الأوراتوريو
مركز الشباب
مركز الشباب
سالزيانيات
الأب السالسي جان ماريا جناتسا
للجميع
نقطة ارتكاز وإشعاع للشباب المحيطين به
نعنى بالأوراتوريو مؤسّسة مستقلّة تحقّق اليوم الرسالة السالسية في مجال التربية اللامنهجية، التي تتّصف بالحرية والتلقائية أكثر مما يتعلق بالتربية المدرسية النظامية.
الأوراتوريو حسب التاريخ هو أولى مؤسسات دون بوسكو الثابتة التي منها نشأت المؤسسات الأخرى. تتّضح إذن ملامح الأوراتوريو “مركز الشباب السالسي” الأساسية من خلال نشاط دون بوسكو ومن تطوّره بالنسبة إلى أمثلة ومؤسسات شبيهة أخرى.
لم يبتكر دون بوسكو اسم الأوراتوريو فقد أخذه من مؤسّسة موجودة؛ غير أن أوراتوريو دون بوسكو تميّز من مؤسّسات أخرى معاصرة أو سابقة إذ إنه قام بستّ تغييرات مهمّة لا تزال تشير إلى صفات رعاية الأوراتوريو المميزة:
مع تطوّر عمل دون بوسكو وانتشاره لم تتغيّر المبادئ الملهمة ولا صفاته المميّزة إنما يجب تحديثها بسبب الأوضاع الاجتماعية التربوية والظواهر الثقافية التي غيّرت وضع الشباب.
من ظواهر وضع الشباب الحالي:
قد نشأ لوقت الفراغ تصوّر جديد، فإنّه يشغل حياة الشباب أكثر وأكثر بأشكال متعددة من الإمكانيات والطاقات قد تؤدي إلى إمكانيات تربوية جديدة أو إلى تفريغ الأشخاص من ذواتهم والاستهلاكية حتى تصبح ميزة ثقافية؛
نشأت مجالات تربوية أخرى تخُصّص للشباب الدور الريادي: الرياضة، سياحة الشباب، الموسيقى، وسائل الاتصال الاجتماعي، المجموعات الثقافية والاجتماعية والدينية وللتسلية المتزايدة؛
اهتمّت المؤسسات المدرسية نفسها بمجالات متعددة تتعدّى النطاق التعليمي المحض للمزيد من الانخراط في المنطقة وبتقديم نشاطات وقت الفراغ المختلفة؛
ازدادت الفجوة بين الشباب والكنيسة، بين حياة الشباب والمؤسّسات التربوية الرعوية التي تجد صعوبة في تقديم مشروع إنجيلي ذي معنى للمراهقين والشباب.
ما قامت به من تأمل المجامع العامة 20،21 و23 يقّدم نقاط التركيز التي وصّلت إليها الرهبنة.
بناءً عليها يُفهَم المصلى- مركز الشباب كواقع ينشكّل في أنماط مختلفة ممكنة تتصف ببعض الميزات الأساسية:
تتصّف جماعة الرعاية التربوية في الأوراتوريو ومراكز الشباب بميزات خاصة تنشأ من طابعها المرتكز خاصة على بيئة الحرية والقبول وعلاقة الصداقة ومشاركة الشباب الفعالة.
حضور فعّال في عالم الشباب
تتصف جماعة الرعاية التربوية في الأوراتوريو ومراكز الشبيبة، كمنشّط لهذه الدينامية الجماعية:
دور الشباب في هيئة الرعاية التربوية في الأوراتوريو ومركز الشباب
الأوراتوريو مجال تربوي رعوي ملائم يساهم في مشاركة حياة الشباب تزداد عمقاً. نبدأ بالحوار مع الأولاد منذ اللقاءات الأولى فنثير دوافعهم ونشاركهم تدريجيا في النشاطات والمجموعات التي يختارونها.
على مجلس الرعاية التربوية في الأوراتوريو أن تهتمّ بأشكال المشاركة وتقديم للشباب أوسع مجال المسؤولية الممكنة إلى جانب دور المربّين البالغين.
دور الشباب في جماعة الرعاية التربوية في الأوراتوريو ومراكز الشباب
الأوراتوريو ومراكز الشباب أماكن وأوقات لها معنى خاص، حتى وإن لم تكن الوحيدة، للاقتراب من الشباب وتبشيرهم في الرعاية الشاملة.
ينتمي الكثير من الأوراتوريو والمراكز للشبيبة إلى رعية معينة أو تمثّل حضوراً كنسيًّا معيَّنا في منطقة رعوية معينة. أمّا انتماؤها الكنسي فيظهر من خلال علاقات متبادلة:
الأوراتوريو ومركز الشباب هما حضور تربوي في عالم الشباب؛ لذلك يجب أن تكون علاقاتهما بالحيّ قوية: على جماعة الأوراتوريو أن تقوم بحوار مع ما يحيط بها من مؤسسات اجتماعية وتربوية في الحيّ والمدينة وتساهم في تغييرها. من هنا بعض النشاطات المهمّة:
تحتاج الجماعة التربوية الرعوية في الأوراتوريو ومركز الشباب، كونها هيئة منفتحة جدا وذات مشاركة واسعة، إلى تنشيط منظّم يضمن لها هوية سالسية واضحة ثابتة في التكيّف المستمر مع احتياجات الشباب المتغيرة ومسيرة تربوية منسّقة توحّد الاقتراحات والخبرات المتعددة.
بعض العناصر الأساسية في هذا التنشيط
– تفرُّع جماعة الشباب في مجموعات نشاط وتنشئة مختلفة حسب اهتمامهم: تشجيع مسؤولية الشباب، على أوسع مداها الممكنة، فيما يخصّ حياة المصلى وبيئته؛ تأييد المشاركة والمجموعات الشبابية في الحركة السالسية للشباب.
– توسيع مشاركة البالغين المسؤولة الذين يقدّمون للشباب بيئة صداقة، اقتراحاً حياتياً تربوياً وخبرة عائلية وجماعية. فإن حضورهم عنصر ثبات ونضوج مهمّ في حياة الأوراتوريو المتغيرة. نذكر من بين البالغين أصحاب مهمات تنشيط خاصة وأولياء الأولاد، خاصة الذين يرغبون في المشاركة في العمل التربوي، وأعضاء العائلة السالسية.
الاهتمام بتنشئة العلمانيين المربّين والشبان المنشّطين؛ توظيف أشخاص وطاقات في جهد مستمر لتأهيل المربّين وخاصة الشباب الأكثر نضوجاً والمستعدين للمسؤولية، من خلال مدرسة تنشيط، دورات، اجتماعات، خلوات، في المجال التربوي، والمسيحي والسالسي.
تشجيع حضور الأوراتوريو ومركز الشباب واندماجهما المعبِّر في المحيط والكنيسة المحلية، بانتباه خاصّ إلى البعيدين والشباب في خطر، بمعرفة الأحوال المستقرة والحرجة في المنطقة وبالاتصال مع الهيئات الاجتماعية والكنسية العاملة فيها؛ بتأييد مبادرات واقعية تبحث عن الأولاد حيث يعيشون، خاصة في المناطق بدون خدمات وبدون جواب تربوي لاحتياجاتهم واهتمامهم؛ حتى المشاركة كطرف تنسيق مستمر في مبادرات وخدمات يقوم بها آخرون. والقيام بهذا التنشيط حتى من خلال التطوّع بأسلوب مجاني محض.
خدمات تنشيط وإدارة
مع كون الجميع يشتركون في التنشيط، هناك بعض المهمّات الخاصّة جديرة بالذكر:
أ) الجماعة السالسية
يعود لمجمل الجماعة السالسية مهمّة مميزة في تنشيط الأوراتوريو ومركز الشباب. فكل الرهبان في الدير، وليس فقط المكلَّفون بذلك، لهم مسؤولية الهوية السالسية واستدعاء البالغين والشباب المنشطين في الجماعة التربوية الرعوية، وتنشئتهم المستمرة، والانفتاح والاندماج في البيئة والكنيسة المحلية.
يتحقق هذا التنشيط:
ب) المكلَّف بالأوراتوريو ومركز الشباب
يستلهم شكله بدون بوسكو في الأوراتوريو: دعوة، ميل وكفاءة في العمل مع الشباب، غيرة رسولية، قدرة علاقات مباشرة وعميقة مع المعاونين وحضور مشجِّع بين الشباب، إبداع ومبادرة لتقديم اقتراحات وبثّ حماس، اهتمام وحدة الجماعة في العمل ونموّها في المسيح.
بالتعاون العميق مع الجماعة السالسية:
-يعمل في تطبيق المشروع التربوي الرعوي السالسي، الذي تمّ وضعه من قبل الهيئة التربوية الرعوية؛
-ينسّق جميع الذين يعملون في الأوراتوريو والمجموعات واللجان المختلفة؛
-يضمن اندماج الأوراتوريو ومركز الشباب في الجماعة المسيحية المحلية.
ج) المنشطون البالغون والشباب
تقف مهمّة المنشطين، كجزء متمّم في هيئة الرعاية التربوية، على:
كونهم قدوة ومعالم في نظر الأولاد والشباب، إذ إنهم يعيشون ما يقدّمون من قيم ببذل جهودهم التدريجية في تحقيق مشروع إنساني يعتمد على الإنجيل؛
مواكبة حياة الشباب الواقعية وتخصيص الوقت للبقاء وسطهم، في المشاركة وتقدير ما يحلو لهم وتأييد نموّهم الشامل؛
تنشيط مشروع الأوراتوريو ومركز الشباب من خلال مسؤولية المجموعات المختلفة وتنسيق النشاطات المقترحة، بإتاحة للشباب دائما دورهم المبادر والمسؤول؛
العمل معاً والبقاء في مسيرة تنشئة تربوية مستمرة.
تصير خدمة التنشيط تحت شعار التطوّع والمجانية. وإن حدث لخدمة مهنية أو مكلّفة، خاصة فيما يتعلق بنشاطات جمعيّات معترف بها مدنيا موجودة في الأوراتوريو، أن تستحق مكافأة مالية أو عقد عمل، فليتمّ ذلك دائماً وفق القانون وبوضوح كامل، مع بذل الجهود في تأدية هذه الخدمة في أسلوب التطوّع.
د) مجلس الأوراتوريو
أدوار التنشيط المختلفة مستقطبة في هيئات، أهمّها مجلس الأوراتوريو ومركز الشباب أو مجلس هيئة رعاية الأوراتوريو التربوية. يراعي تشكيله وسير عمله خطوطاً ومقاييس دينامية ثابتة، وفقاً لتوجيهات الرئيس الإقليمي ومجلسه (المجمع العام 24، رقم 171).
يعود إلى مهمّاته:
تأييد المشروع الرعوي السنوي ومراجعته، وفقا لمتطلبات واقع الشباب البارزة وتوجيهات المشروع التربوي الرعوي السالسي؛
تنسيق الاقتراحات التربوية المختلفة الصادرة من اللجان والمجموعات، ومراعاة التناسق والتكامل بين فترات التنمية الإنسانية والتبشير والتعليم المسيحي، والاحتفال الليتُورجي والالتزام الخيري والرسولي؛
القيام بعلاقة متينة مع المحيط وجميع الذين يعملون لتربية الشباب، بتشجيع مداخلات واقتراحات مناسبة لظروف التهميش والخطر واللا مبالاة الدينية؛
تأييد النموّ الديني والكفاءة المهنية لدى جميع أعضاء هيئة الرعاية التربوية من خلال تنشئة منظّمة.
داخل المجلس وتابعة له، يمكن أن تُشكَّل لجان أو مجموعات مكلَّفة بقطاعات نشاط كبيرة، من بينها لها شأن من الأهمّية اللجنة الرعوية والجنة الاقتصادية.
المقترح المقدّم في الأوراتوريو ومركز الشباب يفسح للشباب المجال للقيام بخبرة حياة شبابية أصيلة تساعدهم للتعرّف على العالم والنظر فيه على نور الإنجيل، ليزدادوا وعيًا لدورهم ولدور الآخرين في المجتمع والكنيسة، وليعيشوا باندفاع فترة شبابهم وبناء مشروع حياة يعتمد على الإنجيل. يتحقق هذا المقترح بمسار مركَّز وبمسارات خاصة وفق اهتمامات الشباب، فكل شاب يمكنه اختيار المسار حسب مستوى نموّه من خلال إمكانيات المشاركة المختلفة في النشاطات المقدَّمة.
يتحقق هذا المقترح في ثلاث نواحٍ متكاملة:
استقطاب الشباب
يقوم العنصر الأوّل من مقترح الأوراتوريو ومركز الشباب في قدرته في استقطاب اهتمام الأولاد والشباب لإبراز فيهم القيم الإنسانية والدينية التي تأتي من التقليد والبيئة والعائلة وإثارة التساؤلات الملائمة.
يتمّ هذا الاستقطاب من خلال:
مسيرة تربوية
هذا الاستقطاب الشبابي يفسح المجال أمام مقتَرح إبداعي شخصي وحرّ وإستشراكي ينمّي طاقات الأشخاص والمجموعات الإيجابية ويؤيّد مسيرة النموّ في نواحي الشخصية المختلفة وفقاً لقيم الروحانية السالسية.
تفترض هذه الخبرة:
مسيرة تبشير إنجيلي
ينفتح تطوّر هذه المسيرة لمقترح إيمان يؤدّي إلى لقاء شخصي مع المسيح ويتجسّم في مسار تنمية إيمانية بحثا عن الهوية المسيحية وفقا للروحانية السالسية الشبابية واختيار الدعوة.
يجب أن يكون هذا المقترح الإنجيلي:
المجموعة
يختار الأوراتوريو ومركز الشباب حياة المجموعة والاشتراك في المجموعات السالسية كخبرة تربوية أساسية.
يقدّم مجالاً واسعاً لمجموعات ولجان وفقاً لاهتمامات الشباب: مجموعات تلقائية يتولّى أمورها قوّاد طبيعيون حسب أغراض فورية، ومجموعات بنظامها الخاصة وخطوطها التربوية من رياضية وثقافية واجتماعية وتعميق ديني وتنشيط رسولي وتنشيط داخلي…
نشجّع في هذه المجموعات:
النشاطات
النشاطات في الأوراتوريو ومركز الشباب الميزة الأساسية، كساعات التدريس في المدارس. النشاطات نقطة الاتصال بين المجموعات وجمهور الأولاد: يعود للمجموعات التحضير وتقديم الاقتراحات وتأمين الحضور والتطوّر؛ أمّا الجمهور فيشارك ويكتسب غنى ونضوجاً.
نحاول في كل نشاط:
أما النشاطات المتكررة في المصلى ومركز الشباب فهي الرياضة والألعاب، التلقائية منها والمنظّمة؛ ولا تقل أهميةَ النشاطات الأخرى كالموسيقى والمسرح، المخيمات والسياحة الشبابية، ومخيمات العمل أو المخيمات الدينية…
فمن الأهمية بمكان أن تندرج هذه النشاطات في مجمل حياة المصلى ومركز الشباب وتنسَّق وتتمّ لقاءات جماعية.
خبرات خدمة وتضامن
تنفتح إمكانيات المصلى ومركز الشباب لخدمات وفقا لنموّ الشباب ومتطلّبات المحيط من رعاية مدرسية، توجيه مهني، دورات مسائية، مبادرات اجتماعية…
تتجاوب هذه الخدمات: