الرحمة في قلب اللاهوت
إن براءة ” وجه الرحمة ” ، التي أصدرها البابا فرنسيس في الحادي عشر من نیسان ۲۰۱٥ ، عشية الأحد الثاني من الزمن الفصحي المعروف بأحد ” الرحمة الإلهية ” ، والتي أعلن فيها يوبيل السنة المقدسة ، تسلط الضوء على جانب جوهري من جوانب الرؤية المسيحية لله ، وبالتالي على جانب أساسي من حياة تلاميذ المسيح . إن جميع سنوات اليوبيل ، بحد ذاتها ، تعيشها الكنيسة من زاوية الرحمة الإلهية وتدعو فيها إلى ممارسة الرحمة البشرية . فهي كلها تذكرنا بالمصالحة والاهتداء ، وبالتوبة ومغفرة الخطايا ، وبالصفح والفرح المستعاد . ذلك ، إذا استرجعنا تاريخ يوبيلات الكنيسة الثلاثين ، التي بدأها البابا بونیفاسيوس الثامن عام ۱۳۰۰ ، بما فيها اليوبيلات العادية والاستثائية ، وإذا ما قرأنا عناوین البراءات التي أصدرها البابوات في مثل هذه المناسبات ، لا نجد واحدة منها تتضمن كلمة ” الرحمة ” صراحة . من الواضح أن جميع اليوبيلات تهدف إلى الحصول على رحمة الله ورأفته ، كما أنها تشكل حافر العيش الرحمة تجاه القريب ، ولكن براءة . ومع البابا فرنسيس وحدها تحمل في عنوانها كلمة ” الرحمة ” ، وهي أسمى صفات الله.
© الأب بيير جورجو جناتسا
منشورات مكتبة يسوع الملك
بيت ساحور