توجيه الملاحظات البنّاءة
حل المشاكل بإيجابية
حل المشاكل بإيجابية
المنشّط والتنشيط
سالزيان الشرق الأوسط
للمنشطين
عند توجيه الملاحظات البنّاءة نجني ثماراً أفضل
الملاحظة البنّاءة هي معلومات تسلّط الضوء على مشكلة حدثت أو على وشك الحدوث. الملاحظة البنّاءة بحد ذاتها لا تحلّ المشكلة، إنما تفتح الباب أمام الحل وتحثّنا على أخذ التدابير اللازمة. الأساس هو المحافظة على جوّ من الاحترام والتعلّم عند توجيه الملاحظات البناءة وقبولها.
ما هو الصعب بتوجيه الملاحظات البنّاءة وقبولها:
كأغلبية الناس، ربما لا ترتاح بتوجيه أو تقبّل الملاحظات، حتى لو كانت بنّاءة، ظنّاً منك أنها سلبية. لكن بجوهرها، الملاحظة البنّاءة هي فقط معلومات عن “نتيجة” تصرّف أو حدث ما. المعلومات بحدّ ذاتها ليست سلبية وحل المشكلة يكون عملاً إيجابياً للجميع.
بالإضافة، عند توجيه الملاحظة البنّاءة، ربما تجد صعوبة في:
عند الاستماع إلى الملاحظات، ربما تجد صعوبة في:
ما هي التقنية المتبعة لتوجيه ملاحظات بنّاءة:
لماذا: التعبير عن صدق نيتك يسهّل على الشخص الآخر سماع ملاحظتك.
كيف:
حتى لو اضطررت أن تعطي الملاحظة فوراً، يمكنك أخذ بضع ثوانٍ للتركيز على الناحية الإيجابية التي تسعى اليها من خلال الملاحظة. إن القصد الواضح والبنّاء يُخوِّلك أن تعبّر بموضوعية واحترام.
فائدة: إن لم تستطع التفكير بنتيجة بنّاءة لملاحظتك فلا توجهها.
بالإضافة إلى التأكد من وضوح قصدك أو نيّتك من الملاحظة، اختر وقتاً يكون فيه الشخص بحالة تُخوّله أن يتقبل الملاحظة (ألا يكون متعباً أو حزيناً…). كذلك تجنب وجود أشخاص آخرين لدى إعطائك الملاحظة.
استعمل عبارات مثل:
“عندي شوية أفكار عن…”
“فينا نتحدث بموضوع…”
“هات تنشوف كيف فينا…”
بذكرك لهدف مشترك (كَخَير الكنيسة، نجاح رسالةٍ ما، خير العائلة…)، يساعد الشخص على فهم النتائج الإيجابية التي سيحصل عليها من جرّاء الاستماع إلى ملاحظتك، والعمل بها، كما ويخفف ذلك من إمكانية أن يفهمك الشخص الآخر وكأنّك تلقي اللوم عليه.
لماذا: لكي تكون ملاحظتك مؤثرة، على الشخص الآخر أن يقتنع أن ما تقوله هو صحيح. هذا يحدث إذا كانت ملاحظاتك واقعية ومحدّدة. بسردك الحقائق فقط من دون أحكام ولا تفسير، تبني أساس مشترك يمكِّنكما كلاكما من إيجاد حلّ.
كيف:
يمكنك أن تكون صريحاً دون لف أو دوران. أكثر الملاحظات فعالية هي التي تدخل مباشرةً بصلب الموضوع.
تجنّب استعمال لفظة “أنت” التي تسبب ردّة فعل دفاعية عند الشخص. بدل أن تقول: “أنت لم تعيد الأغراض لمكانها”، قل “الأغراض ليسوا بمكانهم كما اتفقنا”.
من عادة بعض الأشخاص تجميع الملاحظات وقولها دفعة واحدة فتكون النتيجة عادةً ردّة فعل دفاعية من الشخص المستمع.
لماذا: بالتركيز على العواقب، يبقى الحديث موضوعياً.
كيف:
اختر فقط أهم العواقب لأنك إذا سردتها كلها، تتحول ملاحظتك إلى عملية هجوم بدل أن تكون معلومات مفيدة وبنّاءة.
إن وصف العواقب السلبية لتصرف ما صادرٍ عن شخص آخر، بإمكانه أن يفجر فيك ردة فعل عنيفة: غضب، بكاء…. إذا كانت لديك تلك المشكلة، تمرّن مسبقاً كيف ستعطي الملاحظة بطريقة واضحة ومباشرة.
لماذا: لأن هدف الملاحظة البنّاءة هو فتح الأبواب للحلول، عليك إذاً معرفة ما يفكِّر به الشخص الآخر. من المفضَّل ألاّ يكون الحديث من جهة واحدة، فهذا لا يقود إلى حلّ المشكلة والتعلّم المتبادل.
كيف:
هناك عدّة طرق لدعوة الشخص الآخر للتجاوب، مثلاً: أن تكمل ما تقوله ومن ثم تأخذ برهة من الوقت للنظر إلى عيون الشخص الآخر لكي تعلمه أنك تنتظر منه جواباً.
تستطيع أيضاً استعمال عبارات مثل:
“شو رأيك بالموضوع؟”
“كيف بتشوف الأمور من جهتك؟”
بإصغائك لإجابة الشخص، تتمكن من تحديد ما عليك فعله لاحقاً.
بتلخيصك النقاط، تُلطف الأجواء السلبية وتبقي باب الاتصال مفتوحاً. الإصغاء والتلخيص لا يعنيان أنك، بالضرورة توافق مع الشخص، بل يعبّران عن احترامك لوجهة نظره.
لماذا: بتركيزنا على الحلول وليس على المشكلة نصل إلى حلّ موضوعي وتعلّم متبادل.
كيف:
إذا كانت الفرصة سانحة، اسأل فوراً عن التغيير الذي تريد “أنت تريد تغيير شيء ما”، من خلال إعطائك الملاحظة. حدد ذلك للشخص الآخر لكي يدرك ما عليه فعله في المرة المقبلة.
“إذا في مجال، المَرّة الثانية، ممكن…”
“فينا نحَسِّن شغلنا أكثر إذا المرة الجايي…”
عند تقديم الاقتراحات، عليك أن توضّح بأنك لن تعطي حلاً كاملاً، لجهلك جميع خلفيات الأمور.
عند توجيه الملاحظات البنّاءة، تجني ثماراً أفضل، إذا شرحت ببساطة ما الذي لا يعمل بشكل جيد، تاركاً الفرصة للشخص الآخر أن يجد الحل بنفسه.
حتى لو استعملت التقنيات التي تكلّمنا عنها بشكل رائع، هذا لن يجعل من الشخص الذي تعمل معه “صديق العمل” الذي تتمنّاه، إنما تلك التقنيات تساعد على فتح الباب لحل المشاكل والتعلم المتبادل.