القسم
رتب وصلوات
إننا عندما نملك يسوع في القربان نملك كل شيء
موضوع السجود للقربان هو شخص يسوع المسيح، الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس، كلمة الله المتجسد، الذي اتخذ جسداً من مريم البتول.
وفي الليلة التي أسلم فيها، أسس سر القربان، ليقيم معنا حتى منتهى الدهر، في قطعة صغيرة من الخبز، ويصبح طعاماً في مسيرة حياتنا الأرضية، ويتحد بنا ونتحد به.
فهو في القربان من أجلنا، وهو ينتظرنا لكي ندخل معه في علاقة حب وإيمان واتحاد تفوق إدراك البشر.
عندما تقف وجهاً لوجه مع يسوع، المختفي في القربانة، لا تتوقف على ما يروق لك وما يعجبك بل اجعل من سجودك له تعبيراً عن حبك وإيمانك.
اعتبر ساعة السجود للقربان، ساعة تقضيها في الفردوس لأن “يسوع السماء “هو” يسوع القربان” و”الوليمة السماوية” هي “يسوع القربان” واسجد للحبيب يسوع بإيمان وحب وبفرح سماوي غامر، سواء كان شعرت بهذا الفرح أم لم تشعر.
قل لنفسك، وأنت ذاهب لساعة السجود:
بعد دقائق معدودة سألتقي يسوع في القربان لقاء مودة وحب وإيمان.
فهو يدعوك إليه، وها أنت تلبي الدعوة وهو ينتظرك، ويشتاق إلى لقائك.
وها أنت تلبي اشتياقه إليك، وهو يلبي اشتياقك إليه.
الإنسان المؤمن الذي يسجد للمسيح في القربان يستقي مواضيع الحديث مع المسيح، من الإنجيل المقدس، من حياة أمه مريم وأسرار الكنيسة، من الحياة الروحية واليومية، ومن حياة القديسين.
فالراهب يستقي من حياته الرهبانية والرسول من حياته الرسولية ورب الأسرة من حياته ومسؤولياته الأسرية.
هكذا كل ساجد للقربان يمجّد يسوع القرباني، ويتيح ليسوع أن ينمّي في بستان نفسه الفضائل التي زرعها فيه في سرّي العماد والتثبيت.
هل تريد أن تجد السعادة في الحب؟
عش باستمرار تحت مظلة حب يسوع وجدد دوماً حبك له وتأمل في فضائل يسوع وفي حبه لك.
ابدأ كل ساعة سجود بفعل حب ليسوع واطلب منه أن يكتنفك بنوره لأنك إذا بدأت بذاتك فإنك سرعان ما “تفلس” فتقف في منتصف الطريق.
هل تريد أن تكون سخيّـاً في الحب؟
تكلم عن الحب نفسه والحب هو يسوع.
تكلم ليسوع عن أبيه السماوي وعن حبه لأمه ولكل البشر.
سرّ الحب هو أن تنسى ذاتك على مثال يوحنا المعمدان وأن تمجّد يسوع والحب الحقيقي ليس أنانياً، ولا ينظر إلى ما يأخذ من الحبيب بل يهتم بما يعطي الحبيب وبما سيرضيه.
إن يسوع يحب أن يجلس إليك وأن يحدثك وأن يقول لك حبه وأن تفتح قلبك لأشعة حبه.
إن صوته الجميل يرن في أعماق نفسك فاصغ ِ إليه بصمت واتحد به وكن معه واحداً.
تعلم أن تفتح قلب يسوع بالحب وأن تدخله من باب الحب والإيمان والسجود.
ولكي تسجد له بتقوى وخشوع فكـِّر في أن يسوع في القربان يمجد الآب فيسوع الأمس هو يسوع اليوم وهو يسوع الغد وإلى الأبد وأن القربان هو امتداد لسر التجسد بيننا وأنه بالقربان يعيش معنا ويعطينا كل نعمة وأن كل الحقائق متصلة بحقيقة يسوع في القربان وأننا عندما نملك يسوع في القربان نملك كل شيء.
فليكن القربان نقطة انطلاقة تأملك في أسرار الله والكنيسة القربان هو المحور الأساسي لحقائق الإيمان فيسوع الذي ولد في مغارة بيت لحم، هو يسوع القربان على الهيكل، وفي قلوبنا يعيش في القربان تلك الحياة الخفية التي عاشها في الناصرة.
كذلك فإن آلامه على الصليب تكون حاضرة معنا بوجوده معنا في القربان ليل نهار، وفي كل أنحاء العالم إنه يسوع المسيح الوديع والمتواضع القلب، كما كان وديعاً ومتواضعاً في حياته الأرضية. إنه الراعي الصالح والمعزي الإلهي والصديق الأمين.
هنيئاً للنفس التي تعرف كيف تجد يسوع في القربان وتجد في القربان كل شيء. فيسوع موجود في حقيقته الإلهية والإنسانية
في قطعة من الخبز وفي قليل من الخمر، في سر القربان لكي يكون تحت تصرفك، وفي متناول يدك وترحب به في نفسك، فيـُدخلك رحابه الإلهية.
آفاق السجود للقربان، إلهية وإنسانية في آن ٍ واحد والسيد المسيح يسهل لك هذا السجود لأنه كشف لك عن ذاته في سر القربان حيث يختفي إلهاً وإنساناً لكي تجده هناك في حبك وإيمانك فتتحد به.
إنك به تحيا وتتحرك وتوجد وفيه تجد سعادتك وفيك ومعك يقيم له نعيماً.