الوالدون
أولياء أمور الأبناء أم أصدقاء الأبناء؟
أولياء أمور الأبناء أم أصدقاء الأبناء؟
مواضيع تربوية
عن مجلة السالزيان الدورية نقلها للعربية الأب السالزياني بشير سكر
للعائلات
أبناؤكم يبحثون عمّن يحترمونه
يصرّح ” ماريو لودي ” أحد المعلمين المشهورين في إيطاليا: ” في الماضي كان الأبناء يهابون الوالدين، اليوم الوالدون يخافون من الأبناء”.
عالم التربية الأميريكي تشارلز غالي الذي اهتم عشرات السنين بالأولاد المتمردين في مصحّات الولايات المتحدة استخلص من خبرته وصرّح: “لو بلغتم الأربعين من العمر لا تتصرفوا وكأنكم في السادسة عشرة! أبناؤكم يبحثون عمّن يحترمونه. قد لا يتجرّأون على مصارحتكم بذلك، إنما ليست هناك شكوك حول ما يرغبون: كونوا والديهم وليس أصحابهم!”.
والمقولة الأكثر بلاغة في التعبير لخّصتها خبيرة التربية كاتارينا زيمّير: “أيها الوالدون مارسوا مهنتكم وكفّوا عن تقليد الأولاد!”.
الأب الذي يريد أن يتحلّى بمظهر “أفضل صديق بين أبنائه” أو كشريك ألعابهم، لن يفيدهم كما يجب. إنه سلوك مقبول على الصعيد النفسي، لكن أين نحن من عملية تأهيل الأبناء وتوعيتهم على مستوى الضمير الأخلاقي والاجتماعي.
نعلم أن الأبناء يملكون ثلاثة احتياجات أساسية:
الاحتياج الى الأمان يساعد الأبناء على تكوين شخصية قوية واكتساب استقلالية إيجابية في الحياة. هذا الاحتياج أساسي في مرحلة الطفولة لأنه يساعد الطفل على مقاومة القلق.
صفات ضرورية:
الأبناء يشعرون إذن بالأمان فقط حين يجدون الأب والأم يحتلون موقعا ًعلى مستوى أعلى من موقعهم! وهذا يقتضي من الوالدين الالتزام عمليا ً بتسعة شروط رئيسية تضع فاصلا ً بينهم وبين الأبناء وتجعلهم موضع تقدير في عيونهم. نوردها هنا على سبيل الإرشاد ويبقى التطبيق رهن التكيّف بالواقع:
تسعة شروط كلها ضرورية ليس لتجعل منّا والدين “غير لطفاء” وانما لتنشئة أبناء فخورين بأبٍ وأم فهِما أن الإنسان لا يقاس بقامته البدنية بل بهامته الأدبية.
ذكريات شاكيل أونيل:
شاكيل أونيل واحد من أشهر لاعبي كرة السلة في البطولات الأميريكية، طوله (216 سم) ويزن (147 كغ) ومقياس حذائه 60. يتذكر فيقول: “بعد أن كرّست حياتي لكرة السلة وأصبحت قائد الفريق، أخذت على عاتقي مسؤولية إعطاء المثل الصالح أي أن أكون قدوة صالحة بين الآخرين. وهذا يتطلب مني أحيانا ً أن أتوقف وأفكر قبل أن أفعل، ومع ذلك لا أعتبر نفسي معصوما ً من الخطأ. أنا أتبع دائما ً نصائح والدي الذي كان يقول: ” كن رائدا ً يا شاك ولا تقلّد غيرك. وبما أنّ الناس مضطرون لأن يرفعوا النظر ليروك فليكن هذا سببا ً وجيها ً لتدعهم يرون فيك أفضل ما يتمنون “.