روحانية: مبادئ حياة وروحية حقيقية (الحياة بالروح: اختبار حي)، مستوحاة من الإنجيل.
روحانية دون بوسكو: لأنها تستوحي وتطبّق اختبار وممارسات دون بوسكو. لا تكتفي بمجرّد التقليد، بل تكون حية وخلاّقة. يعيشها الرهبان والراهبات والمعاونون والشبيبة، كل واحد منهم حسب نمط حياته.
الأركان: 1) حياتنا هو مكان التقائنا بالله.
2) حياتنا تتمثّل تدريجيًّا بيسوع المسيح، الإنسان الكامل.
3) الحياة في يسوع فرح والتزام.
4) اختبار كنسيّ حقيقي: المشاركة والخدمة.
5) طريق التوجيه واختيار الدعوة.
6) حياة تستوحى من مريم العذراء.
1) حياتنا هو مكان التقائنا بالله.
أ) المدلول:
- اكتشاف حضور الله في بساطة حياتنا وأمورنا اليومية.
- القيام “جيدًا ” بما يجب علينا أن نقوم به.
- أساس هذا المدلول الإيمان وسر التجسد. يسوع، ابن الله المتجسد، ملتقى ما هو إلهي وما هو إنساني (كلما عملتم هذا لواحد من إخوتي هؤلاء، فلي عملتموه).
ب) ممارسات دون بوسكو: يعلّمنا عدم التهرّب من ظروف حياتنا، بل أن نتحمّلها بشجاعة وإبداع.
ج) المواقف: الإيمان – الانفتاح – إلقاء نظرة إيجابية على الأشخاص والظروف – أن نكون أصحاب القرار في تحديد مصيرنا – حبّ: حياتنا وعملنا- الحماس …
د) اختبارات: الحياة العائلية بكل جوانبها – الدرس والنموّ الثقافي – الصداقة، التضامن، الترفيه – المعرفة التدريجية للعالم والأشخاص والبيئة – المجهود اليومي في المسيرة الروحية.
2) حياتنا تتمثّل تدريجيَّا بيسوع المسيح، الإنسان الكامل.
أ) المدلول:
- حياة يسوع جرت كلها تحت فعل ونفحة الروح القدس.
- يسوع محور كل حياة روحية حقيقية (“أن تُدركوا ما هو العرض والطول والعلو والعمق وتعرفوا محبة يسوع… وتتّسعوا لكل ما عند الله من سعة ” أفسس 3/18-19): فيسوع هو النموذج.
- روحانية نقدية منبثقة من مواجهة عالم اليوم، استنادًا إلى الإنجيل دائمًا.
- يسوع هو منطلق كل مجهود إنساني في سبيل تحقيق الملكوت.
ب) ممارسات دون بوسكو:
- التمثل بيسوع “الراعي الصالح”.
- يسوع الصديق، معلّم الحياة والحكمة، الفادي المخلّص، الحاضر في الصغار والمحتاجين.
- التركيز في سريّ القربان والتوبة.
ج) مواقف:
- الرغبة في قبول يسوع وإنجيله.
- مقارنة حياتنا بكلامه وتصرّفانه وممارساته.
- الاستفادة من وسائل الخلاص (الأسرار، الأعياد، الجماعة…).
د) اختبارات
- التعمّق في الإيمان.
- تعلّم واقتباس الصلاة.
- قراءة وتأمّل كلام الله.
- المشاركة في حياة الكنيسة.
- الاقتراب من سريّ القربان والتوبة.
3) الحياة في يسوع: فرح والتزام
أ) المدلول:
- أرسخ ميل في الإنسان هو ميله إلى السعادة.
- المسيحية هي ديانة الخلاص والفرح المنبثق منه.
- دور التطويبات (طوبى لكم …)
- عيش الإنجيل هو التزام عملي.
ب) ممارسات دون بوسكو:
- جمع بين الفرح والالتزام، بين السعادة والقداسة (“قداستنا قائمة على أن نكون فرحين”. دومنيك سافيو).
- لا يعني هذا تخفيض قيمة الالتزام والقداسة.
- الفرح والسعادة كناية عن حياة النعمة.
ج) مواقف: التفاؤل والثقة، الشكر والأمل، البساطة وقدرة المشاركة مع الآخرين (افرحوا مع الفرحين..)،
دعم مبادرات الخير، روح الإبداع والمبادرة، التضامن، الالتزام الحقيقي الملموس، الابتعاد عن الإهمال واللامبالاة…
د) اختبارات: قبول الآخرين كما هم، المشاركة والصداقة، خلق جوّ الفرح والعفوية والتعبير الحر بروح المسؤولية، إقامة والاحتفال بالأعياد (عيدنا جميل لا يمكن أن ينتهي ولن ينتهي)، اللقاءات والتجمّعات، الالتزام في خدمة الأطفال والشبيبة المحتاجين، الالتزام في قضايا العالم الكبرى: الجوع – العدل والسلام، الدفاع عن الحياة والقيم المسيحية.
4) اختبار كنسي حقيقي: المشاركة والخدمة
أ) المدلول:
- جماعاتنا وتجمّعاتنا هي كنيسة، لا غير.
- كلنا أعضاء في جسد المسيح الواحد، كل واحد بمواهبه الفردية.
- كل جماعة مسيحية تعبّر عن غنى الكنيسة.
ب) ممارسات دون بوسكو:
- كان دائمًا وما زال رجل الكنيسة: أحبّها، خدمها، تألّم وضحّى في سبيلها.
- لقّن تلاميذه حسًّا كنسيًّا حقيقيًّا.
ج) مواقف:
- الانتباه إلى حياة الكنيسة (المحلية والعالمية).
- المشاركة في حياة الجماعة المسيحية (الرعية، الأبرشية).
- الانفتاح على الطوائف المسيحية الأخرى وعلى الأديان غير المسيحية (دور الإرساليات).
- الإنسان هو طريق الكنيسة.
- الانسجام مع تعليم الكنيسة.
د) اختبارات:
- حياة الجماعة هي “الخميرة” في العجين.
- مبادرات عملية في خدمة الكنيسة المحلية.
5) طريق التوجيه واختيار الدعوة
أ) المدلول:
- كل حياة تحمل دعوة يجب اكتشافها وتحقيقها.
- الدعوة مبادرة إلهية، مجانية، تخصّ الفرد في إطار الجماعة.
- وعي علامات الدعوة من خلال الإصغاء والخضوع لصوت الر وح.
- دور الوسطاء (الأشخاص، ظروف الحياة المختلفة: البيئة، العائلة، الرعية، المدرسة…).
ب) ممارسات دون بوسكو:
- عاش حياته كدعوة، انطلاقًا من حُلمه في التاسعة من عمره: إنقاذ الشبيبة.
- ثم، ككاهن، وجّه الألوف من الناس في اختيار الدعوة.
- اهتمّ بنوع خاص بالدعوات الرسولية (الكهنوتية، الرهبانية، العلمانية الملتزمة “المعاونون”).
ج) مواقف: البحث عن الدعوة، الاستعداد لقبولها، التضحية في تجسيدها.
د) اختبارات:
- الانفتاح على الآخرين لاستكشاف الحاجات الملحّة.
- القيام بمبادرات خدمة (اجتماعية، كنسية، روحية…).
- معرفة الدعوات المتعددة والمختلفة الموجودة في الكنيسة.
- معرفة الدعوات المختلفة في إطار العائلة السالسية.
- الالتجاء إلى الإرشاد الروحي لاكتشاف وتحقيق ومتابعة الدعوة.
6) حياة تستوحي من مريم العذراء
أ) المدلول:
- مريم هي أكمل تلميذة ليسوع، الكلمة تجسّد فيها فأصبحت مثالاً وقدوة.
- تحُقّق سر التجسد في ظروف حياتها الاعتيادية (“طوبى لكِ لأنك آمنت”).
- ها أنا أمَة الرب.
- مشاركتها في حياة يسوع وفي مسيرة الكنيسة الأولى.
ب) ممارسات دون بوسكو:
- أحسّ وجود وحضور مريم في حياته وعمله: حضور حيّ وملهم، هي الأمّ والمعلّمة.
- مريم الحبل بلا دنس، مريم أم المعونة وأم الكنيسة.
ج) مواقف:
- التأمّل “كانت تحفظ تلك الأمور كلّها في قلبها” (لوقا 2/51)
- الاستعداد التام _ بدون شروط _ لتتميم إرادة الله.
- خدمة الإنسان، عرفان الجميل والشكر (تعظّم نفسي الرب)، الأمانة.
د) اختبارات:
- الاقتداء بمريم، تعريفها والإعلان عنها.
- التعمّق في مواقفها.
- إحياء دورها في حياتنا الشخصية وفي حياة الكنيسة.
- إكرامها (الاحتفال بأعيادها، الوردية، مزاراتها…).
- رسم نمط حياة شخصية يستوحي منها.
الخاتمة:
جميع هذه البنود ليست متتابعة بل متشابكة ومتكاملة. إنها مجرّد علامات نستوحي منها ونستنير بها في مسيرتنا الروحية، الفردية والجماعية. المهمّ أن نعيش اختبارنا المسيحي في وحدة شخصنا.