اليوم الثالث
“مريم العذراء نجمة الأمل” – المستقبل المُشرق
“مريم العذراء نجمة الأمل” – المستقبل المُشرق
لم يمنع العمل المضني دون بوسكو، من أن يكون رجل الصلاة، وإن تميّزت صلاته بمفهوم جديد غير متّبع في عصره، وهو أن تنبثق الصلاة من قلب الحياة وأن ترتبط بالعمل بحيث تصبح الحياة كلها تقدمة روحية.
إن العمل والصلاة، العمل والتأمل يعبران عن محبة واحدة، متماسكة يقيمها الروح القدس في روح الرسول. فمن خلالها استغرق دون بوسكو في الله استغراقاً عميقاً، حتى قدّمته الكنيسة مثالاً للذين يقعون في سطحية الحياة المادية والعيش في ضجيج عالم اليوم.
صلاته صلاة رسول حقيقية وكاملة في جوهرها، بسيطة وفرحة في مظهرها، شعبية في مضمونها. في هذه الثلاثية نريد أن نشارك القديس يوحنا بوسكو مشاعره تجاه الله.
– ترتيلة البداية :
مريم سلام عليك – عبدو استنبولي
مريم سلام عليك بين ذراعيك احضنينا
إننا بين يديك رحمة بنا لا تتركينا
طفلك مريم جميل في أحضانك رفيق الحياة
عندنا ملك جليل حنانه يرعانا في الممات
دعوناك فاستجيبي لعبيد خطأة تائهين
وعلى حمل الصليب دُعينا فساعدي المؤمنين
ك: باسم الآب والابن والروح القدس الاله الواحد
ج: آمين
ك: نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله الآب وشركة الروح القدس، معكم جميعاً
ج: ومع روحك ايضاَ
ك: فحص الضمير… فعل الندامة أو ترتيلة عن التوبة.
– المزمور: (٢٨) الردّة: الرَّبُّ يُبارِكُ شَعبَهُ بِالسَّلام.
– قراءة من الكتاب المقدس: (يو ٢/١-١١)
وفي اليَومِ الثَّالِث، كانَ في قانا الجَليلِ عُرسٌ وكانَت أُمُّ يَسوعَ هُناك. فدُعِيَ يسوعُ أَيضاً وتلاميذُه إِلى العُرس. ونَفَذَتِ الخَمْر، فقالَت لِيَسوعَ أُمُّه: لَيسَ عِندَهم خَمْر. فقالَ لها يسوع: ما لي وما لَكِ، أَيَّتُها المَرأَة؟ لَم تَأتِ ساعتي بَعْد. فقالَت أُمُّه لِلخَدَم: مَهما قالَ لَكم فافعَلوه. وكانَ هُناكَ سِتَّةُ أَجْرانٍ مِن حَجَر لِما تَقْتَضيه الطَّهارةُ عِندَ اليَهود، يَسَعُ كُلُّ واحِدٍ مِنها مِقدارَ مِكيالَينِ أَو ثَلاثَة. فَقالَ يسوعُ لِلخَدَم: اِمْلأُوا الأَجرانَ ماءً. فمَلأُوها إِلى أَعْلاها. فقالَ لَهم: اِغرِفوا الآنَ وناوِلوا وَكيلَ المائِدَة. فناوَلوه، فلَمَّا ذاقَ الماءَ الَّذي صارَ خَمْراً، وكانَ لا يَدري مِن أَينَ أَتَت، في حينِ أَنَّ الخَدَمَ الَّذينَ غَرَفوا الماءَ كانوا يَدْرُون، دَعا العَريسَ. وقالَ له: كُلُّ امرِىءٍ يُقَدِّمُ الخَمرَةَ الجَيِّدَةَ أَوَّلاً، فإِذا سَكِرَ النَّاس، قَدَّمَ ما كانَ دونَها في الجُودَة. أَمَّا أَنتَ فحَفِظتَ الخَمرَةَ الجَيِّدَةَ إِلى الآن. هذِه أُولى آياتِ يسوع أَتى بها في قانا الجَليل، فأَظهَرَ مَجدَه فَآمَنَ بِه تَلاميذُه.
كلام الرب
قراءة سالزيانية: (مذكّرات مركز السالزيان ص١٣٠)
قراءة سالزيانية: (مذكّرات مركز السالزيان ص١٣٠)
في الأحد الثاني من شهر تشرين الأول من ذاك العام (١٨٤٤)، توجب عليّ إبلاغ فتياني أن مكان اللقاء الجديد هو في منطقة فالدوكّو، لكن وبسبب عدم تأكدي من المكان ومن وسائط النقل ومن الأشخاص، كل هذا جعلني حقاً مشغول البال.
وفي الليلة السابقة، ذهبت للنوم وقلبي مضطرب. في تلك الليلةِ حلمت حلماً جديداً وعلى ما يبدو أنه تكملة للحلم الذي حلمته في البيكّي عندما كان عمري تسع سنوات. إنه لأمر جيد روايته بالتفصي:
حلمت أني بين مجموعة من الذئاب والماعز والكباش والكلاب وحيوانات مفترسة أخرى، وكانت تصدر ضجةً وصياحاً، وكأنَّ شيطان ينشر الرعب في أوساطها. كُنت أريد الهرب، عندها طلبت منّي سيدة جميلة جدا على هيئة راعية، أن ألحق وأرافق ذاك القطيع، بينما هي كانت تسير في المقدّمة.
أخذنا نسير إلى أماكن مختلفة، حيث قمنا بالتوقف في ثلاث محطات، وعند كل محطة كان الكثير من الحيوانات تتحول إلى حملانٍ، وكلما مشينا كان العدد يزداد.
بعد أن مشينا كثيراً وجدت نفسي في مرجٍ كانت فيه الحيوانات تقفز وتأكل من دون أن يحاول أحدها إيذاء الآخر.
وبعد فترة ومن التعب أردت الجلوس إلى جانب طريقٍ قريبٍ، لكن الراعية دعتني لأستمر بالسير، وبعد مسافةٍ أخرى وجدت نفسي في باحةٍ كبيرةٍ معبدةٍ بأروقة من كل جوانبها، وفي طرفها توجد كنيسة. عندئذ تنبهت أن أربعة أخماس الحيوانات قد أصبحت حملاناً. من ثم أصبح عددهم كبيراً جداً. وفي تلك اللحظة انضم الكثير من الرعاة ليحرسوا الحملان، لكنهم كانوا يبقون لفترةٍ قصيرةٍ ثم يرحلون بسرعة، وفي تلك اللحظة حصلت أعجوبة، لقد تحول الكثير من الحملان إلى رعاة، وبقدر ما كانوا يكبرون كانوا يهتمون بالآخرين.
كثر الرعاة بشكلٍ كبير وانقسموا ليذهبوا إلى أماكن أبعد ليرافقوا حيواناتٍ أخرى غريبة ويسطحبوهم إلى حظائر أخرى.
أردت الذهاب لأنه بدا لي أن الوقت قد حان للقيام بالقداس، لكن الراعية دعتني لأرى في منتصف النهار حقلاً قد زرعَ بالشعير والبطاطا والقرنبيط والشمندر والخس والكثير من الأعشاب المختلفة.
عندها قالت لي تلك الراعية: انظر مرةً أخرى. فنظرت ورأيت كنيسةً شاهقة، رائعةً، وأوركسترا وآلات موسيقى وسمعت أصواتاً ترنّم تدعوني لأخدم القداس. في داخل الكنيسة، كان هناك قُماط أبيض كتب عليه باللغة اللاتينية وبخطٍ تكعيبي:”هنا بيتي، من هنا ينطلق مجدي”.
أردت سؤال الراعية: أين أنا؟ وما معنى المسير الذي فعلناه مع تلك المحطات؟ وما معنى تلك الكنيسة؟”.
فقالت لي: “ستفهم كل شيء عندما سترى بعينيك هذه الحقيقة على قدر ماتشاهد الآن في الحلم”.
وعندما بدا لي أنني استيقظت قلت: “أنا أرى بوضوحٍ الآن، أنا أعرف أين أذهب وماذا سأفعل”.
في تلك اللحظة قُرعت أجراس كنيسة القديس فرنسيس ترتيلة سلام لك يا مريم فأيقظتني من نومي.
هذا الحلم استمر الليل بطوله تقريباً، وكان فيه الكثير من التفاصيل. حينها وبسبب قلة ثقتي فهمت القليل من معانيه، لكن فهمت تأثيرات هذا الحلم مع مرور الوقت. بل لاحقاً، أفادني هذا الحلم مع حلمٍ آخر حلمت به، ليكون أساسياً في وقراراتي وأهدافي.
– قارئ أول: نحن أيضاً أعضاء العائلة السالزيانية، مدعوون لنكون كالرعاة داخل الكنيسة قادرين على خدمة القطيع، مسامحين بعضنا بعضاً، معطين المثال والقدوة الصالحة.
– قارئ ثاني: نحن أيضاً أعضاء العائلة السالزيانية، مدعوون للإنتباه إلى حاجة الآخرين على مثال مريم العذراء، التي كانت للقديس يوحنا بوسكو، الأم والمعلّمة.
– قارئ ثالث: نحن أيضاً أعضاء العائلة السالزيانية، مدعوون لننشر فرح الربّ القائم من بين الأموات ونعلن أن الحياة أقوى من الموت.
كلمة روحية: مع الأب سيمون زاكريان السالسي
أبا الشبيبة ومعلمها، يوحنا بوسكو القديس، يا من سعى السعي كله، لخلاص النفوس، كن لنا دليلاً، حين نطلب خير نفوسنا وخلاص القريب. أعنَّا على كبح الأهواء وغلبة الحياء البشري. علمنا ان نحب يسوع القرباني، ومريم معونة النصارى، والحبر الأعظم. والتمس لنا من الله ميتة صلاح، لنكون يوماً معك في الفردوس. آمين.
– لنصل: اللهمَّ، مُحِبَّ الصِغار، يا مَنْ أَضْرَمْتَ في قَلْبِ القديس يوحنا بوسكو نارَ مَحَبَّتِكَ، وأَقَمْتَهُ أباً للشَبيبة ومُعَلِّماً، أَشْعِلْ في نُفوسِنا تلْكَ المَحَبَّة فَنَبْحَثَ عن النفوس غيْرَ مُبْتَغين سِوى وَجْهِكَ الكريم. برَبِّنا يسوع المسيح ابنك الإله الحيّ المالك مَعَكَ ومع الروحِ القُدُس الى دهر الدهور.
– ترتيلة الختام:
هللوا للرب دوما – يسوع فرحي
هللوا هللويا باركوه …هللوا هللويا سبحوه
إلهنا قد بارك وعلى نفسي قد ملك يهتف اليوم ولدتك
هللوا للرب دوما باركوا اسمه القدوس
وأنشدوا رحمته هو يجددوا النفوس
ما أعظم أعمالك ما أعظم أفكارك أبتهج بذكرك وأحمدوا رحمتك