ماذا يعني تكريم القديسين؟
شفعاء لدى الآب السماوي
شفعاء لدى الآب السماوي
مواضيع في التعليم المسيحي
سالزيان الشرق الأوسط
للجميع
إعلان قداسة يوحنا بولس الثاني ويوحنا الثالث والعشرين تدفع بعض الإخوة إلى التساؤل عن معنى وصحة ما يقوم به الكاثوليك والأرثوذكس من تكريم للقديسين. السؤال ليس حديثاً وهو يُطرح في مجالات عدة:
هل يعبد المسيحيون الكاثوليك والأرثوذكس القديسين؟
فلننطلق من تصويب لغوي هام جداً له وقعه اللاهوتي والتقويّ. يدرج القول أن يقول أحد عن ذاته: أنا “متعبد” للقديس شربل، أو أنا متعبد للقديس أنطونيوس البادواني، وأنا متعبدة للقديسة ريتا، إلخ. رغم أن مقصد من يقول هذه الكلمات عادة ليس الحديث عن “عبادة” هي واجبة نحو الله وحده، إلا أنه من المستحسن أن نصوّب لغتنا. فالعبادة لا تُعطى لأي مخلوق، ولا حتى العذراء مريم، التي رغم سمو قداستها هي مخلوقة. يجب أن نبدأ الكلام عن “تكريم”. ورغم أن الكلمة ليست اعتيادية، مع الوقت سنعتاد عليها.
فعلم اللاهوت يميز انطلاقاً من التقليد العريق بين فعلين متمايزين:
التكريم هو فعل يجوز للمخلوقات، ونحن مدعوون لإكرام الأب والأم (الوصية الرابعة)، ولإكرام القريب، ولذا يعلم التقليد أنه يجب أن نكرم القديسين كما نكرم إخوتنا بالمسيح، لأنهم صورة المسيح. ولكن هذا التكريم هو مختلف جوهرياً عن العبادة. هذا التمييز الدقيق بين التعبيرين يعود بوجه التحديد إلى القديس يوحنا الدمشقي في معرض الجدال حول تكريم الأيقونات.
بعد هذا التحديد نتساءل عن الأسلوب القويم في تكريم القديسين؟
تكريم القديسين لا يتم من خلال “التعبد” بالمعنى الحرفي للكلمة. فالتعبد الوثني هو مهين لهم لأنه لا يصبّ في مقام نظرتهم وسيرة حياتهم التي كانت دوماً تكرر أولية الرب. هناك من قال لي مرة: “أحب يسوع ولكن القديسة ريتا هي فريدة من نوعها”. كلمات من هذا النوع تجعل القديسة تنتفض بمثواها!! القديسون لا يجب أن يكونوا عائقاً أو بديلاً عن الرب. فنحن نكرمهم لأنهم يدلونا ويهدونا إلى الرب، لأنهم يجسدون جزءاً من عبقرية الروح القدس في هداية النفوس إلى الله، الله-المحبة. طبعاً، يمكنك أن تشعر نفسياً أنك قريبة من القديسة ريتا (الشخص الذي قام بالمسارعة أعلاه هي أم)، ولكن هذا قرب نفسي ومعنوي، ويجب أن ندركه كذلك، وليس له بعد لاهوتي. فلاهوتياً وإيمانياً ما من أحد أقرب من الرب يسوع إلى النفس، ما من وسيط بينه وبيننا! القديسون ليسوا “واسطة” نبرطلها ونرشيها بشموع وابتهالات . هذا ليس تكريم مسيحي، هذه ممارسات وثنية، كما يذكرنا يسوع بمثال الوثنيين الذين يظنون أنهم يحصلون على مرامهم من خلال “تدويخ” الألوهة (راجع مت 6).
ولنعد للسؤال إذًا: كيف نكرم القديسين؟ إليكم ثلاث إمكانيات:
مثال: