الرعوية الشبابية السالسيّة
إطار مرجعيّ
إطار مرجعيّ
الكتب والمنشورات
مكتب الرعوية الشبابية السالسيّة
للسالزيان والجماعات التربوية
من أجل تنوير وإرشاد المسيرة الرعويّة لكلّ جماعة تربويّة رعويّة إقليميّة ومحليّة
لقد شكّل المجمع الفاتيكانيّ الثاني حدثًا شديد الأهمّيّة في حياة الكنيسة. فقد أطلق في داخلها عمليّة طويلة من التفكير نهلت من منابع الدساتير المجمعيّة الكبرى. إنّ الكنيسة، باعتبارها جماعة المؤمنين، تجد القوّة في كلمة الله وفي حياة الأسرار والليتورجيا، وبخاصّة في الإفخارستيا، لكي تكون علامة أمل وفرح للعالم. وقد واصلت مسيرة المجمع، بإرشاداتها الرسوليّة، تغذية تلك العمليّة ودعمها. فقد أعطى الإرشادان الرسوليّان “التبشير في العالم المعاصر” و”في واجب تلقين التعليم المسيحيّ”، إضافة إلى الرسالة الجامعة “رسالة الفادي” والدليل العامّ للتعليم المسيحيّ، مزيدًا من القوّة لرسالة الكنيسة التبشيريّة.
وقد اجتهدت جمعيّتنا، بعد المجمع مباشرة، في قراءة علامات الأزمنة وفي تلبية الاحتياجات الجديدة والحالات الطارئة الجديدة بكرم وإبداع رعويّ. وعرضت الجمعيّة في هذه العقود، في إعادة تفكير برسالتها، تأملا مناسبًا لعصرنا حول أسلوب دون بوسكو الوقائيّ. وقامت أيضًا بتأمّل حول الجماعة الرهبانيّة السالسيّة، فاعل التبشير وموضوعه. وأولي اهتمامٌ خاصّ بالجماعة التربويّة الرعويّة، مع رؤية واضحة لمشروعه التربويّ الرعويّ السالسيّ، وهو مشروع يحدّد الهوّيّة التبشيريّة والتربويّة لجميع أنواع الحضور السالسيّ.
وقد اجتهدت الجمعيّة أيضًا في الردّ على طلب المعنى والبحث الروحيّ من خلال طرح الروحانيّة الشبابيّة السالسيّة، التي يختبرها عدد وفير من الناس.
هذا وقد رافق مكتبُ الرعويّة الشبابيّة، في هذه العقود، الأقاليمَ عبر تنشيط منهجيّ مستمرّ. وهو التزام كان يهدف إلى تعزيز المعرفة وتطبيق نموذج الجمعيّة الرعويّ، الذي يجد جذوره في دستورنا (الموادّ 31-39).
وقد وجد المكتب، في مسيرة التنشيط هذه، دعمًا قويًّا وواضحًا ضمن تعاليم الرؤساء العامّين، الذين عرضوا بطريقة متواصلة ودقيقة تفكيرهم وقادوا بحكمة عمليّة التبشير والتربية هذه.
أمّا على الحدود الرعويّة، فتقتضي مضاعفة جهد الاستيعاب والتوضيح والتحقيق لكي ينمو أكثر من ذلك، حيث أنّ هناك رغبة عميقة من جانب جميع الفاعلين الرعويّين في الاستجابة بكلّ قواهم لطلبات الشبيبة.
ينبغي الاعتراف بأنّ هذه الطبعة من “الإطار المرجعيّ” تُعتبر استمرارًا للطبعات السابقة. وقد حاولنا إثراءها بالتفكير الذي اكتسبته الكنيسة في السنوات الأخيرة. وهذه الطبعة هي ثمرة مسيرة بدأت من الجماعات ونضجت داخل كلّ إقليم.
لدينا هنا نظرة عامّة غنيّة حول التراث الرعويّ السالسيّ الذي ينيره تعليم الكنيسة في الردّ على التحدّيات الراهنة. وهي خلاصة عضويّة تلحظ دائمًا قراءة متعاطفة لتاريخ الشباب تجد مصدرها في المسيح، وهي خلاصة تعي أكثر فأكثر تراثها الكاريزميّ وهوّيّتها الرعويّة. وهو دليل تعتبره الجماعة التربويّة الرعويّة هبة ومسؤوليّة. ولهذا السبب فهي تترجمه إلى مشروع تربويّ رعويّ سالسيّ يقدّم لكلّ بيئة ومؤسّسة طرحًا واضحًا عن التبشير والتربية، ويتبع خطوطا تصميميّة مشتركة من أجل طرح سالسيّ اليوم.
إنّ “الإطار المرجعيّ” هو بمثابة أداة يقدّمها مكتب الرعويّة الشبابيّة من أجل تنوير وإرشاد المسيرة الرعويّة لكلّ جماعة تربويّة رعويّة إقليميّة ومحليّة، ومن أجل توجيه العمل الرعويّ لكلّ مندوب إقليميّ ومحليّ في رعويّة الشباب وفريقه، وكذلك من أجل المساهمة في تنشئة كلّ الذين يشاركون – من ساليسيّين ومربّين ومربّيات – في مسؤوليّة الرسالة السالسيّة.
فابيو أتّارد
الأمين العامّ للرعويّة الشبابيّة
روما، 8 كانون الأوّل/ديسمبر 2013