القسم
رتب وصلوات
رتب وصلوات
سالزيان الشرق الأوسط
للجميع
أنا لست حفنة التراب المداسة بالأقدام
كان عروسان مغرمين بشراء الأواني الفخارية الثمينة والأثرية، وفي إحدى رحلاتهما إلى أوروبا ذهبا إلى متجر خاص بالأثريات، ولفت نظرهم إناء فخاري ثمين موضوع في إحدى زوايا المتجر، وكان حوله زينة جذابة. تطلعت العروس إليه؛ أمسكت به في إعجاب ونادت عريسها وهي تقول: “لم أرَ في حياتي مثل هذا الجمال، يا لصانعه من فنان رائع !!”
صمت الإناء قليلاً ثم قال لها: “لا تعرفين أنني كنت حفنة من تراب، لو لمستني لغسلتي يديك إذ تصيران متسختين. فمسك بي سيدي ووضع عليَّ ماء وصار يعجنني كنت أصرخ: اتركني على الأرض لماذا تعجني بهذا العنف؟ ماذا فعلتُ بكَ!! نظر إليَّ سيدي وهو يبتسم قائلاً: “ليس بعد”، شعرتُ بمرارة وقلت: “ماذا يفعل بي بعد؟” وضعني في دولاب الفخار وصار يحركه بقوة وشعرتُ كأن الأرض كلياً تدور حولي وصرتُ أصرخ: “كفى… كفى، فإنني أشعر بدوار شديد إني أموت ارحمني”
هزَّ سيدي رأسه وهو يبتسم ويقول: “ليس بعد!!” أمسك بي وصار يتأمل فيَّ وإذ به يضعني بالفرن! كانت الحرارة مرتفعة للغاية لم أختبر مثلها قط! قلتُ له: “ماذا فعلتُ بكَ لتقتلني؟! يا لكَ من قاسي القلب! صرخت: افتح لي باب الفرن كفى!!
بعد فترة فتح الباب ورأيتُ على وجههِ ابتسامة وهو يقول: “ليس بعد!!” كدتُ أموت وهو يمسك بي ليضعني ثانية ً في الفرن ليثبت الألوان ويغيِّر من طبيعتي. كانت حرارة الفرن مضاعفة!! توسلت إليه ألا يضعني فيها لكنه أصرَّ. كنتُ أتطلع إليه وأنا أبكي، أمّا هو فكان يردد “ليس بعد!” فتح باب الفرن ووضعني على الرف حتى أبرد، وبعد قليل قدَّمَ لي مرآة وقال لي: “يا حفنة التراب المتألمة أنظري!!” دهشتُ حين رأيتُ نفسي بهذا الجمال الباهر وقلت له: “إنني لستُ أنا حفنة التراب المُداسة بالأقدام!” قال لي: “هذا ما فعلته يداي لأشكلكِ وأحولكِ إلى إناءٍ فاخرٍ لو كنتُ قد تركتكِ بدون أن أعجنكِ لظللتِ تراباً بلا قيمة لو لم أضعكِ على دولابي لظللتِ قطعة طينٍ بلا شكل لو لم أدخِلكِ إلى الفرن لظللت جافة ومشققة لو لم أدخلكِ إلى الفرن مرة أخرى لما استحققتِ أن تكوني في مركز رائع محوَّط بالمجد!”
ترتيلة: برضاكَ – نزار فارس
يا رب أمامك تنهدي ولا غريبٌ عنكَ صرختي يا ربْ
نور عيني ليس معي قوتي فارقتني
برضاك يا خالقي ارحم دموعي وامسك بيدي أنا من دونك أمسٌ بلا غد أنعم بخير الحياة بلا أبد
أنت الفخاري وأنا كالطين بين يديك اصنع مني وعاءً آخر مثلما يحلو في عينيك
فمن الآن أنا لم أعد أنا أودع كلّي في راحيتك
برضاك يا خالقي ارحم دموعي وامسك بيدي أنا من دونك أمس بلا غد أنعم بخير الحياة بلا أبد
ها هو الإناء الفخاري أمامك بأجمل صنع وإبداع، أراده الخزّاف أن يصنعه بيديه من حفنة تراب، فانظر أمامك وتأمل قصة الإناء الفخاري متأملاً معها حفنة التراب التي تدوس عليها ماذا أنتجت حفنة التراب التي قالت: من يلمسني لغسل يديه إذ تصيران متسختين فلا تنسى فأنت أيضاً صنع تراب تذكر يا إنسان أنك من تراب وإلى التراب تعود فالرب أخذ حفنة من تراب ونفخ بها الروح فكان آدم، والرب لم يشأ أن يكن آدم وحيداً فأوجد له شريكاً فأخذ من آدم ضلعاً ونفخ بها روح فكانت حواء فحفنة التراب هذه هي التي نُفِخَ فيها روح الله فأوجدك على أحسن وأجمل صورة، مثلك مثل إناء الفخار هذا.. فالخزّاف استحدث كل الطرق ليخرجها بأجمل صورة لها، والله أرادك بأجمل صورة وميزك عن سائر الخلائق وأراد أن تكون صورة المسيح موجودة فيك لكن انظر الآن إلى آنية الفخار وانظر ما صنعت يداك وكيف شوهت الصورة التي أرادها لك الله بأحسن حال.
ترتيلة: في وقت ضعفي – زياد شحادة
في وقت ضعفي أراك تشفي من سقطتي
وعند ضيقي تبقي صديقي وسلوتي
إلي تدنو إليك أرنو مسلّماً
لست لذاتي وشهواتي بل ها حياتي ملكك
يا رب إني لك أعني وخذ يدي بيدك
عند رجوعي تمسح دموعي وترث لي
تشبع جوعي ربي يسوعي وتهديني
إلي تدنو إليك أرنو مسلما
ربي أراك أراك دربي ونسمتي
من كل قلبي أهديك حبي وبسمتي
إلي تدنو إليك أرنو مسلّماً
استملكت الخطيئة نفوسنا ووضعت القيود في يدانا وجعلتنا مُنْشلّي الحركة سيّرتنا وأخذت تغرس في قلوبنا ونفوسنا الكره، الابتعاد عن الله، الشر، النميمة، الحسد، الكبرياء، حب الذات، الشهوات … فما كان إلا أن شوّهنا وكسّرنا وحطـّمنا كل جميل من الله وهبنا إياه لننعم حياة الفضيلة والتوبة فلم نكن إلا تلك الطريق طريق الجلجلة التي هيئتها الخطيئة وأعدّتها بكل الألم والعذاب فحملها يسوع وسار بها طريق العذاب الطويل. أحبّك فضحّى لأجلك لأجل أن يصنع منك آنية فخار جميلة أرادك أن تكون على صورته ومثاله. فآنية الفخار كان لها ألا تُكسر ويذهب سدىً كل ما بذله الخزّاف ليوجدها بأجمل تكوين لها، لكن كان إبليس وكانت الخطيئة. تسللت بهدوء وبخداع فأوقعتنا، فكانت الرغبات والشهوات أقوى منا فلم نثبت فوقعنا وسقطنا محطمين آنية الفخار محطمين معها تلك الألوان والإضافات التي بذلها الخزّاف مدمرين ذاك المركز الرائع المحوّط بالمجد المكان الذي أرادنا به يسوع.
ترتيلة: هل أطرقُ بابكَ – الأغابي
هل أطرقُ بابكَ بعدَ ضياع الكلِّي أوَ يصلحُ أنْ أقتربَ إليكَ بذليّ
ضيعتُ أنا فرحتي مني بجهلي قد كنتَ حبيبي وخلّي أنتَ بل أهلي
وتركتكُ لكني أعود فترحمني ولا بيديَّ إلا الوعد ليسترني والقلبُ بأحشائي يناديكَ أجبرني
أشتاقُ لحضنِ الآب وعطفه يقبلني
جمِّلني فقبحي قد ذهبَ حتى الأحشاء وسوادُ الليلِ تسرَّبَ فيَّ انتشرَ الداء
أشتاقُ لخالقٍ من عدمِ يدعو الأشياء فيغيرَ قلبي ويلبسنَي حُللاً بيضاء حُللاً بيضاء
اليوم وأنت تركع بين يدي يسوع أنت أيها الشاب يا نبض الفرح ونبض الاستقلالية في الشعور والتفكير يا نبض الحماس والحب والحياة آمن بأن الله يدعوك ويريد أن يلتقي بك اليوم يلتقي معك في أعماق ذاتك لقاءاً نقياً من خلال توبتك ولقائك معه إنه يريد أن يدعوك من جديد للحياة لتكون معه آنية فخار بروح المصالحة والغفران فترجع تلك الآنية إلى متحفها الأثري ليبقى الجمال الذي أراده وأوجده الخالق في كل واحد منا، على صورة المسيح أرادنا وأوجدنا في متحف الحياة فأنا ذاك العريس وأنا تلك العروس اللذان أحبا أن يرجعا إلى ذاك المتحف ويضعا مع ثوبٍ ملؤه التوبة والمصالحة آنية الفخار المعادة التكوين ممزوجة بفرح الخلاص الذي أراده لنا يسوع بصلبه وموته وقيامته فها نحن أجساد أعيد تجديدها الداخلي الروحي اليوم معك بكل الحب فلنقابل حبنا وفرحنا بحب الله حتى تتفجر ينابيع الحياة التي فينا من جديد ولتستمر إلى سن الرجولة فالشيخوخة فاللقاء مع يسوع.
ترتيلة: أنت حريتي – مايك ماسي
كلّ ما ازدادت آلامٌ توجع سكون ليلي كلّ ما تنضح جراحٌ تؤلم سلام قلبي
أنت حريتي تطلق قيودي أنت حريتي تمسح دموعي
كلّ ما هبَّت رياح تعصف في كل ميلٍ كل ما اسود السحاب وانقضت كل أحلامي
أنت يا نبع الحنان تدخل عمق جراحي في ضياء السماوات تبقى لي لحن الحياة
هاءنذا يا رب وقد رميت بنفسي أمامك…
هاءنذا يا رب وقد اعترفت بضعفي لك…
هاءنذا يا رب وخطاياي أمامك…
أعترف بأنني قد خنت وأعترف بأنني أريد أن أبدأ من جديد وأرضى بذاك الدولاب الذي وضعتني عليه لتشكلني كيفما تشاء لأكون بذاك الجمال الباهر لآنية الفخار آنية الفخار تلك التي دُهشت حينما رأت نفسها أمام المرآة، فقالت: “أنا لست حفنة التراب المداسة بالأقدام”.
بمعونتك يا رب، إننا حفنة التراب التي نفحت بها الروح لتوجدنا على صورتك ومثالك على صورة المسيح أردتنا وأوجدتنا فكنا ومرجعنا لك فها أنا الآن بأحضانك مزيلاً كل الخوف مزيلاً إبليس الذي حطمني وشوهني فاقبل من ابنك توبته وأنا أعدك بأن أكون ذاك الإناء الفخاري الذي جبلته يداك وها آنية الفخار التي حطمت أصبحت أواني فخارٍ صنعتها التوبة بأجمل شكلٍ لها.
صلاة جماعية:
يا حبيبي يسوع، إني إظهاراً لمعرفتي الجميل، وتعويضاً عن خيانتي وخطايا العالم، أقدِّمُ لكَ قلبي، مخصصاً إياهُ تخصيصاً مطلقاً لحبك الإلهي، قاصداً بنعمتكَ الإلهية ألا أعود أهينكَ أبداً …
بصلوات آبائنا القديسين، أيها الرب يسوع المسيح إلهنا، إرحمنا … آمين.