- الحركة الشبابية السالسية:
كانت النزعة التجمّعية وحياة المجموعات مع الإلهام الجماعي خبرة شبه عفوية في حياة دون بوسكو وميله الطبيعي إلى الروح الاجتماعية والصداقة. التجمّع الشبابي حاجة ضرورية في نمط المشروع الوقائي والشعبي الذي أراده دون بوسكو (راجع ACS 294, 17).
من خلال تعدّد المجموعات الشبابية نودّ تأمين حضور تربوي مميّز في مجال تجمّع الشباب الجديد لتنشيطهم نحو خبرة حياة كنسية ذات معنى.
- الحركة الشبابية السالسية بين الحركات الكنسية:
بين ثمار التجديد التي أنجبها الروح القدس منذ المجمع الفاتيكاني الثاني الحركات الكنسية “التي هي تعبير مناسب عن الربيع الجديد الذي بعثه الروح القدس (يوحنا بولس الثاني 31/5/1998).
“يشار بالكلمة (حركة) غالباً إلى وقائع يختلف بعضها عن بعض، أحياناً حتى من الناحية القانونية. وإن كانت من ناحية لا يمكنها أن تشمل أو تحصر غنى الأشكال التي بعثها روح المسيح في ابتكاره المحيي، فإنها تشير إلى حقيقة كنسية واقعية، أغلبها في يد علمانيين، وإلى مسيرة إيمان وشهادة مسيحية تؤسِّس أسلوبها التربوي على موهبة كارزماتية خاصة أُعطِيت للمؤسس في ظروف وأشكال معيّنة” (يوحنا بولس الثاني، مؤتمر، 4).
من بين أشكال تعبير الحياة الكنسية الجديدة، أنشأ الروح في الواقع السالسي الحركة الشبابية السالسية.
- ميزات الحركة الشبابية السالسية:
الحركة الشبابية السالسية (MGS) أشمل وأوسع نمط حضور بين الشباب. إنها حركة ذات صفة تربوية مفتوحة لجميع الشباب، ليكونوا مسؤولين عن نموّهم الإنساني والمسيحي، باندفاع رسولي وبرغبة تأثير في المحيط والمجتمع والاندماج في الكنيسة المحلية.
المجموعات الشبابية التي، مع المحافظة على استقلاليتها التنظيمية، تتّصل بالروحانية السالسية وتربيتها، تؤلّف، ضِمنياً أو بشكل صريح، الحركة الشبابية السالسية.
- عناصر هوية الحركة الشبابية السالسية:
هناك عنصران لهوية الحركة الشبابية السالسية:
- مرجع الروحانية الشبابية السالسية والتربية السالسية: شخصية دون بوسكو، مبتكر في الكنيسة لنمط حياة مسيحية واقعية (الروحانية الشبابية السالسية)، والمنهج تربوي (الأسلوب السالسي الوقائي): ذلك المرجع يوحّد جميع المجموعات.
- العلاقة بين المجموعات: تُعبَّر في المشاركة في القيم والأفكار الرئيسية وفي تنسيق المبادرات المشتركة، التي تصبح فرص حوار ذات معنى ومواجهة وتنشئة مسيحية وتعبير شبابي (راجع CG23, 275-277).
- اختيارات أساسية للحركة الشبابية السالسية:
يتجسّد هذان العنصران في بعض الخيارات المهمة:
- الخيار التربوي، الذي يركّز على مسيرة نموّ الأشخاص، المفتوحة لجميع الشباب، حتى أفقرهم وأبعدهم، برغبة مرافقتهم نحو كمال الحياة المسيحية (القداسة). إن انتباه المربي موجّه إلى شخص الشاب، أكثر منه إلى تشكيل المجموعات.
- الخيار التجمّعي الكنسي، الذي يفتح خبرة المجموعة على واقع أوسع للتواصل والمشاركة والتعاون بهدف تحويله إلى خبرة كنسية.
- خيار التنشئة، الذي يولي دائماً الأولية لمسيرة نموّ الأشخاص الكامل والمستمرّ، إذ إنها تستهدف المبادرات والنشاطات المختلفة.
- الخيار الرسولي، الذي يدرّب الشباب على الخدمة المجانية.
- الخيار المدني، في سبيل خبرة وتنشئة اجتماعية للحضور الفعال في المجتمع في المستويات المناسبة حيث تحُدَّد الأمور السياسية الخاصة بالشباب.
تُترجَم هذه الخيارات في بعض العناصر العملية التي تهدي حياة مجموعات الحركة الشبابية السالسية:
- تعدُّد المجموعات حسب ما يهمّ الشباب، بالاهتمام خاصة بأنسب المجموعات لأفقر الشباب بدون مجموعات القاعدة ليس هناك من حركة شبابية سالسية.
- مسيرة خبرة جماعية حول شخصية دون بوسكو وقيم الروحانية الشبابية السالسية: ذلك هو المرجع ومنبع الإلهام المميّز لجميع المجموعات التي تتّصل بالحركة الشبابية السالسية.
- الالتزام الرسولي من قبل الشباب لأصدقائهم الشباب، وتعاون الرهبان والراهبات مع الشباب لخدمة الكنيسة والمجتمع.
- المنشّطون، الذين يعيشون ويتبنّون الاقتراح السالسي في المجموعات.
- اللقاءات وجوّ العيد، كفترات تواصل وتنشئة وخبرات حياتية.
- عناصر لتنشيط الحركة الشبابية السالسية:
هناك بعص عناصر التنشيط الأساسية، حتى وإن كانت الظروف مختلفة:
- إنشاء هيئة تنسيق على المستوى الإقليمي ومع عدّة أقاليم بمشاركة الشباب.
- تقديم اقتراح تربوي مناسب للمجموعات المختلفة كمرجع لبرنامج تنشئتها.
- اعتبار تنشئة المنشّطين والمربّين الورقة الرابحة في الحركة الشبابية السالسية.
- إنشاء شبكة إعلام وترابط بين المجموعات المختلفة وبينها وبين المجموعات الموجودة في الكنيسة والمحيط (لقاءات، منشورات، مبادرات مشتركة، إلخ…).
- اعتبار الأمكنة السالسية كمكان لقاء روحي والتزام مسيحي.
- اعتبار مندوب الرعوية الشبابية ولجنته مناصرا للحركة الشبابية السالسية.
- مجالات اهتمام والتزام الحركة الشبابية السالسية:
- مجال تعبير الحركة الشبابية السالسية واسع يبّين تنوّع الاقتراح التجمّعي السالسي:
- مجال القبول الواسع: الحبّ لما يهمّ الشباب (الرياضة، التسلية، إلخ…) لاستدراجهم إلى مشروع حياة، ولتربيتهم ليس كأفراد بل كجماعة، بالعلاقة مع العائلات والمجتمع والحوار والتعاون والمشاركة.
- مجال التنشئة الإنسانية، لطوير الإبداع وقدرة البرمجة وكفاءة التحقيق، وقدرة استعمال لغة وسائل الاتصال والإعلام، إلخ….
- مجال التنشيط الثقافي، الاجتماعي والسياسي، التي يركّز على معرفة المحيط، على الالتزام الاجتماعي والسياسي، على قيم التضامن، السلام والعدل، النظرة العالمية واحترام البيئة، إلخ…
- مجال التنشئة الدينية والمسيحية، الذي يُلزم المجموعات لاتّخاذ الرسالة المسيحية والدينية كهدف مميّز ومفضّل، لمرافقة الشباب في نموّهم الديني ومسيرة التربية على الإيمان.
- اللقاءات الشبابية:
لقاءات الشباب إحدى العناصر المميّزة للحركة الشبابية السالسية، كمناسبات ذات معنى للتواصل بين المجموعات ولنشر قيم الروحانية الشبابية السالسية وأهدافها.
في هذه السنوات تزداد مناسبات اللقاء هذه. خلال سنة تعيش عدة أقاليم أياما يزداد فيها الحوار بين المجموعات الشبابية التي تؤلّف الحركة الشبابية السالسية.
وإن كان جوّ العيد ميزة من ميزات هذه اللقاءات، على المربّي أن يعتني بمضامين هذه اللقاءات إذ إنها في مجملها بشرى حقيقية ولحظة قوية لإعادة نشر الاقتراح التربوي الرعوي. لذلك يجب:
- برمجة اختلاف المبادرات والنشاطات لاستقطاب مضامينها إلى ما يتعلّق بنوعية الاقتراح التربوي الرعوي وميزته
- إدراج اللقاء في إطار مسيرة المجموعات التربوية، بترتيب إعداد مناسب وبتنظيم الفترة بعد اللقاء لتجسيد الخبرة في الحياة اليومية.
- الاهتمام بإعداد عدد مناسب من المنشطين، خاصة الشباب، المشتركين بوعي نحو الأهداف المتوخّاة.