هناء النفس
الاستمتاع بالحياة
الاستمتاع بالحياة
مواضيع تربوية
عن مجلة السالزيان الدورية نقلها للعربية الأب السالزياني بشير سكر
للجميع
هناء النفس بطبيعته يُنضِج إنسانيتنا؛ فهو يبعث فينا إحساساً وجدانياً يجعلنا نعيش في ارتياح وسلامة وشفافية، نعيش الإنسان الإنسان…الهناء النفسي يوجهّنا نحو الأفضل بينما تستطيع الكآبة أن تدمّرنا.
أفكار هذه تستحق الاهتمام. يؤكد ذلك البروفيسور فابروني المتخصص في علم النفس التربوي من جامعة بولونيا (إيطاليا) إذ يقول: ” حين لا يضحك الولد، علينا أن نقلق…ولو بذلنا كل جهد ولم نصل الى إضحاكه فعلينا مراجعة الطبيب المختص.”
المفكّر الشهير تِيّار دي شاردان الذي عاش في القرن الماضي صرّح: ” الحياة السعيدة تعتبر أعظم طاقة كونية! ”
هناك من يدّعي أن الحياة الناجحة هي من نصيب من يستيقظ باكراً، والصواب هو أن الحياة الناجحة ليست من نصيب من يستيقظ باكراً وإنما هي من نصيب من هو سعيد بأن يستيقظ!…
فمن هو سعيد بأن يستيقظ يعيش حياته حقاً، أما من هو غير ذلك فوقائع الحياة هي التي تقوده. خلاصة القول، من غير الهناء النفسي لن نحظى بالنمو إنسانياً… مَ العمل إذاً؟؟
ها هي بعض التوجيهات:
حذار من المطبّات
لا نكن نحن سبباً في تعقيد الحياة وفي رفع ضغط القلق…لماذا نكبّد عقلنا أحمالا تفوق طاقته؟؟
لنتخلّص من المطبّات التي تعطّل مسيرة الحياة وتعكّر الراحة النفسية.
نذكر هنا المطبّات الثلاثة الأكثر انتشاراً والتي يتعثّر بها الأهل في يومنا هذا:
ورد في مؤلفات علم نفس الأطفال أن الطفل يبتسم أول مرة في شهره الثالث…وفي نهاية عامه الأول يبدأ النطق…بعد ثماني دقائق من الرضاعة يجب أن يتجشّأ… ولكن طفلنا لا يتبع هذه التعليمات! هل هو غير طبيعي؟؟
طفل الجيران ممتاز حقاً! فهو يجتهد ويطيع ويساعد…طفلنا ليس مثله!
طفل التلفاز طفل لا تشوبه شائبة، ذكيّ، أشقر، لا يعرق بتاتاً، لا يحكّم رأيه… أما طفلنا، فيا للكارثة!!
ما هذه الخِدع؟ …
خلاصة القول، لنحمده تعالى على طفلنا الذي خلقه آية في الإبداع (فريداً لا يتكرر!) مثلما هم كل أطفال العالم.
لنتمتع بمسرّات مجانية:
هناك فرص سعيدة منثورة هنا وهناك عبر بحر اليوم والتي لا تتطلب أية تكاليف.
على سبيل المثال:
والقائمة يمكن أن تستمر ما شئنا…
ولله الحمد على ما أبدعه في الكون لإسعادنا. العاقل بيننا يتنسّم تلك السعادة ليضخّ أكسجين الهناء في الحياة، هذا الهناء الذي يعتبر أعظم طاقة قادرة على تحويل أرضنا إلى تجربة نهائية تمهّد للنعيم الخالد.
لننشر الفرح:
حوار تلفزيوني نال إعجاب جميع المشاهدين، كان شعاره: ” يا للفرح عندما ننشر الفرح!!” وهذا حقيقي 100%.
الفرح سلعة غريبة، كلما وزّعتها كلما ازدادت لديك، كلما تقاسمتها كلما تضاعفت… تزرعها في حديقة جارك تراها تزهر في حديقتك!
أحد الأدباء لخّص فلسفته بهذه العبارة: أسعد السعداء هو من يسعد غيره”. هناك حقاً غبطة في العطاء أعظم مما في الأخذ…
وبالتالي لا نحاول البحث عن السعادة، لنسعَ كي نكون نافعين والسعادة تصل تلقائياً… وهذا يعتبر خطوة كبيرة على دروب أنْسَنَة إنسانيتنا.
حكم: