القسم
رتب وصلوات
رتب وصلوات
سالزيان الشرق الأوسط
للجميع
رسم سرّ التوبة:
بعد أن اعترف بطرس بمسيحانية يسوع أقامه صخرة أساسيّة لكنيسته، ثم وعده بأن يعطيه “مفاتيح ملكوت السماوات” قائلاً:
“كل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في السماوات، وما تحلّه على الأرض يكون محلولاً في السماوات” (متى 16/17-19)
في مساء القيامة جدّد الوعد نفسه لبطرس وسائر الرسل:
“خذوا الروح القدس، من غفرتم خطاياهم تغفر لهم، ومن أمسكتم خطاياهم تمسك لهم” (يو 20/19-24).
بهذا الكلام، خوّل الرسل وخلفاءهم -وهم الأساقفة والكهنة – سلطان “حلّ الخطايا”. يجب إذن على المؤمن الاعتراف بخطيئته للكاهن – الذي قد يكون خاطئاً ولا يحق له من طبعه أن يطّلع على خفايا الضمير- إنما هو ممثّل المسيح الذي يحلّه من خطاياه.
شروط الاعتراف:
كيف نتحضّر للاعتراف:
أوّلاً: نلتمس من الروح القدس المعونة كي نتذكّر الخطايا ونميّز الخير من الشرّ.
صلاة: أيها الروح القدس نوّر عقلي، لكي أعرف خطاياي، وأعترف اعترافاً صادقاً. أو (صلاة أيها الملك السماوي المعزي…) أو غيرهم…
ثانياً: فحص الضمير.
أنا هو الربّ إلهك، لا يكن لك إله غيري:
هل احتقرت الدين بفكري أو بحديثي أو بمطالعاتي؟
هل أخللت بواجباتي الدينية عن حياء؟
هل قمت بواجبي لكنيستي وكاهنها؟
هل قطعت الرجاء من رحمة الله أو توكلت عليها لأتمادى في الشر؟
هل أبغضت قريبي، أو حقدت عليه، أو اشتهيت له الضرر، أو رفضت مصالحته؟
هل حبست عن محتاج صدقة أو فعل خير كان في وسعي تلبيته؟
هل أهملت صلواتي صباح مساء أو صليتها بفتور مشتت الفكر؟
هل أخللت باحترام بيت الله والأشخاص المكرّسين له؟
لا تحلف باسم الله بالباطل:
هل حلفت بغير موجب، أو حلفاً كاذباً؟ هل جدّفت؟ هل دعوت على نفسي أو على غيري؟
هل أهملت أو أجّلت بغير سبب وفاء نذوري؟
احفظ يوم الرب (اسمع القداس أيام الآحاد والأعياد المأمورة):
هل أهملت المشاركة في القداس الإلهي أيام الآحاد والأعياد؟
هل كنت سبباً لغيري في عدم تقديس يوم الربّ؟
هل تخلفت عن سماع القداس عن قصد؟
هل حضرت القداس بسطحية وبتشتت تام؟
هل أهملت حضور القداس بكامله؟
أكرم أباك وأمك:
هل قللت الاحترام أو الطاعة لوالديّ؟
هل ابتعدت عن مساعدتهما روحياً ومادياً؟
هل قمت بواجبي لمن أنا مسؤول عنهم؟
لا تقتل:
هل ألحقت ضراراً بقريبي في نفسه أو جسمه أو حياته؟
هل اشتهيت الموت لنفسي أو لغيري؟
هل انتقمت من قريبي أو حاولت ذلك؟
هل سببت شكاً للقريب بأقوالي أو أعمالي؟
لا تزن، لا تشتهِ امرأة قريبك:
هل توقّفت على أفكار مضادة للطهارة؟
هل سمحت لنفسي بشهوة، نظر، كلام، أو عمل ضد الطهارة؟ وحدي أو مع غيري؟
هل تجنّبت أسباب الخطيئة (مطالعات، مشاهد، عُشرة رديئة)؟
لا تسرق، لا تشتهِ مقتنى غيرك:
هل للقريب في ذمّتي حقّ؟
هل ضبطت ما لا حقّ لي فيه؟
هل رددت المسلوب وعوّضت من الضرر؟
لا تشهد بالزور:
هل شهدت شهادة زور؟
هل كذبت؟ هل تكلمت بحق القريب؟
هل اتهمته بما ليس فيه؟
هل أخللت بوصايا الكنيسة؟
هل أتيت عملاً صادراً عن كبرياء، عن بخل، عن دعارة، عن حسد، عن شراهة، عن غضب، عن كسل؟ هل حاربت عاداتي القبيحة؟ – هل أخللت بواجب حالتي الخاصة؟ (مدرستي – التزاماتي المتنوعة – مسؤولياتي).
وقت الاعتراف:
فعل الندامة:
أو:
بعد الاعتراف:
إن صُدِمنا بقلّة النتائج الظاهرة في صراعنا ضدّ الخطيئة، فهذا لا يعني عدم صدق الندامة. الإنسان ضعيف، ونعمة الله ليست عصا سحريّة. المهمّ أن نحاول دون تردّد السيطرة على السيّئات التي فينا.
متى الاعتراف؟
إنّ المرء كلّما تقدّم في القداسة اكتشف ضعفه، وازداد شعوره بأدنى الهفوات. الزجاج كلّما ازداد نقاوة وصفاء ازداد تأثراً بأدنى الغبار… فليكن اعترافي كلّما شعرت بالحاجة إلى التّوبة الصادقة: التكفير عن سقطة جسيمة، تقويم عادة سيّئة خطرة، استعادة شعلة الحرارة الروحيّة، بمناسبة الأعياد الكبرى، بمناسبة الإقدام على خطوة هامة في حياتي…
لا يكن الاعتراف كثيراً إلى حدّ التعرّض لخطر الرتابة، ولا يكن نادراً إلى حدّ التعرّض لفقدان الشعور بالمسؤولية تجاه خطيئتنا وضعفنا.
أهمية الاعتراف:
التجدّد الروحي. الشعور بالسلام والوحدة مع الله، مع النفس، مع الآخرين، مع الكنيسة، مع العالم…
التزام التطبيقات العمليّة: التواضع بدل الكبرياء، الوداعة بدل الغضب والعنف، القناعة بدل الطمع والحسد والشراهة، النشاط بدل الغيرة والكسل واللامبالاة، الطهارة بدل الدنس، الحرارة بدل الفتور، الحقّ بدل الظلم والباطل، محبّة القريب بدل محبّة الذات، الممارسة بدل الإهمال، الصلاة بدل نسيان الله والقديسين، التقشّف بدل الرخاء والارتخاء! …