القسم
مواضيع تربوية
مواضيع تربوية
عن مجلة السالزيان الدورية نقلها للعربية الأب السالزياني بشير سكر
للعائلات
ولي الأمر يُعتبر كُفُؤاً بمقدرته وليس بسلطته
ولي الأمر يُعتبر كُفُؤاً بمقدرته وليس بسلطته.
المقتدر هو من يساعد ابنه (ابنته) على النضوج والنمو.
أما المتسلّط فهو الذي يتعنّت برأيه ويسحق الآخر.
الأولياء يُعتَبَرون متسلِّطين، مَثَلاً، حين يفرضون على الطفل البقاء طويلاً بلا حراك على مائدة الطعام، أو حين يجبرونه على ارتداء ملابس خانقة…
واضح أن المقدرة ميزة إيجابية بينما التسلط فهو ميزة سلبية.
كيف يصبح الأولياء والمربون مقتدرين؟
يبدو لنا أن هناك ستة شروط يجب استيفاؤها:
السخاء في الوعود من غير الوفاء بها يُعتَبر غِشّاً ومن يغشّ يفقد ثقة الآخرين واحترامهم. يُحَبَّذ دائماً أن نقتصد في الوعود وأن نلتزم بما وعدنا.
أولئك الذين يتصرّفون كأوراق الشجر في مهبّ الريح، لا يمكن أن يكونوا محطّ ثقة. فأية مقدرة، مثلاً، يمتلك ذاك المعلّم الذي أمام التلامذة يصرّح أمراً وأمام مدير المدرسة يصرّح عكس ذلك الأمر!!
نقول لا يتحول فقدان ضبط الأعصاب الى عادة. كل إنسان معرّض للانفعال، لكن المبالغة تُفقِد السيطرة على الموقف. لا يعقل استخدام الصراخ كوسيلة تربوية!!
أولياء الأمور المعتادون على الصراخ لا يتمتعون بالمقدرة، إذ أن الابن (الابنة) سيعتقد أن الأوامر أو التوبيخات خاضعة لحالة ولي الأمر المزاجية…
خلاصة الأمر، كلما ارتفع الصوت كلما انخفض تأثير الكلمات وتلاشت المقدرة والسيطرة.
الاعتراف بأخطائنا يجعلنا أكثر تقبّلاً لدى الأبناء، لا بل يجعلنا أكثر مصداقية. يصعب على ولي الأمر أو المربي أن يحوز على الثقة لو صرّح أنه معصوم من الخطأ.
قد يتمرّد الطفل على والديه، فيقول: “سأبحث عن أم أخرى” – أو- “إن والدي شرير”…
هذه الأقوال لا تعبِّر عن أحاسيس الطفل الحقيقية لكن هدفها التحقُّق من صمود ومقدرة الوالدَيْن. فمن الحكمة عدم الرضوخ.
أمام التهديد القائل: ” سأستبدل أمي”، فإن الأم المقتدرة ستجيب: ” استبدلها كما تشاء، أما أنا فلن أستبدلك أبداً لأنني أحبك حتى الجنون!!”
هذا أحد الشروط الرئيسية للتحلّي بالمقدرة. فمن يعتبر نفسه من مستوى واحد هو والابن، وأراد أن يكون بمثابة الصديق أو الصاحب، فلن يستطيع أن يتمتع بالسلطة نحوه. فالمختصّون يصرّحون بأن الصحوبية هي خطأ أشدّ فداحة من التسلّط. الصحوبية لا تُنتج شخصيات مرموقة. لا نستطيع النمو إن لم نصادف أشخاصاً أرقى منا.
تغلّبوا على “متلازمة: كل الآخرين يتصرفون هكذا…”
أمثلة:
– ابنكم يقول:
كل الأمهات يسمحن لأولادهنَّ بمشاهدة التلفاز بعد المدرسة
لا تردّوا:
أنا لست والدة الأولاد الآخرين. مادمتَ تعيش في هذا البيت فعليك إطاعة أوامري
بل ردّوا:
في بيتنا سيبقى التلفاز مغلقاً حتى تنهي كل واجباتك المدرسية
– ابنكم يقول:
أحتاج الى ذلك الحذاء. يجب أن أحصل عليه. كل أصدقائي يقتنونه
لا تردوا: هذه مهزلة. لا يعقل أن تقتني كل ما يملكه أصدقاؤك
بل ردوا:
أنا أدرك لماذا يعجبك ذاك الحذاء. أنت تتمنى أن يكون أقل غلاء. فلننتظر موسم التخفيضات القادم إن شاء الله
– ابنكم يقول:
والدة لوقا تسمح له بالسهر حتى التاسعة والنصف مساء. لماذ لا أستطيع السهر مثله؟
لا تردوا:
أنت لست لوقا. قد يكون هو أقل كسلاً منك ساعة الاستيقاظ
بل ردوا:
في الأيام المدرسية تحتاج الى النوم عدة ساعات. تستطيع أن تسهر أكثر في نهاية الأسبوع
– ابنكم يقول:
والدة جوليا أفضل منكِ. إنها تسمح لها بتناول المعجنات في أي وقت
لا تردوا:
لماذا لا تذهب وتعيش مع جوليا إذا أعجبك الأمر؟
بل ردوا:
أنا واثقة بأنك تحب المعجنات ولكننا في هذا البيت نتناولها بعد العشاء.
– ابنكم يقول:
إنني الوحيد الذي لا يستطيع مشاهدة ذلك الفيلم
لا تردوا:
لا يهمني رأي الوالدين الآخرين. إنه فيلم عنيف جداً
بل ردوا:
أتفهّم خيبة أملك. ألا يمكن أن نبتكر شيئاً آخر مثلاً؟؟