
لم يمنع العمل المضني دون بوسكو، من أن يكون رجل الصلاة، وإن تميّزت صلاته بمفهوم جديد غير متّبع في عصره، وهو أن تنبثق الصلاة من قلب الحياة وأن ترتبط بالعمل بحيث تصبح الحياة كلها تقدمة روحية.
إن العمل والصلاة، العمل والتأمل يعبران عن محبة واحدة، متماسكة يقيمها الروح القدس في روح الرسول. فمن خلالها استغرق دون بوسكو في الله استغراقاً عميقاً، حتى قدّمته الكنيسة مثالاً للذين يقعون في سطحية الحياة المادية والعيش في ضجيج عالم اليوم.
صلاته صلاة رسول حقيقية وكاملة في جوهرها، بسيطة وفرحة في مظهرها، شعبية في مضمونها. في هذه الثلاثية نريد أن نشارك القديس يوحنا بوسكو مشاعره تجاه الله.
– ترتيلة البداية :
عيناك تنظر إلي – نزار فارس
1- بِيَدِ الحُبِّ جَبَلتَنِي طَبَعتَ فِيَّ صُورَتَكَ. سُكنَى السّماءِ أعطَيتَنِي.. فَصِرتُ مِن أهلِ بَيتِكَ..
بِفَرَحِكَ غَمَرتَنِي.. جِئتُ إلَيكَ أحبَبتُكَ.. أنتَ في البَدءِ أحبَبتَنِي.. حُبُّكَ سِرُّ إيماني..
عَيناكَ تَنظُرُ إلَيَّ ؛ حُضُورُكَ يَهُزُّ كَيَانِي.. يَرعانِي مِلءُ حَنَانِكَ؛ أَيَا مَنبَعَ بَحرِ الحَنانِ..
2- ثالوثي إلَهي حَبيبي، سَعيدٌ أنا في لُقياكَ.. فِيَّ أنتَ وَفِي قَريبي، سِرٌ جَميلٌ أَن أراكَ
قَلبُكَ، ثَروَتي نَصِيبي؛ أَكنُزُ مِن فَيضِ غِنَاكَ.. رُوحُكَ شُعلَةَ لَهيبي؛ تُضرِمُ الحُبَّ في وجداني..
3- آتي إلَيكَ رَبِّي دَومًا، واثِقًا أمري أُسَلِّمُ.. فَتَقبَلُنِي مُبتَسِمًا، لأَنَّكَ هَمِّي تَعلَمُ
تَبقَى لِيّ أَبًا وَأُمًّا؛ لِرُؤياكَ نَفسي تَحلُمُ.. سَأَرَى وَجهَكَ يَومًا؛ أَنتَ الذي دَومًا تَراني..
ك: باسم الآب والابن والروح القدس الاله الواحد
ج: آمين
ك: نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله الآب وشركة الروح القدس، معكم جميعاً
ج: ومع روحك ايضاَ
ك: فحص الضمير… فعل الندامة أو ترتيلة عن التوبة.
– المزمور: (٣٣) الردّة: طوبى لمن يتّقي المولى.
– قراءة من الكتاب المقدس: (مر ٣/١-٦)
في ذلك الزمان، دَخَلَ يسوع ثانيَةً بَعضَ المَجامِع وكانَ فيه رَجُلٌ يَدُه شَلاَّء. وكانوا يُراقِبونَه لِيَرَوا هَل يَشفيهِ في السَّبْت ومُرادُهم أَن يَشكوه. فقالَ لِلرَّجُلِ ذي اليَدِ الشَّلاَّء: قُمْ في وَسْطِ الجمَاعة. ثُمَّ قالَ لهم: أَعَمَلُ الخَيرِ يَحِلُّ في السَّبتِ أَم عَمَلُ الشَّرّ؟ أَتَخليصُ نَفْسٍ أَم قَتْلُها؟ فظَلُّوا صامِتين. فأَجالَ طَرْفَه فيهِم مُغضَباً مُغتَمّاً لِقَساوةِ قُلوبِهم، ثُمَّ قالَ لِلرَّجُل: اُمدُدْ يَدَك. فمَدَّها فعادَت يَدُه صَحيحَة. فخَرَجَ الفِرِّيسيُّونَ وتآمَروا علَيه لِوَقْتِهم معَ الهِيرودُسِيِّينَ لِيُهلِكوه.
كلام الرب
–قراءة سالزيانية: (مذكّرات مركز السالزيان ص١٣٠)
بَعد أن سُّيّم كاهناً يوحنا بوسكو كتب في مذكرات الأوراتوريو:
إنَّ الأب غولزيو فيليتشه (Gulzio Felice) والأب غوالا والأب كافاسّو، كانوا مثالاً لأقتدي بهم، وكيف لا، لقد أرسلتهم إليّ العناية الإلهية. لذلك توجب عليّ فقط اتباع خطوات وحكمة وفضيلة الأب كافاسّو الذي ومنذ ست سنوات كان مرشدي، وأيضاً رئيسي الروحي. وإذا قمت بأيّ شيء جيد فالفضل يعود لذاك الأب الرائع.
بين يديه كنت أضع مشورتي وكل دراستي وكل أعمال حياتي. فكان أول ما علمني إياه هو إرسالي لزيارة السجون. هناك تعلمت وعرفت بسرعةٍ كم أن الخبث والبؤس كبيران عند البشر. أن ترى زمرةً من الشباب عمرهم بين ١٢ و١٨ سنة، يتمتعون بصحةٍ جيدةٍ، أشداء وأذكياء لكن تراهم في السجن غير فاعلين، ملسوعين من كثرة الحشرات، ويعانون من نقص الخبز الروحي والدنيوي، هذا الأمر جعلني أشعر بالفزع. فالشعور بالعار تجاه الواجب الوطني وتشويه سمعة العائلة والشعور بالندم على الذات، كانت جميعها مشاعر هؤلاء السجناء التعساء. لكن دهشتي ومفاجأتي كانت عندما أيقنت أن الكثير منهم يخرجون وكلهم نية مؤكدة للقيام بحياة أفضل، ومع هذا فإنهم يعودون للسجن بعد أن كانوا قد خرجوا منه منذ بضعة أيام فقط.
عرفتُ أن السبب في ذلك هو أن الكثير منهم تركوا ليتقوقعوا على أنفسهم. “قلت في نفسي، من يدري، لو كان لهؤلاء الشباب صديق لهم خارج السجن يهتم بهم، ويساعدهم ويعلمهم التعليم المسيحي في أيام العطل، من يدري ربما يستطيعون أن يبقوا بعيدين عن الهلاك أو على الأقل سيقل عدد الذين يعودون إلى السجن؟”. بدأت بطرح هذه الفكرة على الأب كافاسّو وبنصائحه وتوضيحاته بدأت أدرس طريقة تحقيق فكرة مفادها: أن الثمرة موجودة في نعمة المسيح ومن هذه النعمة، كل جهد يقوم به الإنسان يصبح هباء.
– قارئ أول: يا ربّ اجعل من الكنيسة علامة لحبك بين البشر، قادرة على الإجابة عن أسئلة الحياة الكثيرة التي تُطرح في عصرنا.
– قارئ ثاني: يا ربّ ليّن قلوبنا، كي نحنوا على إخوتنا، فنتسلّح بالقيم الإنسانية والإلهية التي تعلّمناها منك.
– قارئ ثالث: أرسل يا ربّ عملةً على مثال دون بوسكو والسالزيان الأولينن الذين تبعوا صوتك في خدمة الشبيبة والأولاد.
كلمة روحية: مع الأب مرقس حلمي السالسي
أبا الشبيبة ومعلمها، يوحنا بوسكو القديس، يا من سعى السعي كله، لخلاص النفوس، كن لنا دليلاً، حين نطلب خير نفوسنا وخلاص القريب. أعنَّا على كبح الأهواء وغلبة الحياء البشري. علمنا ان نحب يسوع القرباني، ومريم معونة النصارى، والحبر الأعظم. والتمس لنا من الله ميتة صلاح، لنكون يوماً معك في الفردوس. آمين.
– لنصل: اللهمَّ، مُحِبَّ الصِغار، يا مَنْ أَضْرَمْتَ في قَلْبِ القديس يوحنا بوسكو نارَ مَحَبَّتِكَ، وأَقَمْتَهُ أباً للشَبيبة ومُعَلِّماً، أَشْعِلْ في نُفوسِنا تلْكَ المَحَبَّة فَنَبْحَثَ عن النفوس غيْرَ مُبْتَغين سِوى وَجْهِكَ الكريم. برَبِّنا يسوع المسيح ابنك الإله الحيّ المالك مَعَكَ ومع الروحِ القُدُس الى دهر الدهور.
– ترتيلة الختام:
ربي عظيمة – يسوع فرحي
ربّي عظيمةٌ كلُّ أعمالِك يا إلهنا القدير عدلٌ وحق كلّ أحكامِكَ أنت ملك الدهور
من لا يمجّد إسمَك يا ربّ من لا يخاف قدسَك يا ألله
كلّ الشعوب لكَ ستنحني لأن مجدَك سيُرى هللويا هللويا هللويا آمين. لا. لا. لا.