هناك عدة روابط انسانية يجب علينا ألا نخلط بينها وبين الصداقة.
- الرفقة(الزمالة): هي علاقة اتحاد وتضامن للوصول إلى هدف ما. مثلاً رفاق العمل، فريق كرة القدم، زملاء في المدرسة… لهذا لا ندعوها صداقة لأنه متى انتهى سبب اللقاء تنتهي العلاقة، فهي علاقة خارجية. ويمكنها أن تكون باب للصداقة ولكن علينا ألا نخلط بينهما.
- الاستلطاف الاجتماعي: (الهضامة اللطافة)، علاقة الشخص (المهضوم) مع الكل تكون على نفس المستوى. وهي ليست شفقة أو رحمة، المهضوم والرحوم، كلاهما يفرح مع من يفرح ويحزن مع من يحزن ولكن بطريقة مختلفة. لكن الرحوم يتأثر بالعمق في صميم كيانه، أما المهضوم فيتأثر بشكل سطحي، يتأثر لأنه يحبّ أن يتأثر وليس من شدة حبه للآخر. وبالإضافة إلى أنَّ الآخرين يحبون التعامل مع المهضوم. وليس باستطاعته أن يكون صديقاً لأحد لأنه لا يحبّ أن يحصر ذاته بشخص. وكي يكون صديقاً عليه أن يتجاوز هذه العلاقة مع الكل ويختار ويتصرف بمحبة ويعمل الخير ويكون لديه ثقة بالآخر ويتقبله كما هو.
- اللقاء: وهو التواجد مع بعض للتحدث عن أمور متنوعة. مثلا: مثلما كان يحدث في القرون الوسطى.
- القرابة “السامري الصالح”: هي فعل الخير مع الآخر ومساندته حتى ولو كان عدو، السامري الصالح كان قريب للرجل المصاب ولكنه لم يكن صديقه. وهذه أيضاً ممكن أن تصبح صداقة. والصداقة ممكن أن تصبح قرابة مساندة الآخر.
- الغرام: وهو عندما يعيش الشخص حالة انجذاب نحو الجنس الآخر ويرغب بإقامة علاقة روحية وجسدية مع الآخر. وتصبح هذه صداقة عندما يتخطى الناحية الجسدية إلى الناحية الروحية. لأن الصداقة تتطلب التبادل. لأنه ممكن أن يكون أحدهم مغروم بالآخر والآخر لا يعلم بذلك. وهناك من يُغرم بمن يعزبه ويكرهه ويرذله ويستغله… أما الصداقة فتتطلب محبة واحترام متبادل (إرادة الخير للآخر).
الصداقة: هي اتصال روحي وليست بحاجة إلى اتصال جسدي. لأنه من المحتمل هذا الاتصال أن يهدد الصداقة. لأن الصداقة هي لقاء حميم وفريد وروحي. والبعد الجسدي يعزز الصداقة، فيما هو عزاب لا يحتمل للمغروم. فبالصداقة أشعر بصديقي قريب مني حتى ولو كان بعيداً جسدياً، فبالصداقة أنا حر أما بالغرام أنا مقيّد. وبالصداقة نحقق ونكمل الطبيعة الإنسانية.
الصداقة تقوم على:
- تقدّم الآخر.
- الاهتمام بتحقيق هذه الأمنية.
- الفرح بمشاركة الآخر أي محبته، تمني الخير له، والوثوق به.
الصداقة:
- علاقة: علاقة محبة بين اثنين أو عدد قليل من الأشخاص.
- متبادلة: تبادل بالعاطفة بين الطرفين.
- معبرة: أي كل شخص يشعر بمودة الآخر نحوه.
وكل هذا يُعاش بالثقة المتبادلة، بالتالي هي واقع ديناميكي. ولا نصل إليها دفعة واحدة بل هي مسيرة. ولهذا علينا أن نكتشف كل يوم جمال الصداقة ونعتني بها. فهي نفس واحدة بجسدين هي خبرة سعادة وإحساس بالملء، جمال، كمال، طيبة، أزلية. ونستطيع من خلال علاقة الصداقة أن نختبر الله اللامتناهي وعمله المبدع في مخلوقاته البشرية.
العلاقة عند الأطفال لا تسمى صداقة، لأنها طفولية. وبعمر المراهقة تجد بداية القدرة على تكوين صداقة حقيقية ولكنها تبقى غير ناضجة تماماً.
كيف عاش يسوع الصداقة:
يسوع والصداقة:
يسوع اختبر الصداقة الحقيقة ففي صداقة يسوع نجد كل عناصر الصداقة الانسانية:
- اختيار البعض من بين كثيرين: ” … اختار الاثنا عشر…”(مر3/13-14) أحب الجميع، لم يبعد أحد عنه ” جميع الذين يعطيني الآب إياهم يقبلون إليّ ومن أقبل إليّ لا ألقيه في الخارج…” (يو 6/37)، ” فإنه يريد أن يخلص جميع الناس ويبلغوا إلى معرفة الحق، لأن الله واحد، والوسيط بين الله والناس واحد، وهو إنسان، أي المسيح يسوع “(1 طيموتاوس 4).
- المشاركة: أثناء عزلته عن الشعب وتفسيره الأمثال.
- المحبة: أحبهم حتى النهاية (يو13/1).
- الثقة والائتمان على الأسرار: “أنتم اعطيتم سرّ ملكوت الله. وأما سائر الناس فكل شيء يلقى إليهم بالأمثال”(مر4/11).
- أعطى حياته: إعطاء الحياة للصديق “ما من حب أعظم من أن يبذل الانسان نفسه في سبيل أحبائه.”(يو15/13).
- إعطاء الحياة للصديق: هذا وحده يمكنه فعله (أقام لعازر من الموت).
صداقته مع بطرس ويعقوب ويوحنا: يسوع لم يختر أشخاص كاملين وعلاقته مع الكل لم تكن نفسها. اختار البعض ليكونوا أصدقاءه.
- بطرس: لم يكن شخصاً كاملاً.
لم ينتزع الثقة منه بعد نكرانه له.
بالرغم من كل شيء سلّمه رئاسة الكنيسة.
- يوحنا: الصديق الأمين بقي معه حتى الصليب.
وضع رأسه على صدره ليعرف من هو الخائن، تلك علامة ائتمان.
سلّمه أمّه، أعز انسان على قلبه.
يسوع يريد أن يكون صديقنا، هذه هي الطريق لعلاقتنا مع الله.
الصداقة هي:
- علاقة تربط بين أشخاص، مبنية على تشابه أحاسيس رقيقة، وصدق، دون مصلحة أو نية بالاستفادة من الشخص، وهي تقدير متبادل.
- هي التقاء أو لقاء عميق بين شخصين مع قيمتهم المتميزة الخاصة.
- هي إعطاء الذات المتبادل، عطية تعطي فرصة لإمكانية التعرف على الآخرين بعمق أكثر.
- تتغذى من فرح الاكتشاف المتبادل، والنمو في التفاهم (معرفة ما يريده الآخر وفهمه).
أفعال الصداقة:
- الابتسام هو هدية يستطيع كل ولحد أن يقدمها للآخر، لا يهم أين ومتى، فالابتسامة تهدي السعادة.
- التكلم.
- احترام ذوق الآخر.
- مساندة، مساعدة على النجاح، وجعل الآخر يشعر بثقتنا به (بها).
- الضحك.
- المشاركة.
- التشجيع.
- الإصغاء باهتمام.
- التنبّه: تقبل وتنبه لحضور الآخر.
أعداء الصداقة هم الغيرة والتملك والانزواء.
للتفكير والمناقشة:
1.حاول أن تعطي تفسيراَ أو وصفاَ خاصاَ بك ” للصداقة الحقيقية “؟
2. حاول أن تعطي تفسيراَ أو وصفاَ ” للغرام “؟
3. برأيك الصداقة الحقيقية ممكنة بين:
- نفس الجنس (شاب وشاب، فتاة وفتاة)
- جنس مختلف.
- كلتا الحالتين.
4. هل من السهل أن يُغرم الإنسان؟
5. هل من السهل الإعلان عن الأمر (عندما نكون مغرمين)؟
6. ما هي الطريقة الأسهل (الأقل ارتباكاَ) لإعلان الأمر؟ (مثلاَ رسالة عن طريق أحدهم، تمرير كلام …) لماذا؟
7. هل عندك صديق حقيقي؟ هل تتمنى أن يكون لك صديق حقيقي؟ ولماذا؟
8. من بحاجة أكثر للأصدقاء، الشباب أو الصبايا، حسب رأيك؟ لماذا؟