القسم
رتب وصلوات
رتب وصلوات
سالزيان الشرق الأوسط
للجميع
إن أقصر الصلوات انتزعت ملكوت السماوات إذا أنها كانت من قلب منكسر نادم..
تأمّل:
ما هي صورة الإنسان اليوم؟؟ انه إنسان جائع رغم شبعه المادي، عاري رغم كثرة ثيابه، بماذا نستتر وقد لفتّنا الخطيئة من كل جانب، نعم كلنا ضللنا وابتعدنا عن الله، إن لم يكن بأفعالنا، فبمواقفنا وبكلامنا، كفانا ضلالاً ولنلبي دعوة المسيح، الدعوة لي أنا حتى أتمتع بالخلاص الذي يدعوني إليه الرب، دعوة لكي أتمتع براحة الضمير وفوق كل شي بالشبع الحقيقي.
تعال ولا تعتذر… تعال ولا تؤجل اقترب منه وأطرق بابه وقل له: أسترني أخلقني من جديد ضمّني إلى صدرك واقبلني يا رب من جديد.
صمت + ترتيلة
قصة قصيرة:
ترك شاب أباه في قرية صغيرة في الريف وركب القطار وذهب إلى المدينة ليعيش فيها وقال لأبيه عند فراقه: لن أعود أبداً إلى هذا البيت الكئيب! لقد أخذت نصيبي وهذا حقي! وأريد أن أعيش حياتي بطريقتي وهذا أيضاً حقي! وأثناء تحرك القطار قال له الأب والدموع في عينيه إذا أردت أن تعود في أي وقت سأكون في انتظارك!!! ومرت الأعوام وتلاعب الشاب بالأموال والتف حوله الاصدقاء ومع الوقت ذهب الكل كما جاء!! المال والأصحاب! وجاءت الضيقات والأمراض ووجد نفسه وحيداً فأخذ قصاصة صغيرة من الورق وكتب عليها بدموعه كلمات قليلة: “يا أبي أنا غلطان وتعبان جداً ومشتاق لحضنك وحبك جداً محتاج حنانك محتاج غفرانك …محتاج سلامك يا أبي لقد قررت أن أركب القطار الذي سيمر من أمام بيتك الأحد القادم فإذا كنت ما زلت تحبني وتريد أن تستقبلني أرجوك أعطني علامة! وهي أن تضع قطعة قماش بيضاء على الشجرة التي أمام البيت فإذا وجدتها سأنزل من القطار وإذا لم أراها سأفهم يا أبي وسأظل في القطار إلى أي بلد آخر”
وظل طول الأسبوع لا يعرف طعم النوم. كان قلقاً مهموماً يتساءل في نفسه ماذا سيفعل أباه؟ هل سيضع قطعة القماش؟؟
وركب القطار ومعه ركبت مخاوفه! وأثناء الطريق لم يكن يفكر إلا في قطعة القماش كانت هي كل ما يتمناه ومن وسط دموعه نظر إلى السماء وطلب من إله السماء شيئين الغفران وقطعة القماش واقترب القطار من البيت وابتدأ يسمع دقات قلبه أكثر من صوت القطار ولم يستطيع الانتظار، فأخرج رأسه من النافذة ليرى الشجرة ولم يصدق عينيه وانفجر في البكاء فقد رأى الشجرة ولكن لم تكن عليها قطعة قماش بل كانت الشجرة مغطاة بمئات القطع من القماش كل غصن كل فرع كانت عليه قطعة قماش وكانت كل قطعه تحكى قصة! قصة حب.. حب أب.. حب إله.. إله يحبك. إله ينتظرك.. إله يريدك.. ويريدك كما أنت! لأنه يحبك كما أنت! إله يريد أن يفعل أي شيء ليثبت لك حبه! حتى ولو يضع قطع قماش على كل شجرة ستمر بها في حياتك!
صمت
مناجاة:
إلهي ما أعظم معرفتك، تتغلغل في أعماقي مثل السيف تفحصني، تعرفني، تخلع عني كل ثنيات الزيف! ما من قول لم ينطقه لساني بعد يخفى عن سماعك. ما من فكر يخطر في جنبات العقل ولا ترصده معرفتك. عينيك ترقبني وتسقط عني كل قناع فوق جبيني. نورك يكشفني، يفضح كل خفي في ظلمات فكري. حبك يدركني، يوقفني في أضواء البر، يكشف كل دنايا نفسي، يظهرني في عين شمسك، يطهّر شر اليوم وشر الأمس. إني آت إليك بأثمالي أثمال الشر. أحمل آثام الدهر، وعار سني العمر. فاستر عريي، وألقي على ثوب البر، حتى يحين يوم تدعوني إليك فأدخل بيتك في أثواب الطهر.
تأمّل:
منذ نحو ألفي عام على ربوة تسمى جلجلة. كان هناك صليب! فوقه شخص يدعى يسوع المسيح! تم صلبه لأنه أحبنا!! فمات من أجلك وأجلي وغلب الجسد والعالم وأعطانا بموته حياة وهو الآن يريد أن يعطيك هذه الحياة، فمن فضلك لا تدع صلبه يذهب هباء! تعال إليه الآن أرجوك الآن اجلس معه تكلم معه ببساطة بصراحة بهدوء قل له على كل ما في قلبك عن مشاكلك مرضك ضيقك قلقك همومك وحدتك ومخاوفك قل له إنك محتاج له وأنك تريد أن تعطيه قلبك وحياتك وأنك تريد أن تغلب العالم وتأخذ الحياة. تدخل السماء معه ولكنك لا تستطيع لأنه العالم الذي فيك لا تريد أن يتركك بل هدفه أن تظل مستعبداً لجسدك ومطالبه وما أنت فيه. صارحه بضعفك أمام العالم وسقوطك الدائم أمام شهواته وأمواله قل له بمنتهى الصراحة والبساطة “يا يسوع أنا خائف، خائف من المرض، من العجز، من الموت، من الفشل، من الفقر، من المجهول، خائف من الغد!
يا يسوع سامح صراحتي وعدم إيماني لكن هذه هي الحقيقة قلبي وحياتي. يا يسوع أنا واثق أنك أحببتني وصلبت لأجلي. فتعال يا يسوع في قلبي. تعال واسكن في داخلي. حتى لا أحيا أنا بل أنت تحيا فيّ. لأنك قلت لنا بالحرف. بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً، فتعال في داخلي الآن وبروحك املأ القلب الآن. لأن هذه هي شهوة قلبك أن الخطأة إليك يرجعون وإلى معرفة الحق يقبلون ليكونوا معك في السماء وينالوا الحياة يا أيها الطريق والحق والحياة. آمين.
صمت
تأمّل:
تعال إليّ أيها المتعب والثقيل الحمل وأنا أريحك تعال إليّ لأشفي جرح نفسك وأنزع الحزن من قلبك كم مرة حاولتَ أن تنهضَ بقوتك ولم تنجح وكم مرة جُرحتَ في بعدك عني ولم تشفى وشربت كثيراً من آبار مُرة فلم ترتوي اصغي إليّ لأنني فديتك أنت لا تعلم كم أحبك وكم أنتظر عودتك أنتظر أن تطلبني وتسمع صراخي إليك أشتاق أشتاق أن تلقي برأسك على كتفي لتضمك يميني فأنت ابني ولن تجد راحتك إلا في حضني.
صمت
آه يا ربي، ما ندمت بالقرب منك، إلا على عمر مضى في البعد عنك وما ذابت أحشائي والحزن يأكلني إلا على دمعة سالت من عينيك وما طابت لنفسي فرحة من العمق إلا بعد أن عرفتُ حبي لديك وما شغل روحي عن ترنيمتي لك إلا اشتهائي أن أنطلق إليك آه يا حبيبي طال ظلام طريقي أنر لي عمري واحملني بيديك.
تأمل:
إن أقصر الصلوات انتزعت ملكوت السماوات إذا أنها كانت من قلب منكسر نادم..
ثق دائماً أن من يقبل إليه لا يخرجه خارجاً أبداً أتذكرون اللص الذي كان مصلوباً عن يمين يسوع؟ لم يقل له سوى ” أذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك” والعشار الخاطئ وقف من بعيد وقال ” إرحمني يا رب، أنا الخاطئ ” كلمات بسيطة صريحة نادمة صادقة خرجت من القلب لتهز عرش السماء الله لا يريد صلوات روتينية مكررة بل يريد أشواق قلب متواضع صادق منكسر، لأن “القلب المنكسر المنسحق لا يحتقره الله” ورحمته هي كل يوم جديدة كل صباح ومع كل نفس من أنفاسك يوجد أمل يوجد رجاء لأن على باب قلبك يوجد إله آب. ما زال يحبك وينتظرك آه … لو تعلم مقدار الحب الذي يحبك به الآن آه … لو تعرف كم يشتاق أن يدخل قلبك الآن. لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد لكيلا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية (يوحنا 3: 16)