الغضب
يؤدي إلى الجهل
يؤدي إلى الجهل
مواضيع تربوية
سالزيان الشرق الأوسط
للجميع
لا تغضب فالندم لا ينفع …
الغضب لم يكن مرة سلاح الأقوياء …
لا يهدأ الإنسان من الغضب إلا بإرادته. وهل يملك الغضوب وعياً كافياً يمكنه من السيطرة على نفسه؟ لكن من الصعب أن نحوِّل انفعال الغضوب عن الشيء الذي أغضبه، وأحياناً يكون الصمت الوسيلة الأنجح لتلافي غضب أكبر. كم من الصعب إقناع المخدوع بعدم السخط على الشخص الذي خدعه، لكن الإنسان بحاجة إلى قناعة داخلية ليختبر ضعفه وليطور أساليبه في مقاومة الصعوبات وتخطي نظيراتها.
كثير من الأحيان عندما نهدئ من روع الإنسان الغاضب نضاعف غضبه وحينها قد يتحول الغضب إلى عنف عشوائي يفقد صاحبه السيطرة الواعية على نفسه وسلوكه.
انتبه أحياناً لا نستطيع أن نغضب:
لسبب ما لا يرتاح جهازنا العصبي ولا ننفرج، وذلك يخلق عند الشخص حالة من الكآبة مصحوبة بالتشنج، لكن حذار من مداواتها بطريقة خاطئة تجرك إلى الإدمان إما على الكحول وإما على المخدرات وإما الإفراط بتناول المهدئات. إن خلايا الجهاز العصبي حساسة جداً تجاه التوتر وهي من أهم خلايا الجسم لأنها تساهم في عمل كل أعضاء الجسم فعلينا احترامها.
ماذا يحدث لك فيزيولوجياً عندما تتوتر؟
تفرز الغدد بكثافة مادة الأدرينالين ومادة النور أدرينالين مما يسبب الدوار وتشنج العضلات، تتمدد العروق الدموية العميقة وتضيق أو تتقلص العروق الدموية السطحية، يرتفع ضغط الدم وتتسارع دقات القلب وتزداد حركة التنفس. فلا يقوى الشخص المتشنج على النوم ويصبح منزعجاً في معظم الأحوال، لذلك فالدواء الوحيد الفعال هو التمدد لساعة أو أكثر، فوضعية الجسم الممد هو الأنسب للجهاز العصبي والدموي. وألا أنت عرضة لآلام الرأس والظهر والحساسية وحتى الأمراض السرطانية، ويمكن أن تقل مناعة الجسم تجاه الأمراض والأوبئة كما أن الشخص يكون عرضة لتقرحات المعدة ولأمراض القلب والشرايين (التشنج والتوتر يؤديان إلى ارتفاع مادة الكولسترول السلبي في الدم) يعمد بعض الأشخاص إلى تناول المهدئات أو الكحول أو المخدرات لإراحة نفسهم! ولا يدركون أن تلك المواد هي أيضاً مسببة لحالة الاكتئاب والتوتر العميقين كما أنها تمس أيضاً الجهاز العصبي وتتلفه إلى حدود الغيبوبة والموت أحياناً.
الغضب سلاح الضعفاء:
“الغضب” كلمة شعبية وشائعة. لا يقصد بها السلطة لأنها تتم عن أفراد هم في الظاهر أقوياء لكنهم في الواقع ضعفاء. في بعض الأوقات يعجز الإنسان عن التأقلم مع واقعه أو مع وضعه عن طريق المفاوضة أو المساومة، فيلجأ إلى الصراخ أو تحطيم الأشياء أو إلى ردات الفعل العنيفة.
حقيقة الغضب:
الغضوب بطبعه إنسان متفاخر، لكنه ضعيف في العمق. يلجأ إلى سلاح القوة ويختبئ وراء الغضب ليعبر عن ثورة داخلية إزاء وضع لا يوافقه أو لا يلائمه. يرفض الاستسلام لرأي الآخر ويرفض الخسارة ولا يرى في الحقيقة إلا ما يغذي قناعته. لا يضع نفسه موضع شك أبداً هو بما معناه “عاقل بين مجانين”.
الإنسان الذي ينفر من كلام أزعجه يقوم بنوع من الإسقاطات النفسية على المحيط أو الشخص الذي صدر عنه الكلام، فيصرخ في وجه الشخص وينفعل كأنه يصرخ لأن المحرك الخارجي الذي أغضبه أيقظ فيه شبيهاً لذلك المحرك في داخله. وتختلف ردة فعل الغاضب باختلاف طبائع الأشخاص ومستواهم الثقافي ومدى حدة الموقف المغضب. قد يدير ظهره للمتكلم الذي أزعجه فيتجاهله وينسحب، وقد يواجهه بكلام لاذع أو بذيء أو ينقض عليه ضرباً أو يحطم ما يمكن تحطيمه من حوله من أشياء قابلة للكسر والتلف.