مسبحة تأملية في حياة العذراء مريم
يا مريم ملجأ الخطأة، صلي لأجلنا نحن الملتجئين إليك
يا مريم ملجأ الخطأة، صلي لأجلنا نحن الملتجئين إليك
رتب وصلوات
سالزيان الشرق الأوسط
صلوات مريمية للجميع
يا مريم ملجأ الخطأة، صلي لأجلنا نحن الملتجئين إليك
مسبحة تأملية في حياة العذراء مريم
تعالوا إلى مريم
يا مريم ملجأ الخطأة، صلي لأجلنا نحن الملتجئين إليك
· السرّ الأول: نتأمل إيمان مريم… قالت “نعم” فكانت الحياة…
نقول”نعم”، نقول”لا”. رُبَّ “نعم فجرت نوراً”، أو فتحت طريقاً”. رُبَّ “لا قتلت عنفواناً، أو أجهضت ميلاد حياة”. يمدّ يده مستغيثاً: يطلب كلمة، كلمة حياة، كلمة ميلاد. أقول نعم؟ أو أقول لا؟ بين نعم ولا، يتأرجح سرّ حياة.
في البدء كان الكلمة، مريم العذراء قالت نعم. قالت نعم لله: ليكن لي كما قلت. قالت نعم للإنسان: ليس عندهم خمر.
قالت نعم، فالتفت السماء بالأرض، وانتصرت الحياة وتدفق تاريخ الخلاص، وكانت الأمومة. وكان الله – الإنسان. عندما تلتقي نعمة الله ونعم الإنسان، يزهر الحب، ويتفجر الأمل، وتخصب الحياة، ويولد الإنسان.
· السر الثاني: لنتأمل في تواضع مريم:
أماه مريم، بتوليتك في الجسد بروعتها، وتواضعك في خدمة نسيبتك بعظمته، صلاتك الدائمة وعودتك المستمرة إلى الله بصدقها، كل ذلك رفعك إلى مقام العظام العظام، وفتح أمامك أبواب المحبة.
“من يحبني يعمل وصاياي، أحببوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم“.
وكم كانت دهشة نسيبتك أليصابات عظيمة عندما رأتك في هذه الروعة وفي هذا الكمال فقالت: “من أين لي أن تأتي إلي أم ربي!”. ودهشتها كانت أكبر عندما رأتك كابنك الإلهي تأتين إليها لتخدمي لا لتُخدَمي. ولقد صدق المرتل الإلهي عندما قال: “من هي الآتية من بعيد الصاعدة كالفجر عند انبثاقه، جميلة كالقمر نقية كالشمس مخيفة كجيش يهم للحرب”.
· السر الثالث: لنتأمل في صمت مريم:
إليك نلتجئ يا أمنا البتول، يا ملكة الفضائل كلها، لنتعلم منك أن نصمت، وألا نتكلم إلا في الوقت المناسب.
فلقد كنت تمتازين بصمتك في ظروف عديدة من حياتك. رغم كونك تقدرين أن تعبّري عن رأيك بصمتك وعواطفك بكل صراحة. رغم ذلك، كنت تحفظين كل شيء بصمت، بصمت خشوعي وتعجبي. كما في يوم بشارة الملاك لك، وفي يوم ميلاد ابنك، ونبوءة سمعان الشيخ في الهيكل للطفل ولك، ويوم هروبك إلى مصر مع الطفل ويوسف. ويوم وجدان يسوع في الهيكل مع العلماء وإلى يوم الجلجة.
كل هذا، نعم يا أمنا، لم تُظهري إلا صمت الصبر والخضوع لمشيئة الله.
فارشدينا يا أمنا إلى ممارسة تلك الفضيلة المقدسة، فنسير سيرة أبناء حقاً لله ولك.
· السر الرابع: لنتأمل في صلاة مريم:
بقربك يا أماه، للحياة معنى، وبعيداً عنك تظل الحياة تتقاذفها أمواج العالم. ونحن نعلم ما هي هذه الأمواج.
أماه، أعيدي للإنسان – وهو أنا- معنى القيم حيث الهواء النقي والطلق، وحيث مشاهدة الله بواسطتك، ترفعيني إلى مستوى القداسة وتجعليني أشعر بقوة الصلاة، بعمق الطهارة، وأتحسس بقربك كم أنا بعيد عن طريق الصواب التي هي الطريق التي تكلم عليها المسيح الله حينما قال: أنا هو الطريق. وطريقه هي إيمان ورجاء ومحبة واستقامة ووجدان وانفتاح. وما غير الطهارة يجعلنا ننفتح على الآخرين. ونعيش الفضائل الإلهية. الطهارة عطاء وهدى. والطهارة اكتشاف يوحي لعمق الله حيث عشت حياتك طولها. الطهارة ليست فيك تهرباً ولكن إجابة لأعماق الله التي هي ينبوع تتدفق منه وبدون انقطاع مياه النشوة والوصال ونور يتجدد في أبدية لا غروب لها.
· السر الخامس: لنتأمل في أمومة العذراء… مريم أم المسيح… وأم الله:
أماه مريم، يشيد بك من دافع عن أمومتك الإلهية كيرنلس الإسكندري، فيقول بين ما قاله:”إذا كان سيدنا يسوع المسيح الله، فكيف لا تكون العذراء مريم التي وضعته في طبيعته البشرية أم الله. فهي أم الله وأم المسيح، لأنها وضعت في الحياة البشرية ليس فقط إنساناً مثلنا ولكن كلمة الآب الذي تجسد وصار إنسانا”. وهذا التعليق بأمومتك الإلهية، يا أماه، جعل الشعب المؤمن بفطرته المسيحية التي يحييها ويغذيها الروح القدس يدعوك أم الله قبل أن تحدد العقيدة. وحس الشعب المؤمن هو من الله، مدحك. أعجب بك. أحبك أنت أم الطفل الذي هو الله المخلص. فيا أماه إليك أعود، فيك أجد العاطفة التي فقدها العالم.
السلام عليك أيتها الملكة
السلام عليك أيتها الملكة أم الرحمة والرأفة
السلام عليك يا حياتنا ولذتنا ورجانا
إليك نصرخ نحن المنفيين أولاد حواء
ونتنهد نحوك نائحين وباكين في هذا الوادي وادي الدموع
فأصغي إلينا يا شفيعتنا وانعطفي بنظرك الرؤوف نحونا
وأرنا بعد هذا المنفى يسوع ثمرة بطنك المباركة
يا شفوقة يا رؤوفة يا مريم البتول يا حلوة لذيذة. آمين.