توما
بين الشك والإيمان
بين الشك والإيمان
مواضيع في التعليم المسيحي
سالزيان الشرق الأوسط
للجميع
النصوص والآيات الإنجيلية التي ذُكر فيها توما:
من هو؟
توما اسم سرياني ومعناه “توأم”
كان نجاراً من الجليل وقد اختاره الله من الرسل الاثنا عشر.
أحد تلاميذ الدفعة الثانية من اختيار المسيح: فيلبس، نتنائيل، برتلماوس، توما، متى العشار. وقد قضى عليهم وقت طويل كي يؤمنوا بأن يسوع شخصية إلهية.
الدفعة الأولى كانت الأشد حماساً وقوة وزعامة وأكثرهم ارتباطاً بالمعلم: بطرس، أندراوس، يعقوب ويوحنا.
لم يحضر الظهور الأول لجماعة التلاميذ في اليوم الثالث لقيامة المخلص. ولهذا السبب لم يؤمن بالقيامة، فعُرف بـ “توما المتشكك”.
كرز أولاً مع زملائه الرسل في اليهودية وأورشليم. حضر أول مجمع وُضع فيه قانون الإيمان المسيحي للأمم سنة 51 م. وبعدها أصبح رسول بلاد ما بين النهرين وفارس ووصل حسب التقليد إلى الهند واستشهد هناك.
شخصيته:
إنه التلميذ الأكثر صراحة وأمانة مع نفسه، وأكثر جدية مع ضميره فلن يقبل حقيقة يغطيها الضباب. لا يصمت متظاهراً بالتصديق في وقت لا يجد فيه الأدلة الكافية. “يا سيد، لسنا نعلم أين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق؟”
سريع اليأس، كثير الارتباك (انعزاله بعد صلب المعلم وعدم وجوده في العلية في اليوم الثالث للقيامة)
عصبي المزاج ومتقلب، سوداوي ينظر إلى الحياة دائماً النظرة المتشائمة. “لنذهب ونموت معه” عند الحديث عن لعازر الميت.
بطيء في الإيمان (الشك في القيامة)
مع أنه شكاك، قلق، ومرتاب في نفسه، إلا أنه إذا آمن وصدق بشيء، فلن يزحزحه شيء عن إيمانه. (رسالته الواسعة واستشهاده في الهند).
ماذا تعلمنا تلمذة توما ليسوع؟
حول معنى اسمه:
التوأم: من المحتمل أن يكون توأماً فعلياً
تحوله الداخلي:
تحول من “آنية ضعف” إلى “آنية قوة”، من رجل شاك متباطئ في الإيمان إلى رسول قوي.
“على أنّ هذا الكنز نحملُه في آنية من خزف لتكونَ تلكَ القدرة الفائقة لله لا من عندنا.” (2كو 4/7)
قد اختار السيد المسيح تلاميذه ليس من رجال حرب، لكي يفتح بهم العالم، بل من البسطاء، لكي يشفي بهم النفوس المريضة ويبشر الجهلة ويعزي الحزانى ويعين الضعفاء ويقبل التائبين.
الله يريد إظهار قوته في ضعفنا، ومهما بلغت خطيئتنا، الله يقدم لنا نعمته مجاناً. يسوع طبيب معالج، انتشل توما من الشك وجعله يضع إصبعه في يديه وجنبه:
“القصبة المرضوضةُ (توما) لن يكسرها والفتيلة المرضوضةُ (توما) لن يُطفئها..” (متى 12/19-20)
طبيعة شكه والبرهان القاطع على القيامة:
عندما مات يسوع على الصليب انعزل نتيجة حزنه الشديد. لقد طواه اليأس العميق.. ومن سوداويته لم يصدق حدث القيامة.
لم يكن رافضاً تماماً فكرة القيامة إنما في انغلاقه، لم يستطع التفكير والحكم على شهادة زملائه. أراد براهين ثابتة ومقنعة. لم يطلب أكثر مما حصل عليه التلاميذ: “رؤية المعلم”.
خدمنا بشكه أكبر خدمة.. في اليوم الثامن ظهر يسوع للتلاميذ “وتوما معهم” وأعطاه الدليل القاطع على قيامته كإنسان وإله.
ضرورة الانتماء إلى جماعة المؤمنين:
توما ظل أسبوعاً كاملاً فريسة الشك واليأس.. قد فاته ظهور الرب الأول لتلاميذه لأنه غاب عن اجتماع الإخوة يوم القيامة..
هكذا يحصل فينا عندما نغيب عن اجتماع الإخوة.. (الكنيسة، الشبيبة..) فنبقى متضايقين ولا نعرف لماذا!
هناك أيضاً بعض المحزونين الذي يتخلفون عن الحضور إلى الكنيسة! وهذا خطأ لأن الرب وحده هو المعزي.
طبيعة العلاقة مع المسيح القائم:
منع يسوع مريم المجدلية من أن تلمسه بعد القيامة، لأنه أراد أن يعطيها درساً في العلاقة الجديدة مع “القائم من الموت” والغير مبنية على الحس (النظر، السمع، اللمس). لكنه لم يوفر جراحه من أصابع توما الشكاك.
عامله بلطف واحتمله بصبر ووهب له الإيمان عن طريق التجربة والاختبار.
استحقاق الطوبى:
“لأنك رأيتني يا توما آمنت” سيظل هناك من لا يؤمنون حتى ولو رأوا! وطوبى لنا إذا آمنا ولم نختبر بحواسنا حضور الربّ.
يسوع يعامل كل منا معاملة خاصة:
يسوع لم يعامل أبداً التلاميذ مثل بعضهم البعض. فلو أنه قال يوماً لتوما ما قاله لبطرس: “اذهب عني يا شيطان” لكان خسره إلى الأبد.
إنّ السوداوي المزاج تغلب عاطفته على عقله، ومشاعره على فهمه، ولا يمكن معالجته بأسلوب الانتهار أو القمع.. يسوع عامل توما بأسلوبي الحنان والإنارة. لم يقسَ عليه.. بل شجعه قائلاً: “هاتِ إصبعك.. وهاتِ يدك..” كما قد قال له أيضاً خلال العشاء الأخير: “أنا هو الطريق والحق والحياة”.
الصلاة:
وقع توما على ركبتيه.. بلحظة واحدة انتقل من عدم الإيمان إلى الإيمان الكامل! وما أجمل ما قاله: “ربي وإلهي”
إنه أعظم اعترافا بسيادة المسيح على حياته..